|
||
. |
||
الشيعة الاثنا عشرية: سادساً: عقيدة الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في القرآن الكريم: (صفحة البحث) الصفحة السابقة الصفحة التالية |
||
|
||
سادساً: عقيدة الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في القرآن الكريم: فنقول ـ إخواني في الله ـ: القرآن الكريم هو المنزل من عند الله تعالى على قلب الإمام المعصوم الأوحد عند أهل السنة والجماعة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، المعجز في أسلوبه ونظمه، الذي فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم، والصراط المستقيم الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به ألسنة الضعفاء، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق من كثرة الترديد، ولا تنقضي عجائبه، من قال به ـ إخواني في الله ـ صدق، ومن عمل به أجر، ومن حكم به عدل، ومن دعي إليه هدي إلى صراط مستقيم، والذي تحدى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فصحاء العرب، وأرباب البلاغة وفرسان اللغة، إنه القرآن الكريم ـ إخواني في الله ـ الذي يعتقد فيه أهل السنة والجماعة بأنه كلام الله، الذي أنزله على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم، من اعتقد أن فيه حرفاً زائداً أو ناقصاً فهو مرتد، قد خلع ربقة الإسلام من عنقه، ولا يقبل الله منه عدلاً ولا صرفاً يوم القيامة، هذا اعتقاد أهل السنة في هذا القرآن، فماذا تعتقد الشيعة الإمامية الاثنا عشرية في هذا القرآن؟ أقول ـ إخواني في الله ـ: إنهم يعتقدون أن القرآن الكريم قد وقع فيه التحريف والتبديل، والزيادة والنقص، بل إن الذي نقص هو ما يعادل ضعفي القرآن الموجود بين يدي أهل السنة، وأن الذي قام بهذه الجريمة بزعم الشيعة هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسهم أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين، واستمع ـ أخي في الله ـ إلى الدكتور عدنان الوايل وهو من شيعة الكويت، كيف يحرف القرآن الكريم، أمام جموع من الشيعة في كلمة له، حينما قرأ قول الله تعالى: {يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة:67]، حيث حرفها هذا الشيخ فحذف قوله تعالى: {مِن رَّبّكَ} ووضع مكانها قوله في علي اعتقاداً من الشيعة بأن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم هم الذين قاموا بذلك، فاستمع ماذا يقول: "الشوق يحدونا، الشوق هو الذي جاء بنا إلى هذا المكان، لا لكي نحتفل، ولكن لكي نجدد العهد بالولاية بسيدي ومولاي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سلام الله عليه. عندما نزلت الآية: {يَـٰأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَٱللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِ}". فهذه روايات الشيعة التي تجاوزت أكثر من ألفي رواية منتشرة في كتبهم المعتمدة والأصلية، التي تصرح بتحريف القرآن الكريم، الذي هو بين يدي أهل السنة والجماعة، وقد نقل هذا الكفر وهذه الزندقة مشاهير أئمتهم وكبار شيوخ طريقتهم الضالة ومنهم إمامهم الأول الذي قال بتحريف القرآن هو علي بن إبراهيم القمي، وقد ذكر أن القرآن محرف في مقدمة تفسيره (1/36-37) طبعة دار السرور في بيروت حيث يقول إمامهم: "وأما ما هو على خلاف ما أنزل فهو قوله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ} [آل عمران:110]، فقال أبو عبد الله عليه السلام لقارئ هذه الآية: خير أمة، يقتُلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي عليهم السلام؟! فقيل له: وكيف نزلت يا ابن رسول الله؟ فقال: إنما نزلت: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}" انتهى كلامه من تفسيره. إمامهم الثاني ـ إخواني في الله ـ الذي قال بتحريف القرآن هو نعمة الله الجزائري، هذا المجرم الذي صرح بتحريف القرآن الكريم، على يد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث يقول في كتابه الأنوار النعمانية (1/97) ما نصه: "ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة، فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم قد غيروا وبدلوا ـ يقصد هنا الخبيث أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ في الدين ما هو أعظم من هذا، كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين" انتهى كلامه من كتابه الأنوار النعمانية. ننتقل إلى إمامهم الثالث، الذي قال بتحريف القرآن وهو الفيض الكاشاني وهو من كبار مفسريهم ـ إخواني في الله ـ وصاحب كتاب الصافي، وهو من منشورات مكتبة الصدر في طهران بإيران، والذي بدأ كتابه باثنتي عشرة مقدمة، ذكر في المقدمة السادسة أن القرآن محرف، وجعل لهذه المقدمة عنوان: هو المقدمة السادسة في نبذ مما جاء في جمع القرآن وتحريفه وزيادته ونقصه وتأويل ذلك" انتهى. وقال أيضاً في تفسيره السابق (1/49) ما نصه: "والمستفاد من هذه الأخبار وغيرها من الروايات من طريق أهل البيت عليهم السلام أن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه ـ يعني ما هو كامل ـ كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة، منها اسم علي عليه السلام في كثير من المواضع، ومنها لفظة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم غير مرة، ومنها أسماء المنافقين في مواضعها"، طبعاً يعني بالمنافقين هنا هم الصحابة رضوان الله عليهم إلى أن قال: "ومنها غير ذلك وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم" انتهى كلامه. ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم الرابع الذي قال بتحريف القرآن، وهو أبو منصور أحمد بن منصور الطبرسي، وهو كذلك قد صرح بتحريف القرآن الكريم على أيدي الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، حيث يقول في كتابه الاحتجاج (1/249) ما نصه: "إن الكناية عن أسماء أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى، وإنها من فعل المغيرين والمبدلين الذين جعلوا القرآن عضين، واعتاضوا الدنيا من الدين" انتهى. ويقول كذلك في كتابه المذكور آنفاً (1/254) ما نصه: "ولو شرحت لك ما أسقط وحرف وبدّل ـ يعني في القرآن الكريم ـ مما يجري هذا المجرى لطال، وظهر ما تحضر التقية إظهاره من مناقب الأولياء ومثالب الأعداء" انتهى كلامه. ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم الخامس الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن باقر المجلسي، الذي بوب في كتابه "بحار الأنوار" (89/66) باباً بعنوان: "باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله" انتهى كلامه. وبالمناسبة ـ إخواني في الله ـ هذا الكتاب بحار الأنوار يتكون من مائة وعشر مجلد قام بجمعها هذا الرجل المجلسي وهو شيخ الدولة الصفوية، عامله الله بعدله وبما يستحق. ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم السادس الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن محمد النعمان والملقب بالمفيد، الذي قال في كتابه أوائل المقالات (ص48، 49) ما نصه: "واتفقوا ـ يعني أئمة الشيعة ـ أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم" انتهى. ويعني هنا بأئمة الضلال الصحابة رضوان الله عليهم. وقال أيضاً في كتابه السابق (ص525) ما نصه: "إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن، وما أحدثه الظالمون فيه من الحذف والنقصان"، ويقصد أيضاً هنا بالظالمين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين. ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم السابع الذي قال بتحريف القرآن وهو أبو الحسن العاملي الذي قال في المقدمة الثانية لتفسيره مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار (ص36) ما نصه: "اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة وغيرها، أن هذا القرآن الذي في أيدينا، قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء من التغييرات، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات" انتهى كلامه. ننتقل إلى إمامهم الثامن الذي قال بتحريف القرآن وهو سلطان محمد بن حيدر الخرساني والذي قال في كتابه بيان السعادة في مقامات العبادة، (1/12) ما نصه: "اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه ـ يعني: القرآن الكريم ـ بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم ـ يعني من أصحاب رسول الله ـ" انتهى كلامه. إمامهم التاسع الذي قال بتحريف القرآن هو مرزا حسين النوري الطبرسي والذي ألف كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" في عام 1292 للهجرة، وقد حصل لهذا الكتاب ضجة كبيرة بين أوساط علماء الشيعة؛ لأن خروج مثل هذا الكتاب يكون حجة لخصوم الاثنا عشرية، فقام مرزا حسين هذا المدعو بتأليف كتابه الثاني، الذي يدافع فيه عن كتابه الأول، وسماه "رد بعض الشبهات عن فضل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" وكان تأليف هذا الكتاب قبل هلاك هذا المجرم بسنتين تقريباً. وقد ذكر الطبرسي في مقدمة كتابه فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب ما نصه حيث يقول: "وبعد: فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تقي النور الطبرسي، جعله الله من الواقفين ببابه، المتمسكين بكتابه، هذا كتاب لطيف وسفر شريف في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان ـ يعني: الصحابة رضوان الله عليهم ـ وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، وجعلت له ثلاث مقدمات وبابين، وأودعت فيه من بدائع الحكمة ما تقر به كل عين" انتهى كلامه عياذاً بالله تعالى. ننتقل ـ إخواني في الله ـ إلى إمامهم العاشر الذي قال بتحريف القرآن وهو محمد بن يعقوب الكليني، والذي ذكر في أصول الكافي في كتاب الحُجة، (1/284) ما نصه: "عن جابر قال: سمعت أبي جعفر عليه السلام يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما أنزل الله تعالى إلا علي بن أبي طالب عليه السلام، والأئمة من بعده عليهم السلام" يعني: جمع القرآن في عقيدتهم محصور في علي بن أبي طالب والأئمة الإحدى عشر من بعده، أما الصحابة الذين حفظوا هذا القرآن فهؤلاء لا يؤمنون بهذا الجمع ولا بهذا القرآن الذي يعتقده أهل السنة والجماعة. ننتقل ـ أحبتي في الله ـ إلى إمامهم الحادي عشر الذي قال بتحريف القرآن، وهو محمد بن مسعود والمعروف بالعياشي، حيث ذكر في تفسيره المشهور (1/25) ما نصه: "عن أبي عبد الله أنه قال: لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمَّين" انتهى، أي: لو لم يحرف القرآن الكريم بزعمهم، لوجدت أسماء الأئمة الاثني عشر موجودة. أقول: إخواني في الله، إذاً لماذا تقرأ الشيعة الاثنا عشرية القرآن الذي بين أيدي أهل السنة والجماعة، مع اعتقادهم بأنه محرف، وكثير من أهل السنة يرون عامة الشيعة، إن لم يكن جل الشيعة يقرؤون القرآن وأهل السنة ينظرون إليهم؟! فكيف يقرؤون وهم يعتقدون أنه محرف. أقول: هذا السؤال الذي يسأله أهل السنة يجيب عليه إمامهم ومرجعهم نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية (2/360) حيث يقول هذا الإمام جواباً على سؤال أهل السنة ما نصه: "فإن قلت: كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير قلت: قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام ـ يعني: الأئمة ـ أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها، والعمل بأحكامه، حتى يظهر مولانا صاحب الزمان، فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس، ويخرج القرآن الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام، فيقرأ ويعمل بأحكامه" انتهى كلامه. إذاً الجواب واضح حينما يسأل أهل السنة والجماعة: لماذا تقرأ الشيعة هذا القرآن المحرف عندهم؟! لأن أئمتهم أمروهم بهذا، حتى يخرج صاحب السرداب محمد بن الحسن العسكري، فينزع هذا القرآن ويرفعه، ثم يخرج القرآن الذي جمعه علي بن أبي طالب، فيحكم به الأرض عياذاً بالله تعالى من هذا الكفر ومن هذا النفاق. |
||
|
||
. |