.

اليوم م الموافق ‏22/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

اتباع النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم أمره

296

الإيمان, قضايا في الاعتقاد

الإيمان بالرسل, الاتباع

عثمان بن جمعة ضميرية

الطائف

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- منة الله علينا ببعثة محمد . 2- معنى الإيمان بالنبي . 3- طاعة الرسول. 4- محبة الرسول. 5- تعظيم أمره وشعائر دينه. 6- الصلاة والسلام عليه.

الخطبة الأولى

أما بعد :

فإن الله تعالى قد أمتن علينا ببعثه محمد فقال: لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، وجعله الله تعالى سبب للهداية من الضلال ، وجعل سيرته العطرة نبراس هدى ومعالم طريق ، وبرهان التزام بالأمانة ، وصدق في تحمل التبعات الجسام ، ومنهج رشد لا يزيغ عنه إلا هالك .

أيها المؤمنون: إن هذه النعمة التي أنعم الله تعالى بها على البشرية كلها ببعثِة محمد وبإنزال الوحي عليه ، تستوجب علينا جملة من الحقوق لهذا النبي الكريم ينبغي أن نقوم بها لندلل بذلك على صدق إيماننا وعلى طاعتنا لله ومحبتنا لرسوله .

إن الله تعالى فرض علينا الإيمان بنبيه وتصديقه فيما أتى به فقال: فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ، والإيمان به عليه السلام هو تصديق بنبوته ، وتصديقه في جميع ما جاء به ، وهذا يوجب علينا الطاعة التامة لنبيه التي قرنها الله تعالى بالطاعة لنفسه فقال: يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ، من يطع الرسول فقد أطاع الله ، وما أرسل الله رسوله إلا ليطاع فيما يأمر وينهي.

 وعندئذ يكون المؤمن المطيع مع الذين أنعم الله عليهم: ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً .

وهذه الطاعة للنبي توجب علينا اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه فقد قال الله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم . وقال: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً .

ولذلك جعله الله تعالى الأسوة والقدوة الحسنة: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .

وقد وردت أحاديث النبي تأمرنا باتباع سنته وعدم المخالفة عن هديه ((فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين )).

 ومن هذه المشكاة جاء قول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : "سن رسول الله وولاة الأمر من بعده سننا ، الأخذ بها تصديق بكتاب الله واستعمال بطاعة الله ، وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ، من اقتدى بها فهو مهتد ، ومن انتصر بها فهو منصور ، ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا ".

أيها المسلمون: وإن من أوجب الواجبات علينا بعد الإيمان بالنبي وطاعته، أن نحبه المحبة القلبية والعميقة التي ينشأ عنها الطاعة والالتزام بما جاء به ، ولا يتم إيمان المرء إلا بهذه المحبة ، فقد قال الله تعالى: قل إن كان آباءكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين . ويقول عليه الصلاة والسلام: (( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين )) . (( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه)) ، ولهذه المحبة الصادقة ثوابها فهي التي ترفع صاحبها ليكون في الجنة مع حبيبه فقد قال عليه الصلاة السلام : ((المرء مع من أحب)) وعن أنس أن رجلا أتى النبي فقال: (( متى الساعة؟ قال :ماذا أعددت لها؟ قال :ما أعددت لها كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ، ولكنني أحب الله ورسوله ، قال : أنت مع من أحببت )) .

وعلامة هذه المحبة الصادقة للرسول عليه الصلاة والسلام أن نوافقه في كل ما جاء به ، وأن نقتدي به وأن نهتدي بهديه وأن نتابعه ونتأدب بآدابه ، وشاهد هذا كله قوله تعالى: قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ، وتكتمل هذه العلامات على المحبة للنبي بمحبة أصحابه وآله وبالشفقة على أمته والنصح لها .

وما وجدنا أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ، ولن يكن دليل صدقهم في حب النبي والإيمان به كلمات يتشدقون بها أو مجرد عاطفة تدعو أحيانا إلى شيء من الغلو والانحراف، وإنما كان دليل صدقهم وإيمانهم ومحبتهم هو اتباعهم لسنته ، واقتداء وتأس بكل الجوانب العقدية والتعبدية والأخلاقية .

أيها المؤمنون: وإن واجبا علينا معشر المؤمنين أن نعظم أمر النبي وأن نوقره ونبره عليه الصلاة والسلام وألا نقدم بين يديه لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كهجر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم .

ولذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم يعظمون النبي ويوقرونه في خطابهم وفي معاملاتهم، وكانوا حوله وكأن على رؤوسهم الطير ، ينصتون له، ولا يحدون النظر إليه إجلالا ومهابة، وكان السلف يعظمون حديث النبي وروايته ويتمسكون به أشد تمسك ويعتصمون بالسنة أشد الاعتصام وأقواه .

ويبقى من حقوق النبي على أمته حق رابع ، وهو الصلاة والسلام عليه فقد قال الله تعالى:  إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أبها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً فالصلاة على النبي فرض على الأمة غير محدد بوقت، وقد تواردت أحاديث النبي في ذلك تعليما لأصحابه أمرا بذلك، وبيانا للمواطن التي تستحب فيها الصلاة أو تجب، كالصلاة عليه في التشهد ودعاء القنوت وصلاة الجنازة وفي خطبة الجمعة وعند إجابة المؤذن وعند الإقامة وعند الدعاء وعند دخول المسجد وعند ذكر اسمه عليه الصلاة والسلام وغير ذلك من المواطن الكثيرة التي تشرع فيها الصلاة والسلام على نبينا محمد ، وهذه الصلاة على النبي فيها امتثال لأمر الله تعالى وموافقة لصلاته سبحانه على نبيه ، وفيها رفع الدرجات وغفران الذنوب ، وهي سبب استجابة الدعاء ، وقد قال : (( ما قعد قوما مقعدا لا يذكرون الله فيه ، ويصلون على النبي إلا كان عليهم حسرة إلى يوم القيامة وقال : من صل علي صلاة واحدة صل الله عليه بها عشرة صلوات وحط عنه بها عشر سيئات ورفعه بها عشر درجات )) .

وما أشد بخل الذي يذكر عنده النبي أو يسمع ذكر النبي ثم لا يصلي عليه.

فيا أيها المسلمون : هذه أربعة من حقوق النبي علينا :

أولها : أن نؤمن به ونطيعه ونتبع سنته .

وثانيها : أن نحبه الحب الحقيقي الصادق وندلل على ذلك بمتابعته والتمسك بهديه .

وثالثها : أن نعظم أمره ونوقره .

ورابعها : أن نصلي عليه ونسلم ، فخذوا أنفسكم بها لتكون سبيلا لكم إلى جنة ربكم وشفاعة نبيكم ، فاللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمد وشفعه فينا واسقنا من حوضه شربة لا نظمأ بعدها أبدا يا رب العالمين.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً