الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد: قال الحافظ الكبير أبو زرعة رحمه الله تعالى: "إذا رأيت الرجلَ ينتقصُ أحدًا من أصحاب رسول الله فاعلم بأنه زنديق؛ وذلك أن الرسول حق، والقرآن حق، وما جاء به الرسول عن الله حق، والذي نقل إلينا كلَّ ذلك همُ الصحابة، فهؤلاءِ يريدون أن يهدموا الصحابة، ليبطلوا القرآن والسنة".
هذه هي العلة من حافظٍ كبيرٍ كأبي زُرعة، هؤلاء يريدون أن يهدموا الصحابة ليبطلوا القرآن والسنة، ولكن هيهات هيهات هيهات. فمنذ أن بزغ الإسلام وهو يُحارب، أين من حاربوه؟! إلى مزابل التاريخ، إلى جهنمَ وبئس المصير ممن مات منهم على الكفر والعناد، والإسلامُ شامخ، وسيظل الإسلام شامخا، فنحن لا نخاف على الإسلام من أمثال هؤلاء السفلة المنحطين الأنجاس.
فأنا أذكر المسلمين جميعا بالتمسك بكتاب الله وبسنة رسول الله ، وبالجلوس بين أيدي علماء أهل السنة الربانيين المتحققين بالعلم الشرعي، وأحذرُ المسلمين أن يأخذوا شيئا من الدين من هذه الصحف أو الجرائد أو المجلات، أو أن يأخذوا من بعض المشبوهين من بعض الفضائيات، ممن لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة، وأن يراجعوا الربانيين من علماء أهل السنة، وأن لا يتكلم مسلمٌ كلمة وأن لا يخطو مسلم على طريق الإسلام خطوة إلا بعد أن يراجع العلماء، وبعد أن يسأل أهلَ الفضل والعلم.
وفي الختام أقول ما قاله القائل:
نَشْكُــو إِلَـــــى اللّهِ الْقَـــــوِيِّ الْقَـــــاهِـــــرِ مِمَّـــــا جَـــــنَـــــتْــــهُ يَدَا الخَبِيثِ الخَاسِرِ
أَرْخَـــــى الْلِسَانَ بِســـــبِّ عِرْضِ نَبِيِّنَا وَالنَّيْلِ مِنْ عِرْضِ الْمَصُونِ الطَّاهِرِ
جَـــــابَ الْبِـــــلَادَ مُجَاهِـــــرًا فِي كُـــــفْـــــرِهِ لَا يَنْثَنِي يَـــــا وَيْـــــلَـــــهُ مِــنْ كَـــــافِـــــرِ
يُحْيِـــــي الْمَـوَالِـــــدَ لِلسِّبَـــــابِ مُكَذِّبًـــــا وَمُعَـــــارِضًـــــا قَـــــوْلَ الْإِلَـــهِ الْقَــــادِرِ
جدْ يَا عَظِيمُ بِنَزْعِ أَصْـــــلِ لِسَـــــانِهِ وَاجْعَلْـــــهُ مُعْتَبَـــــرًا لِكُـــــلِّ مُنَـــاظِـــــرِ
وَاللّهِ لَــــــــــوْ أَبْـــــصَـــــرْتُهُ لَـــــقَـــــتَـــــلْـــــتُـــــهُ لَوْ أَنْ تَحَامَـــــى بِالْحُمَـــــاةِ عَسَـــاكِرِ
حَتَّى لَـــــوِ اتَّخَـــــذَ الْـــكَـــــوَافِـــــرَ مَلْجـــــأ أَوْ قَدْ تَلَقَّـــــى نُصْرَةً مِنْ كَـــــافِــــرِ
هَـــــذَا الْمُـــــنَـــــافِقُ حَقُّـــــهُ وَنَصِــــيـــــبُـــــهُ مِنْ دُرَّةِ الْفَـــــارُوقِ وَيْـــــلَ الْعَـــاثِــــرِ
أَوْ حَدُّ سَيْفٍ يَقْطَــعُ الرَّأْسَ الَّـــــذِي فِيـــــهِ اعْتِقَـــــادُ مُضَلِّلِينَ كَـــــوَافِـــــرِ
لَا تَحْسَــبُـــــوا فِعْـــــلَ الْخَبِيـــــثِ تَفَـــــرُّدًا وَتَصَرُّفًا مِنْ شَخْصِ عِلْجٍ فَاجِــــرِ
بَلْ دِينُهُـــــمْ سَبُّ الصَّحَـــــابِةِ كُلِّهِــمْ أَوْ جُلِّهِمْ قُـــــلْ كَـــــابِرًا عَــنْ كَابِرِ
وَالطَّعْـــــنُ فِي قَـــوْلِ الْإِلَـــــهِ وَزَعْمُهُـــــمْ قَـــــدْ نَـــــابَهُ تَحْرِيـــــفُ كُلِّ مُتَاجِــــرِ
يَـــتَـــــسَـــــتّـــــَرُونَ بِحُـــــبِّ آلِ نِـــــبِـــــيِّـــــنَـــــا وَالْآلُ قَدْ نَصَبُوا الْعِـــــدَاءَ لِغَادِرِ
فَـــــالْآلُ وَالْأَصْــــحَـــــابُ رُوحٌ وَاحِـــــدٌ لَا يَرْتَضُـــــونَ مَهَــــانَةً مِنْ غَامِـــــرِ
دِينُ الرَّوَافِضِ قَــائِمٌ فِي الطَّعْنِ فِـــــي أَزْوَاجِ خَيْرِ الْعَالَمِــــيـــــنَ الْحَاشِـــــرِ
يَتَـــعَـــــبَّـــــدُونَ بِنَيْـــــلِـــــهِـــــمْ مِـــــنْ أُمِّنَـــــا فِي عِرْضِهَـــــا بُعْـــــدًا لِكُلِ مُهَــاتِرِ
فَالطَّعْنُ فِي عِرْضِ الْعَفِيـــفَـــــةِ مُخْـــــرِجٌ مِنْ مِلَّةِ الْإِسْـــــلَامِ دُونَ تَشَـــــاوُرِ
أُمَّـــــاهُ عُـــــذْرًا فَالْكَـــــلَامُ سِـــــلَاحُــــنَـــــا لَمْ يَشْفِ غِلًّا مِنْ ذَلِيـلٍ صَـــــاغِرِ
زَوْجُ النَّـــــبِـــــيِّ مُحَـــــمَّـــــدٍ مَـــــنْ ذَا لَـهَـــا لِيَــــذُبَّ عَنْهَا مَيْنَ خِبٍّ خَـــــاسِرِ
فَالْقَلْـــــبُ يَشْكُـــــو حُـــــرْقَـــــةً وَمَـــــرَارَةً وَالْعَيْنُ تُدْمِهَـــــا هُمُومُ ضَمَــــائِــرِي
يَا مُسْلِمُــــونَ تَجَـــــرَّدُوا لِلـــــذَّبِّ عَـــــنْ عِرْضِ الْمَصُونَةِ وَالْعَفَافِ الْوَافِرِ
أَيْنَ الْمُلُوكُ وَأَيْنَ سَــــــادَاتُ الْـــــوَرَى مِـــــنْ كُلِّ حُرٍّ قَـــــائِـــــمٍ أَوْ ثَـــــائِـــــرِ
لِيُنَافِحُــــوا عَـــــنْ عِـــــرْضِ زَوْجِ نَبِيِّنَـــــا هَذَا النَّبِيُّ! فَمَا لَهُمْ مِـــــنْ عَـــــاذِرِ
وَيُـــــزَلْزِلُــوا هَـــــذَا الْخَبِـــــيـــــثَ وَحـــــبَـــــهُ حِزْبُ الرَّوَافِضِ مَا لَهُ مِنْ نَاصِــرِ
هِيَ أُمُّنَا عِرْضِـــي الْفِـــــدَاءُ لِعِرْضِـــــهَا مَعْ عِرْضِ أُمِّي وَابْنَتِي وَأَوَاصِرِي
وَكَـــــذَاكَ مِـــــنْ أَرْوَاحِـــــنَـــــا وَدِمَـــــائِنَـــــا وَعُيُونِنَا وَدَمِ الْفُــــــــــؤَادِ الْعَــــــــــاطِرِ
هِـــــيَ عِنْـــــدَنَا أَغْــــلَـــــى الْغَوَالِي إِنَّهَـــــا زَوْجُ النَّبِيِّ وِذِي الْمَقَـــــامِ الْعَـــامِرِ
هَـــــذِي الْمَصُـــــونُ حَبِيبَـــــةٌ لِنَبِــــيّـــــِنَـــــا هِيَ زَوْجُــــهُ فِي عَاجِـــــلٍ وَالْآخِـــــرِ
هِـــــيَ بِكْرُهُ لَمْ تَـــــلْـــــقَ زَوْجًـــــا قَبْـــــلَـــــهُ هِيَ حِبُّـــــهُ رُوحِـــــي فِــدَاءُ الطَّاهِرِ
وَهِيَ ابْنَةُ الصِّدِيقِ صَـــاحِبِ أَحْمَـــــدٍ وَبِهِ تُفَاخِرُ فَوْقَ كُـــــلِّ مُفَـــــاخِرِ
وَهِـــــيَ التَّي نَـــــزَلَ الْـقُـــــرَانُ بِطُهْرِهَـــــا فِي عَشْرِ آيٍ مِنْ كَـلَامِ الْغَـــــافِرِ
وَهِـــــيَ التَّي مَـــــاتَ النَّبِيُّ بِحَـــــجْــرِهَـــــا مَا بَيْنَ سَحْرِكِ أُمّـــــَنَـــــا وَالنَّـــاحِرِ
هَـــــذِي الْقَصِيدَةُ صُغْتُهَا بِجَـوَارِحِـــــي وَسَطَرْتُهَا مِنْ دَمْــــعِ عَيْنٍ مَـــــاطِرِ
أُمَّـــــاهُ عُـــــذْرًا لَــسْـــــتُ أَقْـــــدِرُ غَيْـــــرَهُ فَالْعُذُرُ مِنْكِ وَأَنْتِ خَيْرُ الْعَاذِرِ
وَخِـــتَـــــامُـــــهَـــــا أَرْجُـــــو الْإِلَـــــهَ بِعَفْـــــوِهِ أَن لَّا يُؤَاخِذَنَـــــا بِفِعْـــــلِ الْحَـــــائِرِ
ثُمَّ الصَّلَاةُ مَعَ السَّلَامِ عَلَـــى النَّبِـــــيْ وَالَآلِ وَالصَّحْـبِ الْكِرَامِ وَسَائِرِ
فِي نَـــــهْـــــجِـــــهِـــــمْ حـــــتَىَّ يُــلَاقِي رَبَّـــــهُ مِنْ كُلِّ عَبْدٍ غَـــــائِبٍ أَوْ حَاضِرِ
فنسأل الله سبحانه أن يشل لسان كل من تطاول على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أو على أحد من الصحابة رضي الله عنهم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
|