نرى والحال هذه جواز دفع الزكوات لدعم ميزانيات تلك المواقع؛ لأنها من
سبيل الله الذي هو أحد مصارف الزكاة؛ فإن الدعوة إلى الله ورد شبهات
المشركين والمبتدعة من أقوى الأسباب للدخول في الإسلام الذي هو القصد
الأكبر من قتال الكفار، فليس القصد من القتال مجرد قتل الأفراد ولا
الاستيلاء على الأموال والبلاد وإنما القصد دعوتهم إلى الله وإدخالهم في
الإسلام، ولهذا جاء في حديث بريدة عند مسلم قوله:
((وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى الإسلام))
ثم قال:
((فإن أبوا فادعهم إلى الجزية))
ثم قال:
((فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم))
وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقاتل إلا بعد أن يبدأ بالدعوة إلى
الإسلام، ولا شك أن شبكة المعلومات الإنترنت قد سدت ثغرة علمية ودعوية على
امتداد الساحة الإسلامية حيث تم دخول كثير من غير المسلمين في الإسلام وتم
رد كثير من الشبهات حول الإسلام، كما أن لها أثرًا كبيرًا في تصحيح العقيدة
والعبادات، فعلى هذا تدخل في سبيل الله، وتصرف الزكاة في تثبيتها وتزويدها،
ويتأكد على المسلمين القادرين أن يمدوا هذه الشبكة بما تيسر لهم من الصدقات
والتبرعات حتى تؤتي ثمارها وتظهر آثارها، والله أعلم. |