الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فإن تقواه سبحانه وصيته للأوائل والأواخر، بها تسمو الضمائر وترق المشاعر وتقبل الشعائر، وبها النجاة يوم تبلى السرائر، يقول عز وجل: وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ [النساء:131].
عباد الله، اشكروا الله جل وعلا أن بلّغكم هذا اليوم العظيم وهذا الموسم الكريم، واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن يومكم هذا يوم مبارك، رفع الله قدره، وأعلى ذكره، وسماه يوم الحج الأكبر، وجعله عيدًا للمسلمين حجاجًا ومقيمين، فيه ينتظم عقد الحجيج على صعيد منى بعد أن وقفوا بعرفة وباتوا بمزدلفة، في هذا اليوم المبارك يتقرب المسلمون إلى ربهم بذبح ضحاياهم اتباعًا لسنة الخليلين إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام، وقد أمر الله خليله بذبح ابنه وفلذة كبده فامتثل وسلّم، ولكن الله سبحانه بفضله ورحمته افتداه بذبح عظيم، فكانت ملة إبراهيمية جارية وسنة محمدية سارية، عملها المصطفى ورغّب فيها، في الصحيحين أنه ضحّى بكبشين أقرنين أملحين ذبحهما بيده وسمّى وكبر.
أيها المسلمون، إن العيد من شعائر الإسلام العظيمة الظاهرة، والعيد يتضمن معاني سامية جليلة ومقاصد عظيمة فضيلة وحِكمًا بديعة.
أول معاني العيد في الإسلام توحيد الله تعالى بإفراد الله عز وجل بالعبادة في الدعاء والخوف والرجاء والاستعاذة والاستعانة والتوكل والرغبة والرهبة والذبح والنذر لله تبارك وتعالى، وغير ذلك من أنواع العبادة، وهذا التوحيد هو أصل الدين الذي ينبني عليه كل فرع من الشريعة، وهو تحقيق معنى لا إله إلا الله المدلولِ عليه بقوله تعالى: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ [الفاتحة:5]، الذي نقرؤه في صلاة العيد وغيرها من الصلوات، والتوحيد هو الأمر العظيم الذي بتحقيقه يدخل الإنسان جنات النعيم، وإذا ضيَّعه الإنسان لا ينفعه عمل، وخُلِّد في النار أبدًا. والمتأمل في تاريخ البشرية يجد أن الانحراف والضلال والبدع وقع في التوحيد أولاً ثم في فروع الدين. فتمسك ـ أيها المسلم ـ بهذا الأصل العظيم، فهو حق الله عليك وعهد الله الذي أخذه على بني آدم في عالم الأرواح.
وقد أكد الله في القرآن العظيم توحيد الله بالعبادة وعظم شأنه، فما من سورة في كتاب الله إلا وهي تأمر بالتوحيد نصًا أو تضمنًا أو التزامًا، أو تذكر ثواب الموحدين أو عقوبات المشركين، فمن وفى بحق الله تعالى وفى الله له بوعده تفضُّلاً منه سبحانه، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئًا، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئًا)) رواه البخاري. فالتوحيد أول الأمر وآخره.
وثاني معاني العيد تحقيق معنى شهادة أن محمدًا رسول الله التي ننطق بها في التشهد في صلاة العيد وغيْرها من الصلوات، إن معنى شهادة أن محمدًا رسول الله طاعة أمره واجتناب نهيه وتصديق أخباره وعبادة الله بما شرع مع محبته وتوقيره، قال الله تعالى: قُلْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمّلَ وَعَلَيْكُمْ مَّا حُمّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُواْ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلَـٰغُ ٱلْمُبِينُ [النور:54].
ومن حكم العيد ومنافعه العظيمة شهود جمع المسلمين لصلاة العيد، ومشاركتهم في بركة الدعاء والخير المتنزل على جمعهم المبارك، والانضواء تحت ظلال الرحمة التي تغشى المصلين، والبروز لرب العالمين، إظهارًا لفقر العباد لربهم وحاجتهم لمولاهم عز وجل، وتعرضًا لنفحات الله وهباته التي لا تُحد ولا تُعد.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، وإن من حكم العيد ومنافعه العظمى التواصل بين المسلمين والتزاور وتقارب القلوب وارتفاع الوحشة وانطفاء نار الأحقاد والضغائن والحسد. فاقتدار الإسلام على جمع المسلمين في مكان واحد لأداء صلاة العيد آية على اقتداره على أن يجمعهم على الحق، ويؤلف بين قلوبهم على التقوى، فلا شيء يؤلف بين المسلمين سوى الحق لأنه واحد، ولا يفرق بين القلوب إلا الأهواء لكثرتها، فالتراحم والتعاون والتعاطف صفة المؤمنين فيما بينهم، كما روى البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى))، والمحبة بين المسلمين والتواد غاية عظمى من غايات الإسلام، فجاهد نفسك ـ أيها المسلم ـ لتكون سليمَ الصدر للمسلمين، فسلامة الصدر نعيم الدنيا وراحة البدن ورضوان الله في الأخرى.
أيها المسلمون، عيد الأضحى ترتبط فيه أمة الإسلام بتاريخها المجيد في ماضيها المشرق السحيق، الأمة المسلمة عميقة جذور الحق في تاريخ الكون، متصلةُ الأسباب والوشائج عبر الزمان القديم، منذ وطئت قدم أبينا آدم عليه الصلاة والسلام الأرض، وتنزل كلام الله على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عبر العصور الخالية، قال الله تعالى: إِنَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَاْ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُونِ [الأنبياء:92]، وختم الله الرسل عليهم الصلاة والسلام بسيد البشر محمد الذي أمره الله باتباع ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام بقوله: ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ ٱتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرٰهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ [النحل:123]، فكانت شريعة محمد عليه الصلاة والسلام ناسخة لجميع الشرائع، فلا يقبل الله إلا الإسلام دينًا، ولا يقبل غيره، قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ [آل عمران:85]، وفي الحديث: ((والذي نفسي بيده، لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار)) رواه مسلم.
فأنتم ـ معشر المسلمين ـ على الإرث الحق والدين القيم ملة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام ودين الخليل محمد ، وعيد الأضحى يربطكم بهذين الخليلين النبيين العظيمين عليهما الصلاة والسلام، لما شرع الله لكم في هذا اليوم من القربات والطاعات، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال أصحاب رسول الله : ما هذه الأضاحي يا رسول الله؟ قال: ((سنة أبيكم إبراهيم))، قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: ((بكل شعرة حسنة)) رواه ابن ماجه.
وذلك أن الله أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام بذبح ولده إسماعيل عليه السلام قربانًا إلى الله، فبادر إلى ذبحه مسارعًا، واستسلم إسماعيل صابرًا، فلما تمَّ مرادُ الله تعالى بابتلاء خليله إبراهيم عليه السلام وتأكد عزمه وشرع في ذبح ابنه فلم يبق إلا اللحم والدم فداه الله بذبح عظيم، فعَلِم الله عِلم وجود أن خلة إبراهيم ومحبته لربه لا يزاحمها محبة شيء، والأضحية والقرابين في منى تذكير بهذا العمل الجليل الذي كان من إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، أدوا الصلاة المفروضة فإنها عمود الإسلام والفارق بين الكفر والإيمان، احذروا الوقوع في المعاصي، أدوا زكاة أموالكم، صوموا شهركم، وحجوا بيت ربكم .
كما أوصيكم بالحفاظ على مهمتكم العظمى ووظيفتكم الكبرى، وظيفةِ الدعوة إلى الله عز وجل، مهمةِ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مهمة الجهاد في سبيل الله، المهمةِ التي لها أخرجتم، والتي هي مصدر خيريتكم واستمرار عزكم وأمركم قائمًا منصورًا بإذن الله، كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ [آل عمران:110].
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
إن مما يؤسف له اليوم ـ يا عباد الله ـ أن نرى كثيرين من المتسمين بالإسلام لا يعيشونه واقعًا عمليًا، يفرِّطون في أركان الإسلام، ويهملون شرائعَ الدين، يقعون في كثير من المحظورات، فيأكلون أموال الناس بالباطل، ويميلون في حياتهم إلى اللهو وارتكاب المآثم، ويستجيبون لداعي النفس الأمارة بالسوء، إلا من رحم الله.
فاتقوا الله أيها المسلمون، واحذروا الوقوع فيما يبعدكم عن حقيقة دينكم ويوردكم حمأة المآثم والمعاصي، احذروا الزنا فإن فيه ست خصال، ثلاثًا في الدنيا، وثلاثًا في الآخرة، فأما التي في الدنيا فذهاب بهاء الوجه وقصر العمر ودوام الفقر، وأما التي في الآخرة فسخط الله تبارك وتعالى وسوء الحساب والعذاب بالنار.
عباد الله، إن في طيب المكسب وصلاح المال سلامة الدين وصون العرض، فلا تأكل إلا حلالاً، ولا تنفق مالك إلا في حلال، قال بعض السلف: "لو قمت في العبادة قيام السارية ما نفعك حتى تنظر ما يدخل إلى جوفك". أكل الحرام يعمي البصيرة وينزع البركة ويجلب الفرقة والشحناء ويحجب الدعاء، ولتكن النفوس بالحلال سخية، فاحذروا الربا، واسمعوا ما جاء في الحديث: ((الربا ثلاثة وسبعون بابًا، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه)) رواه الحاكم وله شواهد. فهل يرضى أحد منكم أن يزني بأمه؟! إنه لا أحد يرضى بذلك، نعوذ بالله من ذلك. وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله أنه لم يرد في شيء من المعاصي مثل ما ورد في الوعيد على الربا ما عدا الشرك بالله عز وجل.
أدوا الناس حقوقهم يا عباد الله، فكل إنسان عليه حق لأحد يجب عليه أن يؤدي حقه، فكثير من الناس اليوم يكون عليهم مطالب للناس، إما قروض أو ثمن مبيعات أو أجرة مستأجرات أو غير ذلك، ومع هذا يماطلون بحقوقهم مع أنهم قادرون على الوفاء، والنبي يقول: ((مطل الغني ظلم))، أي: أن الإنسان إذا مطل غيره بأن منعه حقه مع قدرته على الوفاء فإن ذلك ظلم، والظلم ظلمات يوم القيامة، وكل ساعة تمضى عليك وأنت في مماطلتك بالحق الذي يجب عليك دفعه فإنك لا تزداد إلا إثمًا، ولا من الله إلا بعدًا.
اجتنبوا الرشوة والزور والغش والخديعة، وإياكم وأكل مال الناس بالباطل، كاغتصاب أو سرقة أو غيره، أقول: السرقة لأنها انتشرت هذه الأيام من سطو على المحلات التجارية والمنازل والمزارع تحت جنح الظلام، نسأل الله أن يفضحهم وأن يكفي المسلمين شرهم.
احذروا الغيبة والنميمة والبهتان والحقد والشحناء والحسد والبغضاء، تحلوا بالصدق والصبر والأمانة والوفاء وحسن التعامل فيما بينكم. احذروا المخدرات والمسكرات والملهيات، واحفظوا جوارحكم في هذا اليوم وغيره، احفظوا أسماعكم وأبصاركم وألسنتكم وبطونكم وفروجكم وأيديكم وأرجلكم أن تمتد إلى الحرام وتلتبس به وتتلطخ بسوئه، وقوموا بما أوجب الله عليكم نحو أهليكم وأولادكم ونسائكم، فمروهم بالمعروف وانهوهم عن المنكر، واحفظوهم عن المحرمات، وأبعدوهم عن المنكرات ووسائلها، وربوهم تربية إسلامية، ووجهوهم وجهة صالحة.
واتقوا الله في الشباب والشابات يا معشر أولياء الأمور، ويا عقلاء الحي، ويا دعاة الإصلاح، فإن الراغب في النكاح اليوم ليتحمل آصارًا وأثقالاً بسبب إعراض المسلمين عن سنة سيد المرسلين في تخفيف صدقات النساء وتكاليف الزواج.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد.
أيها المسلمون، رحم الإنسان هم أولى الناس بالرعاية وأحقهم بالعناية وأجدرهم بالإكرام والحماية، صِلتُهم مثراة في المال ومنسأة في الأثر وبركة في الأرزاق وتوفيق في الحياة وعمارة للديار، يقول النبي : ((من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُنسأ له في أجله فليصل رحمه)) رواه البخاري.
أيها المسلمون، وفي الصحيحين عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رجل قال: يا رسول الله، أخبرني بما يدخلني الجنة ويباعدني من النار، فقال النبي : ((لقد وفق)) أو قال: ((لقد هُدي، كيف قلت؟)) فأعادها الرجل، فقال النبي : ((تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل ذا رحمك))، فلما أدبر قال النبي : ((إن تمسك بما أمرته به دخل الجنة)).
فيا عباد الله، يا من آمنوا بالله ورسوله، انظروا في حالكم، انظروا في أقاربكم، هل قمتم بما يجب لهم عليكم من صلة؟ هل ألنتم لهم الجانب؟ هل أطلقتم الوجه لهم؟ هل شرحتم الصدور عند لقائهم؟ هل قمتم بما يجب لهم من محبة وتكريم واحترام؟ هل زرتموهم في صحتهم توددًا؟ هل عُدتُموهم في مرضهم احتفاء وسؤالا؟ هل بذلتم لهم ما يجب من بذل من نفقة وسداد حاجة؟
أيها المسلمون، هذه الاستفهامات وغيرها من الاستفهامات التي تقتضيها صلة الرحم يجب على الإنسان أن يحاسب نفسه عليها، فلينظر هل قام بما يجب عليه في هذا الأمر أم هو مفرط فيه، فالصلة أمارة على كرم النفس وسعة الأفق وطيب المنبت وحسن الوفاء، ومعاداة الأقارب شر وبلاء، الرابح فيها خاسر، والمنتصر مهزوم، وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وتشهد عليه بقطيعة إن كان قطعها.
واجعل عيد هذا اليوم منطلقًا لوأد القطيعة وطي صحيفة الشقاق والنزاع، لوأدها مجالات واسعة يسيرة، فمن بشاشة عند اللقاء ولين في المعاملة، إلى طيب في القول وطلاقة في الوجه، زيارات وصلات، تفقد واستفسار، مهاتفة ومراسلة، والرأي الذي يجمع القلوب على المودة، كف مبذول، وبر جميل، وإذا أحسنت القول فأحسن الفعل.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد .
شباب الإسلام، أنتم أمل الغد وجيل المستقبل، عودوا إلى دينكم، وارفعوا راية لا إله إلا الله، وادعوا إليها، واحذروا الرذائل، وتحلّوا بالفضائل، وانتبهوا إلى ما يكيده أعداؤكم.
أيتها النساء الفاضلات، اتقين الله، اتقين الله في صلاتكن وزكاتكن، لا تؤخرنها عن وقت وجوبها، وإياك ـ يا أمة الله ـ أن تسكتي عن الزوج والأولاد الذين لا يصلون. وكنَّ خير خلف لخير سلف من نساء المؤمنين، واحذرن من التبرج والسفور والاختلاط بالرجال الأجانب والتقصير في أداء أمانة الرعاية في البيت على الأولاد والزوج؛ فإن مسؤوليتكن عظيمة، وتأثيركن في البيت أعظم، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر.
يا نساء المسلمين، أمانة كبيرة تلك التي حمِّلتِ إياها في تربيتكِ لابنتك في دينها وأخلاقها وحشمتها وسترها وتعقلها وحسن تعاملها مع زوجها.
توبوا إلى الله ـ يا عباد الله ـ من جميع ذنوبكم، وابدؤوا صفحة جديدة ملؤها الأعمال الصالحة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: مَنْ عَمِلَ صَـٰلِحًا مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَوٰةً طَيّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ [النحل:97].
اللهم اجعل عيدنا سعيدًا، اللهم أعده علينا أعوامًا عديدة وأزمنة مديدة، اللهم أعده على الأمة الإسلامية جمعاء وقد تحقق لها ما تصبو إليه من عز وكرامة وغلبة على الأعداء.
أقول قولي هذا، وأسأل الله أن يبارك لي ولكم في القرآن، وينفعنا بما فيه من الآيات والهدى والبيان، وأن يرزقنا السير على سنة المصطفى من ولد عدنان.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، إنك أنت الغفور الرحيم.
|