الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد :-
فمرحباً بكم في ملتقى الأئمة والخطباء والدعاة والوعاظ على شبكة الإنترنت . حيث يلتقي الجميع للإفادة من الخطب المنبرية المتنوعة الأساليب والموضوعات بهدف الارتقاء بخطب الجمعة علمياً ومنهجياً . ليؤدي المنبر دوره في توعية الأمة وتعليمها أمور دينها على أكمل وجه وأصوب منهج .
وقد قام على إخراج الموقع وجمع مادته نفر من الأئمة والخطباء وطلاب العلم من أنحاء العالم الإسلامي , والذين أدركوا أهمية الإفادة من هذه التقنية الحديثة , وتقديم مشروع عملي حيوي يفيد الأئمة والخطباء خصوصاً وجماهير الأمة عموماً .
وقد استغرق العمل لإخراج الموقع في مرحلته الأولى , نحو أربعة عشر شهراً , وما زال أمام فريق المنبر الكثير من الوقت والجهد لإكمال المراحل المتبقية والتي تُمثل نحو 60 % من المخطط العام للمشروع والذي قام بإخراجه وتنفيذه المجلس العلمي للأئمة .
وأملنا في الله عز وجل أن يوفقنا ويعيننا ويرزقنا الإخلاص في السر والعلن ثم في دعوات إخواننا ودعمهم ومساندتهم , والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
فريق المنبر
كلمة المشرف العام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد
فإن المتأمل لأحوال المسلمين في العالم عموما وفي ديار الإسلام خصوصا وما يعيشونه من جهل وبعد عن دين ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ، ليدرك أهمية العمل الجاد لإيقاظ المسلمين من رقدتهم وتبصيرهم بأمور دينهم لا سيما ما يتعلق بالعقائد والأحكام . ولا شك أن المسجد من أهم القنوات وأعظم الوسائل لتحقيق هذا المطلب الهام ، فمن المسجد إنطلقت الجيوش وأوفدت الوفود وقسمت الصدقات وأقيمت الشعائر والصلوات ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه ) . ولما غاب دور المسجد ، غابت معه الأمة . ولما خفتت أصوات المنابر ، علت أبواق الشر والباطل . ولا سبيل لإعادة دور المساجد وصولات المنابر إلا بإسنادها إلى أئمة مؤهلين ورجال أكفاء ، عقائدهم صافية ومناهجهم واضحة ، نهلوا من العلم فأخذوا منه بحظ وافر ( قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني )
والخبير بأحوال المساجد وأئمتها في أنحاء العالم ، يلحظ أن الأئمة والخطباء فيها ينقسمون إلى فريقين :
الفريق الأول : أئمة غير مؤهلين علميا ومنهجيا للإمامة وتعليم الناس امور دينهم.
الفريق الثاني : أئمة مؤهلون . وينقسمون إلى فئتين :
( أ ) أئمة متفرغون ، وعددهم قليل. وهم يقومون بدور طيب وجهد
مشكور، نسأل الله أن يبارك فيهم وبهم .
( ب ) أئمة غير متفرغين ، وذلك لارتباطاتهم العملية والعلمية أو انشغالهم بتحصيل الرزق والسعي عل العيال ، مما انعكس سلبا على دورهم ورسالتهم في المسجد، واعتنائهم بخطبة الجمعة إعداد ومعايشة وتفاعلا.مما يضعف أثر الخطبة ، تلك الشعيرة العظيمة التي من أجلها قصرت رباعية الظهر وأمر الله عزوجل بشهودها وحضورها(ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ) .
ومن هنا تبلورت فكرة إنشاءموقع يخدم خطبة الجمعة وخطبائها، ويقدم لهم خطبا علمية منهجية، متنوعة الأساليب والأفكار.راجيا من الله عز وجل أن تسهم هذه الفكرة في إحياء وتجديد دور المنبر وأن تكون مشاركة عملية في الإرتقاء بدور المسجد، مستفيدين في ذلك بما يسره الله عز وجل مؤخرا من اكتشاف هذه التقنية العجيبة(الإنترنت)،وتذليلها لجمهور الناس. والتي أعتقد أنها تيسير من العليم الخبير ووسيلة سبقنا إليها –كالعادة- أصحاب العقائد الفاسدة والمناهج المنحرفة فنشروا باطلهم وروجوا له عبر هذه الشبكة الواسعة الإنتشار السريعة التأثير،(ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم).
والمنبر بهيئته التي بين يديك بداية متواضعة وجهد المقل ،لا غنى له بعد الله عز وجل عن إسهام الافاضل رواد المنابر ومشاركاتهم وتشجيهم المعنوي والعملي .وحسبنا أننا بذلنا جهدنا واجتهدنا على قدر الإمكانات والقدرات المتاحة .فما كان من إتقان وإحكام فمن فضل الله وتوفيقه ، وما كان من تقصير وخلل فمن عند أنفسنا .والله نسأل أن يرزقنا الإخلاص في السر والعلن وأن يتقبل منا جميعا صالح أعمالنا ،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
معنى
المنبر في اللغة
المنبر في اللغة: من قولهم نبر الشيء أي رفعه ، وبابه (ضرب) ، ومنه سمي (المنبر) لإرتفاعه(1)
تواتر الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب على منبر صنع
له بعد أن كان يخطب مستنداً إلى جذع شجرة ، روى البخاري في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله قال: ((كان جذع يقوم إليه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما وضع له المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم
ووضع يده عليه)) (2)
قال الخطابي رحمه الله تعالى: العشار: هي الحوامل من الأبل التي قاربت الولادة(3)
كان الحسن رحمه الله تعالى : إذا حدث بهذا الحديث بكى ، ثم قال: يا عبد الله الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه لمكانه من الله فأنت أحق أن تشتاقوا إلى لقائه(4)
وقد جاء في حديث أبي حازم بن دينار أن رجالاً أتوا سهل بن سعد الساعدي وقد أمتروا في المنبر مم عوده؟ فسألوه عن ذلك ؟ فقال: والله إني لأعرف ماهو ، ولقد رأيته أول يوم وضع وأول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرسل رسول الله
إلى فلانة – امرأة قد سماها سهل- مري غلامك النجار أن يعمل لي عوداً أجلس عليهن إذا كلمت الناس فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها فأرسلت إلى رسول الله
فأمر بها فوضعت هاهنا
(5)
قال ابن النجار: وطول منبر النبي
ذراعان وشبر وثلاث أصابع وعرضه ذراع راجح(6)
وكان منبر رسول الله ثلاث درجات يقف على درجتين منها فيخطب الناس .
(1)مختار الصحاح (ص642) بتصرف .
(2)البخاري (كتاب الجمعة-باب الخطبة على المنبر- 2/398)
(3)علام الحديث (1/582)
(4)رواه أبو يعلي (5/143)
(5)فتح الباري (2/399) ، وأخبار مدينة الرسول (ص80- ص82)
(6)أخبار مدينة رسول الله (ص82)
|