الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فيا عباد الله من الآيات العظيمات التي ذكرها ربنا جل وعلا في الثناء على أصحاب محمد قوله سبحانه: لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد الله الحسنى والله بما تعملون خبير قال الإمام ابن حزم رحمة الله عليه وقد دلت هذه الآية على أن جميع الصحابة في الجنة لأنهم إما منفق قبل الفتح ومقاتل أو منفق بعد الفتح ومقاتل، وقد وعد الله الفريقين بالجنة بقوله سبحانه: وكلاً وعد الله الحسنى والحسنى هي الجنة.
ومن ذلكم قول الله سبحانه: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة وقوله سبحانه: في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ويدخل في هذه الآية دخولاً أولياء أصحاب النبي .
وقوله سبحانه: لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ومن ذلك ما صح عنه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم من قوله: ((وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).
والآيات في مدح والثناء على أصحاب النبي والأحاديث والآثار في ذلك كثيرة تكفي من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
فنسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلي أن يحشرنا في زمرتهم ويجمعنا بهم في دار كرامتهم.
اللهم صلِ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، سبحانك ربنا رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين. |