.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

ترشيد التبرعات والنفقات

1049

الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

الزكاة والصدقة, الزهد والورع

مبارك بن محمد الميلي

غير محددة

18/6/1354

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- أهمية المال 2- السفهاء ومن المقصود بهم ؟ 3- أصحاب الطرق الذين استحوذوا على عقول الناس فأكلوا أموالهم بالباطل 4- الحث على التبرّع للجمعيات الموثوق بها التي تعمل على إعلاء كلمة الله تعالى 5- بيّن أن حب المال لا يُنافي الزهد المشروع وأن حب المال يكون مذموماً إذا كان حُبّاً جمّاً

الخطبة الأولى

أما بعد:

أيتها الطائفة القائمة بالحق، الداعية إليه باللين والرفق، الناصرة له بالصبر والصدق، فلم يضرها بفضل الله من خالفها من الخلق، فقد قيل: المال قوام الأعمال. وقد نطق بذلك القرآن في آية: ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما في قراءة غير نافع وابن عامر، قال البغوي في تفسيره لهذه القراءة: وأصله قواما فانقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وهو ملاك الأمر وما يقوم به الأمر، وأراد هاهنا قوام عيشكم الذي تعيشون به، قال الضحاك: به يقام الحج والجهاد وأعمال البر، وبه فكاك الرقاب من النار، وجعل ابن كثير في تفسيره من أنواع السفهاء من يكون سيء التصرف لنقص العقل أو الدين.

وقد ابتليت الأمة منذ دهر بأناس ناقصي العقل بالجهل والجمود والغرور، ناقصي الدين بترك الواجبات وفعل المحرمات ودعوى الخصوصيات، فأنفقوا من جهلهم على الأمة ما جعل جمهورها يأنس إلى الجهل وينفر من العلم، وأنفقوا عليها من جمودهم ما جعلها تسرع إلى قبول المحال لاعتيادها سماعه، وتبادر إلى إنكار الواجب الضروري لغرابته عندها وجدّته بزعمها، وأنفقوا عليها من غرورهم ما جعلها تطمئن إلى وعدهم، وتخشى وعيدهم، ولو كان وعدهم بنص القرآن وعيدا، ووعيدهم بنص الكتاب عند الله وعدا أكيدا، وأنفقوا عليها من نقصان دينهم ما جعلها تضيّع الصلوات وتقيم الأوراد، وتأتي بالمنكرات وتتكل على صلاح الشيوخ والأجداد، وهكذا سلبوا الأمة عقلها ودينها، وأفسدوا عليها آخرتها ودنياها.

هل ترون من هو أحق من هؤلاء بالسفاهة وأبعد في الضلالة؟ لا، لا أحق منهم بالسفاهة ولا أبعد منهم في الضلالة إلا من آتاه الله علماً فخدمهم به، ورزقه مالا فآتاهم إياه.

فاتقوا الله أيها العباد، وراجعوا طريق الرشاد، وانظروا لعاقبتكم بعين الحكمة والسداد، فلا تؤتوا أولئك السفهاء أموالكم التي تجهلون أمر مصيرها، ولا تمسكوها عن الجمعيات [الخيرية] التي تحاسبونها على قليلها وكثيرها.

وإن جمعية من الجمعيات التي تطلعكم كل عام على حسابها، وتدعوكم كل سنة إلى الاطلاع على دفتر ماليتها، وقد وثق العدو قبل الصديق بأمانتها المالية، وإن أقامت الضجة حولها مرارا نفوس من الخير خالية، وبالشر عامرة وإليه ساعية، لا تحمي دينها من الإهمال، ولا قوميتها من الإذلال، بل هي تشاغب رجال العمل، وتحاول أن تنزع ما للأمة فيهم من ثقة وأمل، فقولوا لها: شاهت الوجوه، وإنما يعرف ذا الفضل من الناس ذووه.

فأنا أوصيكم بحب المال، ولكن باعتباره وسيلة للسعادتين، وإنما ذم الله حب المال إذا كان حبا جماً يستولي على القلوب فيزيل منها الرحمة، وعلى العاطفة فيأخذ منها الرقة، وعلى المشاعر فينزع منها غريزة الميل إلى السمعة الحسنة.

وإن حب المال على ما أوصيناكم به هو عين الزهد الذي جاءت به شريعتنا، لا ذلك الزهد المكذوب، المتصوّر بالمقلوب، كأغلب تصوّراتنا الدينية والحيوية.

[وتنبّهوا يا عباد الله] وتنبه قارئ كتاب الحياة إلى أن المشاريع العامة تعتمد على عمارة القلوب، أكثر مما تعتمد على امتلاء الجيوب، فإذا عمرت القلوب بالخير، أنتجت من الآثار ما يدهش كل غير.

فسابقوا إلى إعانة [الجمعيات الخيرية] على تنفيذ برنامجها، وسارعوا إلى إمدادها بل ما تتأيد به على مقتضى إيمانكم بحسن برنامجها، لا على حسب ما ليتكم التي لم تضع الطبيعة حداً لها، وكونوا من الذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون.

وأختم هذه [الخطبة] بآية عسى أن يرسخ معناها الصحيح في قلوبكم، فتظهر آثارها في أعمالكم، وتنقذوا أمتكم من تهلكتها بالاقتصاد في الإنفاق الخاص، وخفة البذل في الإنفاق العام، قال تعالى: وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين.

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً