الملف العلمي للمولد النبوي

.

   المولد النبوي : ثالثاً: المولد النبوي ومظاهر الاحتفال به:                                الصفحة السابقة                 الصفحة التالية

 

ثالثاً: المولد النبوي ومظاهر الاحتفال به:

المولد هو وقت الولادة، والمراد به هنا: إقامة احتفالٍ بوقت ولادة النبي صلى الله عليه وسلم، وإظهار الفرح والسرور بذلك.

ويكون ذلك عادة بإقامة الولائم التي يصاحبها إقامة مجالس لقراءة الكتب التي ألّفت من أجلها، وهي مشتملة على ذكر مولده صلى الله عليه وسلم، وما صاحب ذلك من أحداث، وذكر شمائله، ومعجزاته، وتعداد أهل بيته، ومناقبهم.

يقول صاحب رسالة (حول الاحتفال): "إننا نقول بجواز الاحتفال بالمولد الشريف والصلاة والسلام عليه، وسماع المدائح التي تقال في حقّه، وإطعام الطعام، وإدخال السرور على قلوب الأمة"([1]).

ويقول: "فلو اجتمعنا على شيء من المدائح التي فيها ذكر الحبيب صلى الله عليه وسلم وفضله وجهاده وخصائصه، ولم نقرأ قصة المولد النبوي التي تعارف الناس على قراءتها، واصطلحوا عليها؛ حتى ظن بعضهم أنّ المولد النبوي لا يتم إلا بها، ثم استمعنا إلى ما يلقيه المتحدثون من مواعظ وإرشادات، وإلى ما يتلوه القارئ من آيات، أقول: لو فعلنا ذلك فإن ذلك داخل تحت المولد النبوي، ويتحقق به معنى الاحتفال بالمولد النبوي الشريف"([2]).

فيتلخّص من هذا كله أن من مظاهر الاحتفال:

1-   ذكر مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وما صاحب ذلك من أحداث مزعومة.

2-   ذكر أمور حدثت له ما بين ولادته إلى ما قبل بعثته.

3-   ذكر سيرته ومعجزاته وغزواته.

4-   ذكر زوجاته وأولاده وسائر أهل بيته.

وأكثر هذه الأمور لا يترتب على ذكرها حكم شرعي يندب إليه.

ومن أعظم ما يلاحظ على هذا إغفال بيان ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الفرائض والواجبات، التي هي مناط الاتباع، الذي هو دليل المحبة.


 


([1]) حول الاحتفال بالمولد النبوي الشريف (ص 4).

([2]) حول الاحتفال (ص 22-23).

 

.