|
||
. | ||
حقوق الجار: خامسًا: حقوق الجار في الإسلام: الصفحة السابقة الصفحة التاليـة (عناصر البحث) |
||
|
||
خامسًا: حقوق الجار في الإسلام: كلّ ما يذكر من حقوق الجار يرجع في الحقيقة إلى ثلاثة حقوق: الأول: كف الأذى عنه: 1- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أيّ الذنب أعظم؟ قال: ((أن تجعل لله ندًا))، قلت: ثم أيّ؟ قال: ((أن تقتلَ ولدك مخافةَ أن يطعم معك))، قلت: ثم أي؟ قال: ((أن تزانيَ حليلة جارك))[1]. 2- وعن المقداد بن الأسود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما تقولون في الزنا؟)) قالوا: حرام، حرّمه الله وسوله، فهو حرام إلى يوم القيامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن يزني الرجل بعشرة نسوة أيسر عليه من أين يزني بامرأة جاره))، قال: ((فما تقولون في السرقة؟)) قالوا: حرام، حرّمها الله ورسوله، فهي حرام، قال: ((لأن يسرق الرجل من عشرة أبيات أيسر من أن يسرق من بيت جاره))[2]. 3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، إنّ فلانةً يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها غيرَ أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: ((لا خير فيها، هي من أهل النار))، قال: يا رسول الله، فإن فلانة يُذكر من قلّة صيامها وصدقتها وصلاتها وإنها تصدَّق بالأثوار من الأقِط ولا تؤذي جيرانها بلسانها، قال: ((هي في الجنة))[3]. 4- وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه))[4]. 5- وعن أبي شريح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن))، قيل: ومن يا رسول الله؟ قال: ((الذي لا يأمن جاره بوائقه))[5]. الثاني: الإحسان إليه وإكرامه: 1- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان يؤمن بالله واليوم والآخر فليكرم جاره))[6]. 2- عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن إلى جاره))[7]. الثالث: احتمال أذاه: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشكو جارَه فقال: ((اذهب فاصبر))، فأتاه مرتين أو ثلاثا فقال: ((اذهب فاطرح متاعك في الطريق))، فطرح متاعه في الطريق، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره، فجعل الناس يلعنونه: فعل الله به وفعل وفعل، فجاء إليه جاره فقال له: ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه[8]. قال ابن العربي رحمه الله: "وحقوقه عشرة، يجمعها الإكرام وكفّ الأذى"[9].
[1] أخرجه البخاري في كتاب التفسير، باب قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادًا..} (4774)، ومسلم في كتاب الإيمان، باب كون الشر ك أقبح الذنوب (86). [2] أخرجه أحمد (6/8)، والبخاري في الأدب المفرد (103)، والبزار (2115)، والطبراني في الكبير (20/256) والأوسط (6333)، والبيهقي في الشعب (7/81)، وقال المنذري في الترغيب (3/192) والهيثمي في المجمع (8/168): "رواته ثقات"، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة (65). [3] أخرجه ابن راهويه في مسنده (293)، وأحمد (2/440)، والبخاري في الأدب المفرد (119)، والبيهقي في الشعب (7/78-79)، وصححه ابن حبان (5764)، والحاكم في المستدرك (7304، 7305)، وقال المنذري في الترغيب (3/242): "ورواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح"، وقال الهيثمي في المجمع (8/169): "رواه أحمد والبزار، ورجاله ثقات"، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (190). [4] أخرجه مسلم في الإيمان (46). [5] أخرجه البخاري في الأدب (6016). [6] أخرجه البخاري في الأدب (6018)، ومسلم في الإيمان (47) واللفظ له. [7] أخرجه البخاري في الأدب (6019)، ومسلم في الإيمان (48) واللفظ له. [8] أخرجه أبو داود في الأدب (5153)، وصححه ابن حبان (520)، والحاكم (7302)، والألباني في صحيح سنن أبي داود (4292). [9] أحكام القرآن (1/429). |
||
. |