.

اليوم م الموافق ‏19/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

الحشر

1127

الإيمان, الرقاق والأخلاق والآداب

الموت والحشر, اليوم الآخر

ناصر بن محمد الأحمد

الخبر

14/6/1420

النور

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- الهيئة التي يحشر عليها الناس، وكيف يحشر المجرمون 2- صفة حشر المتكبرين 3- صفة حشر الذين يسألون الناس وعندهم ما يغنيهم 4- صفة حشر الغال من الغنيمة أو من الصدقة 5- أن من مات على شيء حشر عليه 6- يحشر المرء مع من أحب صفة حشر أهل الوضوء والشهداء في سبيل الله 7- أن الله تعالى يحشر جميع الخلائق حتى الدواب للقصاص بينها، وأن الحشر حشران: حشر في الدنيا وحشر في الآخرة.

الخطبة الأولى

أما بعد:

فاتقوا الله تعالى واعلموا أنكم إليه تحشرون.

أيها المسلمون: وبعدما ينفخ في الصور ويقوم الناس لرب العالمين يساق العباد إلى أرض المحشر لفصل القضاء بينهم، ولتجزى كل نفس بما تسعى، فيجزى كل عامل بما يستحق من الجزاء إن خيراً فخير، وإن شراً فشر. وقد وضح النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث كيف يكون هذا الحشر، وكيف يكون مجيئ الناس لها في هيئات وحالات ومشاهد مختلفة، فبعضهم حسنة وبعضهم قبيحة بحسب ما قدموا من إيمان وكفر وطاعة ومعصية.

ومن تلك الهيئات ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن حالة الناس عند حشرهم وهو أنه سيكون المؤمن والكافر في هيئة واحدة لا عهد لهم بها في الدنيا ولا يتصورون حدوثها ولهذا فقد حصل التساؤل والاستغراب لتلك الحالة كما في الحديث الذي ترويه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحشرون حفاة عراة غرلاً " قالت عائشة: فقلت يا رسول الله: الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: " الأمر أشد من أن يهمهم ذاك)) رواه البخاري ومسلم.

فالحشر يكون دون نعل أو خف، ودون ثوب أو لباس، وأيضاً يرجع البشر كهيئتهم يوم وُلدوا حتى إن الغرلة ترجع، وإن كان قد اختتن في الدنيا تحقيقاً لقول الله تعالى: كما بدأنا أول خلق نعيده هذا مشهد من مشاهد الحشر.

مشهد آخر وهو مشهد الكفار، فإنهم سيحشرون والعياذ بالله على هيئة تختلف عن غيرهم وهو أنهم يسحبون في المحشر على وجوههم قال الله تعالى: ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عمياً وبكماً وصماً مأواهم جهنم . قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "فأخبر أن الضالين في الدنيا يحشرون يوم القيامة عمياً وبكماً وصما"[1]. قال الله تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيراً قال كذلك أتتك آياتُنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى . روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: ((أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة؟)) قال قتادة: بلى وعزة ربنا.

إن أمر الآخرة وأحوالها غير أمر الدنيا وأحوالها فكل شيء في الآخرة جديد، ولا عهد للناس به، فهي حياة أخرى لها مميزات وكيفيات لا توجد في الدنيا، وليس على الله بعزيز في أن يمشي الكافر على وجهه هناك كما أنه يمشيه على رجليه هنا، ولله تعالى فوق هذا كله حكم قد ندركها وقد لا ندركها، فإن الكافر في الدنيا كان ذا عتو واستكبار يمشي على رجليه متبختراً معتزاً بنفسه لا يحني رأسه لشيء غير هواه، فلا يعرف التواضع لله في شيء بل كان يستنكف من السجود لربه والخضوع له، وهذا ما ذهب إليه الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في بيان حكمة هذا المشي حين قال: والحكمة في حشر الكافر على وجهه أنه عوقب على عدم السجود لله في الدنيا بأن يسحب على وجهه في القيامة إظهاراً لهوانه بحيث صار وجهه مكان يده ورجله في التوقي عن المؤذيات. فانتبه يا عبدالله إذا كنت ممن يستكبر أحياناً وتترك السجود لله، فاعلم بأن هذا كفر يوجب أن تسحب على وجهك يوم القيامة في المحشر وبعده الخلود في النار والعياذ بالله.

أيها الأحبة: ومن مشاهد الحشر الأخرى التي وردت في السنة لحشر فئات من الناس صنف من الناس يحشرون في أحقر صفة وأذلها، وهؤلاء هم المتكبرون. فلأنهم في الدنيا يمشون في كبرهم وتبخترهم على الناس، عالية رؤوسهم عن التواضع لله أو لخلقه، هؤلاء المستكبرون ورد في صفة حشرهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان)). رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي رواية عن جابر رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يبعث الله يوم القيامة ناساً في صور الذر يطؤهم الناس بأقدامهم فيقال ما هؤلاء في صور الذر؟ فيقال هؤلاء المتكبرون في الدنيا)). وهذه الحالة المخزية تناسب ما كانوا فيه في الدنيا من تعاظم وغرور بأنفسهم لأنهم كانوا يتصورون أنفسهم أعظم وأجل المخلوقات فجعلهم الله في دار الجزاء أحقر المخلوقات وأصغرها، والجزاء من جنس العمل. قال شيخ الاسلام رحمه الله: فإنهم لما أذلوا عباد الله أذلهم الله لعباده كما أن من تواضع لله رفعه الله[2].

ومن مشاهد الحشر التي تشاهد يوم القيامة مشهد أولئك السائلين المتسولين الذين يسألون الناس وعندهم ما يغنيهم، هؤلاء يأتون يوم القيامة للحشر وفي وجوههم خموش أو كدوح، ومنهم من يأتي وليس في وجهه مُزعة لحم، يعرفهم الناس كلُهم. عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مُزعة لحم)) رواه البخاري. وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سأل وله ما يغنيه جاءت خموشاً أو كدوحاً في وجهه يوم القيامة)) أخرجه النسائي.

أيها المسلمون: ومن مشاهد الحشر أيضاً مشهد أولئك الذين يأخذون من الغنائم وهي من أموال المسلمين العامة، هؤلاء يحشرون في هيئة تشهد عليهم بالخيانة والغلول أمام الخلق أجمعين، فمن غل شيئاً في حياته ولم يرجعه أو يتوب منه فسيظهره الله يوم الحشر وسيشهر به أمام الناس زيادة للنكاية به يحمل ما غل على ظهره قال الله تعالى: وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون قال قتادة: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غنم مغنماً بعث منادياً: ((ألا لا يغلنّ رجل مخيطاً فما دونه، ألا لا يغلنّ رجل بعيراً فيأتي به على ظهره يوم القيامة له رغاء، ألا لا يغلنّ رجل فرساً فيأتي به على ظهره يوم القيامة، له حمحمة)). وعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعياً ثم قال: ((انطلق أبا مسعود لا ألفينّك يوم القيامة تجيئ وعلى ظهرك بعير من إبل الصدقة له رغاء قد غللته قال: إذاً لا أنطلق، قال: إذاً لا أكرهك)). أخرجه أبو داود. وقد ذكر بعض أهل العلم بأن المرء يبعث ويحشر يوم القيامة على ما مات عليه من خير أو شر، فالزامر يأتي يوم القيامة بمزماره، والسكران بقدحه، والمؤذن يؤذن، ونحوذلك. نسأل الله حسن الختام. قال الله تعالى: يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفداً ونسوق المجرمين إلى جهنم ورداً . وقال سبحانه: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم وهذا يشمل الطائعين والعاصين كما قال سبحانه: وإذا النفوس زوجت أي قرن كل صاحب عمل بشكله ونظيره، فقرن بين المتحابين في الله في الجنة وقرن بين المتحابين في طاعة الشيطان، في الجحيم فالمرء مع من أحب شاء أو أبى وفي المستدرك للحاكم وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يحب المرء قوماً إلا حشر معهم)). قال شيخ الاسلام رحمه الله وقد نَقل عن قتادة في تفسير قوله تعالى: احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال: فأهل الخمر مع أهل الخمر، وأهل الزنا مع أهل الزنا، وكل كافر معه شيطانه في سلسلة، الفاجر مع الفاجر، والصالح مع الصالح، ويلحق كل امرئ بشيعته، اليهودي مع اليهود، والنصراني مع النصارى، وأعوان الظلمة كما جاء في الأثر: إذا كان يوم القيامة قيل أين الظلمة وأعوانهم فيجمعون في توابيت من نار، ثم يقذف بهم في النار. وقد قال غير واحد من السلف: أعوان الظلمة من أعانهم ولو برى لهم قلماً، ومنهم من كان يقول: بل من يغسل ثيابهم من أعوانهم. فيحشر كل مرء مع صاحب عمله حتى إن الرجل يحب القوم فيحشر معهم كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: ((الرجل يحب القوم ولما يلحق بهم، قال: المرء مع من أحب)). وقال: ((الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)). وقال: ((المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل))[3]. فنسأل الله تعالى أن يحشرنا مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين بحبنا إياهم وإن لم نعمل مثلهم.

أيها المسلمون: ومن مشاهد الحشر لأهل الطاعات أهل الوضوء الذين يحشرون غراً محجلين كرامة من الله تعالى لأوليائه وأحبائه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: ((إن من أمتي يدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء، فمن استطاع منكم أن يطيل غرته فليفعل)) رواه البخاري.

وهناك مشهد الشهداء في سبيل الله فإنهم يحشرون ودمائهم تسيل عليهم. كهيئتها يوم جرحت في الدنيا تفجر دماً، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كل كلم يكلمه المسلم في سبيل الله ثم تكون يوم القيامة كهيئتها إذا طعنت تفجر دماً، اللون لون دم والعرف عرف المسك)) رواه مسلم. وهذا إكرام لهم وبيان لمزاياهم وتشهيراً بمواقفهم وعلو مقامهم عند الله تعالى. قال النووي رحمه الله تعالى: والحكمة في مجيئه يوم القيامة على هيئته أن يكون معه شاهد فضيلته وبذله نفسه في طاعة الله تعالى.

فاتقوا الله تعالى عباد الله فإن موقف الحشر موقف مكروب ذليل يثير الفزع والخوف، فما ظنك بمن يؤخذ بناصيته ويقاد، وفؤاده مضطرب، ولبه طائر، وفرائصه ترتعد، وجوارحه تنتفض، ولونه متغير، ولسانه وشفتاه قد نشَف، وقد عض على يديه، والعالم والجو عليه مظلم، وضاق عليه أرض المحشر كأضيق من سَمّ الخِياط، مملوء من الرعب والخجل من علام الغيوب ومن الناس وقد أتي يتخطى رقاب الناس ويخترق الصفوف، يقاد كما يقاد الفرس المجنوب وقد رفع الخلائق إليه أبصارهم حتى انتهِيَ به إلى عرش الرحمن، فرموه من أيديهم، وناداه الله سبحانه وتعالى فدنى بقلب محزون خائف وجل، وطرف خاشع ذليل، وفؤاده متحطم متكسر، وأعطي كتابه الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها. فكم من فاحشة نسيها فتذكّرها، وكم من ساعة قتلها عند منكر، وكم من ليلة أضاعها عند ملهى، وكم من ريال أنفقه في المعاصي، وكم من صلاة تأخر عنها وهو غير معذور، وكم من زكاة تهاون بها، وكم من صيام جرحه بغيبة أو كذب، وكم من أعراض تكلم فيها ولحوم مزقها، وكم من جيران تأذوا بمجاورته، وكم من مخالطة له أوقعته في المعاصي، وكم من أرحام قطعهم، وكم من مسلم غشّه، وكم من حقوق لخلق الله تناساها، وكم من أسرار تسمّعها لم يؤذن له، وكم من محرم نظر إليها بعينيه، وكم وكم وكم .. فليت شعري بأي قدم يقف بين يدي الله، وبأي لسان يجيب، وبأي قلب بعقل ما يقول، وبأي يد يتناول كتابه، بل وبأي عين ينظر لرب العالمين: إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عداً وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً .


 



[1]  الفتاوى 18/175

[2]  الفتاوى 28/120

[3]  الفتاوى 7/63-64

الخطبة الثانية

أما بعد:

أيها المسلمون: إن هذا الحشر ليس خاصاً بالإنس، بل سيحشر الإنس والجن بل وحتى البهائم والحيوانات والطيور قال الله تعالى: وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون وقال تعالى: وإذا الوحوش حشرت وقال سبحانه: ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير وعند الإمام أحمد من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً وشاتان تقترنان فنطحت إحداهما الأخرى، فأجهضتها قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: ما يضحكك يا رسول الله؟ قال: ((عجبت لها، والذي نفسي بيده ليقادنّ لها يوم القيامة)). قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم، وحشر الجن والإنس والدواب والوحوش فإذا كان ذلك اليوم جعل الله القصاص بين الدواب حتى يقتص للشاة الجماء من القرناء تنطحها فإذا فرغ الله من القصاص بين الدواب قال لها: كوني تراباً فيراها الكافر فيقول: يا ليتني كنت تراباً .

وأول من يحشر هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث تنشق عنه الأرض قبل كل مخلوق لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تنشق عنه القبر)) راوه مسلم.

أيها الأحبة: اعلموا أن الحشر حشران: حشر في الدنيا وحشر في الآخرة. أما حشر الدنيا فسيكون عن طريق النار التي تخرج من عدن تحشر الناس إلى أرض الشام روى الإمام أحمد بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الشام أرض المحشر والمنشر)). وعند الامام أحمد عن عبدالله بن عمرو قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ يَنْحَازُ النَّاسُ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ لَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ إِلَّا شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ أَرَضُوهُمْ تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ تَحْشُرُهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ تَبِيتُ مَعَهُمْ إِذَا بَاتُوا، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ)).

والسبب في كون أرض الشام هي أرض المحشر هو أنه عندما تقع الفتن في آخر الزمان تكون أرض الشام هي محل الأمن والأمان. عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ احْتُمِلَ مِنْ تَحْتِ رَأْسِي، فَظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَعُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ، أَلَا وَإِنَّ الْإِيمَانَ حِينَ تَقَعُ الْفِتَنُ بِالشَّامِ)) رواه الامام أحمد بسند صحيح.

وأما حشر الآخرة فإنه يكون يوم القيامة بعد بعث الناس من القبور. ويكون الحشر لجميع الناس مؤمنهم وكافرهم، يحشرون حفاة عراة غرلاً بهماً كما بدأنا أول خلق نعيده . وسيكون هذا الحشر في أرض أخرى غير هذه الأرض قال الله تعالى: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن صفة هذه الأرض الجديدة التي يكون عليها الحشر فقال كما في حديث سهل بن سعد عند البخاري: ((يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد)). قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: تبدل الأرض أرضاً كأنها الفضة لم يسفك عليها دم حرام ولم يعمل عليها خطيئة.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً