.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

فضل أم المؤمنين عائشة والذب عنها

6573

أديان وفرق ومذاهب, قضايا في الاعتقاد

الصحابة, فرق منتسبة

ملهم بن محمد بن الحسن

الخرطوم

21/10/1431

مسجد مجمع الشيخ علي بن جبر آل ثاني

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- اصطفاء الله تعالى لصحابة النبي . 2- فضل الصحابة وتزكية الله تعالى لهم. 3- تزكية النبي لصحابته. 4- عقيدة أهل السنة في الصحابة. 5- طعن الرافضة في الصحابة رضي الله عنهم. 6- حكم من سب الصحابة. 7- فضل عائشة رضي الله عنها. 8- لوازم أقوال الرافضة وعقائدهم.

الخطبة الأولى

أما بعد: إخوة الإسلام، اعلموا أن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

أحبتي في الله، إن الله جل وعلا أرسل نبيه واختاره من بين جميع الخلائق ليحمل أعظم رسالة على هذا الكون، ثم اختار الله عز وجل لنبيه أفضل الناس لصحبته ، يقول جل وعلا في وصف أصحاب رسوله : مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا إلى أن قال الله جل وعلا: وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: ٢٩].

إن الله جل وعلا زكى صحابة رسول الله من فوق سبع سماوات، وهذه عقيدة المسلمين أنهم يوالون أصحاب رسول الله ، ويتبرؤون ممن تبرأ من أصحاب رسولنا ، فإن الله جل وعلا زكاهم من فوق سبع سماوات فرضي الله عنهم ووعدهم بالجنة، قال جل وعلا: وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: ١٠٠].

انظروا -أيها الأحبة- أن الله عز وجل رضي عن أصحاب رسول الله ، وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ أولئك هم أصحاب رسولنا ، هم يمشون على الأرض وقلوبهم معلقة بالسماء، يمشون على الأرض بين الناس وقلوبهم معلقة بجنة عرضها السماوات والأرض، بذلوا الغالي والرخيص قربة لله سبحانه وتعالى، فرضي الله جل وعلا عنهم من فوق سبع سماوات، ثم الله سبحانه وتعالى وصفهم بالإيمان الحق حين قال سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أولئك هم المهاجرون، ثم قال: وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أولئك هم الأنصار، قال: أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال: ٧٤]، فالله عز وجل وصفهم بالإيمان الحق، فمن أراد أن يكون مؤمنًا في هذه الدنيا فليتصف بصفات أصحاب رسول الله ، ومن أراد أن يدخل الجنة فعليه بسنة النبي ، وعليه بهدي صحابة رسول الله .

وصفهم الله عز وجل بالإيمان الحق، ها هو صهيب أراد الهجرة من مكة إلى المدينة، فوقف كفار قريش في وجهه وقالوا: لقد أتيتنا صعلوكًا وجمعت مالك عندنا هنا، أتخرج بمالك؟ فقال : إن تركت لكم مالي دعوتموني وشأني؟ قالوا: نعم، فترك جميع ماله، فأنزل الله عز وجل: وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ [البقرة: ٢٠٧]، لماذا ترك كل شيء يملكه؟ حتى يصاحب رسول الله ، فلما أتى على مشارف المدينة أتى جبريل فأعلم رسولنا بما فعله صهيب، فقال : ((ربح البيع أبا يحيى، ربح البيع أبا يحيى)).

ووصفهم الله عز وجل بالصدق والفلاح، فقال عز وجل: لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ [الحشر: ٨]، وصفهم الله، لم يصفهم أحد من البشر بهذا، وإنما وصفهم الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سماوات بالصدق، وقال في الأنصار: وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ إلى أن قال: فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [الحشر: ٩]، وصف الله عز وجل أهل الهجرة بالصدق، ووصف الله عز وجل أهل النصرة بالفلاح. ثم قال الله جل وعلا: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [الحشر: ١٠]، هكذا يقول أهل الإيمان لصحابة رسول الله ، نحن نقول: ربنا اغفر لنا ولإخواننا من صحابة رسول الله الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلًا لهؤلاء. هكذا يقول أهل الإيمان.

وانظر إلى تزكية النبي لهم، يزكيهم فيقول في مدحهم: ((خير الناس قرني)) كما روى الإمام مسلم والبخاري من حديث عبد الله بن مسعود، أي: أفضل الناس على الإطلاق من؟ صحابة رسول الله . ويقول كما في البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري: ((لا تسبوا أصحابي))، نهي من النبي ، ((لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبا ما بلغ مُدَّ أَحدِهم ولا نصيفه))، نهيٌ عن ذلك، بل النبي بين أن آية الإيمان حب الأنصار وأن آية النفاق بغض الأنصار، وقال من حديث أنس: ((آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار))، وقال في رواية: ((الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله))، من أبغض صحابة رسول الله أبغضه الله، ومن أحبهم أحبه الله جل وعلا. وانظر إلى الحديث الذي رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في السلسلة من حديث جابر يقول : ((لن يدخل النار رجل شهد بدر والحديبية))؛ تزكية من النبي لمن شهد بدرا والحديبية أنه لن يدخل النار، ثم يأتي رسولنا فيزكي جميع الصحابة في حجة الوداع وأمامه مئة وأربعة وعشرون ألفًا من صحابته فيقول : ((ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب))، كلهم عدول.

إن عقيدة أهل السنة في صحابة رسول الله أنهم جميعهم عدول، ثم تأتي فئة ضالة، فئة مارقة عن دين الله جل وعلا؛ ألا وهم الرافضة عليهم لعائن الله جل وعلا المتتابعة، فيسبوا صحابة رسول الله . وأنا أنقل إليكم -أيها الأحبة- لتعلموا العقيدة الباطلة لهؤلاء الرافضة.

يقول علامتهم محمد الرضي في كتابه (كذبوا عن الشيعة): "أما براءتنا من الشيخين -ويقصدون أبا بكر وعمر- فذاك من ضرورة ديننا الشرعية على صدق محبتنا لإمامنا وموالاتنا لقادتنا عليهم السلام، إن الولاية لعلي لا تتم إلا بالبراءة من الشيخين". يتبرؤون مِمَن؟! من صاحب رسول الله ، يتبرؤون من فاروق هذه الأمة.

وقال في موضع آخر: "إن تظاهر الخلفاء بالإسلام -ومن هم الخلفاء؟ أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وأرضاهم- إنما كان خدعة للإسلام وكيدا له". يقولون: إن أبا بكر وعمر وعثمان الذين أنفقوا أموالهم وأنفسهم لهذا الدين، يقولون: إنما كان إسلامهم خدعة للإسلام وكيدًا له! "فإن صلاتهم وصيامهم كانت كلها نفاقا ودجلا وتضليلا للمسلمين" هذه عقيدتهم أيها الإخوة.

وجاء كذلك في كتاب سليم بن قيس الهلالي، يدعون أنه أحد التابعين، وأنه عاصر عليا وعاصر الصحابة، ونقل عنهم وله كتاب يسمونه (أبجد الشيعة) أي: أنه مرجع، وذكر ذلك علماؤهم فقالوا: من لم يملك هذا الكتاب فليس من شيعتنا. يقول: "إن الناس ارتدوا بعد رسول الله غير أربعة"، من الذي ارتد؟! ارتد صحابة رسول الله ! ارتد أزواج الرسول بعد أن زكاهم الله عز وجل وقال: وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ [التوبة: ١٠٠]! أهذا يعقل؟!

وقال في موضع آخر: "إن في قعر جهنم -وانتبه أيها الأخ على هذه العقيدة الباطلة، وهنالك أناس يدعون إلى التقارب بين الشيعة والسنة. والله الذي لا إله إلا هو ليس بيننا تقارب، يقول:- إن في قعر جهنم تابوتًا عليه صخرة، فإذا أراد الله أن يسعر جهنم كشف تلك الصخرة على ذلك الجب، فاستعرت جهنم من وهج ذلك الجب وحره" أي: أن هنالك تابوتا في قعر جهنم تسعر به جهنم، أتدرون من في هذا التابوت؟ يقول: "وفي ذلك التابوت أبو بكر وعمر وإبليس". لا إله إلا الله! يجعل أبا بكر وعمر في مرتبة إبليس! والله إنه هو إبليس، وكل رافضي إبليس، أن يقولوا ذلك عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهم وأرضاهم. من هو أبو بكر؟ ذكره الله عز وجل في القرآن: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ من هو صاحب رسول الله في الغار؟ أليس هو أبا بكر؟! والله لا يؤمن أحد منا حتى يؤمن بهذه الآية: إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا [التوبة: ٤٠]، وجاء في سورة الزمر: وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ [الزمر: ٣٣] قال العلماء: الذي جاء بالصدق في أحد أقوالهم هو نبينا ، والذي صدق به روى ابن الجوزي في زاد المسير أن ذلك هو أبو بكر ، رواه عمَّن؟ رواه عن علي بن أبي طالب. هم يدعون التشيع إليه! وعلي يقف على منبر الكوفة ويبين أن أفضل هذه الأمة من؟ أبو بكر وعمر. من الذي ذكره الله عز وجل في سورة الليل: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى [الليل: ١٧]؟ بإجماع المفسرين الأتقى هذا هو أبو بكر .ثم بعد ذلك يقولون في عقيدتهم: إن النار تسعر بتابوت فيه أبو بكر!

أين مكانة أبي بكر من رسولنا ؟! يقول كما في البخاري ومسلم: ((لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر، ولكن صاحبكم خليل الرحمن))، أو قال: ((ولكن أخي وصاحبي)). هذا هو أبو بكر . أحب الناس إلى قلب رسولنا ، عندما سأل عمرو بن العاص رسولنا كما في البخاري وغيره: من أحب الناس إليك يا رسول الله؟ قال: ((عائشة))، قال: من الرجال؟ قال: ((أبوها)). أبو بكر أحب الناس إلى قلب رسولنا .

فما حكم من سب صحابة رسول الله ؟ يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى في الصارم السلول: "من سب الصحابة فيجب أن يكون منافقًا لا يؤمن بالله واليوم الآخر". هذا الذي يسب الصحابة، ومن تعدى ذلك أي: وصفهم كما قال بالكفر أو بالفسوق أو غير ذلك، قال: "فهذا لا ريب في كفره"، فالرافضي الذي يكفر صحابة رسول الله حكم عليه علماء المسلمين بالمروق عن الملة، وقال أبو زرعة الرازي: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق"، الزنديق هو الذي يضمر الكفر ويظهر الإسلام.

وقال ابن كثير، وانتبهوا -أيها الأحبة- إلى هذا القول الذي قاله الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية، قول عظيم، قال: "من ظن أن الصحابة خالفوا وصية رسول الله ونسبهم إلى الفجور والتواطؤ على معاندة رسول الله -وهذا ما يقوله الرافضة أنهم بدلوا كتاب الله جل وعلا، فلهم قرآن يعدل قرآننا ثلاث مرات أخذه هذا الإمام المزعوم الذي دخل في السرداب في سامراء! يقولون: أخذ هذا القرآن وهم ينتظرونه حتى يخرج هذا القرآن، وهذا باطل وزور بل تكذيب لكتاب الله حين قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر: ٩]، هل يعبد الناس هؤلاء منذ أن مات رسولنا على دين باطل؟! أهذا إيمان بالله؟! يقول ابن كثير:- من ظن أن الصحابة خالفوا وصية رسول الله ونسبهم إلى الفجور والتواطؤ على معاندة رسول الله فقد خلع ربقة الإسلام وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المُدام". أتدرون ما المُدام؟ هو الخمر، أي: أن إراقة دم الذي يسب صحابة رسول الله عند علمائنا أهون من إراقة الخمر كما فعل الصحابة عندما جاء المنادي ينادي (ألا وإن الخمر قد حرمت) أراق صحابة رسول الله الخمر حتى امتلأت به سكك المدينة، فهذا الدم أهون في الإراقة من إراقة المُدام.

وسئل الإمام محمد بن يوسف الفريابي عمن شتم أبا بكر فقال رحمه الله تعالى: كافر. هذا الحكم الشرعي ذكره هذا الإمام العلم، قيل: أفيصلى عليه؟ قال: لا، قيل: كيف يصنع به؟ قال: لا تمسوه بأيديكم وادفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته.

وروى ابن حزم رحمه الله تعالى بسنده عن أبي مالك بن أنس عندما سئل عن شتم أبي بكر وعمر قال: يجلد.

ثم أيها الأحبة، كلنا وقف على من يدعي نفسه بياسر الحبيب بل هو عاسر البغيض، هذا الرافضي الذي احتفل بموت أمنا عائشة رضي الله عنها، واحتفل بها في ليلة السابع والعشرين استهزاءً برمضان واستهزاءً بعقيدة المسلمين في ليلة هي أرجى الليالي ليلة القدر. احتفل بموت أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها لأنه يصفها بما يصفها. عائشة -أيها الأحبة- التي كما ذكرنا أحب الناس إلى قلب رسولنا ، لما أتى رجل عند عمار بن ياسر وجعل يذكر عائشة قال: اغرب! اغرب! أتسب حبيبة رسول الله ؟! هذا رافضي لعنه الله جل وعلا.

هذه عائشة التي تزوجها الرسول بأمر الله جل وعلا كما في البخاري، كما وصف النبي ، يقول لعائشة: ((أريتك في المنام مرتين، إذا رجل يحملك في سرقة من حرير فيقول: هذه امرأتك فأكشفها فإذا هي أنت، فأقول: إن يكن هذا من عند الله يمضه))، فتزوجها بأمر الله جل وعلا. أيزوج الله عز وجل نبيه امرأة خبيثة؟! هي التي مات النبي بين سحرها ونحرها، وكان آخر ما دخل فيه ماذا؟ ريق أمنا عائشة رضي الله عنها، آخر ما فارق به النبي هذه الدنيا ريق عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

إنها التي رباها رسول الله ، مس جسدها جسد النبي الطاهر، إنها التي ما نزل وحي الله عز وجل في لحاف امرأة إلا في لحاف من؟ عائشة رضي الله عنها. هي زوجته في الدنيا والآخرة، من الحديث الذي صححه الألباني وصححه الحاكم من قبل ووافقه الذهبي حين تكلم في عائشة قال: ((ألا ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟)). مع من يتحدث -أيها الأحبة- النبي ؟ يتحدث مع أمنا عائشة، قال: ((ألا ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟)) قالت: رضيت، قال: ((فأنت زوجتي في الدنيا والآخرة)). عائشة زوج النبي في الدنيا وفي الآخرة، فكيف يسبها هذا الفاسق؟! قال القاضي أبو يعلى: "من قذف عائشة مما برأها الله منه كفر بلا خلاف".

أسأل الله عز وجل بمنه وكرمه أن يوفقنا لما يحب ويرضى.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، فيا فوز المستغفرين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على من اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد: فيا إخوة الإسلام، ما ينطق به هذا البغيض إنما هو قليل مما تعتقده هذه الفئة الضالة التي هي سبب فراق هذه الأمة كما حرر ذلك العلماء، قالوا: أصول فرق هذه الأمة أربع طوائف: الخوارج والشيعة والمرجئة والمعتزلة. هؤلاء الشيعة الروافض هم الذين بذروا في هذه الأمة الفتنة، ولذلك هذا البغيض الذي يسب عائشة فهو كافر بإجماع أهل العلم، انظر إلى قول أهل البيت، إنهم يدعون التشيع لأهل البيت لكن أهل البيت برآء منهم، لا يمتون لهم بصلة.

روى اللالكائي في (شرح أصول اعتقاد أهل السنة) عن الحسن بن زيد الحسن بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، جدته من؟ فاطمة بنت رسول الله ، جده من؟ نبينا ، دخل إلى مسجد فجاء رجل يسب عائشة ويقول فيها كلاما قبيحًا، فماذا قال هذا من أهل البيت؟ فقال: يا غلام، قم فاضرب عنقه، فقال العلويون: إنه من شيعتنا! قال: معاذ الله! فإن الله عز وجل يقول: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ [النور: ٢٦]، فمن قال: إن عائشة خبيثة فإن النبي خبيث فهو كافر. إن معنى قولهم بأن عائشة خبيثة أن النبي رضي بالخبث في بيته.

وروي عن محمد بن زيد هو أخو الحسن كما يروي كذلك اللالكائي، قال: قدم على رجل من العراق ذكر عائشة بسوء، فأخذ عمودًا فضربه في دماغه حتى قتله، فقيل له: لماذا قتلته؟ قال: إن هذا يقول: إن جدي قرنان، ومن قال: إن جدي قرنان وجب عليه القتل. وقرنان أي: ديوث، أي: هذا الرجل عندما يصف عائشة -والعياذ بالله- يصف نبينا بالدياثة! ولا حول ولا قوة إلا بالله. فماذا يجمعنا مع هؤلاء الروافض أيها الإخوة؟! ماذا يجمعنا مع هؤلاء الروافض؟!

وأفتى الإمام مالك من الحديث الذي رواه ابن حزم عندما سئل عن رجل قال: "من شتم أبا بكر وعمر جلد، ومن شتم عائشة قتل"؛ لأن الله عز وجل برأها من فوق سبع سماوات.

فأيها الأحبة، هذا الكلام الذي يخرج من هذا البغيض إنما هو قليل من كثير من عقائد هذه الطائفة الضالة، وإنه ليندى الجبين وليحزن القلب عندما تفتح ديار المسلمين من أهل السنة أبوابها لهؤلاء الشيعة، لهؤلاء الروافض، فيبنوا فيها السفارات ويبنوا فيها الملاحق الثقافية، وإذا بنا نطوف في السودان فنجد في كل مدينة أو تكاد تكون كل مدينة فيها ملحقة ثقافية لمن؟ للشيعة؛ يبثون فيها سمومهم، وهم يحتفلون بعاشوراء، وهم يجتمعون في ضواحي الخرطوم حتى يتكلموا عن الشيعة وعن عقيدتهم الباطلة. إنه ليس بيننا وبينهم شيء إلا كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "إن إراقة دمائهم هي والله أهون عندنا من إراقة المُدام".

اللهم عليك بكل من سب رسول الله ، اللهم عليك بكل من سب صحابة رسول الله ، اللهم عليك بكل من تعرض لعرض عائشة أو لعرض أحد من أزواج رسولنا ، اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم أحصهم عددًا واقتلهم بددًا ولا تغادر منهم أحدًا...

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً