.

اليوم م الموافق ‏25/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

العلم سبيل النجاة

1043

العلم والدعوة والجهاد

العلم الشرعي

محمد بن منصور

الجزائر

5/6/1354

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- سعي الأمم إلى النهوض والرقي 2- غاية المسلم إقامة الدين ولا يتم ذلك إلا بالعلم 3- واجب نشر العلم 4- نداء للفقير والغني بأن يتقوا الله تعالى 5- الوصية بالاقتصاد في المعيشة 6- الوصية بالعلم والمسالمة

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي بيده الملك والخلق والتدبير، وهو على كل شيء قدير، خلق الخلق، وتكفّل لهم بالرزق، وأمرهم بالسعي في طلبه، والتمسك بسببه، لا يقع في ملكه إلا ما يشاء ويريد، وهو أقرب إلينا من حبل الوريد.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تثمر في القلب اليقين، وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله الصادق الوعد الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تعاطوا أسباب النجاة فنجوا، وطلبوا العلو في الكمال فعلَوا.

أما بعد:

فإن كل أمة تأخرت، وعن إدراك ما فيه خيرها وصلاحها عجزت، تجدها لا يقر لها قرار، ولا تهدأ لها أفكار، بل هي آناء الليل وأطراف النهار، تتطلب ضالتها المنشودة، وجوهرتها المفقودة، إلى أن تصل إلى غايتها المطلوبة، ومسألتها المرغوبة، فإن وصلت إلى مناها، ونجحت في مسعاها، كان كل من ساعدها في سبيلها صديقا حميما. وإن شط به المزار، ومن تعرض لها [فهو] بعكس ذلك وإن عد في الجوار.

وإن غايتك المطلوبة، ومسألتك المرغوبة، أيها المسلم، هي أن تعرف ما أمرك به دينك وما نهاك عنه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا تجده إلا عند العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر.

            العلـم ميراث النبي كذا أتى              في النص والعلماء ورّاثه

            ما خلّف المختار غير حديثه              فينا فـذاك متاعه و أثاثه

فخذوا عنهم العلم وكونوا خير آخذ، وعضوا على ما أخذتموه عنهم بالنواجذ، واعلموا أن العلم هو وسيلة لكل خير يطلب، ومغنطيسً لكل ما فيه مرغب، فعلموه أولادكم، وفلذة أكبادكم، فإنكم عنهم يوم القيامة مسؤولون، وعن إهمالهم مناقشون و من نوقش الحساب عذب.

ولا تقل أيها الفقير: " إني فقير"، إذ لا عذر لك في هذا التقصير، فإنا نراك تبذّر فيما لا يعنيك الشيء الكثير، الذي  يكفيك في ضرورياتك وتعليم أبنائك، ونراك تؤثر الملاهي في المقاهي، وتركت فلاحة أرضك التي تصون بها ماء وجهك، وتذب بها عن عرضك، وأصبحت تشتغل بما لا يعنيك وعن طاعة ربك معرض، وإذا دعيت لأن تقرض ربك أقل شيء تأخرت ولم تقرض.

ويا أيها الغني، وأنت في الحقيقة مسكين، طالما دُعيت للتصدق فما تصدقت، وطالما دعيت لأن تقرض ربك فما أقرضت، وأكلت أموال الفقراء والمساكين، وكم طردت أجيرا ولم تعطه عرق الجبين، وإذا دُعيت إلى ما فيه صلاحك ونجاحك تصاممت عن قبول الحق، واسترضيت المخلوق وأغضبت رب الخلق، فهلاّ صالحت مولاك بشيء من دنياك، ونظرت في القرآن، ما أعد الله لأهل الإحسان، في دار الرضا والرضوان، وهلاّ قدمت من مالك، ما تجده هنالك، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا .

واعلموا [أيها المسلمون]: أن الاقتصاد أحسن شيء تمسّك به أهل الصلاح والسداد: وإنه خير معين على دفع عبء الدين، وأسهل وسيلة للغنى، لو كان به يعتنى، وقد أرشدنا إلى ذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى بقوله: ((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد)).

فعليكم بالاقتصاد، تبلغوا غاية المراد، وإياكم والتبذير، فإن ضرره خطير، وصاحبه بالفقر جدير، وقد نهى الله عنه، وجعل صاحبه من إخوان الشياطين، في قوله وهو أصدق القائلين: ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين ، ومما يحسن إنشاده في باب الاقتصاد، قول من أجاد وأفاد، إذ يقول:

           ولما رأيت الدهر أنحت صروفه             عـلي و أودت بالذخـائر و العقد

           حذفت فضول العيش حتى رددته             إلى القوت خوفا أن أجيء إلى أحد

           و قـلت لنفسي أبشري و توكلي             على قاسم الأرزاق والواحد الصمد

           فإلا تكـن عندي دراهـم  جمّة              فعندي  بحمد الله ما شئت من جلد

ألا إن لكل شيء أسبابا، وطرقا وأبوابا، منها لا من غيرها الوصول، ولا ينبغي عنها العدول، وإن الطريق الذي يوصل إلى كل شيء هو العلم، فاتخذوه سبيلا، واعتنوا بنشره وتعليمه، وتلقينه وتفهيمه، حتى تغوص في القلوب بشاشته، وتستولي على المشاعر حلاوته، فعند ذلك تؤتي شجرة العلم أكلها في كل وقت وحين، وعليكم بالمسالمة، والإعراض عن كل من يريد مشاغبة، فما خاب امرؤ جعل العلم دليلا، والمسالمة ظلا ومقيلا، إلا أن تهان كرامته، وتداس مسالمته، فعند ذلك لا يحسن الصبر، إذ لا صبر على الوقوف على الجمر، بل أهون من ذلك الاضطجاع في القبر.

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً