إليك يا مربي الأجيال، يا صانع العباقرة، يا معلم الخير، يا شمعة الأمل، يا قنديل الضياء.
إليك يا مربية الأجيال، يا قنديلة الضياء، يا صانعة الأمهات والزوجات، يا معلمة الخير.
دخل صاحبنا الفصل وبدأ بكتابة درسه، وكان أول ما كتب: بسم الله الرحمن الرحيم، يقول: وقد حاولت أن أبدع في الكتابة والخط حتى لو أتعبني ذلك أو أخرني أو أحرجني، وبينما هو يكتب إذ بأحد الطلاب يقول: يا أستاذ لا تبدع، فكله سيمسح بعد قليل! فوقعت موقعها في نفسه، فماذا لو أنه قال: أحسنت، وما دام أنه سيمسح فلِمَ التعب؟! وما دام أن الشرح سيقرأ فلم الكتابة أصلا؟! ولِمَ رفع الصوت وخفضه ومده وقصره؟! إلا أنه قبل أن يرد على تلميذه أو يتفوه بكلمة أخذ يفكر ويتأمل في كلامه دون أن يشعر أحد، ثم أكمل كتابة الدرس، ولما انتهى من كتابته وتوجه بوجهه إلى طلابه وأراد البداية في الدرس قال: قد قلت يا فلان: لا تبدع فسوف يمسح كله! عزيزي ويا قرة عيني وفلذة كبدي وثمرة فؤادي، طالما أن بمقدورك الإبداع فأبدع، وطالما أنك تستطيع البذل والعطاء فابذل وأعطِ، وطالما أن بقدرتك أن تستخرج الدر والياقوت فاستخرجها؛ لأنك كاتب كاتب لا محالة، فلمَ تكتب الشين وأنت تقدر على الزين؟! تفنن ولا ترض بالدون، ألا ترى لاعب الكرة يجد المرمى فارغا ولا يرسل الكرة إليه؟! بل يروح ويجيء، ويسحب بهذا، ويجر ذاك، حتى إذا ما استعرض ما لديه واستفرغ وسعه وطاقته أرسلها هدفا، وودَّ لو أنه أطال في تفننه واستعراضه أكثر وأكثر، فتجد الفرحة تغمره وتعلوه وتلفه من كل جهة حتى يكاد يطير، والشاعر العربي يقول:
ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
وينتقل الكلام الآن من التلميذ إلى معلم التلميذ وأستاذه ومربيه: أنت يا صاحب الخلق والأدب، قدوتنا ومعلمنا، قد رأينا منك ما ساءنا وأقلقنا، ولا ندري أنصدق أنفسنا أم نصدقك، لكن لك الأمر بعد سماع هذا الكلام أن تحكم أنت علينا وعلى نفسك، أي واحد منا قصر في حق الآخر؟ نرى بعض المعلمين يأتي وكأنه مغصوبٌ على عمله! فربما بحث عن عمل ولم يجد فجاء هنا بلا رغبة ولا دافع، وكأنه يحس بأنه راحل عنا لا محالة، ويشعر بأن وجوده مؤقت فلا داعي للتعب والإرهاق، فلا شرحَ واف، ولا أقلامَ، ولا حتى ابتسامة معنا ولا توددَ إلينا، حتى مصلحة طلابه لا تهمه، ودرجاتهم لا تعنيه، أهم ما يهمه متى ينزل الراتب، وأقلق ما يقلقه تحضير درس أو إبداع في شرح، أو حتى تعدد الألوان للتوضيح، وأزعج ما يزعجه قولك له: قد قصرت أو: ليتك فعلت كذا وقمت بكذا؛ لأنه كما عرفنا يعتبر نفسه في قطار سيصل بعد قليل، أو تحت ظل شجرة ستغرب عنها الشمس، ولو فكر قليلا وتذكر التعب والنصب والإعياء والإرهاق الذي يلحقه عقب كل درس ونهاية كل يوم لعلم أنه خاسر فيما مضى مغبون في عمله، قد ضاع تعبه سدى، وذهب جهده هوى، فاستحضر النية جعلت فداك، وتذكر أنه كما تدين تدان، فكما تبذل لأبناء المسلمين فسيأتي من يبذل لأبنائك، وكما تحمل همهم فسيأتي من يحمل هم أبنائك، وكما مددت يدك البيضاء إليهم رحمة وشفقة وحنانا وحرصا وحبا وتضحية فثق تمام الثقة أن أيادي بيضاء ستمدَّد وفاءً وشكرا إلى أبنائك وليست يدا واحدة، والله لا يضيع أجر المحسنين، فكن منهم وأنت بإذن الله منهم، ثم تذكر لأجل من تعمل ولرضا من تبذل.
لحظة: التعليم مهنة شرف، ولكنها شاقة جدا، ويعرف ذلك من جربها، فلنحتسب هذا التعب عند الله، ولنجدد النية، ولنعقد العزم على الإبداع والكمال في كل شيء، أسابيع محدودة، وأيام معدودة، وتأتي بعدها الإجازة، أكثر من ثلاثة أشهر، كلها فراق، فزارع خير سيبقى في ذاكرتهم، فيرددون من غير شعور: "حبك يسري فينا مسرى الماء في الأغصان، اللهم احفظه ووفقه وسدده"، وزارع شر وباذر شوك سيجني الدعاء عليه لا له، فيرددون وهم يشعرون: "اللهم باعد بيننا وبينه كما باعدت بين المشرق والمغرب، كرهك يشتعل في عروقنا اشتعال النار في الأعواد".
أيها الكرام، هلا عقدنا العزم وحملنا الهم وشحذنا الهمة لنبلغ القمة، فليس من المنطق ولا العقل ولا الطبع ولا النظر الصحيح أن يمر بنا عام كامل ولا نتغير ولا نغير في طلابنا شيئا، نريد عملا وجهدا وتضحية، نريد بذلا وإخلاصا وتزكية، نريد رحمة وشفقة وصلة، نريد نشاطا وبرامج وأفكارا وتكاتفا وتعاونا، لا تقل: ليس بوسعي، ولست مكلفا بكل هذا، ولست مسؤولا عنهم، بل بوسعك هذا وأكثر، ونحن قوم تعوّدنا على الدعة والسكون والراحة والخمول والجمود والكسل، واتخذنا من قولهم: (سكن تسلم) منهاجا وشرعة وسلوكا. فبئس الصنيع! أمانة بين أيدينا أهملناها وضيعناها، وبخلنا في نصحها، وتناسينا حقها.
فليضع كل واحد منا نفسه مكان هذا الطالب، وليقلل من عمره، وليصغر عقله شيئا يسيرا، ثم لينظر ماذا يتمنى، وما الذي يحتاجه ويفكر فيه، وماذا يحب، وكيف يمكن احتواؤه، عندها سيسهل كل شيء.
المعلم ليس آلة تشرح الدرس وتذهب، وليس جمادا بلا مشاعر ولا أحاسيس، بل هو قدوة وأسوة، هو أخ وأب وصديق، لسان حالهم يقول: أستاذنا، لا نريد منك شرحا ودرسا بقدر ما نريد ضحكة منك ودعابة وقصة، ثم تذكر أن التوفيق بيد الله، فما عليك إلا أن تبذل وتعمل، واسأل الله الإعانة والبركة، وتذكر أيضا أن راتبك رزق من الله أولا، ثم سببه هؤلاء المساكين، فخطط من الآن ورتب عملك ووقتك، وفكر جيدا واكتب ما يخطر ببالك، ودوّن ما يدور في خلدك، وتوكل على الله، وأبشر بخير، والابتسامة أقل كلفة من الكهرباء وأكثر إشراقا منها.
عزيزي المعلّم، أختي المعلّمة، ومن في حكمهما وإن اختلفت الأسماء، لا بدّ من ربط العلم والتربيةِ بالمعتَقَد الصحيح والمنهجِ السليم والدين الحنيفِ الذي شرفنا جميعًا بالانتساب إليه، رَبّوا الأجيال على منهَج الوسطيّة والاعتدال، فلا غلوَّ ولا جَفاء، علِّموهم قِيَم التسامُح والرِّفقِ واليسر ورفع الحرج، حذِّروهم من الأفكارِ المنحرِفة والمسالك الضالّة والتيّاراتِ المخالِفة للحقّ، سواء في جانِبِ الغلوّ في الدين أو التحلّل من القِيَم والثوابت، فكلا طَرفَي قصدِ الأمور ذميم. وأجزِم أنّه عند تحقيقِ ذلك كلِّه أنّنا سنسعَد بحمدِ الله ومنِّه بجيلٍ لا كالأجيال، فريدٍ من نوعِه عقيدةً ومنهجًا وسلوكًا.
المعلم هو اللبنة الأولى في كل شيء، فهل رأيت العالم الداعية الذي يجعل الهم دينه وتلف حوله الجماهير ويثني الناس ركبهم لديه، أم أبصرت القاضي الذي يحكم في دماء المسلمين وأعراضهم وأموالهم، أم قابلت الجندي الذي يقف في الميدان حاميًا لعرين الأمة وحارسًا لنفوذها، ولا بد أنك قابلت الطبيب الذي يفزع إليه الصغير والكبير والذكر والأنثى، كل أولئك إنما جازوا من قنطرة التعليم وعبروا بوابة الدراسة، وقد كان ولا شك معلمون وأساتذة، ولم يعدموا مدرسًا ناصحًا وأستاذا صادقًا. فهو أنت أيها المعلم، تعلم الصغير والكبير، وتعدّ الجميع وتهيئهم ليصل بعضهم إلى ما لم تصل إليه، لكنك صاحب اللبنة الأولى وحجر الأساس.
أرأيت ـ أخي ـ حجم مسؤوليتك، وأدركت موقفك من المجتمع، وعلمت مكانك بين الناس؟! فذاك الرجل الطاعن في السن وتلك المرأة الضعيفة قد علقوا آمالهم بعد الله عليك في استنقاذ ابنهم وحمايته، والصالحون والغيورون يعدونك من أكبر آمالهم في استنقاذ المجتمع.
معاشر المعلمين والمربين وأولياء الأمور، ما أحوجنا جميعًا إلى معرفة هديه في التعليم، وقد وصفه معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قائلاً: فبأبي وأمي رسول الله، ما رأيت معلمًا أحن تعليمًا وتأديبًا منه. بل وهل يظن مسلم أن يوجد أسمى وأعلى وأشرف منه معلمًا ومربيًا؟! بل وهل يظن ظان أنه سيرد مشرب التعليم والتربية من غير حوض أو يدخل إلى ساحة البناء من غير باب؟!
كان يرغب أصحابه في العلم، ويجمع بين التربية والتعليم، فقد وصفه الله بذلك فقال: هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ. كما كان يُعنى بتعليم المنهج العلمي، ولقد ظهرت آثار هذه التربية على صحابته في مواقفهم بعد وفاته من حادثة الردة وجمع القرآن والخراج وغير ذلك. ومن معالم تعليم المنهج العلمي أنه كان يعودهم على معرفة العلة ومناط الحكم وعلى منهج السؤال وآدابه: ((إن الله كره لكم القيل والقال وكثرة السؤال وإضاعة المال)). ولا يقتصر في إجابته على مواضع السؤال، بل يجيب بقاعدة عامة، فلما سئل عن الوضوء بماء البحر قال: ((هو الطهور ماؤه الحل ميتته)). كما كان يربي أصحابه على منهج التلقي: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي))، ويربيهم على منهج التعامل مع النصوص وتعويدهم على الاستنباط.
يشجع الطالب ويثني عليه، فلما سأله أبو هريرة يومًا: من أسعد الناس بشفاعتك؟ فقال: ((لقد ظننت أن لا يسأل أحد عن هذا الحديث أول منك لما علمت من حرصك على الحديث)). فنتصور كيف يكون أثر هذا الشعور دافعًا لمزيد من الحرص والاجتهاد. كما كان يعتني بالسائل ويدرك قدرات تلاميذه وإدراكهم العقلي، ويراعي الفروق الفردية. التوجيه للتخصص المناسب، الجمع بين التعليم الفردي والجماعي، وشواهد ذلك كثيرة من سيرته. التشويق والتنويع في عرض المادة، فأحيانًا يطرح المسألة على أصحابه متسائلاً: ((أتدرون ما الغيبة؟))، ((أتدرون من المفلس؟))، وأحيانا يغير نبرات صوته، وأحيانًا يغير جلسته كما في حديث: ((أكبر الكبائر)) وكان متكئًا فجلس فقال: ((ألا وقول الزور، ألا وشهادة الزور)). استغلال المواقف في التعليم، استعمال الوسائل التعليمية، فتارة يشير بيده، وتارة يضرب المثل، وتارة يستعمل الرسم التوضيحي، فقد خط خطًا مستقيمًا وإلى جانبه خطوط وقال: ((هذا الصراط، وهذه السبل))، ورسم مربعا وقال: ((هذا الإنسان))، وأحيانا يحكي قصة واقعية من الأمم السابقة، تأكيد ما يحتاج إلى تأكيد، فقد حلف على مسائل كثيرة تزيد على الثمانية: ((والله لا يؤمن))، ((والذي نفسي بيده)). مراجعة العلم والحفظ، فقد أوصى حفاظ القرآن بتعاهده والعناية به فقال: ((تعاهدوا القرآن؛ فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عقلها))، وكان جبريل يدارسه القرآن في رمضان.
أعِزّائي المعلمين، أخَواتي المعلِّمات، يا معشر المربين هذه وصايا مهمة ينبغي العناية بها:
أولا: الإخلاص لله وحده.
ثانيًا: كسب طالب ولو واحد، قال ابن جماعة: "واعلم أن الطالب الصالح الذي يتلقى عنك توجيهاتك أعود على العالم بخير الدنيا والآخرة من أعز الناس عليه وأقرب أهله إليه.
ثالثًا: الاعتناء بالمظهر، وكثيرًا ما يذكر السلف في مؤلفاتهم: "باب: إصلاح المحدث هيئته وأخذه لرواية الحديث زينته"، وغني عن التأكيد القول بأن من تمام حسن المظهر وأولوياته الالتزام بالضوابط الشرعية.
رابعًا: حفظ اللسان، فالمنطق واللسان يعد معيارًا من معايير تقويم الشخصية؛ فلذا على المعلم أن يحفظ منطقه ولسانه، فلا يسمع منه الطلاب إلا خيرًا، وحين يعاتب أو يحاسب فلا يليق به أن يتجاوز ويرمي بالكلمات التي لا يبالي بها، وكم تصفع الكلمات الطيبة في نفس الطالب وتؤثر فيه.
خامسًا: أن تكون قدوة صالحة للآخرين، فكم هم الأستاذة الذين يدعون بأعمالهم وسلوكهم ويرى فيهم الطالب القدوة الحسنه؟! فيجدر بك ـ أخي المدرس ـ أن تكون قدوة صالحة لأبنائك في عبادتك وتعاملك وسلوكك، وإن التناقض بين القول والعمل والظاهر والباطن وازدواجية التوجيه وتناقضه كل هذا من أكبر مشاكل الجيل المعاصر، وذلك نبات بذرة خبيثة واحدة، ألا وهي عدم العمل بالعلم.
أخي لن تنـالَ العلمَ إلا بستةٍ سأُنبيكَ عن تفصيلها ببيان
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ و بُلْغةٌ وإرشادُ أستاذٍ وطول زمان
أيُّها الطالبُ العزيزُ الكريم، أهمس في أذنيك همسات وأُولاها وفي مُقدِّمتها: لا أجدُ أفضل من أوصي بهِ نفسي وإياكَ بتقوى الله تعالى، وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَّهُ مَخْرَجًا، وَمَن يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا.
الهمسةُ الثانية: اِعلم رعاكَ الله أن العِلمَ بالتعلُّم، والتفوُّقَ بالجِدَّ والاِجتهاد، والنجاحَ بالمُذاكرةِ والمثابرة، والوصولَ إلى المعالي بالحِرصِ والتعب، من زرَعَ البذلَ والعطاء حصَدَ النجاحَ والتفوُّق بإذنِ الله.
الهمسة الثالثة: اِعلم أن التوفيقَ من عندِ الله، والنجاح بيدِهِ سبحانهُ وحده، فأكثر من طلبِهِ ذلك، وتعرَّف إليهِ في الرخاءِ واليُسر يعرِفكَ سبحانهُ عندَ الشِّدة والضيق، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ.
الهمسةُ الرابعة: تجنَّبِ القلَقَ والانزعاجَ وكثرةَ الوساوِس، وعليكَ بالإكثارِ من ذكرِ الله فإنها تطرُدُ كلَّ ذلك، الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ.
الهمسة الخامسة: عليك بالجليس الصالح الذي يعينك على اكتساب معالي الأمور لا سفسافها.
الهمسة السادسة: عليك باحترام معلميك وزملائك ونفسك، كما عليك بالمحافظة على الكتب والممتلكات التي هي من حولك وقد هيئت لك، والاستفادة من الوقت ومن معلميك ومما يُذكر لك، وأن تحول ذلك وتترجمه عمليًا في حياتك.
معاشر الأولياء، أنتم شركاء للمدرسة في مسؤوليتها، وإننا نشكو مِن قِصر نظر بعض أولياء الأمور، تسأله عن ابنه فيبادرك أن قد أكمل الجوانبَ الفنية والوسائل الحاجية، فقد أمّن له الأدوات المدرسية، بل وبالغ فيها وأسرف وشكّل ولون، حتى إنك لتجد بين يدي الطلاب غرائب الأدوات مما لا حاجة لهم بها، ويأتي السؤال مرة أخرى للأولياء: هل تابعت أبناءك وبناتك في دراستهم؟ هل زرت مدارسهم وسألت عن حالهم؟ إن من الآباء والأمهات من آخر عهدهما بالمدرسة تسجيل أبنائهما فيها! هل اخترت جلساء ابنك؟ هل عرفت ذهابه وإيابه؟ اصحبه للمسجد ومجامع الخير، علمه مكارم الأخلاق، صوِّب خطأه واشكر صوابه، واعلم أن تربيتهم جهاد، وأعظم به من جهاد تؤجر عليه، علَّك إذا كنت في قبرك وحيدًا فريدًا تأتيك أنوار دعواتهم في ظلَم الليالي تنير لك قبرك وتسعدك عند ربك.
|