.

اليوم م الموافق ‏19/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

حقيقة الصيام

742

الرقاق والأخلاق والآداب, فقه

الصوم, فضائل الأعمال

عبد الحميد التركستاني

الطائف

5/9/1413

طه خياط

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- دعوة لاغتنام الأوقات في طاعة الله. 2- ضرورة التغيير في أحوالنا مع مقدم رمضان. 3- الصيام الحقيقي صيام الجوارح. 4- دور عبادة الصيام في التربية وإلجام الشهوات. 5- من حكم الصيام معرفة نعم الله والتذكير بالفقراء. 6- دعوة للاقبال على بعض الطاعات في رمضان. 7- ليلة القدر وفضلها. 8- تلاوة القرآن فضلها وآدابها.

الخطبة الأولى

أما بعد:

فيا أيها الناس: اتقوا ربكم العظيم واشكروه إذ بلغكم هذا الشهر الكريم وسلوه سبحانه أن يحبب إليكم فعل الخيرات وأن يعينكم على أداء ما شرع لكم من الطاعات والواجبات والمستحبات وعلى ترك المحرمات والمشتبهات لتكونوا من المؤمنين حقا والمتقين صدقا، اعمروا أوقاتكم بالأعمال الصالحة فإنها هي التجارة الرابحة وفرصتها اليوم سانحة فقد أعطاكم الله المهلة من الزمان ومكنكم من العمل وبلغكم رمضان ورغبكم في خصال الإيمان فلا تضيعوا هذا الشهر الشريف وهذا الموسم العظيم في غير طائل أو فيما يمكن استدراكه في غيره وتفويت خير النهار بالنوم والكسل والغفلة عن صالح العمل، احفظوا صيامكم فلا تعرضوه لما يفسده أو يخل به أو يذهب أجره من الأعمال المحرمة والأقوال الآثمة فإن الكثير من الناس يضيعون أوقاته وشريف لحظاته بمشاهدة سيئ الأفلام وسماع الأغاني وغيرها من محرم الكلام، ومن تأمل حال الكثير من الناس يجد أن حالهم لم يتغير في رمضان وكأن شهر رمضان هو الإمساك عن الأكل والشرب فقط، وما علموا أن شهر رمضان هو ترويض للنفس لفعل الطاعات من صلاة مع الجماعة في المسجد ومن صيام وقيام وتلاوة قرآن واجتناب كل ما يخدش الصيام من غيبة ونميمة وغش وسماع لآلات الموسيقى والنظر فيما حرم الله وغير ذلك من الآداب الواجبة على الصائم.

فالصائم الحقيقي هو الذي صامت جوارحه عن الآثام، ولسانه عن الكذب والفحش والغيبة والنميمة وقول الزور وبطنه عن الأكل والشرب وفرجه عن الرفث، فإن تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وإن فعل لم يفعل ما يفسد صومه، فيخرج كلامه نافعا صالحا، وكذلك أعماله، فهي بمنزلة الرائحة التي يشمّها من جالس حامل المسك، كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته وأمن من الزور والكذب والفجور والظلم، هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الإمساك عن الطعام والشراب، وقد ورد في الحديث عن النبي : ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) رواه البخاري، وفي الحديث الآخر: ((رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش)) رواه الإمام أحمد وهو حديث صحيح.

فالصوم الحقيقي إذن: هو صوم الجوارح من الآثام وصوم البطن عن الطعام والشراب، فكما أن الطعام والشراب يقطعه فهكذا الآثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته، فتصيره بمنزلة من لم يصم، قال جابر بن عبد الله : (إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء).

لهذا كان لابد للصائم من آداب تجب مراعاتها والعمل بها في الصوم والإفطار وإلا لم يكن له من حظ صومه إلا الجوع والعطش.

فمنها غض البصر عما حرم الله من النظر المحرم إلى العورات وإلى النساء سواء كان ذلك في مجلة أو تلفاز أو فيديو لا يجوز للمسلم أن ينظر إلى هذه الصور قال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ومنها صون السمع عن الإصغاء إلى كل محرم كالغناء والموسيقى لأن الإنسان مسؤول عن سمعه كما هو مسؤول عن بصره فقائل القبيح والمستمع إليه شريكان في الإثم، ومنها حفظ اللسان عن النطق بالفحش والبهتان وقول الزور والخصومة والسب والشتم وأن يلزم الصمت إذا شتمه أحد ليس عجزا عن الأخذ بالثأر ولكن بتبين حاله أنه صائم إشارة إلى أنه لن يقابل من شتمه بالمثل قال : ((الصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم)) وغير ذلك من الآداب.

أيها المسلمون: إن في الصيام تتجلى عند الصائمين القوى الإيمانية والعزائم التعبدية يدعون ما يشتهون ويصبرون على طاعة ربهم، وفي الصيام يتجلى في نفوس أهل الإيمان الانقياد لأوامر الله، وهجر الرغائب، والمشتهيات، يدعون رغائب حاضره لموعد مغيب لم يروه إنه قياد للشهوات وليس انقيادا لها، وفي النفوس نوازع شهوة وهوى، وفي الصدور دوافع غضب وانتقام، وفي الحياة تقلب في السراء والضراء، وفي دروب العمر خطوب ومشاق ولا يدافع ذلك إلا بالصبر والمصابرة ولا يحتمل العناء إلا بصدق المنهج وحسن المراقبة، وما الصوم إلا ترويض للغرائز وضبط النوازع، والناجحون عند العقلاء هم الذين يتجاوزون الصعاب ويتحملون التكاليف ويصبرون، وفي الشدائد تعظم النفوس ويعلو أصحابها حين تترك كثير من الملذات وتنفطم عن كثير من الرغائب.

       ومتى كانت النفوس كبارا     تعبت في مرادها الأجسام

أيها الإخوة: إن من حكم الصيام أن يعرف المرء مقدار نعم الله عليه فالإنسان إذا تكررت عليه النعم، قل شعوره بها، فالنعم لا تعرف إلا بفقدانها فالحلو لا تعرف قيمته إلا إذا ذقت المر، والنهار لا تعرف قيمته إلا ذا جن الليل وبضدها تتميز الأشياء، ففي الصوم معرفة لقيمة الطعام والشراب والشبع والري، ولا يعرف ذلك إلا إذا ذاق الجسم مرارة العطش ومرارة الجوع، ومن أجل ذلك ورد عن النبي أنه قال: ((عرض علي ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا، قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا جعت تضرعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتك)) رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

ومن أسرار الصيام الاجتماعية أنه تذكير عملي بجوع الجائعين، وبؤس البائسين تذكير بغير خطبة بليغة ولا لسان فصيح، لأن الذي نبت في أحضان النعمة ولم يعرف طعم الجوع، ولم يذق مرارة العطش، لعله يظن أن الناس كلهم مثله وأنه مادام يجد فالناس يجدون ومادام يطعم لحم طير مما يشتهي وفاكهة مما يتخير فلن يحرم الناس الخبز والطعام، ولكن الصوم يجعل الغني يشعر أن هناك معدات خاوية وبطونا خالية وأحشاءا لا تجد ما يسد الرمق ويطفئ الحرق، فحري بإنسانية الإنسان وإسلام المسلم، وإيمان المؤمن أن يرق قلبه وأن يعطى المحتاجين وأن يمد يده بالعون إلى المساكين، فإن الله رحيم وإنما يرحم من عباده الرحماء فكما يكون الإنسان لعباد الله يكن الله له.

أيها الإخوة: جدير بشهر هذه بعض فضائله وأسراره وتلك بعض خصاله أن يفرح به المتعبدون ويتنافس في خيراته المتنافسون.

واعلموا أن حصيلة المؤمن في دنياه غير محدودة بالساعات والثواني وكسبه المبذول رصيد مدخر بالأعمال المنجزات من غير كسل ولا تواني، يتقلب في عمر الحياة بقدر ما كتب له من فسحه، ويكدح فيها لينال أكبر المغانم، ومدار السعادة في طول العمر وحسن العمل فمن كانت حصيلته ملأى بالخير من مختلف صنوفه فليهنأ وليتمسك بالعروة الوثقى ثم ليفرح بفضل الله عليه وأما من كان غارقا في الشهوات والنزوات ولا يستغل المواسم المباركة في الطاعات فهذا قد طال عناؤه وعظم شقاؤه وكان في حياته كالأنعام بل هو أضل سبيلا.

أمة الصيام والقيام والقرآن: لقد دخل علينا شهر رمضان وهو شهر مليء بالفضائل والأعمال الصالحة فينبغي لنا اغتنام هذا الشهر قبل أن يفوت وقد يكون آخر رمضان تعيشه فبادروا بعمارة أيامه ولياليه بالأعمال الصالحة التي تتأكد فيه ومن هذه الأعمال: صلاة التراويح وهي صلاة القيام ولكنها في رمضان تتأكد لأن لها مزية وفضيلة على غيرها لقول النبي : ((من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) ومعنى قوله: (إيمانا) أي إيمانا بما أعده الله من الثواب للقائمين، ومعنى قوله: (احتسابا)، أي طلبا لثواب الله لم يحمله على ذلك رياء ولا سمعه ولا طلب مال ولا جاه وإنما سميت تراويح لأن الناس كانوا يطيلونها جدا فكلما صلوا أربع ركعات استراحوا قليلا، وكان النبي أول من سن الجماعة في صلاة التراويح في المسجد ثم تركها خوفا من أن تفرض على أمته، ولما انقطع التشريع بموته أحيا عمر بن الخطاب هذه السنة وأمر بصلاتها جماعة خوفا من أن تنسى بعد ذلك، ولهذا لا ينبغي للرجل أن يتخلف عن صلاة التراويح في الشهر كله لينال ثوابها وأجرها ولا ينصرف منها حتى ينتهي الإمام من صلاة الوتر ليحصل له أجر قيام الليل كله، لما ورد عن النبي أنه قال: ((من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة))  بسند صحيح.

وأحب أن أنبه كل مصل ألا يستعجل وينصرف من صلاة التراويح لأني أرى الكثير من الناس يصلي حتى إذا لم يبق إلا الوتر خرج وضيع على نفسه أجر قيام ليلة، فانتبهوا لهذا الأمر. ومن الأعمال التي تتأكد في هذا الشهر، العمرة، فقد ثبت عن النبي أنه قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة)) رواه البخاري ومسلم وفي رواية قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة معي)) فهنيئا لك يا مسلم بحجة مع النبي تؤديها بسهولة ويسر وترجع منها مغفور الذنب لقول النبي : ((العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما)) رواه الجماعة. وقال أيضا: ((تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد)) رواه النسائي وهو حديث صحيح.

ومن الأعمال التي تتأكد في هذا الشهر تحري ليلة القدر، وقد روي في فضلها أن  من قامها ابتغاءا لها غفر له ما تقدم من ذنبه قال : ((من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)) متفق عليه، وقال تعالى: ليلة القدر خير من ألف شهر فقال مجاهد في تفسيرها: أي خير من ألف شهر عملها وصيامها وقيامها.

وقد ذكر ابن جرير بسنده: عن مجاهد قال: كان في بني إسرائيل رجل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدو بالنهار حتى يمسي ففعل ذلك ألف شهر يعني ثلاثة وثمانين سنة وثلاثة أشهر، فأنزل الله هذه الآية: ليلة القدر خير من ألف شهر فقيام تلك الليلة خير من عمل ذلك الرجل، فعمل في ليلة القدر خير من عمل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر.

وهذه الليلة العظيمة كان النبي يتحراها ويأمر أصحابه بتحريها وكان يشد مئزره ويوقظ أهله رجاء أن يدركها ويوافقها.

وفي المسند بإسناد صحيح: ((من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر))، ومن حرم خير هذه الليلة فهو الشقي المحروم أي وربي، كيف وقد عرف هذه الفضائل ثم ضيعها ولم يجتهد فيها ولم يتحراها فنسأل الله عز وجل أن يبلغنا إياها وأن يوفقنا لقيامها وأن يتقبلها منا فيغفر لنا فيها ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا إنه ولي ذلك والقادر عليه. ومن الأعمال التي تتأكد أيضا: الصدقة وقد كان النبي أجود الناس وأجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة، وقد قال ­­: ((أفضل الصدقة صدقة رمضان))، رواه الترمذي، فلا تبخلوا تصدقوا وأنفقوا فإنه ما نقصت صدقة من مال بل تزيده ولا تنسوا إخوانكم في البوسنة والصومال وكشمير وغيرهم ممن أنهكهم الجوع والمرض والحروب والتقتيل والتشريد.

فيا من أضاع عمره في اللهو واللعب والغفلة، هذه الفضائل خذ بها كلها في شهر الرضا والمزيد ولا تزهد في الأجر واستدرك ما فاتك وتحر ليلة القدر فإنها تحسب من العمر والمحروم والله من فاته الشهر ولم يفز بشيء من فضائله.

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشانه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه.

أما بعد:

ومن الأعمال التي تتأكد في شهر الرضا والمزيد قراءة القرآن، فشهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، والقرآن الكريم له في رمضان طعم ومذاق، يعيد ذكرى نزوله، وأيام تدارسه وأوقات اهتمام السلف به.

ورد عن النبي أنه قال: ((كان جبريل يعارضني القرآن في كل عام من رمضان مرة وقد عارضني القرآن في هذا العام مرتين)).

وقد كان سلفنا الصالح إذا قدم شهر رمضان فتحوا المصاحف وقضوا أوقاتهم مع القرآن ثبت عن الإمام مالك أنه إذا دخل عليه رمضان، ترك قراءة الحديث ومجالس العلم وأقبل على القرآن. وكان الإمام الزهري إذا دخل رمضان يقول: إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام، وكان قتادة يختم القرآن في كل سبع ليال دائما وفي رمضان في ثلاث، وكان النخعي يختم القرآن في رمضان في كل ثلاث، وينبغي لمن يقرأ القرآن أن يتدبر معانيه وأن يتفكر في ألفاظه قال تعالى: أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها .

ولا يكون التدبر إلا إذا كانت القراءة بتأن وترتيل قال ابن عباس: لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أقرأ القرآن كله، وقد نهي عن الإفراط في الإسراع في قراءة القرآن وقد ذكر الزهري أن قراءة النبي كانت آية آية وهذا هو الأفضل وكان يرتل السورة حتى تكون أطول منها قال ابن مسعود: (لا تهذوه هذ الشعر ولا تنثروه نثر الدقل، قفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة)، ومن كانت هذه صفته عند تلاوة القرآن كان القرآن له شفاء، فاستغنى بلا مال، وعز بلا عشيرة، وأنسَ بما يستوحش غيره وكان همّه عند قراءته: متى أتعظ بما أتلوه؟ كيف يرق قلبي ومتى تذرف عيناي؟ ولم يكن مراده متى أختم السورة؟ وإنما مراده متى أعقل عن الله الخطاب؟ متى ازدجر؟ متى اعتبر؟ لأن تلاوة القرآن عبادة والعبادة لا تكون بغفلة وشرود ذهن وملل.

ولذلك يستحب لمن يقرأ القرآن أن يبكي فإن لم يستطع فليتباكى، وكان من هدي النبي البكاء عند تلاوته أو سماعه، فعند تلاوته كان لصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء وعند سماعه قرأ عليه ابن مسعود سورة النساء فلما بلغ إلى قوله: فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال لابن مسعود: حسبك، قال: فالتفت فإذا عيناه تذرفان.

ولقد كان من هدي الصحابة والتابعين من بعدهم البكاء من قراءة القرآن ولسان حالهم:

     وإني ليبكيني سماع كلامه    فكيف بعيني لو رأت شخصه بدا

     تلا ذكر قولاه فحن حنينه    و مشوق قلوب العـارفين تجددا

وأما الأجر المترتب على تلاوته فعن عبد الله بن مسعود عن النبي أنه قال: ((من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف، ولام حرف وميم حرف)) رواه الترمذي وهو حديث صحيح.

وأما القارئ للقرآن والمتعاهد له والقائم به فهو في المقام الرفيع والمنزلة العالية فقد قال : ((الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق فله أجران)) متفق عليه.

وأما ما ورد في فضل تعليمه وتعلمه، قال : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) وغير ذلك من الفضائل والآداب المتعلقة بكتاب الله وقد فصلت القول فيها في خطبة مضت وأقتصر هنا على ذكر بعضهاخشية الإطالة.

أيها الأحبة: إنه لثواب عظيم وأجر موفور يناله المسلم بسبب حبه لكتاب الله وعنايته به وإقباله عليه، فيا ليت شعري ما لقاريء القرآن من الأجر؟ هل نواظب على قراءة القرآن فلا يمر بنا يوم إلا وقد قرأنا جزءا وتمعّنا بما فيه فانزجرنا بزواجره وأتمرنا بأوامره وابتغينا ما فيه من الأجر والمثوبة؟

وهل لنا أن نعيش مع القرآن في رمضان وغير رمضان؟ وهل لنا أن نعرف عظمة القرآن الكريم فنملأ حياتنا نورا بالقرآن الكريم، وإشراقا مع القرآن الكريم؟ هل لنا أن نفعل ذلك؟

أسأل الله عز وجل أن يسهل علينا ذلك.

اللهم ارزقنا تلاوة كتابك على الوجه الذي يرضيك عنا، واهدنا به سبل السلام وأخرجنا به من الظلمات إلى النور، واجعله حجة لنا لا علينا يا رب العالمين، اللهم ارفع لنا به الدرجات وأنقذنا به من الدركات وكفر عنا به السيئات واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً