.

اليوم م الموافق ‏22/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

أحداث مكة وموقف الشيعة من أهل السنة

695

أديان وفرق ومذاهب

فرق منتسبة

صالح الونيان

بريدة

جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1 – ديمومة الصراع بين الحق والباطل 2 – وصية رسول الله بالتمسك بالسنة ومخالفة الرافضة لها 3 – نظرة الشيعة إلى أهل السنة وتاريخهم الأسود 4 – فارسية مذهب الشيعة وشعوبيته 5 – الفتنة التي أراد الشيعة إشعالها بمكة

الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها المسلمون: اتقوا الله تعالى، واعلموا أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان، وميدان جهاد ومصابرة، واعلموا أن الصراع بين الحق والباطل مستمر منذ أهبط آدم عليه الصلاة والسلام إلى الأرض، وسيستمر إلى ما شاء الله؛ فالحق يحمله الرسل وأتباعهم من العلماء والمصلحين؛ يوضحونه للناس، ويبصرونهم به، ويكشفون عنه الشبه، ويجاهدون في سبيله، والباطل يحمله الشيطان وجنوده من شياطين الجن والإنس؛ مستخدمين لترويجه كل وسائل الدعاية والمغريات تارة، وتارة يلبسون باطلهم ثياباً إسلامية؛ ليغروا به السذج والبسطاء وينشروا باطلهم باسم الإسلام، والإسلام منهم براء وهو يحاربون الإسلام والمسلمين باسم الإسلام؛ فهم من الذين زين له سوء عمله فرآه حسناً.

عباد الله: لقد أوصى النبي أمته بالتمسك بسنته r فعن العرباض بن سارية؛ قال: وعظنا رسول الله يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة؛ ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال رجل: إن هذه موعظة مودع؛ فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟! قال: ((أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة، وإن تأمر عليكم عبد حبشي؛ فإنه من يعش منكم؛ ير اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم؛ فعليكم بسنـتي وسـنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ))[1]

فالرسول أوصى بالتمسك بسنته وسنة الخلفاء الراشدين المهديين.

ولكن بعضاً ممن سول لهم الشيطان واتخذهم خيلاً له ورجلاً؛ تنكبوا السنة، وعادوا من تمسك بها، وسبوا أصحاب النبي وخلفاءه الراشدين، وافتروا عليهم، بل وكفروا بعضهم، عياذا بالله من تلك الفئة وعملها، وهذه الفئة هم من يسمون أنفسهم اليوم بالشيعة الرافضة، شر من وطئ الحصا.

عباد الله: وعداوة الشيعة لأهل السنة شديدة، وتلك العداوة والبغض متأصلة في نفوسهم منذ أن اعتنقوا عقيدة التشيع الفاسدة أصلا ومنهجاً، ولا عجب؛ فإن الحية لا تلد إلا حية، ومن يستقرئ التاريخ؛ فإنه يجد المآسي والمجازر التي أقامها الشيعة ضد أهل السنة، وتحالفهم مع أعداء الإسلام أشهر من أن يذكر.

وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (الشيعة ترى أن كفر أهل السنة أغلظ من كفر اليهود والنصارى؛ لأن أولئك عندهم كفار أصليون، وهؤلاء مرتدون، وكفر الردة أغلظ بالإجماع من الكفر الأصلى).

عباد الله: إن للشيعة الروافض مواقف خيانة غادرة بأهل السنة، سجلها التاريخ عليهم في مصادره الوثيقة، وذلك أن الرافضة عاشوا أكثر فترات حياتهم أو كلها تحت الذل والإهانة؛ جزاء مواقفهم، واتهامهم لأصحاب رسول الله بالخيانة، وسبهم لهم، وادعائهم عليهم أنهم انقلبوا على أعقابهم، فارتدوا عن الإسلام إلا القليل منهم، وأصحاب رسول الله هم الذين نشروا الإسلام ومدوه بدمائهم وأموالهم، فأذل الله تلك الطائفة التي أسس عقائدها عبد الله بن سبأ اليهودي الماكر، ولذلك؛ فقد عاشت متلبسة بالنفاق الذي تسميه التقية، فإذا وجدت حكومة إسلامية قوية في أي زمان؛ تملقوها بألسنتهم، ونافقوها بأعمالهم؛ مظهرين لها الإخلاص والولاء والتفاني والمدح والثناء عليها لقصد أخذ الأموال، وتبوء المناصب، وإذا تمكنوا من الفوز بتلك الدولة والفتك بالمسلمين من أهل السنة – حاكمين ومحكومين، علماء وعامة، رجالا ونساء، شيوخاً وأطفالاً -، انقضوا عليهم انقضاض الأسد على فريسته، وبأي أسلوب كان هذا الفتك والتدمير؛ فتجدهم يوالون الكفار والمشركين ويساعدونهم، ويقدمون لهم كل عون للوصول إلى القضاء على الإسلام والمسلمين، والواقع شاهد بذلك.

وسأقتصر على ذكر حادثة واحدة من غدرهم وخيانتهم للإسلام والمسلمين سجلها التاريخ على الوزير الرافضي ابن العلقمي؛ ليتبين لمعاشر أهل السنة من ذلك ماذا يريد الروافض بأهل السنة إذا سنحت لهم الفرصة.

قال ابن كثير في كتابه (البداية والنهاية): (كان ابن العلقمي وزيراً للخليفة العباسي المستعصم بالله، وكان ابن العلقمي شيعيا رافضيا، والخليفة سني على طريقة واعتقاد الجماعة كما كان أبوه وجده، لكن كان فيه لين وعدم تيقظ، فكان وزيره الشيعي الرافضي يكيد للدولة العباسية من حين لآخر، يخطط لها لإبادة أهل السنة ودولهم وإقامة دولة رافضية.

وبحكم منصبه وزيراً للدولة وغفلة الخليفة؛ اجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريباً من مائة ألف مقاتل، فيهم من الأمراء من هو كالملوك الأكابر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم، إلى أن لم يبق منهم سوى عشرة آلاف، كلهم قد صرفوا عن استقطاعاتهم، حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، ولما تم له ذلك، وأصبحت بغداد بلا جيش يدافع عن الإسلام والمسلمين؛ كاتب التتار، وأطمعهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال وحينما قدم التتار بغداد بقيادة سلطانهم هولاكو خان في صحبته مستشاره النصير الطوسي إلى بغداد؛ كان أول من برز إلى ملاقاته ابن العلقمي، فاجتمع بهولاكو،ثم عاد وأشار على الخليفة العباسي المعتصم بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ونصفه للخليفة، وظل يقنع الخليفة، إلى أن خرج في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والأعيان، فلما اقتربوا من منزل السلطان هولاكو؛ حجبوا عن الخليفة؛ إلا سبعة عشر نفساً، فخلص الخليفة بهؤلاء المذكورين، وأنزل الباقون عن مراكبهم، ونهبت، وقتلوا عن آخرهم، فاجتمع الخليفة بهولاكو، ثم عاد الخليفة إلى بغداد في صحبته النصير الطوسي وابن العلقمي وغيرهما. . .فأحضر شيئاً كثيراُ من الذهب والجواهر، فلما عاد الخليفة إلى هولاكو؛ أمر بقتله، ويقال: إن الذي أشار بقتله هو ابن العلقمي والطوسي)

يقول ابن كثير رحمه الله: (بعد قتل الخليفة مالوا على البلد، فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشباب، ودخل كثير من الناس في الآبار والحشوش، يكمنون أياماُ لا يظهرون، ويهربون إلى أعالي الأمكنة، فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري أودية من الدماء في الشوارع، وكذلك عملوا بمن في المساجد والجوامع، ولم ينج منهم أحد سوى ا ليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار ابن العلقمي الرافضي الذي دبر هذه المكيدة للمسلمين الأبرياء، حتى ذكر أن عدد القتلى ألف ألف وثمانمائة ألف.

عباد الله!

هذه خلاصة عما سجله ابن كثير رحمة الله عن هذه الخيانة العظمى للإسلام والمسلمين، وتحكي واقع الشيعة الروافض، من تربص وكيد بأهل السنة في كل زمان؛ فهل يعي المسلمون ما يحاك ضدهم؟! وهل يفيقوا من غفلتهم، وينتبهوا من سباتهم، ويعلموا أبناءهم ما يبيته الروافض لأهل السنة؛ لأن الرافضة يغرسون في نفوس أطفالهم بغض الصحابة، ويشعرونهم بأن أهل السنة أعداء لهم، وأنهم كفار يجب القضاء عليهم وعلى دولتهم؛ في حين أن أغلب أبناء أهل السنة لا يعرفون عن عقائد الروافض شيئاً؟!

عباد الله؟!

شباب الإسلام!

وهذه أمور لابد من معرفتها جيداً:

الأول: أن معظم الفرق الباطنية المتفرعة عن الشيعة لها جذور فارسية، وإن أظهروا ولاءهم لغير الفرس؛ فهي ألعوبة وكذب.

الثاني: أن الشيعة وسائر فرق الباطنية التي تتفرع عنها يتعمدون إصدار التصريحات المتضاربة، ويفتعلون الخلافات؛ فهذا يهدد بتصدير الثورة، وبعد أن يصبح هذا التهديد حدث العالم، يصدر مسؤول آخر تصريحاً يؤكد فيه أن ثورتهم غير قابلة للتصدير، وأن الذي أصدر التصريح الأول ليس مسؤولاً…

وما تصريحات حكام إيران هذه الأيام من ذلك ببعيد، فهي تنسج على المنوال نفسه، وتستخدم الأساليب التي يستخدمها الباطنيون نفسها، في نشر دعواهم وفوضاهم التي لا يأمن الإنسان في ظلها على نفسه وماله وعرضه، بل ويستغلون هذه الفوضى، فيعمدون إلى تصفية خصومهم، وإرهاب من لم يستطيعوا تصفيته، وما حادثة مثل حادثة إحسان إلهي ظهير رحمه الله إلا نموذج من هذا.

الثالث: ينظر الباطنيون الرافضة إلى المسلمين العرب بمنظار الحقد والكراهية، لا لشيء؛ إلا لأنهم هدموا مجد فارس، وقهروا سلطان كسرى، و التاريخ خير شاهد على عمق تعاونهم مع الكفرة والمشركين، والاستعانة بهم ضد السنة المسلمين، وشيعة هذا الوقت قد اتخذوا سراديب مظلمة بينهم وبين اليهود؛ فهم مطايا لأعداء الإسلام في كل عصر ومصر، وواهم جدار من أحسن الظن بهم.

الرابع: للباطنيين الرافضة جذور اشتراكية قديمة، ذلك لأن القرامطة غصن من غصون تجربتهم الخبيثة .

الخامس: ليس في عقيدتهم أصول تمنعهم من المحرمات أو تردعهم عن فعل المنكرات؛ فإيمانهم بالتقية جعل منهم أكذب أمة، وعقيدتهم في المتعة جعلت من معظمهم زناة بغاة، ووقاحتهم مع أصحاب رسول الله سهلت عليهم شتم المؤمنين وتكفيرهم والافتراء عليهم.

هذه الأصول وغيرها لابد أن يتذكرها المسلم عند قراءة كتب الرافضة، وعند متابعة أنشطتهم، وتقويم منهجهم ومخططاتهم، وعند تجاهل هذه الأصول؛ سيجد من يتصدى للحكم عليهم نفسه أمام متناقضات وقضايا متضاربة؛ فقد يحكم عليهم من خلال رأي سمعه من أحد زعمائهم، ويقبل هذا الرأي؛ لأنه لا يعلم أن عقيدة هذا الزعيم تبيح الكذب.

أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

أيها المسلمون!

قد يقول قائل: إن شيعة اليوم معرضون عن الخلافات القديمة التي وقعت بين أسلافهم وأهل السنة، حريصون على وحدة المسلمين!!

ولكن قائل هذا قد جانب الصواب؛ فشيعة اليوم أكثر سوء من شيعة الأمس، ومذهبهم ما قام في الأصل إلا لنقض عرى الإسلام، وزعزعة أركان هذا الدين، وإشاعة الفرقة بين المسلمين، والفتك بهم إذا تمكنوا من ذلك.

عباد الله!

ومن عرف الدور الذي قام به ابن العلقمي الوزير الرافضي من الفتك بالمسلمين؛ فإنه لا يستغرب ما وقع حول الحرم المكي الشريف؛ فإن الذي جرى حول الحرم المكي لم يكن مظاهرة، وإنما كان مؤامرة، ولم يكن مجرد مسيرة نظمها الحجاج الإيرانيون في مكة كما أرادوا تصويرها، وإنما كانت محاولة واضحة ومكشوفة لتوسيع نطاق حرب الخليج، وهي محاولة خطط لها النظام البائس في طهران، وأرادو نقل الاضطرابات إلى قلب الجزيرة، وهز الأمن والاستقرار.

لقد آن الأوان لإسقاط القناع الزائف عن وجه الثورة الإيرانية، وحان الوقت لكشف حقيقة الحرب بين إيران والعراق؛ فهذه حراب فارسية عربية، والإسلام منها براء، وليس الإسلام هو الذي يؤجج مشاعر الإيرانيين بقدر ما تشعلها النصرة الفارسية، وإحياء تلك النعرة الخطيرة بدأ قبل الثورة الإيرانية، التي لا أريد أن ألوث أسماعكم بزعمائها، وقبل سقوط الشاه بوقت، حينما نظم الشاه قبيل سنوات قليلة من سقوطه احتفالات ضخمة ومهرجانات هائلة لإحياء ذكرى قورش ( عظيم من عظماء فارس )، دعا عدداً كبيراً من خارج إيران للحضور، وقدم للحضور لحم الطاووس؛ احتفاء بهذه المناسبة.

وسقط الشاه، وبقيت النعرة التي أيقظها، نعرة أهل فارس وبقايا الإمبراطورية الفارسية التي أسقطها الإسلام قبل أربعة عشر قرناً من الزمان وكأنها كانت إمبراطورية من القش.

وعندما قامت الثورة الحالية، واشتغلت إيران في حربها مع العراق؛ ركب زعماء الثورة موجة الفارسية العاتية في مشاعر الإيرانيين، وراحوا يصبغونها بالإسلام، ويجعلون من هذا المزيج القوي دافعاُ يجعل الإيرانيين يتسابقون إلى ساحات القتال؛ رافعين الصور…

وحتى نتأكد أن ما جرى حول الحرم إنما هو مؤامرة، وأن الذين نفذوها لم يقدموا من أجل الحج؛ علينا أن ننظر إلى تلك الأعلام الكثيرة والسكاكين واللافتات وغيرها، بل لقد نشرت جريدة عكاظ في عددها الصادر يوم الأربعاء الثامن عشر من هذا الشهر (ذى الحجة)، نشرت صورة لبطاقة دعوة مطبوعة، وزعها عملاء في المشاعر، أنقل ما فيها لكم بنصها:

كتب في أعلاها: بسم الله تعالى؛ تعظيماً لشعائر الله، وإحياء لسنة رسول الله، ندعوكم أيها المؤمنون للاشتراك في مسيرة البراءة من المشركين، الزمان: يوم الجمعة السادس من ذي الحجة (1407 هـ)، الساعة الرابعة والنصف عصراً، المكان مكة المكرمة، ميدان المعابدة.

كتبوا بسم الله؛ ذراً للرماد في العيون، استخدموا اسم الله فى الدعوة إلى العدوان.

ثم إن مسيرة من المؤمنين تكون في بلاد المشركين،فانظر كيف يعبدون زعماءهم ويطيعونهم في تحليل ما حرم الله من انتهاك حرمة البلد في الأشهر الحرم في البيت الحرام، اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباُ من دون الله.

ثم ادعوا باطلاً أن عملهم الإجرامي هو اتباع لسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام، والرسول يقول فيما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي قال: ((أبغض الناس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم،ومبتغ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرئ بغير حق ليهريق دمه))(1).

وزعموا أن عملهم هذا تعظيم لشعائر الله؛ فمتى كان تعظيم شعائر الله بانتهاك حرمة بيته وحرمة أشهره الحرم وحرمة عباده المسلمين؟! إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.

وليس الخبر كالعيان؛ فلقد نشرت الصحف صوراً لتلك الفتنة كاملة، صوراً تستفز المشاعر إلى أقصى درجة، تجمع هائل ملأ ساحات مكة المكرمة، وروعوا الآمنين، ودهسوا الأبرياء تحت أقدامهم، وأساءوا إلى قدسية المكان، من مكان تجتمع فيه القلوب، تتجه إلى الله العلي القدير بالدعاء وطلب المغفرة، تأتي إليه من كل فج عميق؛ ليحولوه إلى مشهد دام ومأساوي؛ فأي إيمان لمن فعل هذه الأفاعيل؟!

عباد الله!

إن أي عاقل لا يمكن إلا أن يدرك أن وراء هذا السيل الجارف من البشر خططا إرهابية وأهدافاً عدوانية ضد المسلمين ومقدساتهم.

عباد الله!

إن السؤال الذي يملأ نفس المسلم بالمرارة والأسى والذهول: أيمكن لمن يحرقون القرآن، ويكذبون على رسول الله ، ويسبون أصحابه، ويجعلون الكذب من دينهم؛ أيمكن لمن يقفون هذه المواقف أن يكونوا مسلمين؟!

عونك اللهم! فإن الجواب رهيب.

اللهم! آمنا في أوطاننا وأصلح ولاة أمورنا، وارزقهم البطانة الصالحة يا رب العالمين !

اللهم! ومن أراد المسلمين بسوء؛ فاشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره يا رب العالمين !

اللهم! أهلك سلائل المجوس، واجعل شر ما صنعت أيديهم في نحورهم يا رب العالمين!

اللهم! زلزل ملكهم، ودمرهم تدميراً.

اللهم! إن زرعهم قد نما؛ فقيض له يداً من الحق حاصدة

اللهم! ردنا إليك رداً جميلاً

اللهم! اهد ضال المسلمين

اللهم! أبرم لهذه الأمة أمراً رشيداً؛ يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، إنك سميع الدعاء.

اللهم! صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

عباد الله!

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون (1).

فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.



[1] درواه الترمذى، قال :"حسن صحيح"

(1) رواه البخارى.

(1) النحل :90 .

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً