الحَمدُ لله رَبِّ العَالَمين، الرَّحمَن الرَّحيمِ، مالِكِ يَومِ الدِّين، وَأَشهد أن لاَ إلهَ إلا الله وحدَه لاَ شريكَ له القويّ المتين، وأشهَد أنّ نبيّنا وسيِّدنا محمّدًا عبدُه ورسوله الصادق الوعد الأمين، اللّهمّ صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولِك محمّد وعلى آلِه وصحبِه أجمعين.
أمّا بعد: فاتَّقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله حقَّ التقوى، وتمسَّكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
عبادَ الله، إنَّ ربَّكم يقول جلّ وعلا: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:14، 15]، وقال تعالى: إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ [فاطر:18].
أيّها المسلمون، كان السلف رضي الله عنهم يعتنون برمضان، ويسألون الله زمنًا طويلا أن يبلِّغهم رمضان، ثم إذا انقضى سألوا الله زمنًا طويلا أن يتقبَّل منهم رمضان؛ لأنّه حسنة من الحسنات وفضلٌ من الله أنزل فيه الخير والبركات، من حُرِم هذا الشهر فقد حرِم الخير، ومن وُفِّق فيه فقد وفِّق لكل خير.
عباد الله، قد شرع الله زكاةَ الفطر للصائم من اللغو والرفث وإحسانًا للفقراء وتحقيقًا للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، ففي الحديث: فرض رسول الله زكاة الفطر صاعًا من بر أو صاعًا من شعير أو صاعًا من أَقِط أو صاعًا من تمر أو صاعًا من زبيب على الذكر والأنثى والحر والعبد والصغير والكبير من المسلمين. ويجزئ عن هذه الأصناف ما يقتاتُه أهل كلِّ بلدٍ من الحبوب التي يقتاتونها والتي يدَّخرونها، فإن هذا يجزئ في إخراجها، وهي صاع من هذا المقدار أو ما يعادله مما يقتاته كلُّ أهل بلد. ووقت إخراجها قبل صلاة العيد، وله أن يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين. ولا يجوز أن تخرَج دراهم.
فيا عباد الله، اعملوا بسنَّة النبي ، واختموا شهرَكم بخيرِ ما تقدرون عليه، فإنَّ الله عز وجل شكورٌ حليم، يقبل القليلَ من العباد، ويثيب عليه الكثير.
عباد الله، إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56]، وقد قال : ((من صلَّى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا)).
فصلوا وسلموا على سيّد الأولين والآخرين وإمام المرسلين.
اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد...
|