أمّا بعد: فاتّقوا ربَّكم في السرّ والعلانية، فتقوى الله خيرُ ما عمِلتم، وأفضلُ ما ادَّخرتم.
أيّها المسلمون، اذكروا نعمَ الله عليكم الظاهرة والباطنة، واشكروه عليها يزدْكم منها ويحفظها عليكم، فنعمُ الله عليكم لا تعدّ ولا تحصى، قال الله تعالى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [النحل:18]. وهل يقدِرُ النّاس أن يعدّوا الأنفاسَ أو حركاتِ طرف العيون؟ إنّهم لا يقدرون، والنعم أكثر من الأنفاس، وأكثر من حركاتِ طرف العيون، وما الأنفاسُ وحركات طرف العيون إلاّ بعض نِعم الله على خلقه.
أيّها النّاس، إنّ الله عزّ وجلّ قد أولاكم مِن فضلِه وكرمِه ونعمِه عامّةً وفي هذه البلاد خاصّة ما لا تقدرون على أن تحصوه، فضلاً عن أن تقدِروا على شكرِه، وخصّكم بخصائص يلزمنا رعايتُها وتقديرها وشكرُ الله سرًّا وعلانية، فممّا خصَّ الله به هذهِ البلادَ أن عافاها من الأحزابِ المتناحِرة والاتّجاهات والأفكار الضّارّة التي ظهَر أثرُ ضررها على البلادِ التي ابتليَت بها، فلا مكانَ للأحزاب المتناحرة في بلادنا؛ لأنّ دينَ المواطنين في هذه المملكة هو الإسلام الحقُّ العظيم الذي يحرّم الحزبيّات والأهواء، قال الله تعالى: وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا [آل عمران:103]، وقال تعالى: إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْء [الأنعام:159].
والإسلامُ هو الحقّ، والحقّ يجمع ولا يفرق، ويعدِل ولا يظلم، ويصلح ولا يفسد، ويرحم ولا يقسو، وولاءُ المسلم لهذا الحقّ ولمن ينفِّذون الحقّ ويدافِع عن الأرضِ التي يهيمِن عليها هذا الحقّ بكلّ أنواعِ المدافعة، فظهر جليًّا أنّ غايةَ المسلم هي نصرة الإسلام، وأنّه يلزمه أن يعينَ ولاةَ الأمر على تنفيذ الشريعة، ويلزمه أن يدافعَ عن حوزةِ الدّين. وإذا كان هذا محلَّ اتفاق بين المسلمين فلا مكانَ للحزبيّات في بلادنا، ولأنّ الأحزاب متباينةُ الأهواء، والأهواء تضعِف الأمّة وتشغِل بالَ وليّ الأمر عن الأمور المهمّة للرّعية، وأحسنُ أحوال المسلمين إذا كان سلطانُ الدّين قويًّا على نفوس الأمّة، مع كون وليّ الأمر قويًّا في نفوذه، وإذا كان سلطان الدّين ضعيفًا على بعض النّفوس وسلطانُ وليّ الأمر قويًّا نجحَت الأمور أيضًا، وقمِع المفسدون في الأرض. ووليُّ الأمرِ في هذه البلادِ ونوّابُه أقوياءُ النّفوذ بحمدِ الله وبفضلِه، ثمّ بالتّلاحم بين القيادة والمواطنين بما يوجبُه الدين الإسلاميّ من الاجتماع على الحقّ والتعاضُد، ونبذِ الفرقة والاختلاف، ونحنُ على عقيدةِ المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان الذين أثنى الله عليهم بقوله: وَٱلَّذِينَ ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَـٰهَدُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءاوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:74]، وأثنى الله عليهم بقوله: وَٱلسَّـٰبِقُونَ ٱلأوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَـٰجِرِينَ وَٱلأنْصَـٰرِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِىَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأنْهَـٰرُ خَـٰلِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ [التوبة:100]، ومن نَدَّ عن ذلك فبحثُه عن الحقّ بتجرّد والحوارُ معه من أسبابِ هدايتِه.
ونحمد الله تعالى أن جعلَنا من المسلمين، لأنّ الإسلامَ أعظم نعم الله على العباد، قال تعالى: ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإسْلاَمَ دِينًا [المائدة:3]. والمسلم مع ما هو فيه من الهدى خاشعٌ لله متواضِع مخبِت لربّه، لا يحتقر عباد الله، ولا يتعدّى حدودَ ربّه، حرّم عليه الإسلام الظلمَ والعدوان، حتّى لغير المسلمين، وأمره دينه بالعدل والإحسان والرّحمة والخير للبشرية.
ومِن الخير للإنسان والخيرِ للبشرية دعوةُ الإنسان إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والطريق المشروعِ الذي ينصر الحقَّ ويدحض الباطل، قال الله تعالى: ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَـٰدِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِٱلْمُهْتَدِينَ [النحل:125].
والإسلامُ أعزُّ على المسلمِ مِن نفسِه وأهلِه ومالِه وولده، وقد يتجرّدُ المسلم من المال، وقد يخسَر الجاه، وقد يواجه المصاعبَ والمتاعب، ولكنّه سعيد إذا سلِم له دينه.
هذا مصعبُ بن عمير رضي الله عنه أوّل مهاجرٍ إلى المدينةِ النبويّة الطيّبة، بعثه النّبيّ يدعو إلى الإسلامِ ويعلّم القرآنَ، كان شابًّا غنيًّا مترَفًا، فلمّا أسلمَ حرمَته أمّه من المال، فرآه النبيّ وقد حال لونه وتغيّر وعليه لباسٌ ممزّق، ففاضت عيناه لما رأى به من الجَهد والخصاصة[1]، ولكنّه كان غنيًّا بإيمانه، ولمّا استُشهد في أحدٍ لم يجدوا كفنًا له، وإنّما كفّنوه في نمِرة وفي لباسٍ غطّى رأسَه ثمّ غطّوا بقيّة جسمِه بالإذخر[2]، وكان أيضًا الكثير من المهاجرين بهذه الحال رضي الله تعالى عنهم.
ومِن خصائصِ هذه البِلاد بيتُ الله الحرَام، قِبلةُ المسلمين ومَهوى أفئدتهم الذي جعله الله سببًا لانتظام مصالحِ النّاس، قال تعالى: جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَامًا لّلنَّاسِ [المائدة:97]، قال المفسِّرون: البيتُ الحرام مدارٌ لمعاشهِم ودينهم، فيقومون فيه بما يصلح دينهم ودنياهم، يأمنُ فيه خائفهم، وينصَر فيه ضعيفهم، ويربَح فيه تجّارهم، ويتعبّد فيه متعبِّدهم.
ومِن خصائصِ هذه البلاد مسجدُ رسول الله ، آخر مساجدِ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، والذي جعل الله الصلاةَ فيه أفضلَ من ألفِ صلاة فيما سواه إلاّ المسجدَ الحرام. وفي تربةِ المدينة الطيّبة مثوى رسول الله ولا يعرَف قبرُ نبي غيره.
ومن خصائص هذه البلاد المحاكمُ الشرعيّة التي تحكم بالشّرع في الأموال والدماء والحدود والمنازعات والقضايا، ويستوي أمامَ هذه المحاكم الملِك فمَن دونه.
وممّا مَنَّ الله به على هذه البلاد الأمنُ المستتبّ الذي يأمَن الناس فيه على دمائِهم وأموالِهم ومصالحهم الدينيّة والدنيويّة، والذي صارت فيه مضربَ المثل في العالم، وفاقت هذه البلادُ في الأمن غيرَها ولله الحمد، وما وَقع في الآونةِ الأخيرة من تخريبٍ وإرهاب مردُّه إلى أفكار ضارّةٍ وافدة، قوبِلت بشدّةِ حزم، وحُوصرت وحُوربت أشدَّ المحاربة من ولاة الأمرِ والعلماء، وحاربَت هذه الأفكارَ التكفيريّة مناهجُ التعليم لدينا منذ وضِعت. ومناهج التعليم لدينا لا تخرِّج إلا رجالاً أسوياء، يخدمون دينَهم ووطنَهم، ويحبّون الخيرَ للبشريّة، ولكن لكلّ قاعدةٍ شذوذ، وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ [الأنعام:164]، ولن يتأثَّر أمنُ هذه البلاد بتخريب هذه الفِئة المنحرِفة، فما هي إلا فقّاعة لا تلبث أن ينفتِق.
وممّا منّ الله به على هذه البلاد الاستقرارُ السياسيّ الذي تستقرّ معَه الأوضاع، وتزدهِر معه الحياة، ويتّسع العمران، وينتشِر معه العلم، وتعمّ النهضَة، ويزداد النموّ السكانيّ، وتوظَّفُ الأموال في مصالحِ الناس، ويعزّ الدين، وتنطفئ الفتن، إلى غير ذلك من المصالح.
وممّا منّ الله به على هذه البلاد أنّ حقوقَ الإنسان مكفولةٌ في ظلّ الشريعة الإسلاميّة، وأعداءُ هذه البلاد يتكلّمون في قصورٍ في حقوق المرأة في بلادنا، ويعتَرضون على إقامة الحدود الشرعيّة، بزعم أنّها تنافي حقوقَ الإنسان، ساء قولاً هذا القول، وساء قصدًا.
المرأةُ في هذه البلاد ـ أمًّا كانت أو بنتًا أو أختا أو عمّة أو خالة أو بنتَ أخ أو بنتَ أخت أو زوجة ـ تنال حقّها الواجبَ مِن كلّ ذي قرابةٍ لها، يؤدّيه واجبًا إسلاميًّا طائعًا مختارًا منشرحًا، والزوجُ يقوم بحقوق زوجته، لا يُحوِجُها إلى غيرِه، وتنال المرأة حقوقَ المواطنةِ في هذه الدولة، وتتهيّأ لها الحياةُ الكريمة، وأمامَها مِن الوظائف ما يتلاءم وفطرتَها واستعدادَهَا، بما لا يتعارَض مع الدّين والخُلُق. وما تقوم به المرأة من مهمَّاتٍ في بيتها ومجتمعها بتربيةِ الأجيال لا يقوم به خدَمٌ ولا غيرُهم. ووضع المرأة في بلادنا أحسنُ منه في بلادٍ أخرى، وما يقال في هضمِ حقوق المرأة يقصد منه أعداءُ هذه البلاد خروجَ المرأة من قيَم دينها وخروجها من أخلاقِها الإسلاميّة، وأن تكونَ مبتذلةً في أيّ مجال سلعةً رخيصة للعابثين. والمرأةُ في مجتمعِنا كلّما كبر سنّها وضعُف جِسمها ازدادت تقديرًا واحتِرامًا ورحمَة.
والذين ينادون بحقوقِ المرأة أليستِ المرأة عندهم ممتهَنةَ الكرامة؟! أليست تعطِي مِن شرفها وعِرضها أكثرَ ممّا تأخذ؟! ألم يطردوها مِن البيتِ إذا بلغت سنَّ الزواج؟! ألم يدَعوها لقسوة الحياة وذئاب البشر؟! فتلجأ إلى اقتناء الكلابِ ونحوِها، تعوِّض بذلك ما فقدته من وَفاء البشر، وإذا عجزت عن أن تقدِّم عطاءً زَجّوا بها في دورِ العجزة، فهي موجودة مفقودة، حيّةٌ كميّتة، أهذه حقوق المرأة؟! أهذه حقوق المرأة؟! من كان بيتُه مِن زجاج فلا يرمِ الناسَ بالحجارة.
وأمّا مَا يستنكِرون من الحُدود التي تقام في المملكة كقطع يد السّارق فإنّ إقامةَ الحدود بأمر الله تعالى، قال الله تعالى: وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَـٰلاً مّنَ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة:38]، والذي شرَع ذلك ربُّ العالمين أرحمُ الراحمين وأحكم الحاكمين، وفي الحديث عن النبيّ : ((إقامة حدٍّ من حدود الله خيرٌ لهم مِن أن يمطَروا أربعين صباحًا))[3].
والذين يتباكَون على المجرمين العُتاة المفسِدين ألا يحزَنون على الأبرياءِ الذين أُزهِقت نفوسهم أو سلِبت أموالهم. إنّ إقامةَ حدّ واحد يحمي ويحصِّن الملايينَ من النّاس مِن عبَث المفسدين، وإنّ الحكم بما أنزل الله هو إصلاحُ للأرض، وليس هضمًا لحقوق الإنسان، قال الله تعالى: وَأَنِ ٱحْكُم بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ ٱللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَٱحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ لَفَـٰسِقُونَ أَفَحُكْمَ ٱلْجَـٰهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ حُكْمًا لّقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة:49، 50].
أيّها الناس، إنّ نعمَ الله عليكم وعلينا عظيمةٌ وآلاؤُه جسيمة، وإنّها توجب الشكرَ لله تعالى، وشكرُ الله تعالى هو بتقواه والاستقامةِ على دينه، قال الله تعالى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم:7]. وشكرُ الله على هذه النعم أن نكونَ في يومِنا أحسنَ ممّا في أمسِنا، وأن نكونَ في غدِنا أحسنَ ممّا في يومنا؛ لأنّ الله أمر بالتّقوى في أوّل سورة في القرآن، وأمر بالتّقوى في آخر آيةٍ نزلت من القرآن، وهي قوله تعالى: وَٱتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ [البقرة:281]، وأكّد على التّقوى في آياتٍ كثيرة في المدّة التي بين ذلك؛ ليلتزمَ المسلم بالتقوى في كلّ أحواله، وليكونَ دائمًا صاعدًا في درجات التقوى إلى آخر نفسٍ من حياته، ليفوزَ بخَيرَي الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ [الأعراف:128]، تِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِى نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا [مريم:63].
ودينُنا الإسلاميّ يوجب علينا أن نكونَ مع ولاة أمرِنا يدًا واحدة وصفًّا موحّدًا أمام ما يمكِن أن يستجدَّ من تحدّيات تستهدف الإسلامَ وتعاليمَه، أو تستهدف ثوابتَ مجتمعنا، بل إنّ لهذه البلاد حقًّا على كلّ مسلم في الأرض كلّها لما خصّها الله به من الخصائص المعلومة الفاضلة.
بسم الله الرحمن الرحيم: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلْبرِ وَٱلتَّقْوَىٰ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلإِثْمِ وَٱلْعُدْوَانِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ آلْعِقَابِ [المائدة:2]، وقال تعالى: وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [آل عمران:105].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيّاكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيّد المرسلين بقوله القويم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كلّ ذنب، فاستغفروه إنّه هو الغفور الرحيم.
[1] أخرجه الترمذي في صفة القيامة (2476) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال: "هذا حديث حسن غريب"، والراوي عن علي رجل مبهم، وقد أورده الألباني في ضعيف سنن الترمذي (440).
[2] أخرجه البخاري في المناقب (3897، 3914)، ومسلم في الجنائز (940) عن خباب بن الأرت رضي الله عنه.
[3] أخرجه أحمد (2/362، 402)، والنسائي في قطع السارق (4904)، وابن ماجه في الحدود (2538) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه، وصححه ابن الجارود (801)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (231).
|