|
||
. | ||
صلة الأرحام: سابعاً: عقوبة القطيعة: الصفحة السابقة الصفحة التالية (عناصر البحث) |
||
|
||
سابعاً: عقوبة القطيعة: 1 ـ أن قاطع الرحم عليه لعنة من الله: قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله يوصي ميمون بن مهران: "إني أوصيك بثلاث فاحفظهن"، قال: يا أمير المؤمنين، ما هن؟ قال: "لا تخلُ بامرأة ليس بينك وبينها محرم وإن قرأتَ عليها القرآن، ولا تصافِ قاطعَ رحم؛ فإن الله عز وجل لعنه في آيتين من كتاب الله تعالى: قوله تعالى: {وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ ٱللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِى ٱلأرْضِ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ ٱللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوء ٱلدَّارِ} [الرعد:25]، وقوله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَتُقَطّعُواْ أَرْحَامَكُمْ} [محمد:22]"[1]. 2 ـ أن قاطع الرحم لا يدخل الجنة: عن جبير بن مطعم أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يدخل الجنّة قاطع))، قال سفيان: "قاطع رحم"[2]. قال النووي: "هذا الحديث يتأوَّل تأويلين: أحدهما: حَمْله على من يستحلّ القطيعة بلا سبب ولا شبهة مع علمه بتحريمها، فهذا كافر يخلد في النار ولا يدخل الجنة أبداً. والثاني: معناه: لا يدخلها في أوّل الأمر مع السابقين بل يعاقب بتأخّره القدر الذي يريده الله تعالى"[3]. 3 ـ أن قاطع الرحم يحرم نفسه بركة الرزق وطول العمر: قال الطيبي: "إن الله يبقي أثر واصل الرحم طويلاً فلا يضمحل سريعاً كما يضمحل أثر قاطع الرحم"[4]. 4 ـ أن عقوبة القاطع معجلة في الدنيا: عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من ذنب أجدر أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم))[5]. [1] مساوئ الأخلاق ومذمومها للخرائطي (110). [2] رواه البخاري في الأدب، باب: إثم القاطع (5984)، ومسلم في البر والصلة، باب: صلة الرحم (2556). [3] شرح صحيح مسلم (8/450). [4] شرح الطيبي (9/152). [5] أخرجه أحمد (5/36)، وأبو داود في الأدب، باب: ما جاء في النهي عن البغي (4902)، والترمذي في صفة القيامة (2511)، وابن ماجه في الزهد (4211)، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان (455، 456)، والحاكم (2/356)، ووافقه الذهبي ، وهو في السلسلة الصحيحة (918). |
||
. |