أيها الاخوة والأخوات في الإسلام: ومن أسباب المشاكل الزوجية بل من أعظمها وأهمها والتي تنشأ بعد الزواج تدخل الغير في شؤون الزوج والزوجة, إذا تدخل الغير في شؤون الزوج والزوجة فإنه حينئذ يعاني الزوج من المشاكل وتعاني الزوجة من المشاكل ما الله به عليم.
ولذلك إذا أراد الله عز وجل أن يرحم الزوجين فإنه يكرمهما بأن لا يدخل أحداً بينهما فكم من نساء صادقات طاهرات, وكم من رجال صالحين مباركين وقعوا في مشاكل مع زوجاتهم لم يعلم بها أحد غير الله جل وعلا.
ولذلك من سداد العبد وصلاحه وكذلك سداد المرأة وصلاحها أن لا تدخل الغريب بينها وبين زوجها، ولذلك كان من الخطأ البيّن تدخل الأب في شؤون ابنه, وكذلك تدخل الأم في شؤون ابنتها، فيجلس كل واحد منهما يتعقب الزوج والزوجة يسأله عن أمور قد لا يحل له السؤال عنها, وهو مسؤول بين يدي الله عز وجل عن كشف تلك الأسرار وعن ذلك العيب الذي لم يأذن الله به.
وإذا أراد سبحانه أن يصلح حال الزوجين فإنه سبحانه يقطع عنهما غريباً يدخل بينهما، إذا أردت أن تعرف حكمة الرجل في معاملة لأهله فأنظر إليه في أسراره مع أهله, إن وجدته كتوماً لا يخبر أحد يعتمد على الله تعالى: ويشتكي إلى الله ويحسن إدارة البيت بنفسه متوكلاً على ربه, فظن به خيراً, وكذلك الزوجة الصالحة لا تأذن لأحد أن يدخل بينها وبين زوجها, ولذلك تحاول رغم أذية زوجها لها ألا يعلم قريب ولا أحد بما جرى بينها وبين زوجها, وهذا قمة في الوفاء وفي العشرة الحسنة السوية, والعكس بالعكس لما أصبحت الأمهات والآباء يتدخلون في شؤون الزوجين, وكل منهما يدلي برأيه ويحاول أن يتعقب وأن يفسر الأمور على غير ما ينبغي.
لمّا كان ذلك وقعت المشاكل وعانينا منها لذلك أحبتي في الله فلنتق الله في التدخل في شؤون الزوجين, فليتق الله الأب في ابنه وليتركه يتعرف ويدبر شؤون بيته حسب ما يراه هو, ولتتق الله الأم في ابنتها ولتتركها تتصرف مع زوجها وتدبر أمور بيتها بطريقتها هي.
هناك أمر آخر وهو تدخل الأصدقاء في شؤون أصدقائهم, حتى في شؤون الإنسان مع زوجته, وهذا أمر لا يجوز ولا يحل شرعاً لإنسان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يدخل بين زوج وزوجته إلا أن يأذن له ذلك الزوج, ويدخل على وجه الإصلاح لا على وجه الإفساد, وقد أشار النبي إلى ذلك حينما قال: ((لعن الله من خبب امرأة على زوجها، لعن الله من خبب زوجاً على زوجته)) أي عليه لعنة الله من أفسد زوجاً على زوجته أو زوجة على زوجها، فإذا جاءك إنسان يشتكي فينبغي أن تشعر وأن تحس أنك أمام عورة وأنك أمام أمر ينبغي ستره, فعلمه الصبر وحاول قبل أن يتكلم أن تذكره بالله وأن تُعوده التوكل على الله وأن تكون مشاكله بينه وبين زوجته, وعوده الصبر والتأسي بالسلف الصالح مع زوجاتهم فإنك إن فعلت ذلك كان الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة، فرحم الله رجال صادقين ونساءً صالحات ثبّت الله بهن قلوب الأزواج, أولئك الأصفياء البررة الذين يوصون بالصبر ويوصون بالتحمل واحتساب الأجر، لقد أوجد الله رجالاً صادقين كادت الأسر أن تتمزق لولا الله ثم نصائح منهم قيمة وكلمات منهم مباركات سديدة أولئك الذين عَناهم الله بقوله: والعصر إن الإنسان لفي خُسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصو بالصبر التواصي بالصبر من كانت فيه هذه الخصلة فهو من الناجين إذا كان الرجل يصبر صديقه على زوجته ويعينه في محنته ومشكلته, فإنه من أهل الخير, ومن الذين عناهم الله تعالى بالنجاة. أحبتي في الله: ما علاج هذه المشاكل كيف نتصرف كيف تتصرف الزوجة وكيف يتصرف الزوج إذا وقف أمام المشكلة؟ |