|
مشاركات الخطباء والعلماء
نصيحة الشيخ
عبدالعزيز القاري لخطباء الجمعة |
الحمد لله رب العالمين , والعاقبة للمتقين , والصلاة والسلام على خاتم النبيين , سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين , وبعد :
فما أكثر المنابر اليوم و بعضها يَبني , وكثير منها يهدم , وأكثر المنابر هدماً " الإعلام " .
وهناك والحمد لله : " إعلام إسلامي " بنّاء لكنه قليل , ولا يزال يحبو , ويشتكي من بخل المسلمين وغفلتهم عن قوة تأثير هذه الوسيلة العصرية .
لكنّ " منبر الجمُعة " مجال أشدّ تأثيراً في المجتمعات المسلمة , شُرع في ديننا من أجل توعية المسلمين مرّةً كل أسبوع , فهو منبر يستمدّ قوّته من كونه جزءاً من شعيرة كبرى من شعائر هذا الدين .
وياله من منبر يُضاهي أكثر المنابر الإعلامية والتعليمية قوةً وتأثيراً , بل هو يفوقها في ذلك , إذا أحسن أهله إدارته .
المطلوب من خطيب الجمعة أن يُعالج شؤون مجتمعه الذين يخطب فيهم , فهذا هو أهم هدف ٍ من منبر الجمعة .
أما الخطيب المنعزل عن مجتمعه فإنه يرتكب جُرماً كبيراً إذا عَزَلَ هذا المنبر أيضاً عن شؤون المجتمع وشجونه .
سمعت خطيباً يوماً في ( باديةٍ ) نائية , يتكلّم عن البذخ والإسراف والترف , فقلت له : يا هذا أين البذخ والترف والإسراف , ألا ترى من حولك كلّهم يُعانون من شَظَف العيش وقسوته في هذه البادية النائية , التي لا يوجد بها حتى مكان لبيع الخبز وصُنعه , وقد قال بعض الفقهاء : إنَّ إنشاء مخبز في بلد من فروض الكفاية على أهل البلد .
وسمعت مرةً خطيباً في قرية يقرأ فوق المنبر من كتاب " خطب ابن نَباته " وفي آخر الخطبة دعا لسلطان البرّين وخاقان البحرين السلطان عبد الحميد .
هذا الانعزال عن حركة المجتمع من أكثر مشكلات منبر الجمعة ضرراً ويأتي بعده الفشل في معالجة شؤون المجتمع ومشكلاته .
قد يكون الفشل في الأسلوب , وهذا هو الغالب على الخطباء اليوم , فبعضهم يقع في التكلّف حتى يَفقِدَ كلامُهُ روحَه , ويُصبح مُجرّد قوالب بلاغية , وطنطنات خطابية جوفاء , لا تُسمن ولا تغني من جوع , ولا تروي ظمأ السامعين إلى العلم بالدين والشريعة .
ومن صور التكلّف : الارتفاع بالمستوى العلمي للخطبة إلى حد يُغلقها فتعجز أذهان السامعين عن استيعابها , مع أنّ الواجب على الخطيب أن يَتنبّه إلى أنّ الحاضرين في خطبة الجمعة يُمثّلون جميع المستويات , ففيهم المُثقّفون ولكن غالبهم من عامة الناس .
ومن مشكلات الفشل في الأسلوب " الإهمال " : فبعض الخطباء لا يُهيّئ نفسه للمنبر , ولا يُعدّ لخطبة الجمعة , ويَنتج عن ذلك أن يُصبح كلامه غير مترابط أو يُصبح فقيراً في المعلومات , فقيراً في النصوص من الآيات والأحاديث وكلام السلف .
ومن أثقل نتائج " الإهمال " أن يقع الخطيب في " الثرثرة " , فيُطيل الخطبة إلى حدّ إرهاق السامعين وإِملالِهم , خطبة الجمعة أهم متطلّباتها " تركيزُ الفكرةِ " و " الإيجازُ " ولذلك هي أقرب ما تكون إلى البلاغ .
والإيجاز أصعب من البسط , والتركيز أصعب من الإسهاب .
ومما يُساعد على التركيز والإيجاز تقسيم الموضوع الواحد على خطب متعددة متسلسلة , إذا كان هذا الموضوع هاماً وذا شُعب .
مثلاً : ليس من المعقول أن تُوجَزَ قضايا " الإيمان " في خطبة واحدة .
وكذلك من غير المفيد أن تُجمَع مشكلات الزواج في خطبة واحدة .
ومن صور الفشل أن يَشْغَلَ خطيب الجمعة السامعين بقضايا السياسة العامة طول الوقت ويَغفَل عن الواجبات الأخرى ..
نعم : من لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم , ولا بد من التوعية السياسية , لكن في مجتمع يُعاني من مشكلات أخلاقية كتفشي إدمان المخدرات أو شُرب المسكرات , أو تفشي الفواحش , هم أحوج إلى معالجة مشكلاتهم هذه قبل مخاطبتهم بشؤون الخلافة والحكم , أو قضية فلسطين , ونحوها .
ومن صور الفشل " المبالغةُ " : إن المبالغة في تصوير الداء يؤدي إلى العجز عن وصف الدواء , وإلى الخطأ في التشخيص .
حضرت يوماً خطيباً مُفوّهاً متفنّناً يمتلئ مسجده بالمصلين , لكنّه من سوء حظي تناول ذلك اليوم مسألة الحجاب – حجاب المرأة المسلمة – فشَنّع على المرأة التي تكشف وجهها وكفَيّها وألحقها بالمتبرِّجات الفاسقات وإن غطّت بقية جسدها , وحمل على القائلين بإباحة كشف الوجه ووصفهم بـ ( دعاة الانحلال ) , فوقف شعر رأسي , لأن من يرى إباحة ذلك بعض الصحابة والتابعين , وكثير من الفقهاء , والمسألة مشهورة في كتب الفقه والحديث والتفسير .
وعزمت أن أُنكر عليه بعد الصلاة , فإذا بنصف المصلين يحيطون به بعد الصلاة ويوسعونه إنكاراً واحتجاجاً على وصف نسائهم بالمتبرّجات الفاسقات , وارتفعت الأصوات حتى ارتجّ المسجد , فقلت في نفسي جاءه ما يكفيه .
هل قرأ هذا الخطيب في هذه المسألة أقوال الفريقين من العلماء قديماً وحديثاً ؟ هل قرأ ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره عند قوله تعالى :(( ولا يُبدين زينتهنّ إلا ما ظهر منها .. )) ؟ لا أظنه فعل ذلك ؟ لأنه لو فعل
لا كتشف جلالة قدر العلماء من الطرفين , ولاحتاط في كلامه .
قد تؤدي المبالغة أحياناً في وصف المحن التي حَلّت بالمسلمين اليومَ إلى بثّ روح اليأس والقنوط .
كما تؤدي المبالغة في إطراء الواقع الذي يعيشه المسلمون اليوم وما فيه من بعض الإيجابيات إلى بثّ روح الغفلة والكسل .
ومن أعظم مشكلات خطبة الجمعة " الاستعجال " :
رُوي لي عن خطيب استوقفه أحد المصلين عند عتبة المنبر , وأخبره أن في الخطوط الفلانية , يحصل كذا وكذا من المنكر , فذكر ذلك في خطبته وشنَّ هجوماً واسعاً على تلك الخطوط الجوية الفلانية , ثم تبيّن أن الآفة في الراوي , وأن الخبر غير صحيح , سبحان الله أين ذهب أدب التثبّت (( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا أن تُصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) .
لا يجوز للخطيب أن يتناول أي موضوع على المنبر إلا بعد التَروّي والتثبت , لأن ما يقوله فوق هذا المنبر الديني يُتلقّى بالقبول في الغالب , فعليه أن يعرف قدر هذه المسئولية .
إن خطبة الجمعة فنٌ صعب وخطير , ولا يتقنه وينجح فيه إلا من أوتي حظاً وافراً من العلم والحكمة , والملَكة اللغوية , والملَكة الخطابية والذكاء , والقدرة على الارتجال , لأنه لم يكن من عادة العرب أن يقرأوا الخطبة مكتوبة في ورقة حتى بعد أن تعلّموا الكتابة , هذا من مستحدثات هذا الزمان , وأحياناً يفعل ذلك اليوم من في مقدوره الارتجال , فيقال في مثله :
ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام
ولا أعني بالارتجال ألا يُعدّ لها إعداداً جيداً , فلا بد من التحضير للخطبة كما يُحضِّر المُدرس لدرسه أو أشد .
أحياناً من العناية بالإعداد كنت أكتب الخطبة ثم أحفظها .
أعان الله خطيب الجمعة فقد حُمِّل عبئاً ثقيلاً لا يُحسد عليه .
أخوكم
عبد العزيز القارئ
|
|
نصيحة الشيخ
سلمان العودة للخطباء |
وردتنا هذه المشاركة من أحد الإخوة الذين وقفوا على هذه الكلمة المعبرة لفضيلة الشيخ / سلمان العودة فأرسلها إلى موقعنا جزاه الله خيراً , فجزى الله الشيخ سلمان خير الجزاء , وعوْداً حميداً مباركاً لساحة الوعظ والإرشاد .
المنبر
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة الشيخ :
مهمّة الواعظ والخطيب أن يحرّك عواطف الناس , ويهز قلوبهم , ولا نفع في واعظ خاوي الضمير , جاف الروح , يتحدث ببرود وجفاف .. ويذكر الجنة والنار والموت والقبر وكأنه يعرِض مسألة في الهندسة أو في الحساب !
ومتى شعر المستمع بتفاعل المتكلّم مع قضيّته وجديّته في عرضها أقبلوا إليه وتأثروا به , وقديماً سأل بعض السلف والده : يا أبت ما بالك إذا تحدثت أبكيت الناس بكلام سهل قريب , ويتحدث غيرك فلا يُبكيهم ؟! فقال له :
يا بني لا تستوي النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة !!
وفي صحيح مسلم من صفة النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر رضي الله عنه .
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرّت عيناه , وعلا صوته , واشتدّ غضبه , حتى كأنه منذر جيش يقول : " صبّحكم مسّاكم " .. ويقول : " بُعثت أنا والساعة كهاتين , ويَقرن بين إصبعيه : السبابة والوسطى .
والعاطفة قاسم مشترك بين جميع الناس , ولذلك تجد الذين يستمعون إلى الواعظ أو الخطيب الذي يهز العواطف يفوقون بأضعاف مضاعفة عدد الذين يستمعون إلى متحدث في قضايا علمية بحتة أياً كان موضوعها .
لكن مما يحدث كثيراً أن ينساق الواعظ مع عاطفة الجماهير فتجرّه جراً إلى الاسترسال وراء ما يُحرّك ويثير رغبة في المحافظة على مستوى التأثير وعدد الحضور .
مثلاً : إذا تكلّم الواعظ في اليوم الأول فوُفّق في الحديث , وحرّك القلوب , فبكت العيون , وربما ارتفعت الأصوات اعتبر الواعظ هذا (( نجاحاً )) وهو نجاح .. وأقل ما يُريده هذا الداعية أن يحافظ على هذا (( النجاح )) في اليوم الثاني , بل هو يريد أن يتقدّم خطوة أخرى وأن يكون التأثير أعظم . خاصة وقد زاد الجمع , وتهيّأت النفوس لاستقبال الخضوع والبكاء والنّشيج .. ففي حجب ذلك عنهم نوعٌ من خيبة الأمل ... وهكذا يسير الداعية أحياناً في طريق قد لا يكون أراده تماماً .. لكن ماذا يصنع والناس ينتظرون ويُطالبون ؟
ولذلك يبرز عند بعض الدعاة شيء من المبالغة المفتعلة في تضخيم بعض القضايا ليعظم وَقْعها على السامع ... ولعل من نماذج ذلك مسألة القصص والروايات .
فالقَصص من أكثر وسائل التأثير وفي القصص القرآني وما صحَّ من القصص النبوي وما صح من قصص الصحابة والسلف الصالح غَناء وأي غَناء ولو أن الدعاة تتبعوا ذلك واعتنوا به لكان من وراءه خير كثير , ولكن الملحوظ أن المتحدثين عن القصص المغرقة في الغرابة كثُروا لأنها تَشدّ العامة وتعجبُهم .
و لابد حينئذ أن يتسامح في إسناد القصة فيرويها ولو كانت منكرة واهية الإسناد , أو لا سند لها أصلاً .. وقديماً قال محمد بن الحسن : من طلب العلم بالكلام تزندق , ومن طلب المال بالكيمياء أفلس , ومن طلب غريب الحديث كذب !
وقد تعلل البعض بأن هذه رقائق ليس فيها حلال ولا حرام فيتسامح فيها , وهذا ليس هو المشكل , وإنما المشكل أن تكون هذه القصص والحكايات ديدناً , وأن يتربّى الناس عليها , فيُعرضوا عن العلم الصحيح , وعن التفكير الصحيح ..
وكم من عامّي بنى حكماً شرعياً لا يقبل المناقشة فيه على حكاية موضوعة سمعها من فلان ..!
ومما يزيد الأمر إشكالاً أن بعض الصالحين يُحسنون الظن فيَروون عن كل من لقوا بحجة أن ظاهره العدالة ويقول أحدهم : حدثني الثقة , أو حدثني رجل صالح .
وقد علمنا أن بعض هؤلاء يختلقون القصص والحكايات ثم يأتون إلى صالح فيه غفلة ممن يقبل (( التلقين )) فيَدسّ عليه القصة , فيحدث بها على الملأ .
أحد المبتلين ببعض المعاصي اختلق رواية خلاصتها : أن رجلاً مات ممن يتعاطى تلك المعصية . فلما وُضع في قبره صُرف وجهه عن القبلة .. يعني المعصية نفسها يعملها مختلق القصة , وما مرّ غير وقت يسير حتى حدّث بالقصة على أنها مشاهدة من بعض الثقات .
وكم سمعنا من إنسان يتحدث عن بلدنا بقصص وأخبار ومشاهد عجيبة ويؤكدها بجميع المؤكِدات ويذكر أنها معروفة مستفيضة , وليس في الواقع شيء من ذلك .
لا حاجة بنا إلى حشد عدد هائل من قصص المحتضرين الذين منهم من فعل , ومنهم من فعل , ويذكر عجائب وغرائب .. وعندنا كتاب الله وسنّة رسوله حسبنا .
وإذا أحب المتحدث التنويع – ولا بد – فإلى القصص الموثوقة المعروفة الأسانيد كبعض الروايات التي ذكرها الإمام الربعي في كتابه : (( وصايا العلماء عند حضور الموت )) وما أشبهه .
على أن ينتقي منها ما صحّ سنده وسلِم متنه وبَعُد عن التهويل والنّكارة . وإذا أحب الحديث عن القبر وعذابه ونعيمه فليَكْتف بسياق الآية الكريمة التي تجعل المؤمن يقطع بذلك ويجزم به , ثم يسوق من روايات السنة الصحيحة وأخبارها وقصصها ما يُليّن القلوب . وليختر مثلاً مما في كتاب البيهقي (( إثبات عذاب القبر )) أو مما في الكتب الستة أو سواها .
أما الاسترسال مع قصص فلان الذي حدَث له كذا وحدث له كذا , وربط إيمان الناس بهذه القصص فهو أمر غير جيد . ويكفي في إيمان الناس أن يؤمنوا بما في الكتاب والسنة ويكفي في تحريك قلوبهم قوارع القرآن وزواجره
" فبأيّ حديث بعده يؤمنون " ؟
ومما يُبرز أهمية ذلك أن الدروس والمواعظ أصبحت تُسجل وتنتقل من مكان إلى آخر , ومن طبقة إلى أخرى وهذا اللون من الحديث إن فُرض جدلاً أنه يُلائم فئة من الناس فإن من المؤكد أن من المصلحة حجبه عن فئات كثيرة .
أليس من المحزن أن البعض يَنفعِلون عند هذه القصص وتأخذهم القشعريرة .. وتمرّ بهم آيات الوعيد التي تُزلزل الجبال فلا تهز منهم وجداناً ولا تحرك فيهم عاطفة ؟
إن في الأمر خللاً نساهم نحن أحياناً من حيث لا نشعر في تعميقه , وواجب على الدعاة أن يُصححوا الأمر , ويكتفوا بالكتاب والسنة والروايات المسندة التي يُعرف رواتها بأشخاصهم , ويدعوا عنهم الرواية عن (( المجهولين )) ولو سمّاهم البعض (( ثقات )) فقد يكونون ثقات عنده متروكين عند غيره , والله أعلم .
سلمان العودة
|
|
نصيحة الشيخ
طايس الجميلي |
لا تملك وسيلة إعلام السلطان الذي يملكه خطيب الجمعة فلو رصدنا أعداد المسلمين المترددين على المساجد يوم الجمعة وعدد المنابر والإنصات التام والتسليم المطلق لصوت المنبر أدركنا قوة السلاح الذي بأيدينا ولو أحْسنّا استخدامه على الوجه الذي شُرِع من أجله لتغيّر حال المسلمين .
ويتجلّى هذا المقصد بوضوح حين تُقارن بين جُلَساء وسائل الإعلام من مِذياع وتِلفاز كم منهم يُنصت ويستمع ويَتعبّد بهذا الإنصات وبين المصلّين في المساجد والمنصتين لخطبة الجمعة لوجدنا أن الإنصات والتفاعل ( سلْباً وإيجاباً ) يكاد يصل إلى 90% في حين لا تجد في جُلَساء الوسائل الأخرى من ينصت إلا في
حدود 10-15 % ! .
نصيحتي للخطباء الشباب تتلخّص فيما يلي :
أ- ضرورة الإعداد الجيّد للخطبة .
ب- بناء هذا الإعداد على رصد واقع المسلمين ومعايشتهم اليوميّة للأحداث .
ت- حسن الاستدلال بواقع أمم الكفر المُتردّي ولا بأس من تحصيل الأرقام والإحصائيات .
ث- التفاؤل وحسن الظن بالله وحسن الثقة والاطمئنان بوعده .
ج- إعطاء المظهر والصوت حقّهما في الخطبة .
ح- التأكّد من الآيات والأحاديث موضع الاستدلال .
محاذير يجب مراعاتها للخطيب :
1- عدم الخوض في الأمور الخلافية . إذ أنّ في المتفق عليه من المنكرات ما يستغرق أعمارنا وجهودنا .
2- عدم التعرّض للأشخاص والهيئات بالأسماء .
3- لا يسوغ الإغراق في المديح للأشخاص والهيئات إلا بِقدْر ما يقتضيه الحال للموقف لا للشخص .
4- يَحسُن الدعاء لولاة أمور المسلمين بلا تجاوزٍ ولا تعدٍ وبدون ذكر الأسماء أيضاً .
طايس الجميلي - قطر
|
|
نصيحة الشيخ
محمد عياش الكبيسي |
أخي الخطيب وأنت تقوم بدورك المبارك ..
تذكر معي :
أولاً : أنك على ثغرة من ثُغَر الإسلام
فإيّاك أن نؤتى من قِبَلك . غن شعورك
الجاد بمسئوليتك في هذا الإرث النبوي
واجبك الأول وخطوتك الأولى في طريق
الدعاة المباركين .
ثانياً : أنني بحاجة إليك كما أنك
بحاجة إليّ . فلنكن كاليدين تُنظّف
إحداهما الأخرى . وإننا أغصان في أصل
واحد (( يُسقى بماء واحد )) فلنتواصل
القدَم بالقدَم والكتف بالكتف .
ثالثاً : إن المراجعة والتقويم من
خلال قياس صدى كلماتنا في نفوس الناس
أصبح ضرورة لمواكبة المرحلة الحرجة
التي نَمُرّ بها وزاداً في طريق
الدعوة وسلاحاً في ساحة الصراع
الفكري الخطير .
إن إخوانك في هذا المنبر قد تنبّهوا -
بفضل الله – لهذه النقاط الثلاثة
فتنادوا لرأب الصدع وسد الثغرة .. وهم
يدعونك لتكون لَبِنة في هذا البناء
ومجاهداً في هذا الصف بالكلمة
الصادقة والمشاركة الفاعلة والموقف
النبيل .. والله يرعاك .
الدكتور : محمد عياش الكبيسي
- جامعة قطر
|
|
|
|
|
|