موسوعة البحـوث المنــبرية

.

   غض البصر: رابعاً: زنا النظر:      الصفحة السابقة        الصفحة التاليـة      (عناصر البحث)

 

رابعاً: زنا النظر:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّ الله كتب على ابن آدم حظّه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك ويكذبه))[1].

قال ابن بطال: "سمى النظر والنطق زنًا؛ لأنَّه يدعو إلى الزنا الحقيقي، ولذلك قال: والفرج يصدّق ذلك ويكذبه"[2].

قال النوويّ: "معنى الحديث أنّ ابن آدم قُدِّر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناهُ حقيقيًا بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناهُ مجازًا بالنظر الحرام، أو الاستماع إلى الزنا، وما يتعلّق بتحصيله أو بالمسّ باليد، بأن يمسّ أجنبية بيده أو يقبّلها أو بالمشي بالرِّجلِ إلى الزنا، أو النظر أو اللمس أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك، أو بالفكر بالقلب، فكلّ هذه أنواع من الزنا المجازي"[3].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف: النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب. فلهذا أمر الله بحفظ الفروج كما أمر بغضّ الأبصار التي هي بواعث إلى ذلك"[4].


[1] أخرجه أبو داود (2152)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1884).

[2] انظر: فتح الباري (11/26).

[3] شرح صحيح مسلم (16/206).

[4] مجموع الفتاوى (15/395).

 

.