.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

العشر الأواخر

3570

الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

آفات اللسان, الصوم, فضائل الأزمنة والأمكنة

يزيد بن الخضر ابن قاسي

الأبيار

19/9/1424

الموحدين

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- فضل العشر الأواخر من رمضان. 2- من فضائل ليلة القدر. 3- تحري ليلة القدر. 4- الحث على الإكثار من قراءة القرآن. 5- مصيبة هجر القرآن الكريم. 6- حفظ اللسان في رمضان. 7- سب الله ورسوله ودينه ردة عن الإسلام.

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله حقَّ التقوى، فالتقوى سبيل المؤمنين، وزاد الصالحين، وبها النجاة والصلاح يوم الدين. فأوصي نفسي وإياكم بتقوى الله في كل وقتٍ وحين، فإن تقوى الله عز وجل منال يرجَى إدراكه وتحقيقه، وقد أخبر الله عز وجل في كتابه العزيز أن مما تنال به التقوى فريضة الصيام: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، فصيام شهر رمضان زيادة على ما فيه من جزيل الفضل والرحمة والمغفرة والعتق من النار فهو مدرسة لتعلم الصبر وتحقيق التقوى، فعلينا ـ عباد الله ـ أن نغتنم هذا الموسم العظيم والشهر الكريم وما تبقى فيه من أيام لنتزود فيها بخير الزاد ولندرك فيه خيره وفضله.

أتى رمضان مزرعـة العبـاد    لتطهير القلوب من الفساد

فأدِّ حقوقـه قـولا وفعـلا     وزادك فـاتخـذه للمعـاد

من زرع الحبوب وما سقـاها   تـأوَّه نادما يوم الحصـاد

ألا وإنّ أفضل أيام هذا الشهر ولياليه ـ يا عباد الله ـ عشره الأخيرة، ونحن مقبلون عليها من الغد إن شاء الله، فأيّام العشر أفضل أيام الشهر، ولياليه أفضل ليالي العام كله، وحسب هذه الليالي شرفًا ورفعة وفضلاً أن الله اختصّها بليلة عظيمة، ليلة القدر التي عظَّم الله سبحانه قدرها، وأعلى شأنها، وشرفها بإنزال الوحي المبين هذا القرآن العظيم على سيد المرسلين .

إنه كتاب ربنا، هذا الكتاب الذي بين أيدينا إنه النعمة الباقية والمعجزة الخالدة والعصمة الواقية والحجة البالغة والدلالة الدامغة، وهو شفاء لما في الصدور، والحكم العدل عند مشتبهات الأمور، وهو الكلام الجزْل، وهو الفصل الذي ليس بالهزل، منزه من الخطأ والزلل، صالح في كل مكان وزمان، لاَّ يَأْتِيهِ الْبَـاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].

فهذا القرآن العظيم اختار الله لنزوله أشرفَ الأزمان وأعظم الشهور، وأفضل الليالي وهي ليلة القدر، إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان:3]، إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1]، شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ [البقرة:185].

ومن خصائص هذه الليلة أن فيها يفرق كل أمر حكيم، إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان:3، 4]، أي: في هذه الليلة يفصل من للوح المحفوظ إلى الكتبة أمر السنة، وما يكون فيها من الآجال والأرزاق وما يكون فيها إلى آخرها .

ومن فضائل هذه اليلة أنها خير من ألف شهر، والعبادة فيها تفضُل عبادة ألف شهر خلت من ليلة القدر، فهي ليلة عظيمة البركات كثيرة الخيرات، تضاعف فيها الحسنات، ويستجاب فيها الدعوات، لِما يتنزل فيها على العباد من عظيم المنح الربانية وجليل النفحات الإلهية، إِنَّا أَنزَلْنَـاهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر:1].

وإن من صدق إيمان العبد ودلائل توفيق الله له أن يغتنمَ هذه الليالي المباركة، بجلائل الأعمال الصالحة، وأنواع العبادة والطاعة، والتذلل بين يدي الله عز وجل، والإنابة إليه، أملا في إحراز فضل ليلة القدر ونيل بركاتها، فلقد بلغ من عظيم فضلها وجليل ثوابها أن من قامها بنية خالصة وعبودية صادقة كفّر الله عنه ما تقدم من ذنوبه وخطاياه، فقد قال : ((من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه)) أخرجاه في الصحيحين.

وقد رغب رسول الله أمته إلى التماس ليلة القدر في ليالي العشر الأواخر، أو السبع البواقي منها، وأنها ترجى في ليالي الأوتار، وأرجاها ليلة السابع والعشرين من هذا الشهر الكريم، فقد روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على السبع البواقي))، وفي لفظ آخر له: ((فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر))، وقد سألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله عما تدعو به في ليلة القدر إن هي علمتها، فأرشدها أن تقول: ((اللهم إنك عفو، تحب العفو، فاعف عني)).

وقد كان رسول الله يخصُّ هذه العشر الآواخر من رمضان بمزيد من العبادة، ويضاعف فيها الأعمال الصالحة، ويجتهد فيها بأنواع الطاعات والقربات ما لا يجتهد فيما سواها من الأزمنة، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله إذا دخل العشر الأواخر من رمضان أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجدّ وشدّ المئزر.

 فمن التوفيق والرشاد ونفاذ البصيرة وسداد الرأي أن يغتنم المسلم هذه الأيام الفاضلة واليالي المباركة بالتزود بالصالحات، والمسابقة إلى الخيرات، والمحافظة على العبادات من صلاة وصيام وقيام، وصدقة وبر وإحسان، وعطف على الفقراء والأيتام، والإكثار من الاستغفار، وإدامة ذكر الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار، فإن ذكر الله تعالى يزكي النفوس، ويشرح الصدور، ويورث الطمأنينة في القلوب، كما قال تعالى: أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد:28].

وإن خير أنواع الذكر قدرًا وأعظمها عند الله أجرًا تلاوة كتاب الله الكريم الذي لا يَأتيهِ الباطلُ من بينِ يَديهِ ولا من خَلفِه تنزيلٌ من حَكيمٍ حمِيد. فقد كان من هديه الإكثار من تلاوته في رمضان أكثر من تلاوته في غيره، وكان جبريل يأتيه في رمضان يدارسه القرآن.

وقد أبان عن فضل تلاوة كتاب الله وعظيم ثوابه بقوله: ((من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)).

والقرآن شافع لك يوم القيامة، ((يأتي القرآن شافعًا لأصحابه يوم القيامة))، فاقرؤوه وتدبروه، في رمضان وفي غيره، ولتكن قراءته في رمضان عظيمة.

أيها المسلمون، ينبغي وخاصة في هذا الشهر العظيم أن تسري عظمة القرآن في نفوسنا، وأن تلين له جلودنا، بعد أن تخشع له قلوبنا، فتلكم الهداية التي أخبرنا الله عز وجل عنها: اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ [الزمر:23]. وكيف لا تقشعر جلودنا وتلين قلوبنا وربنا يخاطبنا ويقول: لَوْ أَنزَلْنَا هَـذَا الْقُرْءانَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَـاشِعًا مُّتَصَدّعًا مّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الاْمْثَـالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر:21].

أيها المؤمنون، إنه من الأسف الشديد أن الكثير من الناس في هذا الزمان قد أصابتهم الغفلة، وقعوا في هجر القرآن، ولربما تجد بعضهم يمرّ عليهم الأسبوع أو الشهر وهم لم يقرؤوا أو لم يسمعوا آية من القرآن، و لقد شكا النبي إلى ربه من هجر القرآن قال تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يارَبّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُواْ هَـذَا الْقُرْءاَنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30].

ومن هجر القرآن هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه، فتجد بعضهم يستمع إلى إذاعات الدنيا كلها، ويستمع إلى أنواع منوّعة من الأغاني الساقطة الماجنة، ويحرم نفسه من سماع القرآن في شهر القرآن، وإذا مر بسمعه القرآن أغلق الجهاز أو المذياع كأن القرآن يزعجه أو يذكّره بشيء لا يريده، وتجد البعض الآخر قد يقرأ كل ما يجده من مجلات وجرائد مختلفة، ويحرم نفسه من القراءة في المصحف ولو لآيات قليلة، وبعضهم قد خصوا قراءة القرآن وسماعه في الجنائز فقط، وَقَالَ الرَّسُولُ يارَبّ إِنَّ قَوْمِى اتَّخَذُواْ هَـذَا الْقُرْءاَنَ مَهْجُورًا [الفرقان:30] والله المستعان.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَـابَ اللَّهِ وَأَقَامُواْ الصَّلَواةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقْنَـاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَـارَةً لَّن تَبُورَ لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ [فاطر:29، 30].

نفعني الله وإياكم بالقرآن الكريم، وبهدي سيد المرسلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية

وإن مما ينبغي التذكير به ـ يا عباد الله ـ وخاصة في هذه العشر الآواخر المحافظة على الصلوات، والحذر من الذنوب والمعاصي والانقياد للأهواء والشهوات وإضاعة الأوقات باللهو والباطل مما يصدّ عن ذكر الله وطاعته، والحذر كل الحذر من آفات اللسان التي قد تفسد صومك وتقدح في صحته وسلامته، فاجتنب الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور، فلا خير فيها للصائم، ولا لغيره، ولكن حرمتها في الصيام أشد، ففي الحديث: ((من لم يدع قول الزور والعملَ به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))، ليس لله مراد في ترك طعامك وشرابك إذا لم يحملك صيامك على البعد عمّا حرم الله عليك، فالكذب وقول الزور حرام في رمضان وفي غيره، ولكنه في رمضان وفي حق الصائم أشدّ حرمة، وكذلك الغيبة والنميمة واللعن والسباب كما في الصحيح عنه أنه قال: ((والصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم حدكم فلا يرفث ولا يصخب، وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني امرؤٌ صائم)).

ولا يخفى علينا ما نراه ونسمعه في مجتمعنا في أسواقنا وطرقاتنا من خصومات وما يحصل فيها من بذاءة في الألفاظ وفحش فى الكلام، ومن سب ولعن وشتم وسباب بأساليب عديدة، تجري على الألسنة بسهولة ويسر، ودون تفكير في العاقبة، ونخص بالذكر ـ لأنه الأدهى والأمر ـ سب الله سبحانه وتعالى أو سب رسوله الكريم أو سب دينه الحنيف، إنه ـ والله ـ لمن المصيبة العظمى والطامة الكبرى أن تسمع سب الله أو سب دينه تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدًّا أن عمدوا لمثل هذا السبّ، وخاصة في رمضان، وفي الحقيقة أن هذه المصيبة شاعت وانتشرت في أوساط الناس حتى لا تكاد تخلو خصومة دون أن تسمع ذلك الفسق وذلك الكفر، ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ويسبون الله أو يسبون دينه بكلّ تبجح وارتياح، ولسانهم طلق وسهل بذلك ومدرّب عليه، فبمجرّد ردّةِ فعل أو معارضةٍ ما أو سوء تفاهم أو صُراخ لغضب مزعوم فلأول وهلة يسبّون الله أو دينه.

فهؤلاء الناس قد هان في قلوبهم تعظيم رب العالمين، فلو كان عندهم تعظيم لله وكانوا على تقوى وخوف منه لما تجرؤوا على سبه أو سب دينه؛ لأن اللسان ـ عباد الله ـ ترجمان القلب، وجعل اللسان على ما في القلب دليلا، وفي الحقيقة أن سب الله أو سب دينه أصبح عند هؤلاء أسلوبا لتخويف الناس ورمزا وإعلانا وشعارا للتجبر ولإظهار القوة والشجاعة الشيطانية، كأن السابّ يريد أن يقول بسبه: أنا جبار و قوي وشجاع ولا أخاف من أحد بدليل أني أسبّ الله الذي أنتم تخافونه، أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى، أما يخشى هذا الساب أن تقبض روحه وهو في تلك الحالة؟! وقد وقع مثل هذا، فقد حدثني غير واحد ممن أعرف كانوا شهود عيان فيمن قبضت روحه وهو يسبّ الله والعياذ بالله، فيا لها من سوء خاتمة وسوء عاقبة، والنبي يقول: ((وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)) قال كلمة فقط من سخط الله، فما بالكم بمن سب الله أو سب دينه وتقصّد ذلك بأفحش السباب.

اعلموا ـ عباد الله ـ أن سب الله أو سبّ رسوله أو سب دينه في رمضان أو في غيره من الكفر المخرج من الملة بالإجماع، وهو ردة عن الإسلام، فمن وقع في مثل هذا فليجدّد إسلامه وليتب إلى الله.

فعلى الصائم أن يحفظ لسانه، وأن يكون متخلّقًا بالحلم والأناة مع غيره، معرضا عن الجاهلين والسفهاء، لقول النبي : ((فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخب))، يبتعد عن كل قول رذيل، عن كلّ قول سيئ، وكل قول فاحش، وكل عمل سيئ، يبتعد عنه طاعةً لله، إذا سفه عليه سفيه وانتقصه جاهل قال له: إني امرؤ صائم، ولذا قال : ((وإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: إني امرؤ صائم))، يذكّره بأنه صائم، فصومي يحجزني ويمنعني أن أخوض في الباطل أو أقول السفه.

فاتقوا الله عباد الله، فإن شهر رمضان قد مضى أكثره، ولم يبق منه إلا القليل، فلنغتنم ما تبقى من أيامه ولياليه، بالمسارعة إلى طاعة الله ومرضاته، والتعرض لنفحاته وألطافه، فربما أدركَت العبدَ رحمة من رحمات ربه، فارتقى بسببها إلى درجات المقربين، وكان في عداد أولياء الله المتقين، الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً