.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

سيد الأيام

3604

الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

الصلاة, فضائل الأزمنة والأمكنة

خالد بن عبد الله المصلح

عنيزة

جامع العليا

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- شرف الأمة المحمدية. 2- الخصائص الكونية ليوم الجمعة. 3- الخصائص الشرعية ليوم الجمعة. 4- آداب وسنن متعلقة بيوم الجمعة. 5- اصطفاء الله تعالى واختياره لما يشاء من العباد والأزمان والأماكن. 6- أخطاء ومخالفات تقع ليلة الجمعة. 7- بدعة ليلة السابع والعشرين من رجب.

الخطبة الأولى

الحمد لله خالق كل شيء ومبدعه، له ما في السماوات وما في الأرض، يخلق ما يشاء ويختار، ما كان لهم الخيرة، سبحانه وتعالى عما يشركون، أحمده تعالى حمدًا كثيرًا مباركًا فيه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين، وأصحابه المباركين، وعلى سائر عباد الله الصالحين.

أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى هذه الأمة الإسلامية على سائر الأمم، ونحلها وخصها بخصائص كثيرة وفضائل عديدة ومناقب عظيمة، فبعث فيها خاتم رسلِه، وأنزل إليها أعظم كتبه، ودلها على أحسن شرائعه، حتى غدت خير أمة أخرجت للناس.

ومما خص الله تعالى به هذه الأمة وميزها به هذا اليوم المجيد العظيم؛ يوم الجمعة الذي هو سيد الأيام، وخيرة الله منها، إذ خصه الله سبحانه بكثير من الحوادث الكونية والشعائر الدينية التي تميز بها عن سائر الأيام.

فمن خصائصه الكونية أنه خير يوم طلعت فيه الشمس، وأن الله تعالى قدر في هذا اليوم أهم حوادث الخلق وأبرز وقائع التاريخ الكبار؛ ففيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، وفيه تقوم الساعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((خيرُ يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها))[1]، وفي رواية له: ((ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة))[2]، وعند أبي داود بسند لا بأس به قال : ((وما من دابة إلا وهي مُسِِيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس، شفقًا من الساعة، إلا الجن والإنس))[3].

وقد فرض الله تعالى على عباده تعظيم يوم الجمعة، فضلّ اليهود عليهم لعنة الله فعظموا يوم السبت، وضلّ النصارى لعنهم الله فعظموا يوم الأحد، وهدى الله أمة الإسلام إلى خير الأيام وسيدها يوم الجمعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمِ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ، الْيَهُودُ غَدًا، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ))[4]. فالحمد لله الذي هدانا للإسلام، وخصنا بأشرف الأيام.

وأما خصائصُ يوم الجمعة الدينية الشرعية فكثيرة متنوعة، فقد خص الله هذا اليوم بآداب شرعية وشعائر دينية تعبدية واجبة ومستحبة، فيجب على المسلمين أن يحتفوا بهذه الخصائص، وأن يهتموا بها علمًا وعملاً.

فمن أبرز خصائص هذا اليوم الشرعية صلاة الجمعة، التي فرضها الله على كل مسلم بالغ ذكر حر، ودليل وجوبها أمر من الله تعالى بالسعي إليها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة:9].

وقد ورد التحذير الشديد عن النبي في حق من تهاون بها أو تركها، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله على أعواد المنبر يقول: ((لينتهين أقوام عن وَدْعِهم الجُمُعات، أو ليختمن الله على قلوبهم، ثم ليكونن من الغافلين))[5]. فترك الجمعة سبب للختم على القلب، وهذا من أعظم العقوبات وأشدها، فإذا ختم عليه ضعفت بصيرته وعمي، وإذا عمي القلب أظلم وانتكس، وفاتته خيرات الدنيا والآخرة.

وقد جعل الله سبحانه وتعالى صلاة الجمعة سببًا لتكفير السيئات، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما لم تغش الكبائر))[6]، وعنه أيضًا: ((من توضأ فأحسن الوضوء، ثم أتى الجمعة، فاستمع وأنصت، غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام، ومن مس الحصى فقد لغا))[7]. ولما كانت هذه الصلاة بهذه المنزلة وهذه المكانة فقد خصت بآدابٍ وأحكام، منها ما هو سابق لها، ومنها ما هو في أثنائها. أما الآداب السابقة:

فمنها: سنية الاغتسال والتنظيف والتطيب قبلها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((الغسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم)) متفق عليه[8]. وقد أخرج الإمام أحمد بسند جيد عن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله : ((مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَغَسَّلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ، وَدَنَا وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا أَجْرُ سَنَةٍ؛ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا)). ويتأكد الاغتسال في حق من به رائحة يحتاج إلى إزالتها، ويستحب تأخيره إلى ما قبل خروجه للصلاة، وأما استعمال الطيب فقد قال النبي : ((حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ يَغْتَسِلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يَتَسَوَّكُ، وَيَمَسُّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ لِأَهْلِهِ)) أخرجه أحمد[9].

ومن الآداب السابقة للصلاة يوم الجمعة لبس أحسن الثياب التي يقدر عليها، فعن عبد الله بن سلام أنه سمع النبي يقول على المنبر يوم الجمة: ((ما على أحدكم لو وجد أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته)) أخرجه أبو داود وابن ماجه بسند جيد[10].

ومن الآداب أيضًا: التبكير في المجيء إلى صلاة الجمعة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلَائِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)) متفق عليه[11].

 ومن المؤسف والمحزن أنك تدخل المسجد قبل مجيء الإمام بوقت قليل، ولا ترى إلا عددًا يسيرًا من المصلين، حتى إذا قارب الإمام أن يفرغ من خطبته أو قلْ: فرغ منها اكتظت المساجد، وغصت بالمصلين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ومن الآداب المشروعة أثناء صلاة الجمعة: الإنصات والاستماع للخطبة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إذا قلت لصاحبك يوم الجمعة: "أنصت" والإمام يخطب فقد لغوت)) متفق عليه[12]. فالكلام أثناء الخطبة حرام لا يجوز، حتى ولو كان أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر، إلا أن يكلّم الإمامَ نفسَه، فالواجب الإنصات وترك المشاغل عن الخطبة، فليست صلاة الجمعة ملتقى لتبادل الأخبار، ولا مكانًا لتداول الكلام، بل هي شعيرة من شعائر الدين، لإقامة ذكر الله تعالى.

ومن الآداب الدينية أثناء الخطبة: أن من جاء متأخرًا يجلس حيث انتهت الصفوف، ولا يجوز له تخطي رقاب الناس، فقد جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبي يخطب فقال له: ((اجلس فقد آذيت)) رواه أبو داود بسند لا بأس به[13]. وهذا يدل على تحريم التخطي، إذ إن أذية المسلمين محرمة. ومن رغب في الخير وفي الصفوف الأولى فليبادر إلى الصلاة ولا يتأخر، فإن الفضائل والدرجات والمراتب لا تحصل بالكسل، بل هي كما قال الأول:

بعيد عن الكسلان أو ذي ملالة وأما من المشتاق فهو قريب

ومن الآداب الشرعية أيضًا: أن من دخل والإمام يخطب فلا يجلس حتى يصلي ركعتين خفيفتين، ففي صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة والنبي يخطب فجلس، فقال رسول الله : ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطُب فليركع ركعتين، وليتجَوَّز فيهما))[14].

رزقنا الله وإياكم التأدب بآداب الشرع، والأخذ بأحكامه ظاهرًا وباطنًا.



[1] أخرجه مسلم في الجمعة (1410).

[2] أخرجه مسلم في الجمعة (1411).

[3] أخرجه أبو داود في الصلاة (882), وأحمد من حديث أبي هريرة (9912), ومالك في النداء للصلاة (222), والترمذي في الجمعة (450).

[4] أخرجه البخاري في الجمعة (827), ومسلم في الجمعة (1412).

[5] أخرجه مسلم في الجمعة (1432).

[6] أخرجه مسلم في الطهارة (344).

[7] أخرجه مسلم في الجمعة (1419).

[8] أخرجه البخاري في الأذان (811), ومسلم في الجمعة (1397).

[9] أخرجه أحمد (15802).

[10] أخرجه أبوداود في الصلاة (910), وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة (1086).

[11] أخرجه البخاري في الجمعة (877)، ومسلم في الجمعة (1416).

[12] أخرجه البخاري في الجمعة (882)، ومسلم في الجمعة (1404).

[13] رواه أبوداود بسند لا بأس به في الصلاة (943).

[14] أخرجه مسلم في الجمعة (1449) .

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا إلى أحسن الأديان وسيد الأيام، وخصنا بذلك دون سائر الأنام، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد: فإن من الخصائص الشرعية التي خُصَّ بها هذا اليومُ أن فيه ساعةً لا يوافقها عبد مسلم، يدعو الله تعالى من خير الدنيا والآخرة، إلا أجاب الله دعاءه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)) وَقَالَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا يُزَهِّدُهَا[1]. فيا لها من نفحة عظيمة، وفرصة جليلة، ومنحة كريمة، يفتح فيها الله تعالى أبوابه لعباده ليسألوه، فالمحروم من حرم فضلَ هذا اليوم وبركة هذه الساعة المباركة، التي تتكرر علينا كل أسبوع، وأرجح الأقوال في تحديد وقت هذه الساعة أنها ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمس، فعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((يَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ ـ يُرِيدُ سَاعَةً ـ، لا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلا آتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ))[2].

ومن خصائص يوم الجمعة: أنه يُسن فيه قراءة سورة الكهف، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين))[3].

ومن خصائص هذا اليوم: أن الصلاة على النبي فيها مزيد فضل، فعن أوس بن أوس الثقفي قال: قال رسول الله : ((من أفضل أيامكم يوم الجمعة... فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليَّ)) رواه أحمد وغيره بسند لا بأس به[4].

فأكثروا ـ أيها المؤمنون ـ من الصلاة والسلام على نبيكم محمد ، فإنه من صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرًا.

أيها المؤمنون، اعلموا أن الله العليم الخبير سبحانه وتعالى قد خص بعض البقاع والأمكنة وبعض الأوقات والأزمنة بمزيد فضل دون غيرها من الأماكن والأزمان، ولله تعالى في ذلك حكمة بالغة، قال الله تعالى: وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ [القصص:68 ]، فهو سبحانه يجتبي من خلقه ما يشاء، ويخصه بما يشاء من الفضائل والخصائص، فيجب تعظيم ما عظمه الله سبحانه وتعالى من الأمكنة والأزمنة، فإن من امتهن ما عظمه تعالى يوشك أن تنزل به عقوبته، أو يحل به سخطه، قال الله تعالى في حق من لم يعظم حرمه: وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج:25]، وقال في حق الأشهر الحرم: مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة:36].

وهذا اليوم يوم الجمعة عظمه الله تعالى، واختاره على الأيام، فيجب تعظيمه بالإكثار من الطاعات المشروعة فيه، والتخفف من المعاصي والسيئات، فإن الطاعة تضاعف في المكان المبارك والزمان الفاضل، والمعصية تعظم في المكان الفاضل والزمان المبارك، فطاعة يوم الجمعة وليلتها ليست كطاعة في غيره من الليالي والأيام، إلا أنه لا تخص ليلتها بقيام، ولا يومها بصيام، دون سائر الليالي والأيام، والمعصية في يوم الجمعة وليلتها ليست كالمعصية في غيره. وإنه لمما يفطر القلب ويدمع العين أن ترى كثيرًا من المسلمين جعلوا ليلة الجمعة ويومها محلاً ومرتعًا للمعاصي والسيئات، فليلة الجمعة عند كثير من الناس تُعمر بالمعاصي والذنوب، وتُحيى بالسهر على المحرمات وألوان من السيئات، ولعمرو الله إن هذا لمما يغضب الله تعالى، إذ كيف يرضى ربنا سبحانه علينا وقد جعلنا خير أيامه وأفضلها عنده محلاً لمعصيته وتعدي حدوده؟!

وقد ذكر بعض أهل العلم أن سنة الله تعالى في تعجيل عقوبة من ينتهك حرمة هذا اليوم بالمعاصي والذنوب مشهودة، عافانا الله من عقوبته وعذابه وسخطه، وجعلنا من المسارعين إلى مغفرته وطاعته واغتنام مواسم فضله ونفحات كرمه.

ومما أحدثه بعض الناس الاحتفال بليلة السابع والعشرين من رجب وقيامها، والإكثار من العبادة فيها، زعموا أنها ليلة الإسراء، ولا شك أن ما يفعله هؤلاء في هذه الليلة لا أصل له في الدين، وهو من البدع المردودة على أصحابها، وهي لا تزيدهم من الله إلا بعدًا، فإننا نقول في الجواب على فعل هؤلاء:

أولاً: إنه لم يثبت بالنقل الصحيح تحديد الشهر الذي أسري فيه بالنبي ، فضلاً عن تحديد ليلة الإسراء.

ثانيًا: إنه لو ثبت أنه أسري به في شهر رجب، في ليلة السابع والعشرين، فإن هذا لا يسوغ الاحتفال بهذه الليلة، ولا خصها بشيء من العبادات أو الطاعات، بل هي ليلة كسائر الليالي، وذلك أن النبي والصحابة والتابعين من بعده لم ينقل عنهم تخصيصها بشيء، وهم أحرص منا على الخير والطاعة، فالواجب التمسك بما جاء به السلف الصالح رضوان الله عليهم.

فخير الأمور السالفات على الهدى       وشر الأمور المحدثات البدائع



[1] أخرجه البخاري في الدعوات (5921), ومسلم في الجمعة (1407).

[2] أخرجه أبوداود بسند لا بأس به في الصلاة (884).

[3] رواه الحاكم في مستدركه (3392), والبيهقي (5792) بإسناد لا بأس به .

[4] أخرجه أحمد من حديث أوس بن أوس الثقفي (15575).

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً