.

اليوم م الموافق ‏19/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

الموت

606

الرقاق والأخلاق والآداب

الموت والحشر

محمد بن إبراهيم حسان

المنصورة

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- الموت أول مراحل الآخرة 2- ذم الدنيا في الكتاب والسنّة 3- احتضار رسول الله صلى الله عليه وسلم 4- وسوسة الشيطان عند الاحتضار 5- الثبات على الإيمان 6- مصرع الكافر ومصرع المؤمن 7- موعظة

الخطبة الأولى

أما بعــد...

فحياكم اللـه جميعاً أيها الآباء الفضلاء وأيها الإخوة الأحباب الأعزاء وطبتم جميعا وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلا، وأسأل اللـه العظيم  جل وعلا الذى جمعنى وإياكم فى هذا البيت المبارك على طاعته أن يجمعنى وإياكم فى الآخرة مع سيد الدعاة المصطفى فى جنته ودار كرامته إنه ولى ذلك والقادر عليه.

أحبتى فى اللـه:

فى رحاب الدار  الآخرة

سلسلة علمية هامة تجمع بين المنهجية والرقائق، وبين التأصيل العلمى والأسلوب الوعظى تبدأ هذه السلسة بالموت وتنتهى بالجنة.

وقد تحتاج هذه السلسلة إلى جهد شاق حتى تتضح لنا معالمها، لذا فإن الموضوع جد خطير ومن الأهمية بمكان، لذا استحلفكم باللـه الذى لا إله إلاَّ هو.. أن تعيرونى قلوبكم وعقولكم وأسماعكم حتى نقف على أهميتها ونسأل اللـه التوفيق، ونسأله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، إنه ولى ذلك والقادر عليه ويجعلنا من الذين قال فيهم اللـه الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللـه وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ [ الزمر: 18 ].

أيها الأحبة الكرام:

وسوف أستهل هذه السلسلة بالحديث عن الموت، فهذه هى المرحلة الأولى فى هذه الرحلة الطويلة.

أيها الأخيار الكرام:

لقد بين اللـه جل وعلا لنا الغاية التى من أجلها خلقنا فقال سبحانه وتعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ [ الذاريات: 56 ].

بل وبين لنا حقيقة الدنيا التى جعلها محل اختبار لنا فقال سبحانه: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ [ الحديد: 20 ].

وأكد الحبيب المصطفى هذه الحقيقة فى حديثه الصحيح الذى رواه الترمذى من حديث سهل بن سعد الساعدى رضى اللـه عنه قال صلى اللـه عليه وسلم ((لو كانت الدنيا تعدل عند اللـه جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء))([1]).

فالدنيا حقيرة عند اللـه أعطاها للمؤمن والكافر على السواء، فلو كانت تزن عند اللـه جناح بعوضة ما سقى منها كافراً قط شربة ماء واحدة، لذا كان المصطفى يوصى أحبابه بعدم الركون والطمأنينة إلى هذه الدار الفانية لا محالة، كما أوصى بذلك عبد اللـه بن عمر رضى اللـه عنهما كما فى صحيح البخارى:((كن فى الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))، وكان ابن عمر يقول: " إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".

ورحم اللـه من قال:

طلقوا الدنيا وخافـــوا الفتنـا

 

 إن للـه عبــــــاداً فطنا

 أنها ليست لِحَـىٍّ وطنــــاً

 

نظروا فيهــــا فلما علمـوا

صالح الأعمـال فيهـا سُفْنــا

 

جعلوها لُجَّــــــة واتخذوا

فالفطناء العقلاء هم الذين عرفوا حقيقة الدار، فحرثوها وزرعوها... وفى الآخرة حصدوها.

فالـذم الوارد فى القرآن والسنة للدنيا لا يرجع إلى زمانها من ليل ونهار فلقد جعل اللـه الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً، والذم الوارد للدنيا فى الكتاب والسنة لا يرجع إلى مكانها ألا وهو الأرض، إذ أن اللـه قد جعل الأرض لبنى آدم سكناً ومستقراً.

والذم الوارد فى القرآن والسنة لا يرجع إلى ما أودعها اللـه عز وجل من خيرات، فهـذه الخيـرات نعم اللـه على عبـاده وجميع خلقه.

إنما الذم الوارد فى القرآن والسنة يرجع إلى كل معصية ترتكب فى حق ربنا جل وعلا.

إذاً لابد وحتما من تأصيل هذا الفهم الدقيق لا سيما لإخواننا الدعاة وطلاب العلم الذين ربما يغيب عن أذهانهم حقيقة الزهد فى هذه الحياة الدنيا، فنحن لا نريد أن نُقنَّتْ أحداً من هذه الدنيا، ولا نريد أن نثبت لعامل فى هذه الدنيا ولو كان فى الحلال أنه قد تجاوز عن طريق الأنبياء والصالحين والأولياء... كلا..! كلا..!!

بل الدنيا مزرعة للآخرة.

تدبر معى قول على رضى اللـه عنه وهو يقول: " الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار نجاة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن أخذ منها، الدنيا مهبط وحى الأنبياء ومصلى أنبياء اللـه ومتجر أولياء اللـه ".

فالدنيا مزرعة للآخرة فتدبر معى هذا الحديث الصحيح الذى رواه البخارى ومسلم من حديث أنس قال: قال النبى : ((ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة))([2]).

إذاً لابد من هذا التأصيل والفهم العميق لحقيقة الدنيا، لننطلق من هذه الدار الفانية إلى دار تجمع بين سلامة الأبدان والأديان..دار القرار.

فلابد قبل العبور إلى دار القرار من المرور من دار الفناء، فالدنيا دار ممر والآخرة هى دار المقر، الدنيا مركب عبور لا منزل حبور، الدنيا دار فناء لا دار بقاء، لابد من وعى هذه الحقيقة التى لا مراء  فيها، لنزرع هنا بذوراً، لنجنى هنالك ثماراً.

فاعلم أيها الحبيب هذه الحقائق جيداً، وكن على يقين جازم بأن الحياة فى هذا الدنيا موقوتة محدودة بأجل، ثم تأتى نهايتها حتماً لابد، فيموت الصالحون.. ويموت الطالحون.. يموت المجاهدون.. ويموت القاعدون.. يموت المستعلون بالعقيدة.. ويموت المستذلون للعبيد.. يموت الشرفاء الذين يأبون الضيم ويكرهون الذل، والجبناء الحريصون على الحياة بأى ثمن.. الكل يموت.

 قال اللـه جل وعلا: كُل مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ [الرحمن:26-27].

فلابد أن تستقر هذه الحقيقة فى القلب والعقل معاً، إنها الحقيقة التى تعلن بوضوح تام على مدى الزمان والمكان فى أذن كل سامع وعقل كل مفكر أنه لا بقاء إلا للملك الحى الذى لا يموت، إنها الحقيقة التى تصبغ الحياة البشرية كلها بصبغة العبودية والذل لقاهر السماوات والأرض!!

إنها الحقيقة التى شرب كأسها تباعاً الأنبياء والمرسلون بل والعصاة والطائعون!!

إنها الحقيقة التى تذكرنا كل لحظة من لحظات الزمن بقول الحى الذى لا يموت: لا إِلَه إِلا هُو كُلُّ شَئٍ هَالِكُ إِلا وَجْهُه [القصص:88].

أيها الحبيب تذكر هذه الحقيقة ولا تتغافل عنها إذ أن النبى أمرنا أن نكثر من ذكرها كما فى الحديث الصحيح الذى رواه الترمذى والنسائى والبيهقى والحاكم وغيرهم من حديث ابن عمر أن النبى قال: ((أكثروا من ذكر هادم اللَّذات))([3]).

إنها الحقيقة التى سماها اللـه فى قرآنه بالحق فقال جل وعلا: وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ [ق:19-21].

لا إله إلا اللـه. ..    اللـه أكبر. ..     اللـه أكبر

إن للموت لسكرات. .. هل علمت إن هذه الكلمات قالها حبيب رب الأرض والسموات وهو يحتضر على فراش الموت؟

روى البخارى عن عائشة رضى اللـه عنها قالت: مات رسول اللـه بين حاقنتى وذاقنتى وكان بين يديه ركوة (علبة) بها ماء فكان يمد يده فى داخل الماء ويمسح وجهه بأبى هو وأمى ويقول: ((لا إله إلا اللـه إن للموت لسكرات))([4]).

هكذا يقول حبيب رب الأرض والسموات إن للموت لسكرات!! حبيب الرحمن يذوق سكرة الموت،  فما بالنا نحن؟!!

وفى رواية الترمذى كان الحبيب يقول: ((إن للموت لسكرات وإن للموت لغمرات)).

وفى رواية كان يدعوا اللـه ويقول: ((اللـهم أعنِّى على سكرات الموت)).

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ وما أدراك ما السكرات..! وما أدراك ما الكربات..! فى هذه اللحظات يزداد الهم والكرب، فى لحظات السكرات إذا نمت يا ابن آدم على فراش الموت ورأيت فى غرفتك التى أنت فيها دون أن يرى غيرك، رأيت شيطاناً جلس عند رأسك يريد الشيطان أن يضلك عن كلمة الإخلاص" لا إله إلا اللـه "، يريد الشيطان أن يصدك عنها، يقول لك: مُت يهودياً فإنه خير الأديان، يقول لك: مُت نصرانياً فإنه خير الأديان.

واستدل أهل العلم على ذلك بصدر حديث صحيح رواه الإمام مسلم أن رسول اللـه قال: ((إن الشيطان يُحضِرُ كل شئ لابن آدم..)).

بل وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية طَيَّبَ اللـه ثراه عن مسألة عَرْض الأديان على ابن آدم فى فراش الموت، فقال فى مجموع الفتاوى ([5]): "من الناس من تعرض عليه الأديان ومنهم من لا يعرض عليه شئ قبل موته، ثم قال: ولكنها من الفتن التى أمرنا النبى أن نستعيذ منها فى قوله : ((اللهم إنى أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال))([6]).

فمن فتن الموت أن يأتيك الشيطان ليصدك عن لا إله إلا اللـه، ليصدك عن كلمة التوحيد، هذه من الكربات، هذه من أشد السكرات على ابن آدم ولا حول ولا قوة إلا باللـه.

هل علمت أُخَىّ فى اللـه أن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل حينما نام على فراش الموت ذهبت إليه الشياطين لتنادى عليه بهذه الكلمات، قال عبد اللـه ولده: " حضرت وفاة أبى فنظرت إليـه فإذا هو يغرق ثم يفيق ثم يشير بيده ويتكلم ويقول: لا بَعْد..!!  لا بَعْد..!!.

فلما أفاق فى صحوة بين سكرات الموت وكرباته، قال له ولده عبد اللـه: يا أبتى ماذا تقول؟! تقول: لا بعد، لا بعد..!!   ما هذا؟!!  أتدرى ماذا قال إمام أهل السنة؟؟ قال لولده: يا بنى شيطان جالس عند رأسى عاضٌ على أنامله يقول لى: يا أحمد لو فُتَّنى اليوم ما أدركتك بعد اليوم وأنا أقول له: لا بعد، لا بعد حتى أموت على لا إله إلا اللـه.

فإذا كنت حقا من المؤمنين الصادقين.. من الموحدين المخلصين وجاءتك الشياطين ثبتك رب العالمين وأنزل إليك ملائكة التثبيت، كما فى حديث البراء بن عازب الصحيح وسأذكر الحديث بتفصيله لاحقاً إن شاء رب العالمين، إلاَّ أن محل الشاهد فيه الآن أن النبى أخبر: ((أنَّ المؤمن إذا نام على فراش الموت جاءته ملائكة بيض الوجوه كأن وجوههم الشمس، معهم كفنُُ من أكفان الجنة وحنوطٌ من حنوط الجنة فيجلسون من المؤمن مُدَّ البصر حتى يأتى ملك الموت فيجلس عند رأسه وينادى على روحه الطيبة وهو يقول: أيتها الروح الطيبة اخرجى حميدة وابشرى بروحٍِ وريحان وربٍ راضٍ عنك غير غضبان، فتخرج روح المؤمن سهلة سلسة كما يسيل الماء من فِىِّ السقاء فلا تدعهـا الملائكــة فى يد ملك الموت طرفة عين، ثم ترقى بها إلى اللـه جل وعلا..))([7]).

هكذا أيها الأحبة..

يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [ إبراهيم: 27 ].

ولقد سجل اللـه هذه البشارة للموحدين فى قرآنه العظيم فقال تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [فصلت:30-32].

وقال تعالى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ [إبراهيم:27]

قال ابن عباس: القول الثابت هو لا إله إلا اللـه فى الحياة الدنيا وفى الآخرة ويضل اللـه الظالمين ويفعل اللـه ما يشاء.

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ [ق:19].

والحق أنك تموت واللـه حى لا يموت، الحق أن ترى عند موتك ملائكة الرحمة أو ملائكة العذاب.

وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ . والحق أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران

ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ذلك ما كنت منه تهرب.

تحيد إلى الطبيب إذا جاءك المرض، وتحيد إلى الشراب إذا أحسستَ بالظمأ، ثم ماذا أيها القوى الفَتِىّ؟! ثم ماذا أيها العبقرى الذكى ؟! ثم ماذا أيها الوزير والأمير؟! ثم ماذا أيها الكبير والصغير؟! ثم ماذا أيها الغنى والفقير؟!

اسمع يا هذا وذاك:

وكل ناعٍ فَسَيُنعَى
ليــس غيــرُ اللـه يبقى

 

كل باك فَسَيُبكَى
كل مَذْكور سَيُنْسَـــــى

مـن عــلا فاللـه أعلـــى

إلى كم يا أخى الوهم
وتخطئ الخطأ الجم
أما أنـــذرك الشـــيب 

 

أيا من يَدَّعِ الفهم
تعبّ الذنب والذنب
أمــا بـــان لك العيب؟

ومــا فـى نصحـه ريــــب

أما نادى بك الموت
فـتحتاط وتهتم
وتختال من الزهو
إلى اللحد وتنغط
إلى أضيق من سم
ليستأكله الدود
فيمسى العظم قد رم
ودع ما يعقب  الضير
وخاف من لجة اليم
وقد بحت كمن باح
بقــرآن الــرب يهتــم

 

أما أسمعك الصوت
أما تخشى من الفَوْت
فكم تسير فى الهوى
كأنى بك تنحط
وقد أسلمك الرهط
هناك الجسم ممدود
إلى أن ينخر العود
فزود نفسك الخير
وهيأ مركب السير
بذا أوصيك يا صاح
فطـــوبى لفتـــى راح

وبـآداب محمــد يأتــم

وصدق اللـه عز وجل إذ يقول:

كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ  إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ [القيامة:26-30].

كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ إذا بلغت الروح الترقوة وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ من يرقيه؟!! من يرقى بروحه؟!! ملائكة الرحمة؟ أم ملائكة العذاب؟.

من يبذل له الرقية؟  من يبذل له الطب والعلاج؟! فهو من هو؟!!

صاحب الجاه والسلطان! صاحب الأموال والأطيان! انتقل فى طيارة خاصة إلى أكبر مستشفى فى العالم، التف حوله أكبر الأطباء، هذا متخصص فى جراحة القلب والبطن وهذا متخصص فى جراحة المخ والأعصاب، وهذا متخصص فى كذا، وذاك متخصص فى كذا!!.

التف حوله الأطباء يريدون شيئاً وملك الملوك أراد شيئاً آخر.

قال تعالى: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف:34].

أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ [النساء:78].

والتف حوله الأطباء مرة أخرى ،كل يبذل له العلاج والرقية!!

ولكن حاروا وداروا!!

اصفر وجهه، شحب لونه، بردت أطرافه، تجعد جلده، بدأ يشعر بزمهرير قارس يزحف إلى أنامل يديه وقدميه!!

فينظر فى لحظة السكرة والكربة فيرى الغرفة التى هو فيها مرة فضاءً موحشاً ومرة أخرى أضيق من سم الخياط.

وينظر مرة فيجد أهله يبتعدون عنه وأخرى يقتربون منه، اختلطت عليه الأمور والأوراق!!

من هذا..؟!!  ملك الموت!! ملك الموت عند رأسه، ومن هؤلاء الذين يتنزلون من السماء؟!!

إنه يراهم بعينه، إنهم الملائكة!! يا ترى ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟!!

يا ترى ماذا سيقول ملك الموت؟!!!

هل سيقول لى الآن: يا أيتها الروح الطيبة اخرجى إلى مغفرة من اللـه ورضوان ورب راض غير غضبان؟!!

أم يقول يا أيتها الروح الخبيثة اخرجى إلى سخط اللـه وعذابه؟

ينظر لحظة الصحوة بين السكرات والكربات، فإذا هو يعى من حوله من أهله وأحبابه فينظر إليهم نظرة استعطاف !! نظرة رجاء !!

فيقول بلسان الحال وربما بلسان المقال: يا أولادى.. يا أحبابى.. يا أخوانى لا تتركونى وحدى، ولا تفردونى فى لحدى !!

أنا أبوكم، أنا الذى بنيت لكم القصور  !! أنا الذى عَمَّرت لكم الدور! أنا الــذى نمَّيت لكـم التجارة !! فمن منكم يزيد فى عمرى ساعة أو ساعتين؟

افدونى بأموالى.. افدونى بأعماركم !!

وهنا يعلو صوت الحق كما قال جل وعلا :

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ [الحاقة:28-29].

وقد سجل التاريخ لهارون الرشيد عندما نام على فراش الموت فنظر إلى جاهه وماله وقال: ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه !!

ثم قال: أريد أن أرى قبرى الذى سأدفن فيه !!

فحملوه إلى قبره، فنظر هارون إلى القبر وبكى ونظر إلى السماء وقال: يا من لا يزول ملكه. .. ارحم من قد زال ملكه.

أين الجاه ؟! أين السلطان ؟! أين المال ؟! أين الأراضى والأطيان ؟! ذهب كل شئ !!

سبحانه. .. سبحانه. .. سبحانه.

سبحان ذى العزة والجبروت، سبحان ذى الملك والملكوت، سبحان من كتب الفناء على جميع خلقه، وهو الحى الذى لا يموت.

سبحانك يا من ذللت بالموت رقاب الجبابرة.

سبحانك يا من أنهيت بالموت آمال القياصرة.

كَلا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ : من يرقى بروحه ؟!! أو من يبذل له الرقية والعلاج ؟!!

وقال سبحانه وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ .

إنه يوم المرجع.. إنه يوم العودة. .. انتهى الأجل. .. انتهت الدنيا وحتماً ستعرض على مولاك.

سأل سليمان بن عبد الملك عالمـاً من علماء السلف يقال له أبو حازم، قال سليمان: يا أبا حازم، ما لنا نكره الموت ؟!

قال أبو حازم: لأنكم عمرتم دنياكم وخربتم أخراكم فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران إلى الخراب !!

أحبتى فى اللـه:

فى زيارة إلى أمريكا نبهنى أحد القائمين على الدعوة هناك برجل مَنَّ اللـه عليه بالأموال، وهو مسلم عربى ومع ذلك لا يصلى، ولا يعرف حق الكبيـر المتعـال ذهبـت إليه لأذكره باللـه فقال لى بلسان المقال: أنا أتيت إلى هذه البلاد من أجل الدولار وأعدك إن عدت إلى بلدى لا أفارق المسجد قط.

قلت: سبحان اللـه.. ومنْ يضمن لك يا مسكين أنك سترجع إلى بلدك ؟!!، أو أن يمر عليك يوم بكامله ؟!!!

واللـه لا تضمن أن تتنفس بعد هذه اللحظات.

واذكر ذنوبـك وابكهــا يا مذنب

 

دع عنك ما قد فات فى زمن الصبا

بل أثبتــاه وأنـــت لاه تلعب

 

لــم ينسه الملكان حيـن نسيتـه

ستردهــا بالرغـم منك وتسلب

 

والروح  منك وديعـــة أودعتها

دار حقيقتها متـاع  يذهــــب

 

وغـرور دنياك التى تسعـى لهـا

أنفاسنا فيهما تعــــد وتحسـب

 

الليـل فاعلم و النهـــار كلاهما

دنياك مهما طالت فهى قصيرة.. ومهما عظمت فهى حقيرة.. لأن الليل  مهما طال لابد من طلوع الفجر.. ولأن العمر مهما طال لابد من دخول القبر.

ثم سأل سليمان بن عبد الملك، وقال: يا أبا حازم كيف حالنا عند اللـه تعالى ؟!!

قال: اعرض نفسك على كتاب اللـه.

قال سليمان: أين أجده ؟!!

قال: فى قوله تعالى: إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ [الانفطار:13-14].

قال سليمان بن عبد الملك: فأين رحمة اللـه يا أبا حازم ؟!!

قال أبو حازم إِنَّ رَحمَتَ اللَّـهِ  قَرِيبٌ مِّنَ المحُسِنِينَ [الأعراف:56].

فقال سليمان بن عبد الملك: فكيف عَرضُنَا على اللـه غداً؟

قال: أما المحسن فكالعبد الغائب من سفر يقدمُ على أهله، فيستقبله الأهل بفرح، والمسىء كالعبد الآبق يقدِمُ على مولاه.

وفى الصحيحين من حديث عائشة رضى اللـه عنهـا أن النبى قال: ((من أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه، ومن كره لقاء اللـه كره اللـه لقاءه)).

قالت عائشة: يا رسـول اللـه أكراهية الموت؟ كلنا يكره الموت.

قال: ((لا يا عائشة، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة اللـه ورضوانه وجنته أحب لقاء اللـه وأحب اللـه لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بسخط اللـه وعذابه كره لقاء اللـه وكره اللـه لقاءه))([8]).

وفى صحيح البخارى من حديث أبى سعيد الخدرى رضى اللـه عنه أن رسول اللـه قال: ((إذا وضعت الجنازة وحملها الرجال على الأعناق تكلمت وسمعها كل شئ إلا الثقلين - أو قال: إلا الإنسان - ولو سمع الإنسان لصعق، فإن كانت صالحة قالت: قدمونى قدمــونى !! وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها..!! أين يذهبون بها!!))([9]) اللـهم سلم.. سلم.

أيها اللاهى.. أيها الساهى.. أيها الشاب.. أيها الكبير.. أيها الصغير.. أيها الأمير.. أيها الوزير.. أيها الحقير. .

ذكر نفسك، وقل لها !!

وأظلك الخطب الجليــــــلُ

 

يا نفس قـــد أزف الرحيــل 

يلعب بك الأمـــــل الطويـلُ

 

فتأهبــــى يا نفـــــس لا

ينسى الخليـلَ بـه الخليــــلُ

 

فلتنـــزلــن بمنـــــزل

من الثَّرَى حمل ثقيـــــــلُ

 

وليركبن عليـك فيـــــــه

فلا يبقى العزيــــز ولا الذليلُ

 

قرن الفنــاء بنـا جميعــــا

وأقول قولى هذا واستغفر اللـه لى ولكم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا اللـه وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمداً نبيه ورسوله، اللـهم صلى وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأحبابه وأتباعه وعلى كل من اهتدى بهديه واستن بسنته واقتفى أثره إلى يوم الدين.

أما بعد. .. فيا أيها الأحبة الكرام. ..

هكذا تبدأ رحلتنا فى رحاب الدار الآخرة بالموت بعدما بَيَّنا بإيجاز حقيقة الدنيا وتنتهى هذه المرحلة الأولى بالوصول إلى القبر، وها أنا سأقف معكم إن شاء اللـه تعالى لاحقا أمام القبر، وحقيقة القبر، وما معنى البرزخ؟ وما معنى النعيم؟ وما معنى الجحيم؟ ولماذا لم يذكر اللـه عذاب القبر صراحة فى القرآن؟ وهل ثبتت أحاديث صحيحة عن النبى ؟وما هى حقيقة القبر؟ وما هى حقيقة البعث؟ لنواصل هذه الرحلة التى هى من الأهمية بمكان.

ها أنا ذا أذكر نفسى أولاً ثم إخوانى وأحبابى فى هذه اللحظة بالتوبة والإنابة إلى رب الأرض والسموات وأقول:

يا من أسرفت على نفسك بالمعاصى !!

يا من تركت الصلاة فى بيوت اللـه !!

يا من تركتِ الحجاب الشرعى وضيعتِ الصلاة !!

يا من شغلك هُبَل العصرى (التلفاز) والشيطان عن اللـه عز وجل !!

يا من أعرضت عن مجالس العلم وأماكن الخير والطاعة والعبادة !!

يا من قضيت عمرك على المقاهى وتركت طاعات اللـه.

تُبْ من الآن إلى اللـه وسيقبل اللـه توبتك إن كانت خالصة لوجهه قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [ الزمر: 53 ].

أقول لك أخى الحبيب:

تُـبْ إلى اللـه ولا تيأس مهما بلغت ذنوبك، مهما كثرت معاصيك اطرق باب الرحمن، فلن يغلق اللـه فى وجهك قط ما دمت تستغفر وتتوب إليه إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [ النساء: 48 ].

فعاهد نفسك من الآن على التوبة أينما كنت ألم يقل اللـه عز وجل؟!!

يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [التحريم:8].

يقول: ((قال اللـه تعالى فى الحديث القدسى: يا ابن آدم إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى، يا ابن آدم لو أتيتنى بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتنى لا تشرك بى شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة))([10]).

أيها الحبيب...

اجتهد فى الدنيا وَعَمِّر الكون واربح ما استعطت من أموال ولكن بشرطين أن تربح من حلال، وتؤدى حق الكبير المتعال.

اجتهد فى الدنيا وازرع للآخرة، فأنا لا أريد أن أقنِّتك من هذه الحياة قط وإنما أريد أن أذكر نفسى وإياك بأن الدنيا مزرعة للآخرة، فلا ينبغى أن ننشغل بالدار الفانية على الباقية، فغداً سترحل عن هذه الحياة ولن ينفعك إلا ما قدمت.

((يتبع الميت ثلاث: ماله، وأهله، وعمله فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله))([11]).

وينادى عليك فى القبر بلسان الحال:

و فـى التـــراب وضعــوك

 

رجعـــــوا وتركــــوك

ولـو ظلوا معــك ما نفعــوك

 

وللحســـاب عرضــــوك 

ولم يبقى لك إلا عملك مع رحمة الحى الذى لا يموت.

 



([1]) رواه الترمذى رقم (2321) فى الزهد ، باب ما جاء فى هوان الدنيا على اللـه عز وجل ، وابن ماجة رقـم (2410) فى الزهـد ، بـاب مثـل الدنيا ، وهـــو فى صحيح الجامع رقـم (5292) .

([2]) رواه البخارى رقم (2320) ، فى الحرث والمزارعة ، باب فضل الزرع والغرس إذا أكل منه ، ومسلم رقم (1553) فى المساقاة ، باب فضل الغرس والزرع ، والترمذى رقم (1382) فى الأحكام ، باب ما جاء فى فضل الغرس .

([3]) رواه الترمذى رقم (2308) ، فى الزهد ، باب ما جاء فى ذكر الموت ، والنسائى (4/4) ، فى الجنائز ، باب كثرة ذكر الموت ، وهو فى صحيح الجامع رقم (1210) .

([4]) رواه البخارى رقم (4449) ، فى المغازى ، باب مرض النبى صلى اللـه عليه وسلم ، ومسلم رقم (418) فى الصلاة ، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر،  والترمذى رقم (978،979) ، فى الجنائز ، باب ما جاء فى التشديد عند الموت ، والنسائى (4/6،7) ، فى الجنائز ، باب شدة الموت .

([5]) مجموع الفتاوى لابن تيمية (4/255) .

([6]) رواه البخارى رقم (1377) ، فى الجنائز ، باب التعوذ من عذاب القبر، ومسلم رقم (588) ، فى المساجد ، باب ما يستعاذ منه فى الصلاة ، والترمذى رقم (3599) ، فى الدعوات ، باب الاستعاذة من جهنم، والنسائى (8/275،276) ، فى الاستعاذة ، باب الاستعاذة من عذاب جهنم .

([7]) رواه البخارى رقم (1369،4699) ، فى الجنائز ، باب ما جاء فى عذاب القبر ، ومسلم رقم (2870) ، فى الجنة ، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه ، وأبو داود رقم (3231) ، فى الجنائز ، باب المشى فى النعل بين القبور ، والنسائى (4/97) ، فى الجنائز ، باب مسألة الكافر .

([8]) رواه البخارى رقم (6507) ، فى الرقاق ، باب من أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه ، ومسلم رقم (2683) ، فى الذكر والدعاء ، باب من أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه ، والترمذى رقم (1066) ، فى الجنائز ، باب ما جاء فيمن أحب لقاء اللـه أحب اللـه لقاءه ، والنسائى (4/10) ، فى الجنائز ، باب فيمن أحب لقاء اللـه .

([9]) رواه البخارى رقم (1314) ، فى الجنائز ، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء ، والنسائى (4/41) ، فى الجنائز ، باب السرعة بالجنازة .

([10]) رواه الترمذى رقم (3534) ، فى الدعوات ، وحسنه الألبانى فى الصحيحة رقم (127) ، وهو فى صحيح الجامع رقم (4338) .

([11]) رواه البخارى رقم (6514) ، فى الرقاق ، باب سكرات الموت ، ومسلم رقم (2960) ، فى الزهد فى فاتحته ، والترمذى رقم (2380) ، فى الزهد .

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً