الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء وسيد المرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وبعد: أيها المسلمون، لا يظنن أحدكم أن هذا الأمر إنما كان في الماضي فقط، بل لا يزال عقيدة وعبادة يتقربون بها إلى الله، فهذا محمد التيجاني الرافضي المعاصر قال في إحدى محاضراته: "الرب الذي يرضى أن يكون أبو بكر الخليفة بعد رسول الله لا نريده"، ويقول المجلسي عن الخلفاء الراشدين في بحار الأنوار (4/385): "إنهم لم يكونوا إلا غاصبين جائرين مرتدين عن الدين، لعنة الله عليهم على من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الأولين والآخرين".
أيها الإخوة الكرام، ومن معتقداتهم أنه من أحب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما هو على غير هدى، بل مشكوك في نسبه مخلد في النار، وقد كثر في كتبهم أن خروج محبّي الشيخين من النار خلاف القواعد والأخبار، فالناصبي عندهم من أقر بخلافة الشيخين أبي بكر وعمر، والسني عندهم اتخذ الشياطين أولياء من دون الله بتوليه للخلفاء الراشدين، ومن شروط الإسلام عندهم البراءة من الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وفي (ص340) من نفس الكتاب يقولون: "إنه لا يموت رجل يرى أنّ عثمان قتل مظلومًا إلاّ لقي الله يوم القيامة يحمل من الأوزار أكثر مما يحمل أصحاب العجل" أي: من عبدوا العجل من قوم موسى.
أيها الإخوة الأفاضل، أما أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فهي عندهم كافرة منافقة فاجرة داعرة وقحة، كانت تدير شبكة دعارة في المدينة المنورة، جاء في الصراط المستقيم (2/465): "إن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندهم هي أم الشرور"، وفي (ص468): "إن أم المؤمنين عائشة هي قرن الشيطان، (الفتنة تخرج من ههنا من حيث تطلع قرن الشيطان) وأشار إلى مسكن عائشة"، وفي (ص469) من نفس الجزء يصرحون بأن الله لم يبرئ عائشة رضي الله عنها من الزنا، بل برأ مارية القبطية التي رمتها عائشة بالزنا، وفي بحار الأنوار (28/149): "إن أكثر الروايات المذكورة تنتهي إلى عائشة... وسيأتي في أخبارنا من ذمّها والقدح فيها وأنها كانت ممن يكذب على رسول الله... وبالجملة بغضها لأمير المؤمنين أولاً وآخرًا هو أشهر من كفر إبليس، كما أنه كاف في الدّلالة على كفرها ونفاقها".
أما حفصة بنت عمر بن الخطاب فقد جاء في كتاب الصراط المستقيم (2/472): "فصلٌ في أختها حفصة، طلّقها النبي... قال الصّادق: كفرت"، وفي نفس الكتاب يفسر قوله تعالى: ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [التحريم:10]: "لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهما".
أيها الإخوة الكرام، لولا أن المقام مقام بيان وتوضيح لما ذكرنا من سخافاتهم شيئا، ولكن هذا جزء بسيط جدا مما هو مذكور في كتبهم وما تلوكه ألسنة علمائهم ودعاتهم، وما خفي أعظم وأطم.
أيها المسلمون، إن المطلع على عقائد الروافض بعين الإنصاف ودون تحيز ولا عاطفة يدرك بما لا يدع مجالا للشك أن القوم قد ضلوا ضلالا بعيدا وكفروا كفرانا مبينا؛ إذ لا يخفى على كل من خالط الإيمان بشاشة قلبه فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ففضلهما عظيم، وخيرهما كبير، وأجرهما جزيل، وثوابهما ليس له نطير ولا مثيل، فكم من حديث صحيح بيَّن فضلهما، بل كم من آية جليلة في الكتاب المبين جاءت بمدحهما: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ [الزمر:33] قيل: الذي جاء بالصدق رسول الله ، والذي صدق أبو بكر، وقوله سبحانه: إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة:40] أجمع المفسرون أن المقصود بالثاني أبو بكر رضي الله عنه.
أما عمر بن الخطاب فيكفي أنه الفاروق الذي أعز الله بإسلامه الإسلام والمسلمين، وهو من بركة دعوة نبينا ، وكم من مرة وافقه الله على كلامه فأنزل قرآنا يتلى إلى يوم الدين، قال شيخ الإسلام في الجواب الصحيح: "إنه لا يقدح أحد في الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان إلا أمكن أن يقدح بمثل ذلك وبأعظم منه في علي، فيمتنع أن يكون علي سليما من القوادح في إمامته إلا والثلاثة أسلم منه مما يقدح في إمامتهم". قال عبد الله بن مسعود: (إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد فوجد قلوب الصحابة خير قلوب العباد فجعلهم الله وزراء نبيه يقاتلون على دينه)، قال الإمام مالك: "إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبيّ، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان صالحًا كان أصحابه صالحين"، وقد رأينا في كتبهم من الكذب والافتراء على النبي وصحابته وقرابته أكثر مما رأينا من الكذب في كتب أهل الكتاب من التوراة والإنجيل.
أيها الإخوة الكرام، الشيعة مصدر كل شر، فما من شر بدأ في الأمة إلاّ وكانوا سباقين إليه، ولا بدعة في الدين إلى كان لهم سبق فيها، فأول: من قال: إن الله جسم هو هشام بن الحكم الرافضي، ونقل ابن تيمية عن الجاحظ قوله: ليس على ظهرها رافضي إلا ويزعم أن ربه مثله، ومن المعلوم من دين المسلمين وعليه أهل السنة والجماعة أن الله ليس كمثله شيء، وأول من فتح باب تحريفات الملاحدة الباطنية في كلام الله وكلام رسوله هم الجهمية والشيعة، قالوا في قوله تعالى: وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ [الإسراء:60] هم بنو أمية، وقالوا: إنّ البقرة المأمور بذبحها هي عائشة رضي الله عنها، وقالوا: المراد باللؤلؤ والمرجان الحسن والحسين.
وأول من أظهر دعوى النبوة من المنتسبين إلى الإسلام المختار بن عبيد وكان من الشيعة، وقد قال رسول الله : ((سيكون في ثقيف كذاب ومبير))، فأما الكذاب فهو المختار، وأما المبير فهو الحجاج. وأول من أحدث المشاهد هم القرامطة العبيدية القداحية، وذلك عندما ضعفت خلافة بني العباس وتسلطت على الحكم في مصر، فنشرت بدع الشيعة من إقامة المشاهد وإقامة شعار الرفض في يوم عاشوراء وغير ذلك. وأول من أحدث النوح والحزن والصراخ واللطم في يوم عاشوراء هم الشيعة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يُحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يُفضي إليه ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب حتى يُسب السابقون الأولون، وتُقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب، وكان قصد من سنّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة؛ فإن هذا ليس واجبا ولا مستحبا باتفاق المسلمين، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمه الله ورسوله".
اللهم أعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال...
|