.

اليوم م الموافق ‏22/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

آثار الذنوب والمعاصي

1929

الرقاق والأخلاق والآداب

آثار الذنوب والمعاصي

حسين بن شعيب بن محفوظ

صنعاء

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- المعاصي سبب الهلاك.2- أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.3- حالنا اليوم.4- الحث على التوبة النصوح.5- من آثار المعاصي.

الخطبة الأولى

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فإن خراب الناس وهلاك الأمم إنما يكون بسبب انتشار المعاصي والسيئات والمنكرات، وإلى ذلك أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: وَتِلْكَ ٱلْقُرَىٰ أَهْلَكْنَـٰهُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِم مَّوْعِدًا [الكهف:59]. أي أهلكناهم بسبب كفرهم وعنادهم ولذلك قال الله عز وجل: وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا وفي قراءة أمَّرنا مترفيها فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا ٱلْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا [الإسراء:16]. ومعنى أمرنا مترفيها أي أن المترفين من أهل الفساد هم الذين يتأمرون على الناس فيشيعون المنكرات والسيئات بين المسلمين، فإذا شاعت المنكرات وسكت الناس عن تغييرها ولم يقوموا بواجبهم في تغيير المنكرات والأمر بالمعروف عمهم الله سبحانه وتعالى بعقاب من عنده، ثم يدعون فلا يستجاب لهم، وصدق الله العظيم إذ يقول: وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَٱعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ [الأنفال:25]. قال ابن عباس : (إذا رأى الناس المظالم ولم يغيروها عمهم الله بعذاب من عنده) ولذلك جاء في الحديث عن أم المؤمنين زينب بنت جحش  رضي الله عنها أنها قالت: دخل علي رسول الله ذات يوم فزعاً وهو يقول: ((لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه وحلق بين إصبعيه الإبهام والتي تليها)) فقلت ـ أي تقول أم المؤمنين زينب  رضي الله عنها ـ: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: ((نعم إذا كثر الخبث)) [أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما].

ومعنى فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، أي: إن باب الشر والفتنة في عهده يوم أن دخل فزعاً وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح باب الفتنة والشر مثل هذه، فمنذ ذلك اليوم وإلى يومنا هذا، خمسة عشر قرناً من الزمان، كم توسع ردم الفتنة وباب الشر، الله أعلم ولكن الشرور في زماننا هذا كثيرة فإن الناس قد بعدوا عن الله عز وجل، وصارت السيادة لأهل المنكرات والسيئات، يعيثون في الأرض فسادا، أين المصلحون أين الذين يقومون بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أين الذين يقفون في صف واحد أمام أعداء الإسلام ليردوا كيدهم في نحورهم، أين الذين يذودون عن حياض هذا الدين.

المنكرات والسيئات، قد عمت وانتشرت وبسبب شؤم هذه المعاصي التي سادت وانتشرت بين المسلمين خرب العمران والبلاد وتعطلت المصالح، وإذا بالغلاء الفاحش يضرب بأطنابه في كل مكان، والمسلمون في كل بقاع الأرض يشكون من هذه الابتلاءات والمصائب المتتابعة عليهم، ألم يعلموا أن الجزاء من جنس العمل؟ إن الله سبحانه وتعالى ما ينزل مصيبة في الأرض ولا بلاءً من السماء ينزل إلى الأرض إلا بسبب معصية، إلا بسبب فاحشة، إلا بسبب شيوع المنكرات والسيئات والمعاصي، فالبدار البدار عباد الله، العودة إلى الله، التوبة إلى الله، الاستغفار لله، إذا أردنا أن تحسن أحوالنا، ويرفع الله سبحانه وتعالى عنا البلاء والمصائب فلن يرفع إلا بتوبة صادقة بعودة صادقة إلى الله، والتمسك بالكتاب والسنة ظاهراً وباطناً، فإذا فعل المسلمون ذلك عمهم من الله سبحانه وتعالى الرحمة، وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى:30]. ظَهَرَ ٱلْفَسَادُ فِى ٱلْبَرّ وَٱلْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى ٱلنَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ ٱلَّذِى عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم:41].

إن كل ما نراه إنما هو بسبب معاصي المسلمين، المسلمون كثير منهم أشركوا بالله في أقوالهم وأفعالهم، المسلمون نحوا شرع الله عن سدة الحكم فتحاكموا إلى القوانين الوضعية وإلى الطاغوت وإلى الكهنة وإلى الشياطين وإلى السحرة وإلى الدساتير الوضعية التي وضعها أناس من البشر، نصبوا أنفسهم أرباباً من دون الله ٱتَّخَذُواْ أَحْبَـٰرَهُمْ وَرُهْبَـٰنَهُمْ أَرْبَاباً مّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـٰهاً وٰحِداً لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَـٰنَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [التوبة:31]. كم هم الذين يحافظون عن أداء الصلوات الخمس في أوقاتها؟ إنهم قليل بل أقل من القليل، وكثير من المسلمين في غيبتهم سارون، كم هم الذين استمروا الباطل فما من زنا إلا وفعلوه، وأما الخمر فقد شربوها، وأما الربا فقد أكلوه، وأما الرشوة فقد استباحوها، وبعد ذلك كلما نادى منادٍ بعودة الناس إلى الدين، ونادى مناد بإرجاع الناس إلى الحق المبين، إذا بك تسمع من يسخر بالناس الدعاة الصالحين.

والمسلمون يصفقون لأمثال هؤلاء ولا يغيرون المنكرات بعد ذلك إذا ابتلاهم الله بالمصائب يضجون ويشكون، ولم يعلموا أن الجزاء من جنس العمل، وأن هذه الابتلاءات والمصائب ما نزلت إلا بسبب ما كسبته أيدينا، ثم بعد ذلك نعيب الزمان عجباً والله إن الزمان لا يفسد إلا بفساد أهله، ولا يصلح إلا بصلاح الناس، إن صلح الناس كان الزمان صالحاً، وإن فسد الناس كان الزمان فاسداً، فرحم الله الإمام الشافعي إذ قال:

نعيب زماننا والعيب فينـا           وما لزماننا عيب سـوانا

ونهجو ذا الزمان بغير ذنب            ولو نطق الزمان لنا هجانا

وليس الذئب يأكل لحم ذئب          ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

تأملوا حالنا: القتل أصبح منتشراً بين المسلمين على مستوى الأفراد والجماعات، أصبح المسلم اليوم يقتل على مرأى ومسمع من كل المسلمين، ولا يسمع من ينكر أو يضج أو يحرك ساكناً، فهذا المنكر العظيم والنبي يقول كما رواه البخاري في صحيحه يقول : ((لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً)) صار دم المسلم اليوم أرخص من دم الدجاجة.

الدجاجة قد تشترى بثمن والمسلم يقتل ولا حد ولا قصاص ولا من يطالب بدمه، إن كل ما أصابنا بسبب شؤم المعصية التي نحن نرتكبها، وأحمد الله سبحانه وتعالى أن جعل الله سبحانه وتعالى لكم أعيناً تطرف وآذاناً تسمع، وقلوباً تعي فإن من رحمة الله عز وجل أنه ما يؤاخذ بالعقوبة بغتة إلا بعد إمهال، فإن الله يمهل ولا يهمل، وإذا رأى العبد أن الله قد أغدق عليه بالنعمة أو تركه على حالة وهو منغمس في المعاصي فلا يأمن مكر الله، وليعلم أن ذلك استدراج سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ وَأُمْلِى لَهُمْ إِنَّ كَيْدِى مَتِينٌ [الأعراف:44-45].

ولذلك يقول أبو بكر الصديق قال: (يا أيها الناس إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها في غير موضعها). يأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُمْ مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهْتَدَيْتُمْ [المائدة:105]. وإني سمعت النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه - أي لم يمنعوه من الظلم - أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)) [أخرجه الإمام أبو داود والترمذي والنسائي].

فهل تكون هذه عبرة لمن أراد أن يعتبر إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى ٱلسَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ [ق:37].

أقول ما تسمعون، ادعوا الله واستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


 

الخطبة الثانية

 

أما بعد:

فقد أخرج الإمام ابن ماجه في سننه والبزار والبيهقي من حديث عبد الله بن عمر ما قال: وعظنا رسول الله فقال: ((يا معشر المهاجرين خمس خصال إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) [إسناده حسن].

خمس خصال كلها لو تأملناها، موجودة فينا، ومنطبقة علينا تمام الانطباق، تعالوا نتأمل: ((لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون)). يقول الدكتور محمد علي البار في كتاب الأمراض الجنسية: إن الطاعون اسم لمسمى الفيروسات الفاتكة التي تفتك بالبشرية، إذا شاع فيها الفاحشة والفاحشة، مسماها في أمرين: في الزنا وفي فعل قوم لوط، والعياذ بالله، هذه الفاحشة اليوم منتشرة بين المسلمين، فتحت لها دور البغايا في كثير من البلدان ومن الدول، من قننت وأعطت للباغيات والمومسات صكوكاً كترخيص السيارة تمارس هذه الدعارة التي وصفها الله بالفاحشة في قوله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ ٱلزّنَىٰ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32]. تعطى هذه التراخيص للمومسات ليزنين تحت حماية القانون، وما من فندق أو كازينو أو كابريهات إلا وتجد طابوراً من الداعرات اللواتي يمارسن هذه الفاحشة على مرأى ومسمع من المسلمين جميعاً، وبحماية القانون، ثم بعد ذلك إذا ظهر في البشرية الأمراض الفتاكة كالإيدز والهربس والزهري والسيلان ومرض الشبك الجنسي، وآخر تلك الأمراض التي الآن البشرية تعاني منها إنه قد اكتشف في الآونة الأخيرة، مرض جديد مرض الشوك الجلدي هذا المرض ما هو؟ الذين يفعلون الفاحشة سواء يأتون الفروج الحرام بالزنا أو بفعل قوم لوط يبتليهم الله سبحانه وتعالى بعظام تخرج من جلودهم كالشوك ثم بعد ذلك يموت، بعد أن يتعذب عذاباً إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً [الإسراء:32]. سيئ السبيل سيئ الطريق وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ قَالَ رَبّ لِمَ حَشَرْتَنِى أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً قَالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ ايَـٰتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ [طه:124-126].

((ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين والقحط والجفاف)) أما نعاني اليوم من قحط وجفاف؟ استسقينا فلم نسق، دعونا فلم يستجب لنا، لأن للدعاء شروطاً، ومن شروط الدعاء العودة والاستجابة لله، الله سبحانه وتعالى ضمن لنا الإجابة إذا دعوناه بشروط فقال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [البقرة:186]. من ذا الذي يستجيب الله له إذا دعاه فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة:186]. هل استجبنا لله؟ هل آمنا بالله؟ حتى الإيمان سلوا أنفسكم كم من المتحاكمين بالباطل ونحن نصفق لهم ونزمجل لهم ونطبل لهم ونزمر لهم، وكم من إنسان يريد أن يقيم العدالة في الأرض ونحن نسبه ونتهمه بالخيانة فبعد ذلك الله سبحانه وتعالى يغير من أحوالنا.

تحاكموا فاستطالو في تحكمهم         وإما قليـل كأنمـا الأمـر لم يكـن

لو أنصفوا أنصفوا ولكن بغوا            فبغى عليهم الدهر بالأحزان والمحن

وأصبحوا ولسان الحال ينشدهم         هذا بذاك ولا عتب على الزمـن

إنما العتب علينا أيها المسلمون:

((إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة)) أي الفقر من غير تعليق، وجور السلطان عليهم والحكاية تغني عن المقال.

((ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء)) في عهد عمر بن عبد العزيز الخليفة الخامس الذي سماه الإمام الشافعي بخامس الخلفاء الراشدين، حكم سنتين بل أٌقل من السنتين أقل من السنتين ببضعة أشهر، حكم ما يقارب السنتين فرد المظالم إلى أهلها، وأقام الحدود والقصاص في الأرض، وطبق شرع الله وكان يأخذ المال، فبارك الله في المال أموال الزكاة حتى إنه كان يحثوه حثوا فقسمه على الفقراء والمساكين، ففي السنة الثانية لم يجدوا في دولة الإسلام فقيراً.

حالنا انظروا إليه، كم من فقراء اليوم يتضورون جوعاً، لا يجدون لقمة، وكم من الأغنياء والمسؤولين يتعالجون من مرض التخمة في أوربا من كثرة الأكل، يصابون بالتخمة وفقراؤنا لا يجدون اللقمة.

أحياءنا لا يرزقون بدرهم          وبألف ألفاً ترزق الأموات

أيرحمنا الله بعد ذلك، والرسول يقول: ((الراحمون يرحمهم الرحمن.ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)).

((ولولا البهائم لم يمطروا)) لكن رحمة الله سبحانه وتعالى أن يرحم البهائم والأطفال الرضع والشيوخ الركع فبرحمة الله. لهؤلاء المستضعفين قد ينزل المطر، وإذا حبس عنهم فذالك جزاء من الله سبحانه وتعالى بسبب العقوبة التي نستحقها، وإن الله حكيم لا يصدر شيئاً إلا بحكمة، وهو العزيز الحكيم، ((إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع، وأخذتم أذناب البقر، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه من قلوبكم حتى تراجعوا دينكم)).

((وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم)) نعم بأسنا بيننا على مستوى الأفراد والشعوب، ما من بقعة إلا وينعدم فيها الأمان اليوم، فتسمع من قبيلة فلانية 16 قتيلاً وكذلك كذا جريحاً لماذا؟ على أتفه الأسباب، ليتهم قاتلوا في سبيل الله، إنما يقاتلون في سبيل الطاغوت فَقَـٰتِلُواْ أَوْلِيَاء ٱلشَّيْطَـٰنِ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَـٰنِ كَانَ ضَعِيفاًً [النساء:76].

إننا والله يا معشر المسلمين على شفتي هلكة من أمرنا، فلنتدارك أنفسنا قبل أن يرسل الله سبحانه وتعالى علينا صاعقة من السماء، فإنكم كما تعلمون وفي ناحية من نواحي إب حصل قبل أسابيع قليلة حصل أن أنزل الله سبحانه وتعالى عليهم صاعقة، فأهلك ستة عشر نفراً وكذا وكذا من الجرحى، حتى تشققت بعض البيوت من الصاعقة، هذا كله إنذار من الله سبحانه وتعالى بالعودة الصادقة إلى الله، العودة الصادقة إلى الله، توبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، وارجعوا إلى الله لعل الله سبحانه وتعالى يحول أحوالنا إلى أحسن حال.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً