أما بعد:
أيها الإخوة: لقد تكلمت في الأسبوع الماضي عن وجوب التمسك بكتاب الله وعدم هجره والآثار المترتبة على ذلك، وأما اليوم فسوف أتحدث عن فضل تعلم كتاب الله وفضل مدارسته وحفظه وما يندرج تحت هذه الفضائل من المهمات المتعلقة بذلك خاصة ونحن لا نزال في شهر القرآن شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فأقول وبالله التوفيق:
مما ينبغي أن يعلم أن الله جل وعلا قد تكفل بحفظ كتابه فقال عز وجل: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون فهو باق محفوظ لا يندثر ولا يتبدل ولا يلتبس بالباطل ولا يمسه التحريف، والدليل على ذلك ما نراه اليوم تحريف جميع الكتب السماوية إلا القرآن ونحن ننظر اليوم من وراء القرون إلى وعيد الله الحق بحفظ هذا الذكر فنرى فيه المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب رغم الظروف والملابسات والفتن والمنازعات التي مرت بها هذه الأمة ولقد كان هذا الوعد بحفظه على عهد رسول الله مجرد وعد وأما هو اليوم من وراء كل تلك الأحداث الضخام ومن وراء كل تلك القرون الطوال فهو المعجزة الشاهدة بربانية هذا الكتاب والتي تدل على صدق وعد الله لنبيه .
ولهذا لما استحرّ القتل في صحابة رسول الله في اليمامة، حث عمر أبا بكر الصديق لكتابة القرآن وجمعه من صدور الرجال فجمعه زيد في مصحف واحد وبقي هذا المصحف عند أبي بكر ولما توفي بقي عند عمر ولما قتل عمر بقي عند حفصة ولما كثر المسلمون واختلطت بهم الأجناس بدأ الناس يختلفون في القرآن فجاء حذيفة بن اليمان إلى عثمان وأمره أن يتدارك أمر هذه الأمة من الاختلاف قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالمصحف لنسخه فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وعددها سبعة مصاحف وبعث إلى كل جهة من بلاد المسلمين بنسخة وبقي لديه مصحف واحد، مع العلم بأن المصحف الذي لدينا الآن هو ذاك الذي كتب في عهد عثمان وهو بترتيبه هذا كما هو في اللوح المحفوظ، وكان هذا الإتفاق من الصحابة وكتابة كتاب الله عز وجل سببا لبقاء القرآن وتحقيقا لوعيد الله سبحانه في حفظه.
أيها المسلمون: تمسكوا بكتاب ربكم وحافظوا على تلاوته فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات ويبلغكم به رفيع الدرجات فقد صح عنه أنه قال: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها)) رواه أبو داود وهو حديث صحيح قال الخطابي: جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة، فيقال للقارئ ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آي القرآن فمن استوفى قراءة جميع القرآن حصل على أقصى درج الجنة، ومن قرأ جزءا كان رقيه في الدرج على قدر ذلك فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة، والمقصود أن الله يوصل العبد إلى منازل النعيم والعز بقدر قراءته لكلامه سبحانه، وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله يقول: ((يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما)) رواه مسلم.
وأما ما ورد في فضل تعلمه ما رواه البخاري عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله : ((خيركم من تعلم القرآن وعلّمه)) وقد عمل راوي هذا الحديث، عن عثمان وهو عبد الرحمن السلمي فقال: هذا الحديث أجلسني مجلسي هذا وكان يعلم الناس كتاب الله من عهد عثمان إلى إمرة الحجاج، وروى مسلم وابن حبان في صحيحيهما من حديث عقبة بن عامر الجهني أن رسول الله قال: ((أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق، فيأتي كل يوم بناقتين كوماوين زهراوين يأخذهما في غير إثم ولا قطيعة رحم))؟ قالوا: كلنا يا رسول الله يحب ذلك، فقال رسول الله: ((فلأن يغدوا أحدكم إلى المسجد، فيتعلم آيتين من كتاب الله خير من ناقتين وثلاث من ثلاث خير وأربع خير من عدادهن من الإبل))، فتعلم كتاب الله خير للمرء من حطام الدنيا الفاني لأن هذا الذي يبقى للإنسان في آخرته وأما ما أتعب فيه نفسه من السعي وراء الكمال المزيف فهذا لا يفيده بل سيندم عليه ولات ساعة مندم ولهذا من تمسك بكتاب الله نجا من الانحراف سواء في السلوك أو في العقيدة أو في العبادة، فقد ورد عن النبي أنه قال لأصحابه يوما: ((أبشروا وأبشروا، أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟)) قالوا: نعم، قال: ((فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدا)) رواه ابن حبان وهو حديث حسن.
وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: دخلنا على يزيد بن إبان فقلنا له: لقد رأيت خيرا، صحبت رسول الله وصليت خلفه؟ فقال: نعم، وإنه خطبنا يوما، فقال: ((إني تارك فيكم كتاب الله هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة )).
نعم أيها الإخوة إن ما نراه اليوم من انحراف الناس عن دين الله والتخبط يمينا وشمالا وراء كل ناعق وما ابتلوا به من فساد التصور وانحراف السلوك والتخبط في العقيدة كان سببه هو البعد عن كتاب الله عز وجل تعلما وعملا به.
ولهذا من جعل القرآن إمامه وعمل به قاده إلى الجنة ومن جعله وراء ظهره بترك العمل به ساقه إلى النار فعن جابر ، عن النبي قال: ((القرآن شافع مشفع وما حل مصدق، من جعله إمامه، قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار))، رواه ابن حبان وهو حديث صحيح، بل إن الله عز وجل يرفع حفظة كتابه في الدنيا قبل الآخرة برفع قدرهم وذكرهم بين الناس ولو كانوا من أقل الناس نسبا وبيتا فعن عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث خرج يستقبل عمر بن الخطاب فلقيه بعسفان فقال له عمر: من استخلفت على أهل مكة، قال: استخلفت عليهم ابن أبزى قال عمر: ومن ابن أبزي؟ قال: مولى من موالينا، قال عمر: فاستخلفت عليهم مولى، فقال: يا أمير المؤمنين رجل قارئ للقرآن، عالم بالفرائض، قاضٍ، فقال عمر: أما إن نبيكم قد قال: ((إن الله يرفع بالقرآن أقواما ويضع آخرين)) رواه مسلم. وهذا والله مشاهد وملموس قد جبل عليه الناس ونشؤوا عليه وهو أن صاحب القرآن مرفوع القدر لديهم وقد قيل:
العلم يرفع بيتا لا عماد له والجهل يهدم بيت العز والشرف
ولهذا كان التنافس في حفظ هذا القرآن من أفضل أنواع القربات وفي ذلك فليتنافس المتنافسون ومن أجل ذلك يغبط الإنسان ويحسد من سبقه إلى حفظ كتاب الله وقد بين ذلك في قوله: ((لا حسد إلا في اثنتين)) وذكر منها ما نحن بصدده ((رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار)) والحسد المقصود في الحديث هو الغبطة وهي: أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل ما لغيره من غير أن يزول عنه، والحرص على هذا يسمى منافسة فإن كان في الطاعة فهو محمود وإن كان في المعصية فهو مذموم.
وقد بين الفرق بين المؤمن الذي يقرأ القرآن ويتعاهده ويكثر من تلاوته وبين المؤمن الذي لا يقرأ القرآن ولا يكثر من قراءته فقال : ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب، وطعمها طيب ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو)) متفق عليه، والأترجة هي الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والرائحة فأفاد أن قارئ القرآن رائحته زكيه، ومنافعه جليلة وقربه رحمة، ومصاحبته طاعة ومودته رضوان وكلامه مثمر فهو كحامل المسك إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه، وهذا والله هو سمت أهل القرآن لا تمل مجالستهم بل تذكر بالله رؤيتهم وهم أهل الله كما ورد بذلك الحديث قال : ((إن لله أهلين من الناس قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته))، فمن منا معشر المسلمين لا يتمنى أن يكون كذلك، بالطبع كلنا لهذا يجب علينا أن نحرص على كثرة قراءة القرآن وتدبره والعمل بما فيه، ولا يقل قائل إن قراءة القرآن تصعب علي وتشق علي، ويجعل هذا سبب في عدم قراءته بل ينبغي أن يجاهد نفسه ويصابر نفسه في قراءة كتاب الله وقد ورد في الحديث المتفق عليه أجر من جاهد نفسه على قراءة القرآن مع مشقته عليه فقال : ((الماهر بالقران من السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران)) وفي رواية: ((والذي يقرؤه، وهو يشتد عليه له أجران)).
وينبغي لمن يقرأ كلام الله أن يحسن صوته به وأن يتغنى به والمراد من ذلك أن تكون قراءته حسب قواعد التجويد لا تخرج عن الإطار لا تمطيط ولا تغني كغناء المطربين ولهذا قال الإمام النووي رحمه الله: أجمع العلماء على استحباب تحسين الصوت بالقرآن ما لم يخرج عن حد القراءة بالتمطيط، فإن خرج حتى زاد حرفا أو أخفاه حرم. ويستحب مع تحسين الصوت تحزينه أي القراءة بحزن لأنه أوقع في النفوس وأنجع في القلوب القاسية، قال : ((إن من أحسن الناس صوتا بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله)) رواه ابن ماجه، وهو حديث صحيح. وهذا الهدي هو هدي نبينا فقد كان يقرأ القرآن ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء أي يجيش جوفه ويغلي بالبكاء بل كان يبكي حتى من استماع القرآن فعن عبد الله بن مسعود قال: قال لي النبي : ((اقرأ علي))، قلت: أقرأ عليك، وعليك أنزل؟ قال: ((إني أحب أن أسمعه من غيري)) قال: فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ، قال: ((حسبك الآن)) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان . قال النووي رحمه الله: البكاء عند قراءة القرآن صفة العارفين وشعائر الصالحين وقال الغزالي: يستحب البكاء مع قراءة القرآن وعندها وطريق تحصيله أن يحضر قلبه الحزن والخوف يتأمل ما فيه من التهديد والوعيد الشديد والوثائق والعهود ثم ينظر في تقصيره، فإن لم يحضره حزن فليبك على فقد ذلك فإنه من أعظم المصائب. وعلى كلٍّ فالبكاء من قراءة القرآن كان من هدي الصحابة رضي الله عنهم أيضا فهذه عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما تقول عن أبيها أبي بكر : (إن أبا بكر رجل أسيف إذا قام إلى الصلاة يبكي) وهذا عمر قرأ في الفجر بسورة يوسف فلما وصل إلى قوله تعالى: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله بكى حتى سمع نشيجه من آخر المسجد وغير ذلك من القصص التي يطول المقام بذكرها.
فمن أكرمه الله بحفظ كتابه أو بعض منه فينبغي له أن يتعاهده ويراجعه دائما فقد ورد في الصحيحين عن أبي موسى ، عن النبي قال: ((تعاهدوا القرآن (أي حافظوا على قراءته، وواظبوا على تلاوته) فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها)) وفي رواية: ((بئسما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل نُسّي، واستذكروا القرآن، فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم)).
فنسيان القرآن من الذنوب ولهذا قال في الحديث: واستذكروا أي راجعوا حفظكم حتى لا تنسوه قال الضحاك بن مزاحم :ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب يحدثه وذلك أن الله تعالى يقول: ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ونسيان القرآن من أعظم المصائب، قال أبو عبيد: وأما الذي هو حريص على حفظه، دائب في تلاوته إلا أن النسيان يغلبه، فليس من ذلك في شيء بدليل ما روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمع رسول الله رجلا يقرأ القرآن بالليل، فقال: ((يرحمه الله فقد أذكرني آية كذا وكذا كنت أنسيتها)).
وأخيرا أيها الإخوة: وبعد الذي سمعنا فهل نبدأ ونقرأ كتاب الله وننعم بما فيه، أم نصرّ ونعاند ونبتعد عن الخير بعد أن عرفنا طريقه والأجر المترتب عليه؟.
إن من الأسباب على عدم تغيير الناس من الانحراف الذي هم فيه عن طريق الحق إلى الطريق المستقيم أن كل واحد منا لا يريد أن يشعر نفسه أنه هو المخاطب بالموعظة أو الخطبة أو النصيحة أو غير ذلك من وسائل التوجيه، بل إن الكثير من الناس يظن غيره هو المخاطب ولهذا لا نجد تغيرا في المجتمع بل إن الناس يسيرون من السيئ إلى الأسوأ نتيجة هذا الفهم السقيم، سبحان الله وإن لم تكن أنت المعني أو المخاطب يجب أن تقبل النصح وتعتبر هذه النصيحة موجهة إليك أنت فمن منا قد أوتي الكمال، بالطبع لا أحد، فلهذا ينبغي لكل واحد منا أن يصلح نفسه وأن يبحث عن الحق من أي طريق كان لأن الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أولى بها.
ومن هذا المنطلق ينبغي لكل شخص أن يختم القرآن في كل شهر مرة وإن كان فيه جلد وقوة يقرأه في عشرين يوما فإن كان يطيق في أقل من ذلك يقرؤوه في عشرة أيام فإن كان يجد استطاعة وتحملا يقرؤه في أسبوع وأقل حد هو ثلاث ولا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث كما ورد بذلك الحديث، وذلك سهل ويسير على من سهله الله عليه وفي استطاعة الواحد منا أن يقرأ جزءا في كل يوم ويكون ذلك قبل كل صلاة فريضة يقرأ أربع صفحات في خمس صلوات تصبح عشرين صفحة وهي تعدل جزءا كاملا وفي شهر يكون قد ختم ختمة واحدة وهذا والله من أعظم الغنيمة والكسب، كما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، فكيف بمن يقرأ القرآن كم له من الحسنات؟.
قال خباب بن الأرت : (تقرّب إلى الله ما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه) وقال الحسن: فضل القرآن على الكلام، كفضل الله على عباده، وقال البوشنجي: من حمل القرآن أي من حفظه وقرأه لم تمسّه النار يوم القيامة، وقال أبو أمامة: (احفظوا القرآن فإن الله لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن).
أخي المسلم إنك ولابد ميت وإن طالت بك الحياة ولا دوام إلا لله الواحد الماجد القبر أول منزل من منازل الآخرة وهو كما تعلم ضيق وموحش ومظلم ويوم القيامة شره مستطير، والقرآن نعم المؤنس في القبر ونعم الشافع والمشفع يوم الحشر والنشر أنزله الله مع أمين السماء على أمين الأرض محمد ليدل الناس على سبيل رشدهم ويبلغهم رسالة ربهم ويعلمهم القصد من خلقهم وإيجادهم ويبشرهم برحمة الله وثوابه وينذرهم بطشه وعقابه، فاستمسك يا أخي المسلم بهذا القرآن واعضض عليه بنواجذك واجعله يمتزج بلحمك ودمك علما وقراءة وعملا واعتقادا، فهو القاعدة الكبرى لدين الإسلام والوسيلة العظمى لمعرفة شرائعه والدعوة إليه والمعجزة الكبرى التي دعابها وإليها ، فها هو ذا بين يديك يا أخي غضا، سليما، محفوظا فطيب بقراءته وحفظه نفسك ورطب بكلمه لسانك ونوّر بتدبره قلبك وأصلح بالعمل به أمرك واشرح بنور حكمته صدرك فهو لك في الدنيا صراط ومنهج ولك في الآخرة شفيع ومكرم ومنجي وبشر وكرامة وعلو منزلة في الجنة.
فاتقوا الله عباد الله وتمسكوا بكتاب ربكم وساهموا في تعليمه ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهم لا يسعون |