.

اليوم م الموافق ‏20/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

خطر الرافضة

5160

أديان وفرق ومذاهب

فرق منتسبة

عبد الرحمن بن حمود اللهيبي

غير محدد

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أطماع أمريكا وأحلامها في العراق. 2- خطر التشيع على الأمة الإسلامية. 3- دلائل التاريخ على تحالف الروافض مع الأعداء. 4- عداء الروافض وحقدهم على الإسلام والمسلمين. 5- حكم الرافضة. 6- جرائم الرافضة في العراق. 7- المستقبل للإسلام. 8- واجب المسلمين في هذه الظروف العصيبة. 9- حال المسلمين المزري. 10- رسائل لأسود العراق.

الخطبة الأولى

أيها المسلمون، في خضم هذه الأحداث التي جرت وما زالت في عراقنا الحبيب يتوجب علينا في هذه الخطبة أن نضع النِّقاطَ على الحروفِ، ونُحدثكم عن طبيعةِ المعركةِ وحقيقةِ المكرِ وخفايا الصّراع.

لقد جَاءت أمريكا بأساطِيلها وَمَسَاطِيلها فحلّتْ بالعُقرِ من الدِّيار، وَنزَلت بِقَضّها وقَضِيضِهَا بَينَ ظهرانِي المُسلِمين، وهِي تَطمَعُ في أمور:

أولاً: في ثروات هذهِ الأرضِ المعطاء وكنوزها وخيراتِها التي سالَ لها لعابُ مصاصي الدماءِ من الرأسماليين الكبار الذين يَدفعُهُم الشرَهُ إلى الثروة إلى كُلّ فعلٍ مهما كان قَذِرًا ودنيئا، ثم لا يَتورّعُون في سبيلِ ذلكَ عن صغيرٍ ولا كبيرٍ ولا رَجلٍ ولا امرأة، فالغايةُ تبرّرُ الوسيلة، وقانونُ الغابِ بأيديهم، يُجرِّمونَ مَن يشاؤون، ويستبيحونَ ما يُريدُون.

ثانيًا: جاءت أمريكا وقد أرعبَها المدُّ الإسلاميُ المتصاعد، وأفزعَهَا نشيدُ الجهاد الذي عَلا صوتُه فهزّ العالم وزلزلَ الدُنيا بأسرِها، فجاءت لتُغيرَ ثوابتَ الأمةِ، وتحرّفَ الكلمَ عن مواضعه، وتُبدِّلَ المناهج، وتَقضِي عَلى ينابيعِ الخيرِ المتفجّرةِ في ضميرِ الأُمةِ الإسلامية، وَلِتقطعَ الطريقَ على الصَحوةِ النَّاهِضة والرَّجعةِ الصَّادِقة، ولِتنشُرَ الخَنَا والخَبَث، وتَبُثََّ فِكرها الساقِط وثقافَتها اللَّقِيطة باسم الحرية والديموقراطية، وهي تُؤَمِّلُ أن تُعيدَ صياغةَ المنطقة ورَسمَ خَرِيطَتِها السياسيةِ والدينيةِ والثقافية وفق مصالحها الخاصّة.

ثالثًا: قَدِمْت زُحوفُ التتار المُعاصرين وهي تحملُ إرثًا من الحقدِ الدَّفين والعداوةِ التاريخية والتَعصّبُ الدِّيني الذي تُغذِّيه النبوءاتُ التوراتية، على المسلمين عامة، وعلى العراقِ وأهله خاصّة، فالعراقُ في النبوءاتِ التوراتيةِ التي يؤمنُ بها الأُصوليونَ الإنجيليون الذينَ يَحكمونَ في واشنطن ولندن هي بلدُ الشَّر والمدينةُ الزانية والعدوُّ الأولُ لبني إسرائيل؛ ولذلكَ فهي تَأمرُ بقتلِ رجالهم وهَتكِ نسائهم ورضخِ رؤوسِ أطفالهم وَصبِ حِمَمِ الموت على رؤوسهم، وهو تمامًا ما فعلوا في الواقِعِ حذوَ القذة بالقذة.

رابعًا: جاءت أمريكا لتوفِّرَ الأَمنَ لربيبتها إسرائيل وتقضيَ على كلِّ خطرٍ يمكنُ أن يتهدّدها، ومَن يُعايشُ الوضعَ يُدركُ أنَّ الأخطبوطَ الإسرائيلي قد تغلغلَ في العراق سياسيًا ومخابراتيًا واقتصاديًا، واسألوا من شئتم عن فِرقةِ الاغتيالاتِ التابعةِ للموساد، والتي تَسعى حثيثًا لتصفيةِ رموز وكوادر أهلِ السُنة، وهي الآن متواجدة بقوةٍ في بغداد.

خامسًا: جاءتْ أمريكا وهي تُؤمِّلُ أنْ تُقطّعَ أوصالَ الدولِ العربيةِ الكبيرة وتُفَتِّتَ كِياناتِها لتُقِيمَ دُوَيلاتِ ضعيفة لا حَول لها ولا سلطان، تَغرسُ بينها دويلاتِ طائفية تدين لها بالولاء وتحملُ حقدًا أسود على أهل الإسلام وتظلُّ أشواكًا في طريق اجتماعِ كلمةِ المسلمين. نعم، لقدْ أدركتْ أمريكا أن الإسلام السنيّ هو العدو الحقيقي، وأن الفِرق الباطنية هي نِقاطُ الضعف، وهي الثغرةُ الحقيقيةُ التي يمكنُ أن يَنفُذَ منها الأعداء للاستيلاءِِ على أهلِ الإسلام، فقررتْ أنْ تَجعلَهم أحصنةً لاختراقِ حُصُونِ الأُمة، وعلى رأسِ هؤلاءِ الرافضة؛ وتأكيدًا لهذا الأمر أنقل كلام ابن غوريون عامَ 1954م حيث يقول: "إننا نعيش في محيط سنيّ؛ ولذلك على إسرائيل أن تتعاون بل وتجنّد الأقليات العرقية والمذهبية في المنطقة المحيطة لخدمة المصالح الإسرائيلية".

يَنبَغي أن تعلمِي ـ أمةَ الإسلام ـ أنَّ التَّشيُّعَ دينٌ لا يلتقي معَ الإسلام إلا كمَا يلتقي اليهودُ مع النصارى تحتَ اسمِ أهلِ الكتاب، فَمِن تحريفِ القرآنِ وسبِّ الصحابة والطعنِ في أمهاتِ المؤمنين، إلى تكفيرِ أهلِ الإسلام واستباحةِ دِمَائِهم، مرورًا بأنواعِ الشِّركِ الأكبر وَصُوَر الكُفْرِ المستَبين وضروبِ الخُرَافةِ والخُزعبلاتِ والأساطيرِ المضَلِّلِة.

وباستحضار التَّجرُبةِ التِّاريخية وشهادةِ العصور الخَالية ودلالاتِ الواقعِ المُعاصِر والتَّجربةِ الحيةِ التي نَعيشُهَا نُدركُ حَقًا مَعنى قَولِه تعالى: هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُون. لقدْ كَانوا عبر التَّاريخ شوكة في حُلوقِ أهلِ الإسلام وخِنجَرًا يَطعَنُهم فِي الظَهر وفأرة السدِّ التِي تَهدِمُ البُنيَان والجِسر الذِي يَعبُرُ عَليهِ أعداءُ الأمة، ولقدْ صدقَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية حينَ قَالَ يَصفُ حالهُم بعدَ أن ذَكَرَ تكفيرَهُم لأِهلَ الإسلام، فقالَ رَحِمَه الله: "ولهذَا السَّببِ يُعاونُونَ الكُفَّارَ على الجمهُور منَ المسلمين، ويُعاونُونَ التتار، وهُم كَانوا من أعظمِ الأسبابِ في خروجِ جنكيز خان مَلكِ الكفار إلى بلاد الإسلام، وفي قدومِ هولاكو إلى بلادِ العراق، وَفِي أخذِ حَلَب ونهبِ الصَّالحية، وغير ذلكَ بخُبثِهم وَمكرهِم؛ وَلهَذا السَّببِ نَهبُوا عَسكَرَ المسلمينَ لما مرَّ عليهم وَقتَ انصرافهم إلى مصرَ في النَوّبةِ الأولى، وَبهذا السَّببِ يَقطعون الطُرُقاتِ على المسلمين، وبهذا السَّببِ ظَهَرَ فيهم مُعاونَة التتار والإفرنجِ على المسلمين، والكآبةُ الشديدةُ بانتصار الإِسلامِ مَا ظهر، وكذلكَ لما فَتحَ المسلمونَ ساحِلَ عكَّه وغيرَها ظَهَرَ فِيهم من الانتصار للنصارى وَتقدِيمِهِم على المُسلمين، وكلُّ هذا الذِي وصفتُ بعض أمورهِم، وإلاَّ فَالأَمرُ أعظَمُ مِن ذَلك، وَفِي قُلُوبهم مِن الغِلِّ والغيظِ على كِبارِ المسلمينَ وصِغَارهم وصَالحيهم وغيرِ صالحيهم مَا لَيسَ فِي قلبِ أحد، وأعظمُ عبادتهم لَعنُ المسلمينَ مِن أولياءِ الله... وهؤلاءِ أشدُّ النَّاسِ حِرصًا عَلَى تَفريقِ جَمَاعةِ المُسلمينَ، وَمِنْ أعظَمِ أصُولِهم التكفيرُ واللَّعنُ والسبُّ لخيار ولاةِ الأمور، كالخُلَفاءِ الرَّاشدين وَعُلَمَاءِ المسلمين؛ إذْ كُلُّ مَنْ لَمْ يُؤمِن بالإِمامِ المَعصوم الذِي لاَ وجُودَ لَه فَمَا آمنَ باللهِ ورسولِه عليه الصَلاةُ والسَّلام. والرَّافضةُ تُحبُّ التتار ودَولَتَهُم؛ لأنه يحصلُ لهم بهَا مِن العزِّ مَا لا يَحصُل بدولةِ المسلمين، وَإذَا غلبَ المسلمونَ النَّصَارى والمشركين كَانَ ذَلك غُصَّةً عِندَ الروافض، وإذَا غَلَبَ المُشركونَ والنَّصَارى المسلمين كان ذلك عِيدا ومسرة عندَ الرَّافِضة" انتَهى كَلامُه رَحِمَه الله.

وكأَني به يَعيشُ بينَ ظهرانِينَا، فيصفُ عَن مُشَاهَدةٍ وَعَيان، فَيَقُولُ رَحِمَه الله: "وكذلكَ إذَا صَارَ لليَهُودِ دولةٌ في العراقِ وغَيرِها تَكُونُ الرافِضَةُ مِن أعظمِ أعوانهم، فَهُمْ دَائِمًا يُوَالُونَ الكُفَّار مِنَ المُشرِكينَ واليَهودِ والنَّصَارى، ويُعاونُونَهم عَلَى قِتَالِ المُسلِمينَ ومُعَادَاتِهم" انتهى كَلامُه رَحِمَه الله.

ويقول آرييل شارون في مذكراته: "توسعنا في كلامنا عن علاقات المسيحيين بسائر الطوائف الأخرى لا سيما الشيعة والدروز، وأنا شخصيًا طلبت منهم توثيق الروابط مع هاتين الأقليتين حتى إنني اقترحت إعطاء قسم من الأسلحة ولو كبادرة رمزية إلى الشيعة، ولم أر يوما في الشيعة أعداء لإسرائيل على المدى البعيد" انتهى كلامه لعنه الله.

ولقد صَدَقَ ذَلكَ المُستشرِق حِينَ قال: "لَولا الدَّولةُ الصَّفويةُ لكنَّا اليوم في أوروبا نقرأ القرآن كما يَقرؤُه البربريُّ الجزائري". نعم، فَلقَد وَصَلتْ جَحَافِلُ الدولةِ العُثمَانِية إلى أبوابَ فيِينا، لكنها وقفتْ ثُمَّ انكفأتْ راجعةً لتذودَ عَنْ المُسلمينَ في بَغداد وتَدفَعَ صولةَ دولةِ الرفضِ الصَّفَويِّة التي سفكتِ الدِّمَاءَ وهتكتِ الحُرُمَات وهدَّمَتِ المساجدَ وأزهقت أرواحَ أهل السنَّة، بلا ذَنبَ إلا حبُهُم لصحابةِ محمدٍ ، وكانتْ تِلكَ آخِرَ نُقطةٍ وصلتْ إليهَا جُيُوشُ الإِسلام، ثُمَّ انحسرَ بَعدَ ذَلكَ مَدُّ الإسلام، وتقلَّصَ ظِله بسببِ ضَرَبَاتِ الحقدِ الموجعة التي كَالتهَا دولة الرَّفضِ للدَّولةِ العُثمَانية.

وهؤلاءِ القومُ قَد كفَّرهُمْ أئِمةُ السلف، وَبيَّنُوا حَقِيقتهم، فَهذا الإمامُ البُخاري رحمه اللهُ يقول: "إني لأَستجهِلُ مَن لا يُكفِّرُهُم إلا أن يكونَ غَيرَ عارفٍ بمذهبهِم"، وقال: "ما باليتُ صليتُ خلفَ يَهوديٍ أو نصرانيٍ أو رافضي، لا تُؤكلُ ذبائحُهُم، ولا تُشهدُ جَنائِزُهُم، وَلاَ يُعادُ مريضُهُم". وَهذا الإمامُ مالك رحمهُ اللهُ يقول: "الذي يَشتُمُ أصحابَ رَسولِ اللهِ ليسَ له سهمٌ أو نصيبٌ فِي الإسلام"، وقالَ مُعلّقًا على قولِه تعالى: يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ: "فَمَنِ اغتاظَ مِنَ الصحابة فهو كافر". وتَبعه على هذا الاستدلال الإمامُ الشَّافِعي رحمه الله. وهذا الإمامُ أحمد رحمه اللهُ يقول وَقَد سُئِل عمَّن يَسُبُّ الصحابةَ رضي الله عنهم: "ما أراه على الإسلام"، وقالَ لِمن سَبَّ أصحابَ رسولِ اللهِ أو أحدًا مِنهُمْ أو تَنقَّصَهُم أو طَعَنَ عليهم أو عرَّضَ بعيبهِم أو عَابَ أحدًا مِنهُم فَهُو مُبتَدِعٌ رافضيٌّ خَبيث مُخالِفٌ لا يَقبَلُ اللهُ منه صرفًا ولا عدلاً، بَلْ حُبُهم سُنَّة والُّدعاءُ لهم قُربة والاقتِدَاءُ بآثارهِم فَضِيلة.

وَلَقَد بَدَأَ فَحِيحُ هَؤلاءِ الأَفَاعِي يَعلُو مِن جَديد، وأطلُّوا برُؤوسِهِم ليَرسُمُوا خَريطة المَنطِقَةِ معَ حُلفائهمُ الأمريكان؛ فَعَبرَ فَيالِقِهِمُ العسكرية وَتنظِيمَاتِهمُ السرِّيةِ وَالعلنيَّه توغَّلُوا في المراكز الحسَّاسة وسَيطَرُوا عَلَى جِهَازَي الشُرطَةِ وَالجيَش. نعم، فلَقد نَزَعَ فَيلقُ الغَدر المُسمَّى بـ:"فَيلقِ بَدر"، وَالذِّي دَخَلَ العِراقَ وهوَ يَحمِلُ شِعارَ الثأر؛ الثأر من تكريت والأنبار، نَزع شِعَارَه وَلبسَ زيّ الشُّرطةِ والجيَش لِيَفتِكَ بأهلِ السنة باسم الدَّولةِ والقانون والحِفَاظِ على الوطَنِ والمُواطِن، وَهُم يَتهيَّئُونَ لِورَاثةِ الأرضِ والسيطرةِ على البلاد، لِيُقيمُوا دَولةَ الرَّفض، مُمتَدة مِن إيران مُرورًا بالعِراق وسوريا الباطنية ولُبنانَ حزبِ اللات وَمملكاتِ الخَليجِ التِّي تمتلئُ أرضُهَا بأَلغَامِ الرفض وَبُؤر التَّشيُّع.

وَمَعَ ذَلك فَلْتعلمِ الدُّنيا أنّ المقاومة في العراق لسيت أوّلَ مَن بَدأ القِتَال، بَل هُمُ الذينَ قَتلُوا المجاهِدين، واغتَالُوا المُهَاجِرِين، وَكَانُوا عُيُونًا لِلأمرِيكانَ وآذانًا، فَكَم مِن مُجاهدٍ قُتِل بطلقةٍ غادرة جاءتهُ مِن وَرَاءِ ظهره على أيدِي هؤلاء، وكَمَ غصبُوا من مساجد التوحيدِ وَحوَّلوهَا إلى مَعَاقِلَ للوثنيةِ والشِّرك، وغَصَبوا الأَعراضَ وانتهكوا الحُرُمات، وَهُم مَاضُونَ بسعيٍ حثيث فِي قَتلِ وَتَصفِيَةِ الدُّعاةِ والعُلمَاءِ وأصحابِ الخِبرة مِن أهلِ السُّنة، وَهَا هِي أمرِيكَا بَدَأت تَتَوارَى فِي قَواعدهَا الخَلفيّة وتَدفَعُ بهؤلاءِ فِي الصُّفوفِ الأمَاميّة؛ لِينُوبُوا عَنها فِي حربِ المُجَاهِدِين، فَعَدوُّنا الآن والخَطَرُ الدَّاهمُ هُم هَؤلاءِ الروافِض، فقد أطلقواَ العَنانَ لفيلَقِهم فَيلقَ الغدر أن يَسفِكُوا دِماءَ المُسلمين، وَيَهتِكُوا أعراضَهم، ويَستَولُوا على مَساجِدِهم، فَكم مِن عِرضِ حُرَّةٍ مُسلِمةٍ انتهكوه، وَكم مِن دَمِ مُسلمٍ مجاهدٍ سَفَكُوه، وَكَم مِن أسيرٍ وأسيرةٍ بسببهم تَسلَّط عَليهِمُ الأمريكَان، وَحسبُنا أنَّنا لم نَسمَع أن رافضيًّا أو رافضيةً استاقهم الأمريكانُ أسرى، بَينَما سُجُونُهم مَلأى بِالأَسرى مِن رجالِ ونِساءِ أهلِ السُّنة، كما قاموا بتصفية معظم كوادر ورموز أهل السنة من الدعاة والأطباء والمدرسين وأصحاب الخبرة والتقنية، بل وقاموا باختطاف كثير من النساء اللاتي لا يُعرف مصيرهن حتى الآن، بل إن قوات الشرطة الروافض شاركوا في انتهاك أعراض المسلمات الحرائر مع الصليبيين في سجن أبي غريب، فلو تعلمون عن سجن الكوت الذي تُديره المخابرات الإيرانية، وسجن الحلّة الذي تُقطّع أعضاء المسلمين بالمنشار الكهربائي وتستباح أعراض المسلمات هناك، أمة من الناس رجال ونساء وصبيان يجأرون إلى الله ليل نهار من ظلم الروافض الحاقدين الذين مكنوا لعباد الصليب المعتدين، بل وأقسم بالذي أنزل براءة عائشة في الكتاب ومكّن الصديق من مسيلمة الكذاب وأطفأ نار المجوس على يد عمر بن الخطاب أن ما لاقاه ويلاقيه أهل السنة في العراق من هؤلاء الروافض أحفاد ابن العلقمي أشنع وأفظع بكثير مما لاقوه على يد العدو الأمريكي، ولكن كل هذا مُغيب عن أمتي لأجل التكتيم الإعلامي.

والله، إن قلبي ليتقطر حزنًا على ما يحلّ بأهل السنة في بغداد والجنوب، ولو حدثتكم عما يلاقيه إخوانكم وأخواتكم في الجنوب لما تلذّذتم بالعيش إن كان عندكم غيرة على حرمات المسلمين، ولكن أخبريني ـ يا أمتي ـ أيسعنا والحالة هذه أن ندْعوَ إخواننا أن يغمدوا سيوفهم ويكفوا أيديهم خشية اتهامهم بإثارة الطائفية؟! والعجيب أن هناك من المسلمين من إذا سئلوا عن الرافضة انطلقت ألسنتهم بالثناء عليهم! وإذا سئلوا على المجاهدين تبرؤوا منهم وصوّبوا سهام التجريح إليهم! واعلمي ـ يا أمتي ـ أنه لولا الله ثم وقوف هذه الفئة المجاهدة سدًا منيعًا بوجه هؤلاء الصليبيين وأعوانهم الروافض الحاقدين لما رأيتِ حال أهل السنة في العراق كما ترينه اليوم. فوالله، إن خبت جذوة الجهاد فسترى الأمة بأسرها ما سيحلّ بها من ويلات ونكبات.

أقول قولي هذا...

 

الخطبة الثانية

أيها المسلمون، مهما حاول أعداء الإسلام ومهما سعوا في إنزال أنواع الفشل وألوان الشلل بالإسلام والمسلمين فلن يستطيعوا أن يطفئوا نور الله، يقول جل في علاه: يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُواْ نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، وعن تميم الداري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز أو بذل ذليل، عزّا يعز الله به الإسلام، وذلا يذل الله به الكفر))، وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكُها ما زُوِي لي منها))، ويقول بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه: ((لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)).

أمة الإسلام، ما أحوج المسلمين اليوم في زمنٍ عظمت فيه المصيبة وحلَّت به الرزايا العصيبة وتخطَّفت عالَم الإسلام أيدي حاسديه ونهشته أيدي أعاديه، فالكرامة مسلوبة، والحقوق منهوبة، والأراضي مغصوبة، ما أحوج المسلمين في زمن الحوادث والكوارث إلى أن يراجعوا دينهم، وينظروا في مواقع الخلل ومواطن الزلل، ويصلحوا ما فسد، ويكونوا وَحدةً كالجسد، ليغسلوا عنهم أوزار الذل والهوان، ويزيلوا غُصص القهر والخذلان، ويتخلّصوا من التبعية المقيتة والمجاراة المميتة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله يقول: ((إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم)).

عباد الله، أمام ما نرى ومراعاة لمشاعر إخواننا وتفاعلاً مع مآسيهم ونسمع فإنه يتأكد علينا أن نتخلى عن سفاهاتنا ولهونا ولعبنا، وكم هو مؤسف وأمة مسلمة بجوارنا تباد وتقتل أن ترى الناس في غفلة ولهو وعبث، وإعلامها بالغناء يصدح وبالرقص ينضح، وقنواتها تلوّث الأبصار والعقول وتميت القلوب بمسلسلاتها الساقطة الهابطة، والصحف تنشر على صفحاتها الأولى صورًا للمسلمين المنكوبين وبجوارها دِعاية لشريط غنائي وأخرى لفيلم ماجن هابط، فمتى تتحرك يا ترى مشاعر الغيرة على الدّين وينمو في قلوبنا الشعور بآلام وجراح المسلمين؟!

أيها المسلمون، إن عزَّ علينا نصرة إخواننا بالنفس والمال فإن بأيدينا السلاح الذي لا يغلب والقوة التي لا تقهر، إنه سلاح الدعاء والالتجاء إلى رب الأرض والسماء، فأبشروا أيها المسلمون، فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرًا كثيرًا؛ فإن الآمال تولد في رحم الآلام، فهذه الجرائم والفظائع جيّشت في النفوس العداوة والبغضاء، وحركت الألسن في المؤمنين بالدعاء، وكم من دعوة صادقة خرجت من رجل صالح مظلوم مكلوم في جنح الظلام، ودعوة المظلوم لا ترد.

وختامًا، من يبلغ عنّا أسود العراق أن رؤوسَنا مرفوعة شامخة فخرًا بجهادكم وصبركم وثباتكم، فقد أروَيتم أرضكم بدمائكم الزكية ودماء أعدائكم الخبيثة النتنة، وابتهاجا بعزتكم وصمودكم وصور البطولة ومواقفكم المشرفة، لقد رفعتم رؤوسنا وأعدتم لنا الأمل بهذا الصمود العجيب، لقد علَّمتم العالم أجمع أن العزة والهيبة لا طريق لها في هذا الزمان إلا بالجهاد في سبيل الله تعالى، وأنه ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا، لقد علمتم العالم أن ساعة من الجهاد أفضل من مئات القرارات والمؤتمرات، لقد أثبتم بصبركم أن القلةَ الصابرة لا ترهبها كثرة ولا قوة الأعداء، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين، لقد لقنتم جيوش الصليب درسًا في عزة المؤمنين وقوة الثبات على الدين، فهذه جيوشهم الجرارة ومعهم الحلفاء من الرافضة والمنافقين جندوا كل شيء حتى وسائل الإعلام ومنعوا كل شيء حتى العلاج والدواء، ومع ذلك يقفون عاجزين يطلبون المدد حينًا بعد حين.

يا أسود العراق، رؤوسنا مطرقة خجلاً من تخاذلنا وعجزنا عن مناصرتكم، رؤوسنا مطرقة لأنكم تذبحون وتدَكّون وشبابنا باللهو والتفحيط غارقون والناس أمام الشاشات عاكفون، رؤوسنا مطرقة لأننا بخلنا حتى بالدعاء ونقيمه أحيانا على وجَل وخجل واستحياء، رؤوسنا مطرقة لأننا لا نملك إلا أن نقف متفرجين على مآسيكم مستمعين لصرخات الثكالى واليتامى ونشاهد بيوتكم المدمرة ومساجدكم المهدمة ودماءكم وهي تنزف وتسيل ولا حيلة لنا ولا سبيل.

فيا أسود العراق، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فلا غالب لكم من بعده، فعلى الله توكلوا إن كنتم مؤمنين، فلا تنتظروا الفرج إلا من الله.

يا أبطال العراق، إذا لقيتم أهل الصليب فضرب الرقاب، واضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان، أروهم عزة المؤمنين التي تخلّى عنها كثير من الناس، ولا تسمعوا لدعوات المرجفين ولا المخذّلين، فلن يزيدوكم إلا خبالاً وهوانا فوق هوانكم وذلاً على ذلِّكم وضعفا إلى ضعفكم، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً