موسوعة البحـوث المنــبرية

.

  تربية الأبناء: ثالثاً: المسؤولية التربوية:                    الصفحة السابقة                  الصفحة التالية                   (الصفحة الرئيسة)

 

ثالثاً: المسؤولية التربوية:

قال الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ قُواْ أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ} [التحريم:6].

قال القرطبي: "وقال العلماء: لما قال: {قُواْ أَنفُسَكُمْ} دخل فيه الأولاد؛ لأن الولد بعض منه، فيعلّمه الحلال والحرام، ويجنّبه المعاصي والآثام، إلى غير ذلك من الأحكام"[1].

وقال الكيا: "فعلينا تعليم أولادنا وأهلينا الدين والخير، وما لا يستغنى عنه من الأدب"[2].

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها))[3].

قال الخطابي: "معنى الراعي ها هنا الحافظ المؤتمن على ما يليه، يأمرهم بالنصيحة فيما يلونه، ويحذرهم أن يخونوا فيما وكل إليهم منه أو يضيّعوا، وأخبر أنهم مسؤولون عنه، ومؤاخذون به"[4].

وعن سبرة بن معبد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر))[5].

قال بدر الدين العيني: "هذا الأمر أمر تأديب وإرشاد؛ ليتخلق بأخلاق المسلمين، ويتعوّد بإقامة العبادات"[6].


[1] الجامع لأحكام القرآن (18/186).

[2] أحكام القرآن (4/488).

[3] رواه البخاري في الوصايا، باب: تأويل قول الله تعالى: {مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا} (2751)، ومسلم في كتاب الإمارة، باب: فضيلة الإمام العادل (1829).

[4] معالم السنن (3/3).

[5] رواه أبو داود في كتاب الصلاة، باب: متى يؤمر الغلام بالصلاة؟ (494)، والترمذي في الصلاة، باب: ما جاء متى يؤمر الصبي بالصلاة؟ (407) وقال: "حديث حسن صحيح"، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (334).

[6] شرح سنن أبي داود (2/414–415).

 

.