معايير ومصادر الخطبلا يهدف المنبر إلى أن يكون موسوعة تقليدية للخطب المنبرية. وإنما يهدف إلى انتقاء خطب منهجية متميزة ينتفع منها الخطيب المنتهي ولا يستغني عنها الخطيب المبتدئ. وكان لابد من معايير يعتمد عليها القائمون على المنبر في اختيار وانتقاء الخطب الواردة وقد حرصنا على عرض هذه المعايير على نفر من الخطباء المبرزين المعروفين بغزارة العلم ودقة الفهم، وبعد مداولات ومشاورات انتهى بنا المطاف إلى الإجماع على معايير أربعة.وكان ثمة معيار خامس، طال حوله النقاش، (أن لا تحتوي الخطبة على أبيات شعرية)، واكتشفنا أن كثيرا من الخطباء شعراء، فتعددت وجهات النظر بين مؤيد ومعارض، وبعد دراسة المعيار بتأن وإنصاف رأينا عدم اعتباره معياراً من جملة معايير المنبر، لا سيما وقد أشار علينا بذلك بعض الفضلاء ممن لا يسعنا مخالفتهم، واعتمدنا بذلك المعايير الأربعة الأولى كما سيأتي بيانه.مع تأكيدنا على الإخوة الخطباء بالتخفيف من الاستشهاد بالشعر ماأمكن. وإتماماً للفائدة نعرض موجزا لأهم الأدلة التي دار حولها النقاش. وسنشير إلى هذا المبحث بعنوان: الخطبة والشعر .
يقول العلامة بكر أبو زيد عن مقام الخطبة يوم الجمعة: وهو مقام عظيم لتبليغ هذا الدين صافياً يجهر فيه الخطيب بنصوص الوحيين الشريفين وتعظيمهما في القلوب والبيان عنهما بما يليق بمكانتهما ومكانة فرائض الإسلام. وما قاله فضيلته هو الحق . فالمنبر يهدف إلى جمع ونشر الخطب العلمية المنهجية التي تثري مكتبة الخطباء وتزيدهم علماً وفهماً. والخطبة إذا خلت من نصوص الوحيين، أو قلّ فيها الاستشهاد بالآيات والأحاديث، فإنها وفقاً لمعايير المنبر، لا تستحق النشر على موقعنا. وقد ساءنا كثيرا أن بعض إخواننا الخطباء، يفتقر إلى تدعيم خطبه بنصوص الشرع. ولو اكتفى برياض الصالحين لكفاه وأغناه، وكان خيراً له وللأمة من حشو الكلام والسجع المتكلف والقصص المتهالك الذي تعتمد عليه كثير من الخطب مع الأسف الشديد. وساءنا أكثر، عدم تحري صحة النصوص عند بعض الأفاضل من
الخطباء، وتساهلهم نابع من قناعتهم أن خطب الجمع وعظية (قصصية) تحث على
فضائل الأعمال فيتساهلون في تحري الحديث الصحيح، فيقعون في محظورات عدة
أخطرها، نشر الأحاديث الضعيفة من على منبر الجمعة.
فلجنة الاختيار لا تنظر إلى الأسماء بقدر ما تنظر إلى المضمون. فكم من خطيب مغمور فاقت خطبته في مادتها وقوتها خطب كثير من المشاهير. ومن أبرز أهدافنا: اكتشاف المواهب المتميزة, ونشر خطبهم وتعريف العالم بهم. والمنبر يربأ عن داء التصنيف والتقسيم وإجراء الاحكام على الدعاة دون بينة ولا برهان. لذا نؤكد للجميع: الخطبة بمضمونها لا بقائلها. ومن المعلوم ضرورة أن الخطباء المنحرفين عن الجادة،
الدعاة إلى البدعة، المناهضين للسنة، لا ننظر في خطبهم، وإن نمقوها
وجملوها.
فالمنبر يحرص على نشر الخطب المنهجية التربوية المفيدة. وبعض الافاضل من الخطباء، لا يفرق بين خطب المحافل كالأعياد وبين خطب الجمعة. فخطب المحافل يعرج فيها الخطيب على موضوعات شتى، كما
في خطبة يوم النحر، أما الجمعة فتستدعي تناول موضوع محدد مستوفى العناصر واضح
المعالم. فنهيب بإخواننا الخطباء أن يعتنوا بهذا الجانب، فهو أنفع للخلق
وأجمع للقلب. الخطبة والشعرالمنبر لا يشجع على الإكثار من الشعر، وإن كان الخطيب لا بد فاعلاً فأبيات قليلة، فالشعر له مقامه والنثر له مقامه. ونظرا لكثرة الجدل حول هذا المعيار، سطر الفريق العلمي بالمنبر هذه الاسطر: قال ابن عبد البر في التمهيد: ليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم موضع القدوة إلا وقد قال الشعر وتمثل به، أو سمعه فرضيه وذلك ما كان حكمة أو مباحاً من القول، ولم يكن فيه فحش ولا خنى ولا لمسلم أذى. وقال أيضاً عن الشعر: (وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعه وأبو بكر ينشده فهل للتقليد والاقتداء موضع أرفع من هذا ؟! وما استنشده رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنشد بين يديه أكثر من أن يُحصى، ولا ينكر الشعر الحسن أحد من أولي العلم ولا من أولي النهى) وقال: وروينا من وجوه عن ابن سيرين وكان من الورع بمنزلة ذهبت مثلاً أنه أنشد شعراً، فقال له بعض جلسائه: مثلك ينشد الشعر يا أبا بكر. فقال: ويلك يا لكع، وهل الشعر إلا كلام لا يخالف سائر الكلام إلا في القوا في، فحسنه حسن وقبيحه قبيح. قال: وقد كانوا (أي الصحابة) يتذاكرون الشعر قال: وسمعت ابن عمر ينشد: يحب الخمر من مال الندامى ويكره أن تفارقه الفلوس وليس المراد من هذه الأسطر بيان جواز قول الشعر من عدمه. وإنما المراد بيان الحق في مسألة طالما دار حولها نقاش بين الخطباء وطلاب العلم. هل يستشهد بالشعر في الخطبة؟ أم لا؟! فمن الخطباء من يتوسع في ذلك أيما توسع، فترى الخطبة وكأنها قصيدة تخللتها آيات وأحاديث وموعظة. ولا شك أن هذا خلاف فعل النبي وأصحابه. يقول العلامة بكر أبو زيد في "تصحيح الدعاء" ص99: ولا أعرف في خطب النبي ولا في خطب الصحابة رضي الله عنهم الاستشهاد بالشعر ببيت فصاعداً وعلى هذا جرى التابعون لهم بالإحسان. وقد استمرأ بعض الخطباء في القرن الرابع عشر تضمين خطبة الجمعة البيت من الشعر فأكثر، بل ربما صار الاستشهاد بمقطوعات شعرية متعددة وربما كان إنشاد بيت لمبتدع أو زنديق أو ماجن اهـ قال المنبر: والغالب على الشعراء المجون والكذب إلا من استثنى المولى عز وجل. ومن الخطباء من يواظب على الاستشهاد بالشعر في خطبه. بل ويعتقد أنَّ الشعر لا بد منه. وفي مادة الخطابة التي تدرس في الجامعات يتعلم الطلاب ضرورة تدعيم الخطبة بأبيات من الشعر. وفيما تحت أيدينا من المشاركات من خطباء العالم الإسلامي ما يبين أن بعض الإخوة الأفاضل، لا يفارق إنشاد الشعر في كل خطبة. بل قد تخلو بعض خطبهم من الأحاديث والآثار ولا تخلو من أبيات الشعر. يقول العلامة أبو زيد: والمقام في خطبة الجمعة مقام له خصوصيات متعددة يخالف غيره من المقامات، في الدروس، والمحاضرات والوعظ والتذكير وهو مقام عظيم لتبليغ هذا الدين صافياً يجهر فيه الخطيب بنصوص الوحيين الشريفين وتعظيمهما في القلوب والبيان عنهما بما يليق بمكانتهما ومكانة فرائض الإسلام. فلا أرى لك أيها الخطيب للجمعة إلا اجتناب الإنشاد في خطبة الجمعة، تأسياً بالنبي وهو بك أجمل وبمقامك أكمل والله المستعان اهـ قال المنبر: وهذا الذي ذهب إليه العلامة المحقق بكر أبو زيد هو الذي نرتضيه لإخواننا الخطباء، ولكننا رأينا أن لا نجعله معياراً لقبول الخطب أو ردها. ولكننا نهيب بإخواننا الخطباء الاقتصار على نصوص الوحيين ما أمكن وإن كنت أيها الخطيب لا بد فاعلاً فبيت أو بيتين. فقد ثبت أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنشد على المنبر شطر بيت فقال صلى الله عليه وسلم: أشعر بيت قالته العرب: ألا كل ما خلا الله باطل رواه أحمد ومسلم من حديث أبي هريرة. وللشيخ الفاضل/ سعود الشريم إمام وخطيب المسجد الحرام كلام نفيس ننقله برمته من خواطر فضيلته في [وميض من الحرم]: عاب علي أحد طلبة العلم الفضلاء كيف أورد الشعر أحيانا في خطبي، وذكر أن هذا الأمر محدث، ولم يعرف إلا من عصر الحجاج فما بعده. وأن هذا أمر لا ينبغي، فتأدبت معه في الخطاب لسعة علمه ومنزلته. مع قناعتي بأن ما قاله ليس بصحيح، وهو يعلم أنه هو وغيره يأتون في خطبهم بألفاظ لم تكن في خطب النبي ولا خطب أصحابه ولا القرون الأولى المفضلة. ومن ذلك مثلا قول معظم الخطباء ((أقول قولي هذا . .))، وقوله في آخر كل خطبة ((اذكروا الله العظيم يذكركم . .)) وغير ذلك من الألفاظ التي اتخذها جمهور الخطباء عادة، ولو تركها أحد لربما أنكر عليه. ولرد شبهة ذم الشعر في الخطبة أقول وبالله التوفيق: لا شك أن الإكثار من الشعر بحيث يطغى على جوانب أهم منه, كالقرآن والسنة وما هو أنفع من الشعر، قد يكون مذموما ويزداد ذما إذا اشتمل على قبح أو كذب أو فحش أو تفحش، قال الله تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون[سورة الشعراء:224]، وقد قال بعضهم ((أعذب الشعر أكذبه)) وقد قال بعض العلماء لم ير متدين صادق اللهجة يأتي بالعجيب في شعره. وقد قال الشافعي -رحمه الله- في الإكثار من الشعر: ولولا الشعر بالعلماء يزري لكنت اليوم أشعر من لبيد واختلف في ذم الشعر ومدحه، وأحسن ما قيل فيه قول الإمام الشافعي -رحمه الله- حين سُئل عن ذلك فقال: الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، وروي مثل ذلك عن عائشة -رضي الله عنها. والذي يظهر لي أن الخطيب لا بأس أن يستعمل الشعر إذا كان موعظة ظاهرة يُرتدع بها عن خبث الباطن، أوحكمة نادرة يُتعظ بها في كشف السر الكامن، وعلى هذا يحمل قول النبي كما جاء من حديث أبيّ بن كعب أن رسول الله قال: ((إن من الشعر حكمة)) [رواه البخاري]. ومما يدل على ذلك أن النبي ثبت عنه عند مسلم حديث يتعلق بخطبة الجمعة وفيه ((وإن من البيان سحراً)) وقوله هذا فيه تأويلا؛ أحدهما: أنه ذم لأن إمالة للقلوب وصرفها بمقاطع الكلام إليه حتى يكسب من الإثم به كما يكسب بالحسر وبه قال مالك -رحمه الله. والثاني: أنه مدح لأن الله تعالى امتن على عباده بتعليمهم البيان وشبّهه بالسحر لميل القلوب إليه وهذا التأويل هو الصحيح المختار، كما ذكر ذلك النووي -في شرح صحيح مسلم. قلت: فإذا كان البيان يشبه السحر، وقد ذمه بعض أهل العلم كما رأيت على أحد التأويلين، وعلى التأويل الثاني مدح؛ فكان ما يشبه السحر يُعد مدحاً ولو كان في الخطبة، لأن الحديث ورد في الخطبة كما سيأتي قريبا إن شاء الله. فإذا كان الأمر كذلك فإن قوله في الشعر: ((إن من الشعر حكمة)) لا يحتمل تأويلين كما احتمله تأويل البيان، فإن الحديث هنا محكم يدل دلالة واضحة على أن الحكمة قد تنطلق من الشعر، و((من)) هنا للتبعيض ، فيخلص عندنا هنا أن الشعر لا بأس به إذا أتى به في المجامع والمواعظ والخطب بشروطه المذكورة آنفاً. ويؤيد ذلك أنه ثبت في الأحاديث الصحيحة ذكر الأشعار أمام النبي في المسجد النبوي؛ من قبل حسان بن ثابت، وكعب بن زهير، وغيرهما. وليس المنبر في المساجد العادية بأفضل من مسجد رسول الله أو منبره. والعلم عند الله تعالى. اضغط هنا للمشاركة والتعقيب. ومن نافلة القول، أن الخطب المخالفة لأصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ومنهج السلف الصالح لا يلتفت إليها.
يعتمد المنبر في جمع الخطب على المصادر التالية:
عند الحصول على خطب مكتوبة ، سواء من الدواوين المطبوعة أو من الاخوة الخطباء ، تمر الخطب بالمراحل التالية قبل أن تنشر على الموقع : 1) تمر بقسم الانتقاء وتطبيق المعايير ، حيث يتم التالي :
2) يتم تحويل الخطب المنتقاة الى قسم " إدخال البيانات " ليتم التالي :
3) الخطب المستبعدة يتم تحويلها إلى السكرتارية ثم الأرشيف لحفظها . 4) التصحيح اللغوي : بعد إدخال الخطبة على جهاز الحاسوب يتم طباعتها على الورق العادي ، ومن ثم تحويلها للمصحح اللغوي ، والذي يتأكد من سلامة المبنى والمعنى وخلو الخطبة من السقط ، وسلامة الآيات القرآنية والأحاديث من التصحيف والأخطاء المطبعية . وننوي في المستقبل القريب الاهتمام بإعراب الخطب وتشكيلها . 5) يتم بعد ذلك تحويل الخطب إلى طالب علم متخصص لتخريج الأحاديث والآثار إذا لزم الأمر ، والتأكد من عزو الآيات القرآنية عزواً صحيحاً . 6) إعادة إدخال الخطبة في الجهز وإثبات التصحيحات والتعديلات . 7) إدخالها على الموقع alminbar.net . 8) في حالة توفر عدد جيد من الخطب المنتقاة لخطيب ما ، يتم تحويلها إلى قسم الطباعة والإخراج بالتنسيق مع الخطيب لإخراجها ضمن سلسلة البحوث المنبرية . 9) يتم إنتقاء بعض الخطب ( منتقى المنتقى ) لتحويلها لقسم الترجمة ، وحالياً بدأنا بالإنجليزية والاسبانية . 10) أنظر خطوات ومراحل الترجمة .
تمر الخطب الصوتية بعد جمعها بالمراحل التالية : والله ولي التوفيق ،،،،، |