.

اليوم م الموافق ‏03/‏جمادى الثانية/‏1446هـ

 
 

 

خلق المسلم

1318

الرقاق والأخلاق والآداب

مكارم الأخلاق

علي بن محمد التمديتي

تطوان

جامع الإمام مالك بن أنس

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- من أعظم مقاصد الرسالة المحمدية غرس الأخلاق الحسنة وإتمامها وكمالها. 2- من علامات الخير وقبول الطاعات التخلق بالآداب الإسلامية إذ هي ثمرة العلم والعمل به. 3- نماذج من مظاهر الخيرية في حياة المسلم كالتورع عن الشبهات وغض البصر عن المحارم وصون اللسان والحلم والصبر. 4- نصوص من الوحي في الأمر بالتزام الأخلاق الحسنة وما أعده الله من عظيم الجزاء الحسن على الأخلاق والآداب.

الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها المؤمنون:

أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى في كل وقت وحين، واسألوه العون على الطاعة والاستقامة، والتمسك بالدين، فإنه سبحانه هو المعين.

أيها الأحبة في الله، نعلم جميعاً أن الخلق الكريم هو الهدف الأساسي لرسالة الإسلام، لما يعبر عنه الرسول في حديثه: ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) [رواه أحمد وغيره].

وكما تؤكده الآيات الكثيرة منها قوله تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وأتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون.

واعلم أخ الإيمان: إن الخلق الكريم هو دليل الإيمان وثمرته، ولا قيمة للإيمان من غير خلق، وإلى هذا المعنى يشير النبي بقوله: ((ليس الإيمان بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل))؟‍.

وسئل الرسول ما الدين قال: ((حسن الخلق)) وسئل ما الشؤم قال: ((سوء الخلق)).

وحسن الخلق أثقل ما في ميزان العبد يوم القيامة، فمن فسد خلقه وساء عمله لم يسرع به نسبه قال : ((ما من شيء أثقل في ميزان العبد يوم القيامة من حسن الخلق)).

والخلق الكريم هو محصلة العبادات في الإسلام، وبدونه تبقى طقوس وحركات لا قيمة لها ولا فائدة فقد ورد في الصلاة مثلاً قوله تعالى: إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر وقوله : ((من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً)).

لذا أخي المؤمن: هذه بعض الصفات الأخلاقية التي ينبغي أن يتمتع بها الإنسان ليكون مسلماً في أخلاقه:

1-    التورع من الشبهات: أن يتورع عن الحرام ويحتاط من الشبهات لقوله : ((الحلال بيّن، والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي..)) [متفق عليه].

2-    غض البصر: إن يغض بصره عن محارم الله، فإن النظر يورث الشهوة، ويستدرج صاحبه للوقوع في الإثم والعصيان.

قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم.

3-    صون اللسان: من فضول الكلام وفحشاء الحديث وعن عموم اللغو والغيبة والنميمة. وقد وردت أحاديث كثيرة عن الرسول في هذا الباب منها: ((وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)).

4-    الحلم والصبر: إن من أبرز الصفات التي يجب أن تتوفر في المسلم صفة الصبر والحلم، فالعمل للإسلام يمتلئ بالمكاره وطريق الدعوة محفوف بالمصاعب، فالايذاء والاتهام والتعيير والسخرية كلها من العقبات التي تثبط همم المؤمنين.

لهذا وجب على المسلم أن يصبر على العالم، والجاهل، والعاقل، والمنفعل، وهذا بحاجة إلى الصبر والحلم.

ولذا يقول سبحانه: ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [الشورى:43].

يقول: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.

ويقول: وليعفو وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم. وقوله: وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً.

وقال : ((إن العبد ليدرك بالحلم درجة الصائم القائم)).

وقال : ((ألا أنبئكم بما يشرّف الله به البنيان ويرفع به الدرجات قالوا: نعم يا رسول الله، قال: تحلم على من جهل عليك، وتعفوا عمن ظلمك، وتعطى من حرمك، وتصل من قطعك)).

قال : ((إذا جمع الله الخلائق نادى مناد أين أهل الفضل. قال: فيقوم ناس وهم يسير فينطلقون سراعاً إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة فيقولون: وما فضلكم؟ فيقولون: كنا إذا ظلمنا صبرنا، وإذا أسيء إلينا حلمنا، فيقال لهم: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين)).

فاللهم اجعلنا من أهل الفضل يا رب العالمين.

اللهم اجعلنا من اللذين يتحلون بالصبر والحلم.

آمين والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي بين لأمته طريق النجاة، وحذر من طريق الغي والهلاك، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون:

إن الله أمر المسلمين أن يكونوا مسلمين في كل وقت وحين، من يوم ولد إلى أن صار مكلّفاً راشداً إلى أن يلقى الله وهو راض عنه.

إلا أنه هناك بعض المسلمين الذين يقسمون حياتهم على أهوائهم، فتراهم مسلمين في رمضان وفي موسم الحج، ويغفلون عنه أو يتنكرون له في هذا الموسم الذي هو موسم إعلان الحرب مع الله، هذا الموسم الذي يتساهل المسلمون فيه عن كثير من إسلامهم لما يحدث في هذا الموسم من مناكر، كالعري والانحلال والتفسخ على الشواطئ، أو الاختلاط والمناكر في مناسبات الأفراح وما يحدث فيها من منكر، لذا أيها المؤمنون اتقوا الله واعلموا أن رب رمضان والحج هو نفسه رب هذه الشهور، فالحلال حلال في كل الشهور، والحرام حرام في كل الشهور.

فاللهم رد بنا رداً جميلاً، اللهم خذ بناصيتنا إلى ما تحبه وترضاه، اللهم اجعلنا من عبادك المؤمنين.

وابتغ فيما ءاتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً