|
||
. |
||
أشراط الساعة الصغري: 1-6: الصفحة السابقة الصفحة التالية (عناصر البحث) |
||
|
||
1- بعثة النبي صلى الله عليه وسلم: عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بعثتُ أنا والساعة كهاتين)) وقرن بين السبابة والوسطى[1] . قال القرطبي رحمه الله: "أولها النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنّه نبي آخر الزمان، وقد بعث وليس بينه وبين القيامة نبي"[2]. 2- موت النبي صلى الله عليه وسلم: عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: ((اعدُد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا))[3]. عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: ((اعدُد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كقعاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا))[4]. وقد تمّ فتح بيت المقدس في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة خمس عشرة من الهجرة[5] . عن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أدم فقال: ((اعدُد ستًّا بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس، ثم موتان يأخذ فيكم كعُقاص الغنم، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظلّ ساخطا، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كلّ غاية اثنا عشر ألفا))[6]. قال ابن حجر رحمه الله: "قوله: ((كعُقاص الغنم)) بضم العين المهملة وتخفيف القاف وآخره مهملة، هو داء يأخذ الدواب، فيسيل من أنوفها شيء، فتموت فجأة. ويقال: إن هذه الآية ظهرت في طاعون عمواس في خلافة عمر، وكان ذلك بعد فتح بيت المقدس"[7]. عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، القاعد فيها خير من القائم، والماشي فيها خير من الساعي، فكسّروا قسيَّكم، وقطّعوا أوتاركم، واضربوا سيوفكم بالحجارة، فإن دخل ـ يعني على أحد منكم ـ فليكن كخير ابني آدم))[8]. وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة، فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقّا عليه أن يدلّ أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شرّ ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها، وتجيء الفتنة، فيرقّق بعضها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحبّ أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه))[9]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافراً، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا))[10]. قال النووي رحمه الله: "معنى الحديث: الحثّ على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذّرها، والاشتغال عنها بما يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة المتراكمة، كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر. ووصف صلى الله عليه وسلم نوعاً من شدائد تلك الفتن، وهو أنه يمسي مؤمنا ثم يصبح كافرا، أو عكسه ـ شك الراوي ـ وهذا لعظم الفتن، ينقلب الإنسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب. والله أعلم"[11]. وظهور الفتن يكون من المشرق، كما دلت النصوص على ذلك: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستقبل المشرق يقول: ((ألا إن الفتنة هاهنا، ألا إن الفتنة هاهنا، من حيث يطلع قرن الشيطان)) [12] . قال ابن حجر رحمه الله: "وأول الفتن كان منبعها من قبل المشرق، فكان ذلك سبباً للفرقة بين المسلمين، وذلك مما يحبه الشيطان ويفرح به، وكذلك البدع نشأت من تلك الجهة"[13]. ومن الفتن التي وقعت مقتل الخلفية الراشد عثمان رضي الله عنه[14]، وموقعة الجمل[15]، وموقعة صفين، وظهور الخوارج، وموقعة الحرَّة، وفتنة القول بخلق القرآن. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، وتكون بينهما مقتلة عظيمة، ودعواهما واحدة))[16]. وقد وقعت الحرب بين الطائفتين في الواقعة المشهورة بـ(صِفِّين) في ذي الحجة سنة ست وثلاثين من الهجرة، وكان بين الفريقين أكثر من سبعين زحفاً، قتل فيها نحو سبعين ألفاً من الفريقين[17]. وعن حذيفة رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: أيّكم يحفظ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال، قال: هات إنك لجريء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))، قال: ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: يا أمير المؤمنين، لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابا مغلَقا، قال: يفتح الباب أو يكسر؟ قال: لا، بل يكسر، قال: ذاك أحرى أن لا يغلق، قلنا: علم عمر الباب، قال: نعم، كما أن دون غدٍ الليلة، إني حدّثته حديثا ليس بالأغاليط، فهبنا أن نسأله، وأمرنا مسروقا فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر[18]. وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على أطم من آطام المدينة فقال: ((هل ترون ما أرى؟)) قالوا: لا، قال: ((فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر))[19]. قال النووي رحمه الله: "والتشبيه بمواقع القطر في الكثرة والعموم، أي: أنها كثيرة تعم الناس، لا تختصّ بها طائفة، وهذا إشارة إلى الحروب الجارية بينهم، كوقعه الجمل وصفين والحرة ومقتل عثمان ومقتل الحسين رضي الله عنهما وغير ذلك. وفيه معجزة ظاهرة له صلى الله عليه وسلم"[20]. وقال ابن حجر رحمه الله: "وإنما اختصّت المدينة بذلك لأن قتل عثمان رضي الله عنه كان بها، ثم انتشرت الفتن في البلاد بعد ذلك، فالقتال بالجمل وبصفين كان بسبب قتل عثمان، والقتال بالنهروان كان بسبب التحكيم بصفين، وكلّ قتال وقع في ذلك العصر إنما تولّد عن شيء من ذلك، أو عن شيء تولّد عنه، ثم إن قتل عثمان كان أشدّ أسبابه الطعن على أمرائه، ثم عليه بتوليته لهم، وأوّل ما نشأ ذلك من العراق وهي من جهة المشرق"[21]. عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لأحدثنّكم حديثا لا يحدّثكم أحد بعدي، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل))[22]. وعن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم))[23]. قال ابن بطال رحمه الله: "هذا كلّه إخبار من النبي بأشراط الساعة، وقد رأينا هذه الأشراط عياناً وأدركناها، فقد نقص العلم وظهر الجهل"[24]. قال ابن حجر رحمه الله معقباً على ذلك: "الذي يظهر أن الذي شاهده كان منه الكثير مع وجود مقابله، والمراد من الحديث استحكام ذلك، حتى لا يبقى مما يقابله إلا النادر، وإليه الإشارة بالتعبير بقبض العلم، فلا يبقى إلا الجهل الصرف، ولا يمنع من ذلك وجود طائفة من أهل العلم لأنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك"[25]. وقبض العلم يكون بقبض العلماء، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا))[26]. قال النووي رحمه الله: "هذا الحديث يبيّن أنّ المراد بقبض العلم في الأحاديث السابقة المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه، ولكن معناه أنه يموت حملته، ويتّخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالاتهم، فيضلون ويضلون"[27]. والمراد بالعلم هنا علم الكتاب والسنة، وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام، فإن العلماء ورثة الأنبياء، وأما علم الدنيا فإنه في زيادة، وليس هو المراد في الأحاديث بدليل قوله عليه السلام: ((فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا))، والضلال إنما يكون عند الجهل بالدين. قال الشيخ حمود التويجري رحمه الله: "فأما العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم وأئمة العلم والهدى من بعدهم فقد هجره الأكثرون، وقلّ الراغبون فيه والمعتنون به، وقد انصرفت همم الأكثرين إلى الصحف والمجلاّت وما شاكل ذلك مما كثير منه مشتمل على الجهل الصرف الذي قد ظهر في زماننا، وثبت فيه، وبثّ في مشارق الأرض ومغاربها غاية البثّ، ونثر بين الخاصة والعامة غاية النثر، وشغف به الكثير من الناس، وسمّوه العلم والثقافة والتقدّم، ومن يعتني به هو المهذّب المثقّف عندهم، وقد زاد الحمق والغرور ببعض السفهاء حتى أطلقوا على المعتنين بالعلوم الشرعية اسم الرجعيّين، وسموا كتب العلم النافع الكتب الصفراء، تحقيراً لها وتنفيراً منها"[28]. ولا يزال العلم ينقص والجهل يكثر حتى لا يعرف فرائض الإسلام، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يَدْرُس الإسلام كما يدرُسُ وَشْيُ الثوب، حتى لا يُدرى ما صيام ولا صلاة ولا نسك ولا صدقة، وليسرى على كتاب الله عز وجل في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية، وتبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير والعجوز، يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة: لا إله إلا الله، فنحن نقولها))، فقال له صلة: ما تغني عنهم لا إله إلا الله وهم لا يدرون ما صلاة ولا صيام ولا نسك ولا صدقة؟! فأعرض عنه حذيفة، ثم ردّها عليه ثلاثا، كلّ ذلك يعرض عنه حذيفة، ثم أقبل عليه في الثالثة فقال: يا صلة، تنجيهم من النار ثلاثا[29]. وأعظم من هذا أن لا يذكر اسم الله تعالى في الأرض، فعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله))[30]. قال ابن كثير رحمه الله: "في معنى هذا الحديث قولان: أحدهما: أن معناه أن أحداً لا ينكر منكراً، ولا يزجر أحداً إذا رآه قد تعاطى منكراً، وعبر عن ذلك بقوله: ((حتى لا يقال: الله الله))، كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: ((فيبقى فيها عجاجة، لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا))[31]. القول الثاني: حتى لا يذكر الله في الأرض، ولا يعرف اسمه فيها، وذلك عند فساد الزمان، ودمار نوع الإنسان، وكثرة الكفر والفسوق والعصيان "[32].
[1] أخرجه البخاري في الطلاق، باب: اللعان (5301)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2950). [2] التذكرة في أحوال الموتى وأمور ا لآخرة (ص626). [3] أخرجه البخاري في الجزية، باب: ما يحذر من الغدر (3176). [4] أخرجه البخاري في الجزية، باب: ما يحذر من الغدر (3176). [5] ينظر: البداية والنهاية لابن كثير (7/55-57). [6] أخرجه البخاري في الجزية، باب: ما يحذر من الغدر (3176). [7] فتح الباري (6/278). وينظر في تفصيل الحادثة: البداية والنهاية (7/90). [8] أخرجه أحمد (4/408)، وأبو داود في الفتن والملاحم، باب: النهي عن السعي في الفتنة (4259)، وابن ماجه في الفتن، باب: التثبت في الفتنة (3961)، وصححه الحاكم (4/440)، والألباني في الصحيحة (1535). [9] أخرجه مسلم في الإمارة (1844). [10] أخرجه مسلم في الإيمان (118). [11] شرح صحيح مسلم(2/133). [12] أخرجه البخاري في الفتن، باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الفتنة من قبل المشرق)) (7093)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2905) واللفظ له. [13] فتح الباري (13/47). [14] ينظر تفصيل ذلك في البداية والنهاية (7/170-191). [15] ينظر تفصيل ذلك في فتح الباري (13/54-59). [16] أخرجه البخاري في الفتن، باب: خروج النار (7121)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (157) واللفظ له. [17] ينظر: فتح الباري (13/86). [18] أخرجه البخاري في العلم، باب: رفع العلم وظهور الجهل (81)، ومسلم في العلم (2671). [19] أخرجه البخاري في الفتن، باب: قول انبي صلى الله عليه وسلم: ((ويل للعرب)) (7060)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (2885). [20] شرح صحيح مسلم (18/7-8). [21] فتح الباري (13/13). [22] أخرجه البخاري في المناقب، باب: علامات النبوة (3586) واللفظ له، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (144). [23] أخرجه البخاري في الفتن، باب: ظهور الفتن (7063)، واللفظ له، ومسلم في العلم (2672). [24] شرح صحيح البخاري (10/13). [25] فتح الباري (13/16). [26] أخرجه البخاري في العلم، باب: كيف يقبض العلم (100)، ومسلم في العلم (2673). [27] شرح صحيح مسلم (16/223-234). [28] إتحاف الجماعة (2/94). [29] أخرجه ابن ماجه في الفتن، باب: ذهاب القرآن والعلم (4049)، ونعيم بن حماد في الفتن (1665)، والداني في السنن (4/824)، قال البوصيري: "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات"، وصححه الحاكم (4/473)، وقوى إسناده ابن حجر في الفتح (13/16)، وصححه الألباني في الصحيحة (87). [30] أخرجه مسلم في الإيمان (148). [31] أخرجه أحمد (2/210)، وفيه عنعنة الحسن البصري، وأخرجه الحاكم (4/435) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن سمعه من عبد الله بن عمرو"، قال الهيثمي في المجمع (8/13): "رواه أحمد مرفوعا وموقوفا، ورجالهما رجال الصحيح". [32] النهاية في الفتن والملاحم (1/186). |
||
|
||
. |