|
||
. | ||
ملخص أحكام العيد وآدابه: ثالثًا: بعض البدع والمنكرات التي تحدث في الأعياد: قائمة محتويات هذا الملف |
||
|
||
بعض البدع والمنكرات التي تحدث في الأعياد: 1- اعتقاد البعض مشروعية إحياء الليلة العيد: حيث يعتقد بعض الناس مشروعية إحياء ليلة العيد، ويتناقلون في ذلك حديثاً لا يصح وهو أن من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب. وهذا حديث لا يصح، جاء من طريقين أحدهما موضوع والآخر ضعيف جداً([1]). فلا يشرع تخصيص ليلة العيد بذلك من بين سائر الليالي، بخلاف من كان عادته القيام في غيرها فلا حرج إن قامها من غير تخصيص. 2- زيادة المقابر في يومي العيدين: وهذا مع مناقضته لمقصود العيد وشعاره من البشر والفرح والسرور، وما فيه من تجديد الأحزان والأتراح، ومخالفته هديه صلى الله عليه وسلم وفعل السلف، فإنه في عموم نهيه صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور عيداً، إذ إن قصدها في أوقات معينة، ومواسم معروفة من معاني اتخاذها عيداً، كما ذكر أهل العلم([2]). 3- اختلاط النساء بالرجال في المصلى والشوارع وغيرها، ومزاحمتهن الرجال فيها: وفي ذلك فتنة عظيمة وخطر كبير، فالواجب على ولاة الأمور تحذيرهن من ذلك السلوك واتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك ما أمكن، كما ينبغي على الرجال والشباب عدم الانصراف من المصلى أو المسجد إلا بعد تمام انصرافهن. 4- خروج بعض النساء متعطرات متجملات سافرات: فمثل هؤلاء النسوة على خطر عظيم، ولا ينلن من سعيهن إلا الوزر والحرمان، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((إذا استعطرت المرأة فخرجت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا))([3]). أي زانية، وثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صنفان من أهل النار لم أرهما، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)). فالواجب على أولياء النساء أمرهن بالتستر والحجاب والتزام آداب الخروج من البيت، وتحذيرهن من التعرض لسخط الله إن فعلن ذلك. فإن لم يلتزمن بأحكام الشرع وجب عليهم منعهن من الخروج منعاً لفتنتهن ودرءاً لإفسادهن وإلا أثموا. 5- الاستماع إلى الغناء المحرم والمعازف والموسيقى وغيرها: من المنكرات المعلومة المنتشرة من أفلام ومسرحيات وغيرها، وربما تبجح بعضهم واحتج بحدث الجاريتين على ما هو عليه من منكر، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم: ((ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِر والحرير والخمر والمعازف))([4]). والحر هو الفرج الحرام يعني الزنا، والمعازف هي الأغاني وآلات الطرب. وقد سبق ذكر كلام أهل العلم على حديث الجاريتين والمقصود بالغناء في الحديث. وما هكذا ينبغي أن يكون شكر الرحمن في فطر أو أضحى، وهؤلاء لم يحصلوا من هذه المواسم العظيمة، من رمضان أو عشر ذي الحجة إلا الجوع والعطش والحرمان من الثواب العظيم، ولم ينالوا التقوى التي هي مقصود هذه المواسم العظيمة. مر أحد الصالحين بقوم يلهون ويلغون يوم ا لعيد فقال لهم: إن كنتم أحسنتم في رمضان فليس هذا شكر الإحسان، وإن كنتم أسأتم فما هكذا يفعل من أساء مع الرحمن. فلو تأمل هؤلاء فيمن صلى معهم الأعياد الماضية من الأهل والخلان، أين ذهبوا؟ وأين ارتحلوا؟! وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي بقالياً ليالٍ في الزمان أعيشها6- تضييع الجماعة والنوم عن الصلوات: فللأسف الشديد فإن كثيراً من الناس عوامهم وخواصهم – إلا من رحم الله – تضيع عليهم صلاة الجماعة في هذه الأيام وربما نام بعضهم حتى خرج وقت الصلاة بالكلية، وهذا من العلامة الخطيرة والأدلة الواضحة على وجود خلل في نفوس هؤلاء وأن التقوى لم تتمكن من نفوسهم أو ربما لم تخالطها أصلاً. فالحذر الحذر من هذه الظاهرة المؤسفة. هذا آخر ما تيسر جمعه من هذه الرسالة فما كان فيها من صواب فمن الله وحده، وما كان غير ذلك فمني ومن الشيطان وأسأله سبحانه العافية والغفران. اللهم ثبتنا على الإيمان، والعمل الصالح، وأحينا حياة طيبة، وألحقنا بالصالحين، واجعل علمنا خالصاً لوجهك ومقرباً إليك، ونافعاً لعبادك، وتولنا في الدنيا والآخرة واهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم النبيين وأشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
|
||
. |