|
||
. | ||
غض البصر: سادساً: الأسباب المعينة على غض البصر: الصفحة السابقة الصفحة التالية (عناصر البحث) |
||
|
||
سادساً: الأسباب المعينة على غض البصر: 1- مراقبة الله في السر والعلن: قال ابن القيّم في منْزلة المراقبة: "وهي ثمرة علمه بأنّ الله سبحانه رقيبٌ عليه، ناظرٌ إليه، سامع لقوله، وهو مطّلعٌ على عمله في كلّ وقت وفي كلّ لحظة، وكلّ نَفَس وكلّ طرفة عين". وقال: "وأرباب الطريق مجمعون على أنّ مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر. فمن راقب الله في سرّه حفظه الله في حركاته في سرّه وعلانيته"[1]. 2- العلم بأنّ نظر الله إليه أسرع من نظره إلى المحرّم: قال الله تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ ٱلأعْيُنِ وَمَا تُخْفِى ٱلصُّدُورُ} [غافر:19]. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تمرّ به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غفلوا عنها لحظ إليها، فإذا فطنوا غضّ، فإذا غفلوا لحظ، فإذا فطنوا غضّ، وقد اطَّلع الله من قلبه أنّه ودَّ لو اطَّلع على فرجها)[2]. 3- الاشتغال بذكر الله والإكثار من الطاعات: قال الشافعيّ: "صحبتُ الصوفية فما انتفعتُ منهم إلاَّ بكلمتين، سمعتهم يقولون: الوقتُ سيفٌ، فإن قطعته وإلاَّ قطعك، ونفسُك إن لم تشغلها بالحقِّ شغلتك بالباطل"[3]. 4- تذكّر ما عند الله لمن خاف مقام ربّه وغضَّ بصره: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اضمنوا لي ستًا من أنفسكم أضمن لكم الجنّة: اصدقوا إذا حدّثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدّوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضّوا أبصاركم، وكفُّوا أيديكم))[4]. قال القرطبي: "البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، وأعمر طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهة، ووجب التحذير منه، وغضّه واجب عن جميع المحرمات، وكلّ ما يخشى الفتنة من أجله"[5]. قال ابن مسعود رضي الله عنه: (حفظ البصر أشدُّ من حفظ اللسان)[6]. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنّه قال: قال رسول الله عليه وسلم: ((يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنّه له وجاء))[7]. قال النوويُّ: "وأصل الباءة الجماع، مشتقّة من المباءة، وهي المنْزل... ثم قيل لعقد النكاح: باءة، لأنّ من تزوّج امرأة بوّأها منْزلاً"[8]. قال ابن حجر: "فيه الحثّ على غضّ البصر، وتحصين الفرج بكل ممكن"[9]. 7- تجنب الجلوس في الطرقات والأماكن العامة لغير حاجة: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إيّاكم والجلوس في الطرقات))، فقالوا: يا رسول الله، ما لنا من مجالسنا من بدّ، نتحدّث فيها، فقال: ((فإذا أبيتم إلاّ المجلس فأعطوا الطريق حقّه))، قالوا: وما حقّ الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))[10]. وقال أنس بن مالك رضي الله عنه: (إذا مرَّت بك امرأة فغمِّض عينيك حتى تجاوزك)[11].
[1] مدارج السالكين (2/69). [2] انظر: تفسير ابن كثير (7/127). [3] مدراج السالكين (3/129). [4] أخرجه أحمد (5/323)، وصححه ابن خزيمة (19)، وابن حبان (271)، والحاكم (4/358-359)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1470). [5] الجامع لأحكام القرآن (12/223). [6] الورع لابن أبي الدنيا (62). [7] أخرجه البخاري في الصوم (1905)، ومسلم في النكاح (1400). [8] شرح صحيح مسلم (9/172). [9] فتح الباري (9/112). [10] أخرجه البخاري (6229). [11] الورع لابن أبي الدنيا (66). |
||
. |