.

اليوم م الموافق ‏22/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

الاستعداد ليوم الرحيل

529

الرقاق والأخلاق والآداب, العلم والدعوة والجهاد

أعمال القلوب, التربية والتزكية

هشام بن محمد برغش

دمنهور

خالد بن الوليد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- سرعة زوال الدنيا والتحول عنها ، ووجوب الاستعداد للحساب. 2- سعة علم الله عز وجل واطلاعه على كل صغيرة وكبيرة ، وانكشاف أمر الإنسان وشهادة جوارحه عليه. 3- كيفية النجاة والفرار إلى الله: أ- تحقيقه التقوى وأسبابها. ب- محاسبة النفس. ت- إصلاح القلب وتطهيره من الأمراض وعلامات ذلك. ج- إصلاح اللسان وبيان خطورته ، وتطهيره بالذكر. د- حفظ الفرج. هـ- إصلاح البطن وصيانتها من الحرام. 4- بيان حقيقة الدنيا ، والحث على الزهد فيها.

الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها المسلمون اعلموا أن الدنيا ليست بدار بقاء ولا خلود وإنما أنتم عما قليل منها تظعنون وما هي إلا أيام وعنها ترحلون ثم أنتم بين يدي ربكم تحاسبون فماذا أنتم يومئذ قائلون إذا أبدت لكم الصحف العيوب وشهد عليكم السمع والأبصار والجلود.

ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا [الكهف:49].

ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذي أنطق كل شيء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون [فصلت:19-21].

فيا ويح ابن آدم يستخفي من الناس بالمعصية ويغفل عن جلده وسمعه وبصره لا يستتر منها ينسى أنها ستشهد عليه وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فإن يصبروا فالنار مثوى لهم وإن يستعتبوا فما هم من المعتبين .

أهلكتهم غفلتهم عن جلودهم وسمعهم وأبصارهم التي لا تفارقهم والتي لا يفوتها شيء من معاصيهم والتي تشهد عليهم وتفضحهم ووالله إنها لفضيحة كفيلة بأن تنغص على الإنسان دنياه كلها تشهد عليه بين الخلائق وتفضحه بأعماله وأقواله القبيحة وينكشف كذب الإنسان وينكشف ظلمه وينكشف فجوره وتنكشف نواياه ويصبح عاريا من كل شيء العري المعنوي بعد العري الحسي ويخذله الشيطان الذي كان يقاومه في الدنيا ويشجعه على معصية الله ويحثه على المخالفة ويزين له أعماله الخبيثة وأقواله اللئيمة .. وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في أمم قد خلت من قبلهم من الجن والإنس إنهم كانوا خاسرين.

فيا ويل الغافلين ويا ويح المفرطين فالعجب كل العجب ممن يخشى من رقابة البشر الذين ينعسون وينامون ويتغوطون ويبولون وينسون ويغفلون ولا يخشى من رقابة الحي القيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا [النساء:108].

فالحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات كلها ووسع بصره الموجودات جميعها ووسع علمه الأشياء كلها دقها وجلها .. إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما .. فأين تذهبون وإلى أين تفرون .. يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر .. فلا مفر منه إلا إليه فخير لكم أن تفروا إليه من اليوم منيبين إليه معترفين بذنوبكم بين يديه مطهرين نفوسكم وقلوبكم وألسنتكم وجوارحكم من كل زلل وغي .. ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين .. وتزودوا ليوم المعاد ولا تلهكم دار الغرور والهوان فتنسيكم ما كتبه الله على أهلها من البوار والفناء .. كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور .. فأعدوا ليوم الدين عدته ومن أراد الفوز والنجاة فليعمل حتى تأتيه بغيته فإن المولى جل وعلا أبى أن يكون الفوز إلا لأهل التقوى الذين حصلوا طرقها وأسبابها فوعدهم ووعده الحق بقوله: ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا [مريم:72]. وقال عز وجل: إن للمتقين مفازا [النبأ:31]. وقال سبحانه: ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون [النور:52]. من التقوى أن يستعد العبد ليوم البعث والنشور فالتقوى هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل.

فلا يكن استعدادكم ليوم الرحيل بالغفلة والعصيان فإن أهل معصية الله إنما عصوه وخالفوه لقلة يقينهم بلقائه ووقوفهم بين يديه في انتظار ثوابه أو عقابه فقادتهم غفلتهم عن وقفة الحساب إلى الاستمرار في المخالفة والعصيان والتمادي في التفريط والإهمال لا يذكرون عن مقامم بين يدي الله الملك الديان ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم يوم يقوم الناس لرب العالمين [المطففين:4-6]. فيقومون في رشحهم وعرقهم وهولهم ورعبهم وغمهم وكربهم وبؤسهم ونكدهم خمسين ألف سنة في انتظار فصل القضاء والقصاص بينهم في محكمة الله العادلة لا يخاف فيها المؤمن ظلما ولا هضما ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين [الأنبياء:47]. فالعاقل من دان نفسه وحاسبها وعمل لذلك اليوم يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون [الحشر:18]. خبير بأعمالكم خبير بأقوالكم خبير بمشاعركم وما تكنه قلوبكم وإن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين [النمل:74-75].

فهل أصلحت قلبك استعدادا للقاء الله يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم  [الشعراء:88-89]. هل طهرت قلبك من الشك والرياء هل طهرته من الظنون ومن التعلق بغير الله أو التوكل على غير الله هل طهرته من خوف ما سوى الله هل طهرته من كل محبة سوى محبة الله والحب في الله هل طهرته من أمراض الحقد والحسد والغل لإخوانك المسلمين والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم [الحشر:10]. فأصحاب الجنة هم أصحاب القلوب السليمة الهينون اللينون وقد أتاكم من مقال نبيكم صلى الله عليه وسلم قوله: ((يدخل الجنة أناس أفئدتهم كأفئدة الطير))[1] وقال يزيد بن أسد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتحب الجنة؟)) قلت: نعم قال: ((فأحب لأخيك ما تحبه لنفسك))[2] فكونوا من أهل الإيمان الصادقين الذين سلمت قلوبهم لله وسلمت قلوبهم لإخوانهم المؤمنين فيحبون لهم ما يحبون لأنفسهم ويظنون بهم الخير ولا يظنون بهم السوء فكونوا أيها المسلمون من أهل القلوب السليمة قابلوا الإساءة بالإحسان والخطيئة بالغفران والغلظة بالرفق والجهل بالحلم والعبوس بالابتسامة ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم [فصلت:34]. وليس ذلك ضعفا كما يظن الجهال المتكبرون وليس ذلك نفاقا أو كذبا كما يزينه الشيطان للمغرورين المفتونين وإنما هي منزلة عظيمة لا يقوى عليها إلا الأفذاذ والصابرون من الرجال وأصحاب النفوس العالية الصابرة وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم [فصلت:35]. ولا يخدعنكم الشيطان الذي يكره الخير للمسلمين فيصور لهم العفو ضعفا وحسن المعاملة ومقابلة الإساءة بالإحسان نفاقا وعجزا ليغري المسلمين ببعضهم بعضا فالمبادرة عباد الله فوتوا عليه غرضه وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم [الإسراء:53]. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء [المائدة:91]. إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون ولكن في التحريش بينهم فانتبهوا عباد الله وأصلحوا قلوبكم فصلاح القلب هو أول عمل تستعدون به لمفارقة هذه الدار دار الغموم والأسقام وغدا ترحلون عنها إلى دار بقاء بلا زوال ودار نعيم بلا هوان ووالله لو صلحت القلوب لصلحت الأقوال والأعمال ((ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))[3].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.



[1] أخرجه مسلم ح (2840).

[2] أخرجه أحمد في المسند (4/70) ، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/186) ، ورجاله ثقات ، وانظر الفتح الرباني للبنا (19/68).

[3] أخرجه البخاري ح (52).

الخطبة الثانية

الحمد لله قاهر المتجبرين وناصر المستضعفين وقيوم السماوات والأرضين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين ذل لكبريائه جبابرة السلاطين وبطل أمام قدرته كيد الكائدين قضى قضاءه كما شاءه على الخاطئين وسبق اختياره من اختاره من العالمين فهؤلاء أهل الشمال وهؤلاء أهل اليمين ولولا ذلك ما امتلأت النار من المجرمين ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين [السجدة:13]. تلك حكمته سبحانه وهو حكم الحاكين وأشهد أن محمدا عبده ورسوله العبد الصادق الوعد الأمين صلى الله عليه وسلم وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

فمن الاستعداد ليوم الرحيل بعد إصلاح القلب إصلاح اللسان ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد [ق:16-18]. فإن الرجل ليتكلم الكلمة لا يلقي لها بالا يزل بها أبعد مما بين المشرق والمغرب، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم. فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ومن تكلم فيما لا يعنيه حرم الصدق وعاد بالهم والبؤس وأكثر الناس ذنوبا يوم القيامة أكثرهم كلاما فيما لا يعنيهم قال الحسن رحمه الله: من علامة إعراض الله تعالى عن العبد أن يجعل شغله فيما لا يعنيه خذلانا من الله عز وجل والعناية المرادة لا يحددها هوى النفس والقلب وإنما الذي يحددها هو حكم الشرع.

                فلا تطلق لسـانك في كـلام              يجـر عليك أحقابا وحوبا

                ولا يبرح لـسانك كـل وقت              بذكر الله ريـانا رطيبـا

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن شرائع الإيمان قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به قال: ((لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى))[1] ففي ذكر الله شغل لك يكفيك عن الكلام فيما لا ينفعك ويكفيك من الغيبة والنميمة ومن الفحش والسباب ومن اللغو والكذب قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون [المؤمنون:1-5]. فمصدر الخطر العظيم على الإنسان فرجه ولسانه فهما أكثر ما يدخل الناس النار ووالله كم عاقل لبيب قل عقله بسبب الشهوة وكم من عابد افتتن وسقط وخاب سعيه بسبب الشهوة فكلنا يحتاج إلى وقاية من هذه المهالك العظيمة فلسنا ملائكة بل كلنا بشر فينا الشهوة وفينا الضعف وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم. نسأل الله السلام والعافية.

                فغض عن المحارم منك طرفا              طموحـا يفتن الرجل الأريبا

                فخائنة العيون كأسـد غـاب         إذا مـا أهملت وثبت وثوبـا

                ومن يغضض فضول الطرف           عنها يجد في قلبه روحا وطيبا

ثم لا بد من إصلاح البطن وصيانتها عن أي لقمة حرام أو أكلة حرام ولا يتم ذلك إلا بالأكل من الطيبات وتطهير المال من الحرام والشبهات ولا تقع في الحمق والغفلة كالذي يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام ومأكله حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك أنى يستجاب له وقد أعمته الدنيا فاكتسب في تحصيلها الذنوب والآثام ولم يرع حق من أنعم عليه ورعاه

                نحن ندعو الإله في كل كرب               ثـم ننساه عند كشف الكروب

                كيف نرجـو إجابـة لدعـاء         قد سـددنا طريقها بالذنـوب

فالدنيا لا تستحق من الاهتمام ذلك القدر الذي يوقع الإنسان في المعاصي والمحرمات.

                وما هـي إلا جيفة مستحيلـة              عليها كلاب همهن اجتذابها

                فإن تجتنبها كنت سلما لأهلها             وإن تجتذبها نازعتك كلابها

فازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد نفسك من أهل القبور وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك فإن لكم أيها المسلمون بيوتا تتوجهون إليها غير هذه الدار فاعبروها ولا تعمروها يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار [غافر:39]. فمن ذا الذي يبني على موج البحر نارا تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا فإن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منها بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل ولا تنسوا أن الدنيا حرامها عقاب وحلالها حساب وهي والله ليست بدار قراركم كتب الله عليها الفناء وكتب الله على أهلها منها الظعن فكم من عامر موثق عما قليل يخرب وكم من قليل مغتبط عما قليل يظعن فاحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة وتزودوا فإن خير الزاد التقوى فالعجب كل العجب ممن الدنيا مولية عنه والآخرة مقبلة عليه يشتغل بالمدبرة ويعرض عن المقبلة فوالذي نفسي بيده إن أحدكم لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا ويصبح في أهل الآخرة فكم من مستقبل ليوم لا يستكمله وكم من مؤمل لغد لا يدركه.

        وما أدري وإن أملت عمرا           لعلي حين أصبح لست أمسي

        ألم تر أن كل صباح يـوم           وعمرك فيه أقصر منه أمس

فلا يدعوك ما انت فيه من زهرة الدنيا وزينتها إلى الابتهاج بها والغفلة عم بعدها وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع [الرعد:26].

        فيا من مد في كسب الخطايـا               خطاه أما آن لك أن تتوبا

        ألا فـاقلع وتب واجهـد فإنـا         رأينا كل مجتهد مصيبـا

        وأقبل صادقا في العزم واقصد          جنابا للمنيب لـه رحيبـا

        وكـن للصـالحين أخـا وخلا             وكن في هـذه الدنيا غريبا

        وكن عن كل فاحشـة جبـانـا               وكن في الخير مقداما نجيبا

        ولاحـظ زينـة الدنيـا ببغض         تكن عبدا إلى المولى حبيبا

        فمن يخبر زخـارفها يجـدها                مخالبـة لطالبهـا خلوبـا

        وغض عن المحارم منك طرفا              طموحا يفتن الرجل الأريبا

        فخائنة العيـون كأسـد غـاب         إذا ما أهملت وثبت وثوبـا

        ومن يغضض فضول الطرف عنها         يجده في قلبه روحا وطيبـا

        ولا تطلق لسانك فـي كـلام            يجر عليك أحقابـا وحوبـا

        ولا يبرح لسـانك كـل وقت              بذكـر الله ريانـا رطيـبـا

        وصل إذا الدجى أرخى سدولا         ولا تضجر به وتكـن هيوبا

        تجد أنسـا إذا أودعت قبـرا         وفـارقت المعاشر والنسيبا

        وصم ما تستطيع تجـده ريا             إذا قمـت ظمآنـا سـغيبـا

        وكن متصدقا سـرا وجهرا          ولا تبخل به وكن سمحا رهوبا

        تجد مـا قدمت يـداك ظـلا           إذا ما اشـتد بالناس الكروبـا

        و كن حسن السجايا وذا حياء                طليق الوجـه لا شكسا غضوبا

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.



[1] صحيح ، أخرجه أحمد (4/188 ، 190) ، والترمذي (3375) وقال : حسن غريب ، وابن ماجة (3793).

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً