أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى.
عباد الله، لا يخفى عليكم شناعة البدعة وخطورتها، وإن من البدع في هذه الأيام بدعة إحياء ليلة الإسراء والمعراج، ألا وإن النبي قد بلغ الرسالة ونصح الأمة وتركنا على المحجة البيضاء، فمن أين لهؤلاء القوم أن يبتدعوا في دين الله ما لم يشرعه؟!
إن النبي لم يأمر بإحياء ليلة الإسراء والمعراج بذكر معين أو بصلاة أو بصيام يوم معين لأجل الإسراء والمعراج كما أحدثه كثير من الناس في الأيام الأخيرة مثل الصلاة التي تسمى صلاة الرغائب، أو ذكر معين في أول خميس من رجب، أو في صيام أيام منه، أو الاحتفال في ليلة معينة كليلة السابع والعشرين من شهر رجب على اعتبار أنها ليلة الإسراء والمعراج، والأدعية المخصوصة التي تقال في تلك الليلة كلها ظلمات بعضها فوق بعض. قال العلماء: "إن هذه الأعمال التي تقام في رجب أمور غير مشروعة باتفاق أئمة الإسلام"، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "ولم يرد في فضل شهر رجب ولا في صيامه ولا في صيام شيء معين منه ولا في قيام ليلة مخصوصة فيه حديث صحيح يصلح للحجة".
فعلينا أن نتمسك بالهدي النبوي وأن نقتدي بالصحابة رضي الله عنهم أجمعين وأن نترك ما أحدثه الناس من بدع ليس لها أصل شرعي.
عباد الله، ألا وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه...
|