.

اليوم م الموافق ‏25/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

حماية العقل من المسكرات والمخدرات

1252

الرقاق والأخلاق والآداب

الكبائر والمعاصي

إسماعيل الخطيب

تطوان

23/11/1419

الحسن الثاني

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- الشريعة جاءت لحفظ الضروريات الخمس. 2- من فوائد العقل. 3- أضرار الخمر وزراعة المخدرات. 4- تحريم زراعة المخدرات والاستعاضة عنها بالأعشاب المفيدة والثمار الطيبة.

الخطبة الأولى

عباد الله: بعث الله الرسل ليبلغوا للناس دين الله وشريعته، وجاءت التشريعات كلها لحفظ وتحقيق مصالح الناس، وإن أصول مصالح الناس هي: الدين والنفس والنسل والمال والعقل.

فالعقل هو واحد من الضروريات الخمسة التي يجب المحافظة عليها. فإذا ضاع العقل ضاع الدين، وضاع النسل والمال، وضاعت النفس وضاع كل شيء .

فالعقل هو الذي يُدرك ما في التشريع من الحق والعدل ومصالح العباد، وآيات الله في هذا الكون إنما يعقلها ويفهمها أهل العقول السليمة إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون . والعقل قد يضعف فلا يقوم بمهمته، وذلك لأسباب منها ما هو فطري كما هو حال أهل البله والعته وهؤلاء لا تكليف عليهم ولا لوم، ومنها ما يكون بسبب يتسبب فيه الإنسان، وفي مقدمة ذلك تناوله للمسكرات والمخدرات.

فلقد ثبت للعقلاء أن الخمر بجميع أنواعها تتسبب في مفاسد لا عد لها ولا حصر. كما أثبت العلماء أن تأثير المخدرات على العقل كبير وخطير، قال الطبيب الأندلسي (ابن البيطار) عن الحشيش: أنه يسكر جداً، وقد استعمله قوم فاختلت عقولهم، وأدى بهم الحال إلى الجنون.

ولقد ابتليت مناطق ببلادنا بزراعة المخدرات، وزراعة المخدرات إفساد في الأرض بعد إصلاحها، قال ربنا عز وجل: ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين [الأعراف:56].

فالأرض كلها صالحة للإنتاج الصالح النافع، ودعوى أن منطقة (كتامة) لا يمكن أن تنتج إلا (الكيف) دعوى باطلة يردها القرآن والواقع، فها هي الدراسات الميدانية تثبت أن جبال الريف والمناطق المجاورة لها تنتج أكثر من ستمائة نبتة قابلة للاستغلال في الصناعات الصيدلية والتجميلية والعطرية، ولقد قامت وحدة متخصصة بكلية الطب والصيدلة بالرباط بدراسات ميدانية أثبتت أن جبال الريف خلقها الله تعالى لتكون مصدراً للدواء بما تنتجه من نباتات صالحة، لكن فكر البشر المنحرف أبى إلا أن يجعلها مصدراً للداء بإنتاج الكيف، هذا الإنتاج الذي يصل إلى 32 ألف طن سنوياً ويزرع في مساحة تصل إلى 70 ألف هكتار. بينما الأرباح المالية يجنيها الوسطاء المحليون والدوليون أما المنتجون فحصتهم أقل من 1/65 من القيمة الإجمالية.

إننا لنسأل الله تعالى أن يوفق أهل كنامة وما حولها من مناطق تزرع فيها هذه العشبة الخبيثة (الكيف) إلى أن يبْرعوا في إنتاج نباتات الأدوية والعطور عسى الله تعالى أن يكفر عنهم سيئاتهم ويغفر لهم ما ارتكبوه من الإثم بإنتاجهم للمخدرات المهلكات التي تسببت في فساد كبير.

عباد الله: إن الأرض لا تكون صالحة إلا بزراعة ما أحل الله .

أما إذا زرعت بما حرم الله فذاك إفساد فيها، ومن ذلك زراعتها بالعنب الذي ينتج منه الخمر، ولقد ثبت للعقلاء أن الخمر بجميع أنواعها خطر على العقول وعلى الصحة وعلى الأسرة وعلى المجتمع.

فهي رجس من عمل الشيطان، وإذا كنا نستنكر زراعة (الكيف) وترويجه، فإننا أيضاً نستنكر إنتاج الخمر وبيعه، ذلك أن نظرة الشريعة للخمر والمخدرات واحدة فليس من المنطق أن نحارب الحشيش والكوكايين ولا نحارب الوسكي والبيرة.

وليس من المنطق والعقل أن نؤسس مكتباً لمحاربة المخدرات، بينما يوجد مكتب آخر لتنظيم وحماية وترويج الخمور، وليس من المنطق والعقل أن نتابع مروجي المخدرات ونترك بائعي الخمر يفسدون العقول ويخربون البيوت، فمروجوا الخمر كمروجي المخدرات مفسدون في الأرض محاربون لشرع الله يستحقون اللعن والعذاب إن لم يتوبوا إلى ربهم قبل فوات الأوان.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً