.

اليوم م الموافق ‏03/‏جمادى الثانية/‏1446هـ

 
 

 

جريمة الزنا

268

الرقاق والأخلاق والآداب

الكبائر والمعاصي

عثمان بن جمعة ضميرية

الطائف

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- صورة من حقيقة المنادين بحقوق الإنسان في الغرب. 2- حواجز يضعها الإسلام في وجه الرذيلة قبل أن يعاقب بالحدود.

الخطبة الأولى

أما بعد :

أيها المسلمون :

منذ أيام شهدت بلاد النرويج إحدى البلاد الأسكندنافية ، قضية هي الأول من نوعها فقد استمعت المحكمة إلى دعوى ضد رئيسة منظمة العمل ضد أضرار الأجانب ، تلك التي جعلت غايتها الصد عن دين الله سبحانه وإثارة الشبهات والأباطيل حول أحكام الإسلام وتعاليمه ، زاعمة زعما كاذبا في العقوبات فيرفع السوط ليجلد الناس كلما أخطأ الواحد ، ويستبشعون هذه الأحكام التي أنزلها الله تعالى حفاظا على دين المؤمنين وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم، وهذا كله صورة للصراع الأبدي بين الحق والباطل ، بين الإسلام والكفر: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى .

ويعنينا هنا أن نأخذ واحدة من تلك الشبهات تتصل بالحفاظ على العرض ، بعد أن كان حديثنا الفائت عن بشاعة تلك الجريمة الكبرى التي تقع على العرض جريمة الزنا .

والإسلام أيها المسلمون : لا يعتمد على العقوبة في إفساد مجتمعه النظيف الصالح ، إنما يعتمد قبل كل شيء على الوقاية من الوقوع في الجريمة، ويضيق الخناق على فرص  الغواية وأسباب الفتنة ويقطع طريق الإثارة الجنسية مع إزالة العوائق دون الإشباع الطبيعي بوسائله النظيفة المشروعة صغيرة كبيرة أو تقتضي المصلحة إغلاقه وتحوليه، هذا الطريق تجد عليه إشارات ولوحات تحذيرية تحذرك من السير فيه، وتوضع الحواجز الاصطناعية أمامك لتحول بينك وبين الوقوع في الخطر الأكيد، فإذا ما تجاوز السائق المتهور ذلك حق عندئذ أن توقع عليه العقوبة وتسجل المخالفة، ذاك هو نظام الإسلام ، إنه قبل أن يوقع عقوبة الجلد أو الرجم يضع الحواجز الكثيرة والأسلاك الشائكة التي تصد عن الجريمة ، ويفتح أمامك الطريق السهل النظيف المأمون ، وهذا ما نجده فيما شرعه الله سبحانه وتعالى للعالم والإنسان وبما يصلح هذا الإنسان: ألا يعلم من خلق . .

 فقد حث القرآن الكريم على الزواج وأزال العقبات من طريقه ليُشبع الإنسانُ دافعه بطريق نظيف مشروع: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم .

ولا يجوز أن يقف الفقر وقلة ذات اليد عائقا دون الزواج: إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله . وقال : ((ثلاثة حق على الله عونهم : المجاهد في سبيل الله والناكح الذي يريد العفاف والمكاتب يريد الوفاء )). ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج )) فكان من ذلك هو الحاجز الأول أمام الجريمة .

والحاجز الثاني : ما فرضه رب العزة جل جلاله عن المؤمنات من الحجاب: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أزكى أدنى أن يعرفن فلا يؤذين .

ويضع حاجزا ثالثا : عندما يؤدب المسلم بآداب الدخول إلى البيوت ويوجب الاستئذان لئلا تقع عين الداخل على عورات البيوت فتهيج الفتنة: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون .

ويضع حاجزا ضخما عندما يأمر المؤمنين بغض البصر عما لا يحل لهم: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن . فالعين مفتاح القلب والنظر رسول الشهوة وبريد الزنا وقديما قال الشاعر:

كل الحوداث مبدأها من النظر                                  ومعظم النار من مستصغر الشرر

ولذك قال عليه السلام :(( العينان تزينان وزناهما النظر)) وحري بالمسلم أن يحفظ بصره فلا يتبع النظره النظرة فإنه أحق بهذا الخلق من الجاهلي الذي كان يقول:

أغض طرفي إن بدت لي جارتي                                 حتى يوارى جارتي مأواها

كالعينين لا تلتقيان وحجاب                                              ما بينهما قصير جدار

ومن باب أولى إذن أن يكون الاختلاط حراما وأن تكون الخلوة بالمرأة الأجنبية وخلوة المرأة بالرجل الأجنبي حراما ما لم يكن هناك محرم ، قال : (( لا تلجوا على الفتيات اللاتي يكون أزواجهن غائبين عنهن ، فإن الشيطان يجري في أحدكم مجرى الدم )) ، (( ومن كان يؤمن بالله واليوم الأخر فلا يخلون بامرأة ليس معها ذو محرم فإن ثالثهما الشيطان)) ، وكان أشد احتياطا في هذا فعندما خرج يودع زوجة صفية ، قال لمن رآهما ، إنها زوجتي صفية ، وحتى في الصلاة لا يجوز لك الاختلاط وأنت في أماكن العبادة أقرب ما تكون إلى الله (( خير مساجد النساء قعر بيوتهن)) ، (( شر صفوف الرجال أخرها وشر صفوف النساء أولها )).

ثم يضع الإسلام حاجزا سادسا: فلا يجوز للمرأة أن تسافر ثلاثة أيام بلياليها إلا مع ذي رحم محرم حتى ولو كان السفر للحج ، ويحرم الإسلام مصافحة المرأة الأجنبية غير ذات المحرم ولمسها ، فيقول عليه الصلاة والسلام السلام : ((لأن يطعن أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له)) ، وما أباح أن يمس الرجل بيده جسد امرأة غير ذات محرم ، فكان يصافح الرجال عند البيعة ولا يصافح النساء ، فعن عروة أن عائشة أخبرته عن بيعة النساء قالت : (( ما مس رسول الله يد امرأة قط ، وكان يأخذ عليهن العهد بالكلام دون مصافحة ثم يقول اذهبي فقد بايعت))، وإذا خرجت المرأة من بيتها محتشمة بلباسها متحجبة بإيمانها وأخلاقها لا يجوز أن تهتك هذا برائحة عطرها وطيبها مما يلفت إليها أنظار الرجال كيف يؤذونها بأنوفهم وهي من تؤذيهم براحة عطرها . قال : (( لا يقبل الله صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة)) ، وقال عليه الصلاةو السلام: (( كل عين زانية والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا )) وعن أبي هريرة : أنه لقيته امرأة شم منها ريح الطيب، فقال: يا أمة  الجبار، المسجد تريدين؟ قالت: نعم، قال: وله تطيبت؟ قالت نعم، قال فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله يقول: (( ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل )).

وماذا بقي بعد . ؟ إنها فتنة الصوت والتغنج أي الكلام والتكسر فيه: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولاً معروفاً .

وحتى الزينة إن كان لها صوت كالخلخال في القدم لا يجوز إظهارها، ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ، وما ذاك إلا لخطورة هذا في تحريك الفتنة والشهوة ، والإذن تعشق قبل العين أحيانا .

أما تطهير المجتمع من وسائل الإثارة وإشاعة الغنا والفجور ، فإنه يحتاج إلى فضل بيان لعل الله يوفق لإلقاء الضوء على عليه مرة أخرى .

تلك أيها المؤمنون أعظم الحواجز والموانع ، أمام جريمة الاعتداء على العرض ، إنها الإشارات التحذيرية فإذا ما تجاوزها إنسان وتخطاها فقد وجبت عليه عقوبة رادعة الله يعلم حكمتها وفائدتها في تطهير المجتمع الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ، وبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم .

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم . . .

 

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً