|
||
. |
||
التشاؤم والطيرة: ثالثاً: الحكمة من النهي عن التشاؤم والطيرة: الصفحة السابقة الصفحة التالية |
||
|
||
ثالثا: الحكمة من النهي عن التشاؤم والطيرة: قال ابن القيم رحمه الله: "وسِرُّ هذا أن الطيرة إنما تتضمن الشرك بالله تعالى، والخوف من غيره، وعدم التوكل عليه والثقة به، كان صاحبها غرضاً لسهام الشر والبلاء، فيتسرّعُ نفوذها فيه لأنه لم يتدرَّع من التوحيد والتوكل بجُنة واقيةٍ، وكل من خاف شيئاً غير الله سُلِّط عليه، كما أن من أحب مع الله غيره عُذِّب به، ومن رجا مع الله غيره خُذِل من جهته. وهذه أمورٌ تجربتها تكفي عن أدلَّتها"([1]). وقال أيضا: "فأوضح صلى الله عليه وسلم لأمته الأمر، وبيّن لهم فساد الطيرة؛ ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علامةً، ولا فيها دلالةً، ولا نصبها سبباً لما يخافونه ويحذرونه، لتطمئن قلوبهم، ولتسكن نفوسهم إلى وحدانيته تعالى التي أرسل بها رسله، وأنزل بها كتبه، وخلق لأجلها السموات والأرض، وعَمَر الدارين الجنة والنار، فبسبب التوحيد ومن أجله جعل الجنة دار التوحيد وموجباته وحقوقه، والنار دار الشرك ولوازمه وموجباته، فقطع صلى الله عليه وسلم عَلَقَ الشرك من قلوبهم لئلا يبقى فيها علقةٌ منها، ولا يتلبّسوا بعملٍ من أعمال أهله ألبتة"([2]).
|
||
|
||
. |