.

اليوم م الموافق ‏19/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

الاعتبـار بمضـي عـام

311

الرقاق والأخلاق والآداب

اغتنام الأوقات

عبد الحميد بن جعفر داغستاني

مكة المكرمة

10/1/1405

ابن حسن

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- استقبال عام ووداع عام. 2- دعوة لاغتنام الأوقات. 3- انقضاء الأعمار بانصرام السنين والأيام. 4- الندم على فوات الأوقات.

الخطبة الأولى

أما بعد: فبالأمس القريب ودعنـا كاملا من أعوام فما أسع ما مضى وانقضي، وما أعظم ما حوى، فكم من حبيب فيه فارقنا، وكم من اختبار وبلاء فيه واجهنا خيرًا كان أم شرًا وكم من سيئات فيه اجترحنا، وكم من عزيز أمسى فيه ذليلًا، وكم من غنى أضحى فيه فقيرًا وكم من حوادث عظام مرت بنا ولكن أين المعتبرون المبصرون، وأين الناظرون إلى قول النبي : ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))(2) ومعنى هذا الحديث أن هاتين نعمتان عظيمتان ولكن قلة من الناس من يدرك ذلك ويعيه فيخسر لعدم إدراكه ووعيه، إن كثير من الأصحاء لا يستفيدون من زمان صحتهم فيتقربون إلى ربهم ومولاهم سبحانه وتعالى وإن كثير من الفارغين كذلك لا يشتغلون أنفسهم بما يرضيه سبحانه وتعالى.

وقد قال الحبيب : ((اغتنم خمسًا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك))(3).

ومعظم هذه إن لم تكن كلها تعتمد على الوقت والاستفادة منه. قال كذلك: ((بادروا بالأعمال سبعًا)) أي: أسرعوا إلى فعل الخيرات والقربات قبل أن تأتيكم سبع، يقول المصطفى : ((بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندًا(1) أو موتًا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر والساعة فالساعة أدهى وأمر))(2).

إن الذي يقتضى الساعات لاهيا ولاعبًا ويسهر الليالي غافلًا مفرطًا فإن أهل الجنة ما يتحسرون على شئ كتحسرهم على ساعة مرت بهم في الدنيا لم يذكروا الله فيها –جعلني الله وإياكم من أهلها– يقول أحد الصالحين: "إنما أنت أيام فكلما ذهب يوم ذهب بعضك "ويقول: إنك تفرحين كل يوم بزيادة مالك ولا تحزنين على نقصان عمرك وما نفع مال يزيد وعمر ينقص ويلك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهى مقبلة عليك وتقبلين على الدنيا وهى معرضة عنك فكم من مستقبل يومه لا يستكمله، وكم من مؤهل في الخير لا يبلغه".

فلنأخذ أنفسنا بالجد ولنحافظ على أوقاتنا فلا نصرف في أمر حقير وقتًا كثيرًا ولنعلم أولادنا الانتفاع بأوقاتهم وحسن تنظيمها وتوزيعها فإن الواجبـات أكثر من الأوقات، وما مات أحد انتهى من شغله فلنسدد ولنقارب، وبالحفاظ على الوقت ترتقى الأمم وبه مع الإخلاص والاتباع تعود العزة المفقودة لأمتنا فترهبنا الأمم وتخشانا الرمم.

وأعيذكم بالله ونفسي من حال الظالمين الذين لا ينتفعون بأعمارهم وأوقاتهم يحكى القرآن قصتهم وحالهم فيقول: حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءَلُونَ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ.

اللهم اجعل يومنا خيرًا من أمسنا وغدنا خيرًا من حاضرنا،أقول قولي هذا وأستغفر لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.



(2) البخارى: كتاب الرقاق باب الصحة والفراغ ولا عيش الا عيش الآخرة 7/170.

(3) اخرجه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقة الذهبى المستدرك 4/306.

(1) مفندا: الفند ضعف العقل والفهم، والتخليط في الكلام من الهرم.

(2) اخرجه الترمذى: كتاب الزهد باب ما جاء في المبادرة في العمل 4/552.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً