الحمد لله حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه كما يحبّ ربّنا ويرضى، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهَد أنّ محمّدًا عبده ورَسوله، صلّى الله عليه وعلَى آله وصَحبه، وسلّم تَسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدّين.
أمّا بعدُ: أيّها النّاس، اتَّقوا الله تعالى حقَّ التقوى.
أخِي المسلِم الصائم، إنَّ صيامَنا أمانةٌ بيننا وبين ربِّنا، صِيامنا نوع من أنواع الأمانَة التي ائتمَنَنا الله عليها.
يا أخي الصائم، احذَر أن تفسِدَ صيامك، صُن صومَك واحفَظه عن كلِّ المفسدات، وترفَّع بنفسك عن كلِّ ما ينقِّص صيامَك.
يا أخي المسلم، قد تتعرَّض في الدنيا لمن يسبُّك ويشتمك لمن يقول لكَ القولَ السيّئ، فروِّض نفسَك على الصبر وقل له: إني امرؤ صائم، ادفَع السوءَ بالإحسان، وردَّ القبيحَ بالحسَن، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:34، 35].
أخِي المسلم، أجمَعَ علماءُ المسلمين أنَّ من تعمَّد الأكلَ أو تعمَّد الشربَ في رمضان أو تعمَّد إتيان النساء في رمضان أنَّ هذا منافٍ للصيام مفسِد للصيام مبطِل للصيام.
فيا أخي، قد أباح الله لنا في عمومِ الليل الأكل والشرب ومواقعةَ النساء، وتعبَّدنا بترك ذلك في نهار الصّيام، فاحذَر ـ أخي ـ من زلَّة القدَم، وترفَّع عن كلِّ ما قد يوقِعك في المشكِل فتندَم ولا ينفع الندم. هذا أمانةٌ بينك وبين الله وسِرّ بينك وبين الله، فالزَمِ الأمانة واحفَظها، واعلم أنَّ إتيانَ المرأة في نهار رمضان من مقيمٍ صحيحٍ معافًى أنَّ ذلك يبطل صومَه ويوجب عليه القضاءَ والتوبةَ إلى الله مما حصَل والكفارة المغلَّظة: عِتق رَقبة، فإن عَجز عنها صام لله شَهرين كاملين متتابعين، فإن عجز لمرضٍ أو كبر أطعَم ستّين مسكينًا، كلُّ ذلك تغليظٌ على المسلم وإِبعاد له عن هذا الأمرِ.
جاء رجلٌ للنبيِّ وهو جالِس بين أصحابِه فقال: يا رسولَ الله، واقَعتُ أهلي في رمضان، قال: ((هل تستطيع أن تعتِق رقبة؟)) قال: لا، قال: ((هل تستطيع أن تصومَ شهرين متتابِعين؟)) قال: لا، قال: ((هل تستطيع أن تطعِمَ ستّين مسكينًا؟)) قال: لا، فأُتِي النبيّ بعِذقٍ فيه خمسةَ عشرَ صاعًا قال: ((خذ هذا وتصدَّق به))، قال: أعلى أَفقرَ مني يا رسول الله؟ والله، ما بين لابَتَي المدينةِ أهلُ بيتٍ أفقر من أهل بيتِنا، فضحك النبيّ عجبًا من كونهِ جاءَ طالبًا للإنقاذِ ثم الآنَ يجتَهد ليحوز [تلك] الصدقةَ، قال: ((خُذه فأطعِمه أهلك))، صلوات الله وسلامه عليه في دَعوتِه وتوجيهِه وإرشاده وحِلمه وصَبره وتحمُّله، هذا أخطَأ وزلَّت به القدَم، لكنه أدَّبه بالكفّارَة، فلمّا علِم أنّه الفقير في هذا المكانِ جعل تلك الصّدقةَ صدقةً على أهله؛ لأنه بأمسّ الحاجةِ إليها، فصدق الله: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة:128].
ولما وقع من أحدِ الصحابة شيءٌ من هذا قبلَ أن يُنسَخ في الليل جاء لأصحابه فكأنّهم عابوه، فجاء للنبيّ ورَفق به النبيّ، فجاء لقومه وقال: وجدتُ عندكم العسرَ والمشقّةَ، ووجدتُ عند رسول الله اليسرَ والرحمة، صلوات الله وسلامه عليه أبدًا دائمًا إلى يومِ الدين.
والأكلُ والشّرب مهما كان نوعُ المأكول أو المشروب مفسِدٌ للصّوم بعد أذانِ الفجر بعد طلوع الفجر وتأكُّدِنا من الوقت ومراعَاتِنا للوقت المعلوم، فمن أكل بعدما يؤذِّن المؤذّن أو تناول الماءَ ونحو ذلك فذاك مفسِد لصيامِه؛ لأنَّ اللهَ أمرنا بالإمساكِ إذا تبيَّن لنا الخيطُ الأبيض من الخيطِ الأسود، وهو بياضُ النهار وسواد الليل.
محاوَلَة الإنسان إخراجَ المادّة المنوِيّة من نفسِه أو كما يقال: بالعادة السريَّة المستهجنة هذا أيضًا مفسِدٌ للصّيام لأنَّ النبيَّ قال عن ربه: ((يدَع طعامَه وشرابه وشهوتَه لأجلي)).
إذا أعطِيَ إبَرًا مغذّية تقوم مقامَ الأكل والشّرب وتغذّيه لكونه على سريرٍ ونحو ذلك فهذا أيضًا كأنّه أكل بفِيه، مفطِّر لصيامه بلا إشكال.
كذلك ـ يا أخي ـ سَحبُ الدم الكثير وإسعاف الآخَرين من دمك بما قد يؤول إلى ضعفِك فهذا مفطِّر لصيامك.
يا أخِي المسلم، أمّا خروج الدم منك من غَير اختيار كدمٍ يخرج من الفم أو الأنفِ أو الناسُور ونحو ذلك أو أيِّ جراحة فلا شيءَ عليك؛ لأنَّ هذا ليس بمقدورك. احتلامُ الصائم لا يؤثِّر عليه في صيامِه، يجب أن نصومَ صيامنا ونحفظَه ونسأل الله قبولَه وفضلَه.
أيّها المسلم، كن معِيَ لحظاتٍ قليلة، أنت تمسِك الساعَةَ الرابعةَ وتسعًا وعشرين دقيقة في هذه الأيام، تسمِك حتى الساعة الخامسة وخمس وثلاثين دقيقة. يا أخي، ثلاثَ عشرةَ ساعة أمسكتها، إن كنتَ ممّن ابتُلِيتَ بداءِ التّدخين فهل تكون معِي أنَّ هذا الوقتَ الطويل يروِّضكَ نفسَك ويعوِّدك تركَه، فتمضي ثلاثَ عشرةَ ساعة تارِكًا له، فأضِف إليها مثلَها وقلِّص الأمرَ وتدرَّج، فعسَى الله أن ينقذَك من هذا الداءِ العضال الخبيثِ الذي يؤول إلى السّرطَان والأمراضِ الفتّاكة والهرَمِ السّريع.
يا أخِي، أنت مَعي نهارُك كلّه وقد تعفّفتَ عن التدخين طاعةً لربك وصَبرًا على طاعةِ ربّك، فهيّا بك ـ أخي ـ أن تضيفَ مع الساعات ساعاتٍ وأخرى وأخرَى إلى أن تستمرِيَ تَركه وتَذوقَ اللّذّةَ بتركه وتطمئِنّ إلى تركه عن قناعةٍ وإيمان وتصوُّرٍ للأضرار بعدما ترى صحّتَك وعافيتَك، وبعدما تأخذُ الفحوصاتِ بعد تركِه، ستطَّلع على أنّ الفحوصاتِ قد تحسَّنت، وأنَّ الأوجاعَ والأمراضَ الخطيرة قد زالَت، وأنّك أصبحتَ في نعمة وعافية.
أختِي المسلمة، إنَّ الله جعل الحيضَ سببًا للفِطر، وحرَّم على الحائض أن تصومَ في نهار رمضان، وأنّه يجِب عليها أن تقضيَ الأيام الماضيةَ؛ ولذا لمّا سئلَت عائشة قالت لها امرأة: ما بالُ الحائِضِ تقضي الصومَ ولا تقضي الصلاة؟! قالت: كان يصيبُنا ذلك في عهدِ رسولِ الله، فنُؤمَر بقضاءِ الصّومِ، ولا نُؤمَر بقضاء الصلاة.
أختِي المسلمة، خروجُ دمِ الحيض من المرأة مؤشِّر على صحّتِها وسلامتها وعافِيَتها، وانتِظام خروجه أيضًا دليلٌ على أنّها تتمتَّع بشبابها وقوّتها. إذًا محاوَلَةُ بعضِ الأخوات في رمضانَ تعاطي ما يرفَع الدّمَ أو العادَةَ الشهرية في رمضانَ طمَعًا للصّلاة والتعبُّد المقصَد حسَن، لكن هذا في حدِّ ذاته قد يكون ضررًا؛ لأنَّ الله أرحَم بالعباد.
وأيّتها المرأة المسلمة، إفطارك بالعُذر الشرعيّ لا ينقِّص ثوابَك عند الله، اسمعي نبيِّك يقول: ((إذا مَرض العبد أو سافَر كتب الله له ما كان يعمَله صحيحًا مقيمًا)). قيل لبعض السلف: ليلة القدر في فضلِها ألِلمسافر والمريضِ والحائض نصيبٌ من ليلة القدر؟ قال: "من قبِلَه الله فله نصيبٌ من تلكم الليلة".
أختي المسلمة، قد تتعاطى بعضُ النساء ما يسمَّى بما يمنَع الحملَ غير الحبوب من الأجهزةِ الخاصّة بها كما يسمَّى عندهم باللولب وأمثاله، وهذا قد يؤدِّي إلى استمرارِ الدّمِ معها دائمًا وكَثرته معها دائِمًا وأنّه أحيانًا قد يستمرّ معها الشهرَ والشهرين ما رأَت الطهرَ، فالحكم الشرعيُّ في ذلك ما أرشدَ إليه النبيّ من أنّها تنظُر إلى أيّام العادَةِ السابقة التي كانَت تجلِسها قبل هذا التغيّر، ويكفيها ذلك لأنّها بهذا في حُكم المستَحاضة، فتجلِس الأيام الماضيةَ المعتادة، والباقي تصوم فيه وتصلّي.
أختي المسلمة، إنَّ الله أوجب عليك غضَّ البصر وتحصينَ الفرج، أوجب عليك لزومَ الحِشمة، أوجَب عليك الحجابَ الإسلاميّ، أوجب عليك التستّر، حرّم عليك الخلوةَ بالأجنبيّ، حرّم عليك دخولَ مَن ليس محرمًا لك عليك صِيانة لكرامتك، حرَّم عليك السفرَ بلا محرم محافظةً على الكرامة والقِيَم والفضائل.
أخواتي المسلمات، إنَّ البعض منهن ـ هدَانا الله وإيّاهن ـ يخرجن في هذه اللّيالي إلى الأسواق، ويا ليتَ الخروج ساعة أو ساعتين، ويا ليتَ الخروج ليلة من أسبوع أو نحو ذلك، لكن للأسف الشديد تواصُل هذا الخروج في ليالي الصيام، والأسف الشديد طولُ هذا البقاء والتنقّل من مجمَّع إلى مجمّع آخر، والآسف الآخر خروجُهن متبرِّجات؛ الحجابُ قَليل والملابِس شفّافة والعطورَاتُ رائِحتُها قوِيّة وإلى غير ذلك.
فيا أيّتُها الأخَوات، اتَّقينَ الله في أنفسِكُنّ، اتّقين الله في المسلِمين، لا تَكوني سَببًا لتحرُّش الآخرين بِك، لاَ تكوني سَببًا لتطلُّع الفسَّاق والأَرذال [إليك].
ويا شَبابَنا المسلِم، اتَّقوا الله في أنفسِكم، احذَروا التّسكُّعات والسّهَرَ الذي لا خيرَ فيه والتجمُّعات التي لا تُفيد ولا تحقِّق غَرضًا، ولكن تقتل الوقتَ بما لا خيرَ فيه.
أيّها الصائمون، تعلمون أنّنا نَصوم ونفطِر؛ بطلوعِ الفجرِ الثاني نمسك، وبِغروب الشمس نفطِر، وهذا شرع ربِّنا. وتعلمون أنَّنا في هذا الزمنِ قد لا يستطيع كلُّ فردٍ منّا أن يعايِنَ بنفسِه الخيط الأبيضَ من الخيط الأسودِ، ففي المدُن والأنوارِ العظيمة قد لا يتمكَّن، وهذا التقويمُ الذي يحدِّد وقتَ الإمساك ويحدِّده بالساعةِ والدّقائقِ يجِب أن نتقيَّدَ به، وأن نعلمَ أنَّ هذا التقويمَ ـ أعني: تقويمَ أمِّ القرى ـ صادِرٌ من هيئةٍ علميّة لها صِفةُ العِلمِ ولها صِفةُ العلم أيضًا بالفلك، ومتَّفَق عليه قرونًا عديدة، منذ عهد الملك عبد العزيزِ غفر الله له، وقد أسِّسَ هذا التقويم واستمرَّ وله أكثر من ثمانين سنَة، وهو لا يزالُ منتظِمًا مرتَبطًا متناسِقًا لا اضطرابَ ولا انقسامَ فيه، ولعلَّكم أن تسمَعوا من بعضِ جاهلٍ وقليلِ علمٍ وقليلِ مَعرفة ومَن يسوء فهمُه ومن لا فهمَ عِنده ولا إيمانَ قويّ في قلبِه يقول: إنّنا نمسِك قبلَ الإمساك بثلثِ ساعةٍ أو نصف ساعة، ويريدون منّا أن نمسكَ إلى أن تطلعَ الشمسُ فنرَاها طالِعَة، وأما [ظهور] الفجرِ فلا يعتبرون به، هذه مغالَطات، هذه جهالات، هذه أمور يتحدَّث فيها جَهَلة لا يفهمون، وهم أهلُ قلّة علمٍ وفِقهٍ عن الله، وإنما يريدون تحويلَ المجتمع من ثوابِتِه إلى أن تفسدَ عبادتُه، فليَعلَم أيُّ مسلمٍ أكل أو شرب بعد طلوع الفجرِ على حسَب التقويم المعتَبَر أنَّ من أكل أو شرِب بعده فإنّ صومَه غيرُ صحيح ويجِب عليه القضاء والتوبةُ إلى الله، ولا تهتمّوا، ولا تصغوا إلى هذه الأقوالِ الزّائفةِ والأقوالِ الباطلة التي يتكلّم بها جهلةٌ لا يفهمون وقليلو علمٍ لا يتصوَّرون حقيقةَ ما يتكلَّمون به، وإنما محبّة للشّذوذ والإتيان بآراء شاطّة، يرونَ أنها بهذا ترفَع منزلتهم أو تثبِت أنهم ذوو عِلمٍ، والله يعلم أنهم ليسوا كذلك.
أيّها الشباب المسلم، إنَّ الله يقول في كتابه العزيز: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [النور:19].
يا أخي المسلِم، مِن إشاعة الفاحشةِ سوءُ استعمال بعضِ أبنائنا لوسائلِ اتّصال الجوّال، سوءُ الاستعمال وتبادُل الصور المختلِفة، يبثّ بعضُهم إلى بعضٍ صورَ نِساء عارِيَة، ويتداوَلونها بينهم، ولا يعلَمون أنهم بهذا ناشِرو الفاحشةِ مشيعونَ للفساد داعون إلى الفساد، هذه قِلّة حياءٍ يا أخي الشابّ المسلم، لماذا تسخِّر هذه الوسيلةَ النافعة إلى أن تحوِّلها وسيلةَ إجرام ودعوة للفجور والفساد؟!
يا إخواني، هذه أخلاقٌ سيّئة، لا ترضَونها لبناتِكم وزوجاتِكم وأخواتِكم، فكيف ترضَونها لبنات الآخرين وأخواتِ الآخرين؟!
أيضًا في المشاغل النسويّة على اختلاف أنواعِها أحيانًا قد يكون فيها أهلُ رذيلةٍ، يجعلون الكميراتِ الخفيّة لتلتقطَ صوَرًا للنساء وهن وهن كذا وكذا، كلُّ هذا ـ يا إخواني ـ مِن نشر الفاحشة، فليتَّقِ المسلم ربَّه، وليحافِظ على أعراض النّاس، وليحمِ عورات النّساء نساءِ المسلمين يحمِ الله عورتَه، ويستر على بنيهِ وبناتِه، وليعلم أن إساءتَه لنساء الآخرين قد يعاقَب ـ والعياذ بالله ـ في أهل بيته. فاتَّقوا الله في أنفسكم، وصونوا اتصالاتِكم عن الفساد، واجعلوها وسيلة نافعةً، ولا تحوِّلوها وسيلةَ إجرام.
ويا أربابَ القنوات الفضائية المختَلِفة، اتَّقوا الله في هذا الشهرِ، ولا تعرِضوا إلاّ مسَلسَلات نافِعَة هادِفة، تهدِف إلى الخير وتَدعو إليه، أمّا مُسلسَلات إجراميّة قد تصوِّر الدّينَ وأهلَه وتصوِّر بعضَ القرآن وما وعَد به المتّقين في دارِ كرامَته قد تصوِّرها هزوًا ولعبًا، فهذا أمرٌ خطير، فليتّقِ ربَّه، وليتَّق الله أهلُ القنوات الفضائية عمومًا، ولا يعرِضوا للناس إلاّ ما فيه الخير، وليعلَموا أنَّ أيَّ مسَلسلٍ إجراميّ فإنهم يكونون بهذا دعاةً إلى الضلال، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزرِ مثلُ أوزار من تبِعه إلى يوم القيامة، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا.
أسأل الله لي ولكم التوفيقَ والسداد، وأن يجعلنا ممن يستمعون القولَ فيتَّبعون أحسنَه، أولئك الذين هداهم الله، وأولئك هم أولو الألباب.
واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن أحسن الحديث كتاب الله، وخيرَ الهدي هدي محمّد ، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلّ بِدعة ضَلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإنَّ يدَ الله على الجماعة، ومن شذّ شذّ في النار.
وصلّوا ـ رحمكم الله ـ على محمّد كما أمَرَكم بذلك ربّكم، قال تعالى: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيمًا [الأحزاب:56].
اللهمّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولك محمّد، وارضَ اللّهمّ عن خلفائِهِ الرّاشدين...
|