.

اليوم م الموافق ‏23/‏شوال/‏1445هـ

 
 

 

حفظ اللسان

741

الرقاق والأخلاق والآداب

آفات اللسان

عبد الحميد التركستاني

الطائف

24/4/1420

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- الأمر بحفظ اللسان. 2- فضيلة الصمت. 3- خطورة ما يصدر عن اللسان. 4- الدعوة لحبس اللسان.

الخطبة الأولى

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وامتثلوا ما أمركم به على لسان نبيه من حفظ اللسان وكف الأذى عن الجيران وعدم الكلام إلا بما يرضي الرحمن فقد روى أبو هريرة أن رسول الله قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) متفق عليه.

         احفظ لسانك لا تقول فتبتلى

                       إن البلاء موكل بالمنطق

سوف يكون حديثي في هذا اليوم عن فضل الصمت والسكوت وذم الكلام والثرثرة والتشدّق والكلام فيما لا يعني ولا يفيد، وما يفضي إليه كثرت الكلام من الإثم والخطأ والزلل.

ولهذا قال الأحنف بن قيس (الصمت أمان من تحريف اللفظ وعصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول وهيبة لصاحبه).

فالكلمة الطيبة صدقة فعليك يا أخي المسلم ألا تتكلم إلا بخير وبما يعود بالنفع ولهذا كان الواجب على العاقل أن يلزم الصمت إلى أن يلزمه التكلم فإنه أكثر ما يندم إذا نطق، وأقل ما يندم إذا سكت، وأطول الناس شقاءا وأعظمه بلاءا من ابتلي بلسان مطلقٍ لا يسكت ولا يكِلّ ولا يتعب ولقد أحسن الذي يقول:

إن كان يعجبك السكوت فإنه      قد كان يعجب قبلك الأخيار

ولئن ندمت على سكوت مرة     فلقد ندمت على الكلام مرارا

إن السكوت سلامة ولربما       زرع الكلام عداوة وضرارا

 أيها الإخوة:

إن الصمت خصلة من خصال الإيمان وسبب موجب لصاحبه إن كان مؤمنا لدخول الجنان فقد ورد عن النبي العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام أنه قال: ((من صمت نجا)) وقال أيضا: ((من يضمن لي ما بين لحييه يعني اللسان وما بين فخذيه أضمن له الجنة)).

ولهذا يقول ابن مسعود : (ما شيء أحوج إلى طول حبس من لسان) وقد كان أبوبكر الصديق يمسك بلسانه ويقول: (هذا الذي أوردني الموارد).

 

فحفظ اللسان من كثرة الكلام ولزوم الصمت سلامة من الشر، ومنجاة من الهلكة، والمرء مخبوءٌ تحت لسانه فإذا تكلم بان وظهر، ورحم الله امراء قال فغنم وسكت فسلم: ((ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه))، ولهذا عندما أوصى النبي عليه الصلاة والسلام معاذ بن جبل بوصايا كثيرة فقال يا رسول الله أوصني بملاك هذا كله فقال له: - وأشار إلى لسانه – ((أمسك عليك هذا)) فقال معاذ: أو إنّا مؤاخذون بما نتكلم؟ فقال: ((ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم)) وقد أكثر العلماء والحكماء وغيرهم في الأمر بحفظ اللسان وترك الكلام فيما لا خير فيه، وقد رأى النبي ثقبا صغيرا يخرج منه ثور كبير ويحاول الرجوع إليه فلا يستطيع فسأل عنه فقيل له: هذا مثل الكلمة تخرج من فم الإنسان يستطيع ردّها، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا تكون عليه حسرة وندامة يوم القيامة وكما قيل: إن اللسان صغير جِرمه كبير جُرمه كما قد قيل في المثل.

وما خلق الله للإنسان لسانا وأذنين إلا ليسمع أكثر مما يقول وقد عدّ بعض العلماء للسان عشرين آفة كلها من الكبائر ولهذا يقول الأوزاعي: (ما بلي أحد في دينه ببلاء أضر عليه من طلاقة لسانه).

أيها الإخوة: إن قلة الكلام ولزوم الصمت أدب من الآداب التي ينبغي لكل فرد منا ولكل مسلم أن يتحلى بهذا الأدب الرفيع ولذلك فإن العلوم التي لها صلة بأدب اللسان وأدب الكلام تعتبر مفروضة فرض عين لما يترتب على ذلك من آثار بنّاءة أو مدمرة في قضية الفرد أو الأسرة أو المجتمع.

وإذا نسي المسلم أدب الكتمان ولزوم الصمت فكم يترتب على ذلك من مآسي قد تبلغ التدمير للأمة فضلا عن الفرد، وكما قيل: رب كلمة قالت لصاحبها دعني، وإذا نسي المسلم تحريم الغيبة أو النميمة فكم يترتب على ذلك من فساد وإفساد في أكثر من محيط وعلى أكثر من مستوى.

وإذا فات المسلم أن يزن كلمته التي ينطق بها فكم يترتب على ذلك من أخطاء وآثار وجراح ومشاكل قد لا تنتهي فينبغي للمسلم أن يزن كلمته وأن يحذر الاسترسال في الكلام فإن للكلام سقطات وكما قال عمر بن الخطاب : (من كثر كلامه كثر سقطه، ومن كثر سقطه قلّ حياؤه، ومن قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه)، وكما قيل:

احذر لسانك أيها الإنسان    لا يلدغنك إنه ثعبان

وقال ابن المبارك رحمه الله:

      جربت نفسي فما وجدت لها     من بعد تقوى الإلـه كالأدب

      في كل حالاتها إن كـرهت     أفضل من صمتها عن الكذب

      أو غيبـة الناس إن غيبتهم      حرمها ذو الجلال في الكتب

      قلت لهـا طائعا وأكرههـا      الحلم والعلم زين ذي الحسب

      إن كان من فضة كلامك يا       نفس فإن السكوت من ذهب

 

وقد ورد عن النبي أحاديث كثيرة في حفظ اللسان وفضل الصمت وقد سئل مرة: ما أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: ((الأجوفان الفم والفرج))، وقال في حديث آخر: ((لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه)) رواه أحمد. فاللسان بريد القلب وترجمانه والمعبر عنه وهو الجارحة التي تخضع لها بقية جوارح البدن وكما ورد في الحديث أن النبي قال: ((إذا أصبح ابن آدم، أصبحت الأعضاء كلها تكفر اللسان - أي تذل وتخضع له- وتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإنك إن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوججنا))    وفي الترمذي من حديث ابن عمر أن النبي قال: ((لا تكثر الكلام بغير ذكر الله فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب وإن أبعد الناس عن الله القلب القاسي)) وقيل: إن اللسان يقول كل يوم للجوارح: كيف أنتن؟ فيقلن له: نحن بخير ما تركتنا، وإذا كان من الخير ومن تمام الإيمان أن تقول خيرا أو تصمت فالنطق بالخير أن تأمر بالمعروف وأن تنهى عن المنكر، وتعلّم الجاهل، وتذكر الغافل وتنذره من عقاب الله، وترشد الضال إلى طريق الهداية ومن ذلك تلاوة القرآن والتسبيح والتحميد والتهليل، والإصلاح بين المتخاصمين، وإفشاء السلام ومخاطبة الناس بطيب الكلام لا سيما أهل الإسلام وقولوا للناس حسنا ، والدعاء بما تريد من الصالحات وبما تريد من خيري الدنيا والآخرة والصلاة على سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام وغير ذلك من الأمور التعبدية المرغب في العمل بها بما يوافق الشرع.

وأما كف اللسان ولزوم الصمت وحفظه عن الشر فمن ذلك الكذب والغيبة والنميمة وشهادة الزور والسب والشتم واللعن وقذف المحصنات والسخرية من الآخرين والهمز واللمز وإفشاء السر وبذاءة اللسان والخصومة والجدال بغير الحق وكثرة المزاح باللسان فإنه ثقيل على القلب ويجرح مشاعر الآخرين ويورّث الحقود الكمينة، ويحرك الضغينة وكذا فضول الكلام، الذي لا حاجة إليه والكلام بما لا يعنيه، والتشدق في الكلام والتقعر فيه، لا ليأتي صاحبه بالحكمة البالغة، والموعظة المؤثرة، ولكن ليظهر فضله على الناس ويتعالى عليهم ويحب المدح منهم بما ليس فيه وفي الحديث الحسن: ((شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم، يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون بالكلام)) وعنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((يأتي على الناس زمان يتخللون الكلام بألسنتهم كما تتخلل البقرة الكلأ بلسانها))، ومن الناس من يعجبه كثرة الكلام ولو كان فيه حتفه، قوال، وثرثار مكثار، إذا جلس معك أقحمك بالخوض في الباطل، والحديث فيما لا يعنيه، قد جرد لسانه مقراضا لتمزيق الأعراض والاستثمار بالآخرين والطعن في الصالحين أو الاستطالة على من هم دونه في العلم والجسم، وربما حرص أن يتكلم في جمعٍ من الناس، فكذب ولحن في القول والفعل، وجعل الصواب خطأ، والخطأ صوابا، والحق باطلا، والباطل حقا ومع ذلك يحب أن يتكلم في كل مجلس بنوع مشاركة سواء كان الحديث مناسبا أم لا؟ فهو يهرف بما يعرف وما لا يعرف.

ولا شيء أخطر على أحد من لسانه كالمرأة التي تتكلم بلا حساب، ولا تسكت عن ذكر جاراتها وما فعلن، وكيف كان الاجتماع يوم أمس واليوم في بيت فلانة وما يقول النساء هناك وما يصنعن، وبعضهن يذكرن ما يقع بينها وبين زوجها من المعاشرة، وبعضهن يحتقرن الأخريات من النساء فهذه في نظرها قصيرة وهذه سمينة، وهذه قبيحة وهذه لا تعجبني وهذه متكبرة وهذه كيت كات وهكذا فنجد مثلا مجالس النساء كلها إلا ما ندر بمثل الحال التي ذكرنا والسبب في ذلك عدم الوعي وقلة المعرفة وضعف الدين وانطماس البصيرة والركون إلى الدنيا ومسايرة الركب حتى لا يقال عنها أنها لا تحسن معاشرة الناس وليست لديها أي اهتمام بما يحدث ويصير فتضطر أن تركب الصعب وتترك الخير ولا تلزم الصمت فتقع في المحظور.

وبعض من ليس له حظ من العلم يغتاب الأحياء والأموات بحجة تحذير الناس وتيين الخطأ من الصواب، ولا يترك حيا ولا ميتا من أهل الفضل إلا ويقول فيه شرا أو ينسب إليه ما هو منه بريء أو يحمل عليه حملة منكرة لزلة قلم أو سبق لسان وسبحان من لا عيب فيه، ولا تخفى عليه نيات عباده وكما قيل:

            شر الورى من بعيب الناس مشتغل                          

                           مثل الذباب يراعي موضع العلل

وكثرة الجدال والمراء ومجاراة السفهاء من آفات اللسان والحكيم الرشيد من حفظ نفسه، وكف لسانه إلا عن حق ينصره، أو باطل ينكره أو غيبة يردها عن أخيه المسلم الغائب وقد ورد في الحديث: ((من حمى مؤمنا من منافق يعيبه، بعث الله ملكا يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم)) رواه أبو داود وهو حديث حسن.

معشر المسلمين: يا من تريدون النجاة في الآخرة إن النجاة لا تكون إلا بحفظ اللسان كما ذكرنا، وقد ورد في الحديث الصحيح أن عقبة بن عامر لحق النبي فقال له: ((ما النجاة؟ فقال: أملك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك)) رواه الترمذي وأحمد.

فاتقوا الله أيها المسلمون واحرصوا كل الحرص على الكلام وليكن صمت الواحد منا فكراً أو نطقه ذكرا ونظره عبرا حتى نسلم من غضب الله وعقوبته وبطشه فالصمت تفكر وذكر ودعاء ومناجاة والكلام لخير في الدين أو الدنيا وما سوى ذلك فهو من اللغو الذي نهانا الله عنه، وقد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (بلغني أن العبد ليس على شيء من جسده بأحسن منه على لسانه يوم القيامة، إلا أن يكون قال خيرا فغنم، أو سكت فسلم).

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا .

والكلام أربعة أقسام:

ضرر محض كالكذب والنميمة وغيرها من الصفات التي ذكرنا آنفا، وقسم نفع محض وهذا كله خير كالذكر والأمر والنهي، وغير ذلك، وقسم فيه نفع وفيه ضرر فالمصلحة والامتناع منه خشية أن يزيد ضرره على نفعه ودرء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وقسم لا ضرر فيه ولا منفعة وهو الكلام الفاضي الذي أكثر الناس عليه من قصص ومغامرات ونكت فهذا ينبغي تركه.

الخطبة الثانية

أيها الإخوة: بعد الذي ذكرنا من آفات اللسان والترغيب في لزوم الصمت نذكر الآن بعض ما ورد من الأحاديث التي ذكر فيها الوعيد الشديد لمن ألقى الكلام جزافا دون التفكر في عاقبته فمن ذلك ذكر للنبي امرأة كانت تكثر من صلاتها وصيامها  وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها فقال عليه الصلاة والسلام: ((هي في النار))، رواه أحمد والبيهقي.

وورد أيضا في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي أنه قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب))، وفي مسند الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة بسند صحيح عن بلال بن الحارث المزني قال: قال رسول الله : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى، ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله عز وجل له من رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله تعالى عليه بها سخطه إلى يوم يلقاه))، فكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث.

وقال سلمان : (أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة، أكثرهم كلاما في معصية الله)، فبالله عليكم كيف يكون حال المغنيين الذين يصدون الناس بالباطل عن الله، فمن تكلم بالباطل فهو شيطان ناطق.

ولهذا قال عبد الله : (أكثر الناس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضا في الباطل)، وقال إبراهيم: (المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان كلامه له تكلم، وإلا أمسك عنه، والفاجر إنما لسانه رسلا رسلا).

وذكر ابن كثير رحمه الله عن ابن عباس في قوله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد قال: يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر حتى إنه ليكتب قوله: أكلت، شربت، ذهبت، جئت، رأيت، وذكر أيضا عن الإمام أحمد أنه كان يئن في مرضه الذي مات فيه، فبلغه عن طاووس أنه قال: يكتب الملك كل شيء حتى الأنين، فلم يئن الإمام أحمد رحمه الله حتى مات.

وكان طاووس رحمه الله، يعتذر من طول السكوت، ويقول: إني جربت لساني، فوجدته لئيما وضيعا. وقال أحد السلف: إن ترك فضول الكلام والطعن في الناس أشق على النفس من قيام الليل: وقال آخر: كثرة الكلام تذهب بالوقار، وقال عمر بن قيس: أن رجلا مر بلقمان الحكيم والناس مجتمعون حوله، فقال له: ألست عبد بني فلان؟ قال :بلى، قال: ألست الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا؟ قال: بلى، قال: فما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: (بصدق الحديث وطول السكوت عما لا يعنيني)، وأما ما ورد عن السلف في حفظهم لمنطقهم وكلامهم فمن ذلك يقول ميمون بن سياه: ما تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة، لم أتدبرها قبل أن أتكلم به، إلا ندمت عليها، إلا ما كان من ذكر الله)، وعن أبي عبيد قال: (ما رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه من عمر بن عبد العزيز ))، وقال الفضيل بن عياض رحمه الله (كان بعض أصحابنا يحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة).

وعن أرطأة بن المنذر قال: (تعلم رجل الصمت أربعين سنة، بحصاة يضعها في فمه، لا ينزعها إلا عند طعام أو شراب أو ذكر أو نوم).

وقال شداد بن أوس مرة لغلامه (إئتنا بسفرتنا فنعبث ببعض ما فيه فقال له بعض أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ صاحبتك، أرى أن يكون فيها شيء من هذه؟ قال: صدقت ما تكلمت بكلمة مذ بايعت رسول الله إلا ألزمها وأخطمها إلا هذه، وأيم الله لا تذهب مني هكذا، فجعل يسبح ويكبر ويحمد الله عز وجل) وقال سفيان الثوري رحمه الله (طول الصمت مفتاح العبادة)، وقال كعب (قلة المنطق حكم عظيم فعليكم بالصمت فإنه خلق حسن وقلة وزر، وخفة من الذنوب) وفي الحديث: ((المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه)).

أيها الأخ المسلم: اعلم أنه قد وكل بك ملك عن اليمين وعن الشمال فأما الذي عن يمين فيحفظ الحسنات وأما الذي عن الشمال فيحفظ السيئات، فاعمل ما شئت، أقلل أو أكثر، وحسبك أن تستشعر وأنت تهم بأية حركة أو بأية كلمة أن عن يمينك وعن شمالك من يسجل عليك الحركة والكلمة، لتكون في سجل حسابك بين يدي الله الذي لا يضيع عنده فتيل ولا قطمير، ولذلك فإن الإنسان منا يجد كتابه قد حوى كل شيء صدر منه، وعندما يرى الكل كتب أعمالهم يوم القيامة فإنهم يقولون: يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا ، فقل خيرا تغنم وإلا فاعلم أنك ستندم فهل بعد الذي سمعنا يكون هناك مطمع في كلام أو رغبة في ملام؟ فاحذروا رحمكم الله من ألسنتكم واعلموا أن قبل اللسان شفتان وأسنان فهل يحجزاكم عن الكلام؟ أرجو أن يكون كذلك اللهم انفعنا بما سمعنا ووفقنا لحسن القول ولزوم الصمت إنك على كل شيء قدير.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً