الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام العيد     

.

   العيد وآدابه وسننه: ثالثًا: التهنئة بالعيد:                                                                     قائمة محتويات هذا الملف   

 

التهنئة بالعيد :

 التهنئة في العيد بقول: تقبل الله منا ومنك أجازه جمع من أهل العلم، لوروده عن السلف.

قال ابن حجر: "وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك". ويروى عن واثلة بن الأسقع موقوفاً ([1])ومرفوعًا ([2])" ([3]).

وسئل مالك عن قول الناس يوم العيد تقبل الله منا ومنك ؟ فقال:" ما زال ذلك الأمر عندنا ما نرى به بأسًا" ([4]).

وقال مالك: "لا أعرفه، ولا أنكره" ([5]).

قال ابن حبيب: "معناه: لا يعرفه سنة، ولا ينكره على ما يقوله، لأنه قول حسن لأنه دعاء" ([6]).

وقال: "ورأيت أصحابه لا يبتدئون به، ويعيدونه على قائله، ولا بأس بابتدائه" ([7]).

قال أحمد بن حنبل: "لا أبتدئ به أحدًا، وإن قاله أحد رددت عليه"([8]).

وروي عنه: "الكل حسن" ([9]).

وروي عنه أنه قال: "هو فعل الصحابة وقول العلماء" ([10]).

وروي عنه أنه كره الابتداء به، لما روي عن عبادة بن الصامت قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الناس: تقبل الله منا ومنكم، فقال: ((ذلك فعل أهل الكتابين))([11]).

وهو حديث ضعيف .

وعليه فالتهنئة بالعيد جائزة بقول: تقبل الله منا ومنك .

ولا وجه لكراهته، وهو إلى الاستحباب أقرب لتحسين الحافظ ابن حجر مجيئه عن الصحابة، والله أعلم .

 

* مراجع المسألة :

نهاية المحتاج (2/401)، مختصر الخلافيات (4/385)، حاشية ابن عابدين (2/169)، الذخيرة (2/426)، التمام (1/250)، الشرح الكبير (5/381)، الإنصاف (5/381)، المعونة (2/ 340)، المغني (3/294)، فتح الباري (2/446)، مجموع الفتاوى (24/253).


 


 


([1])      الطبراني في الكبير (22/52)، قال الهيثمي في المجمع (2/206)في حبيب بن عمر الأنصاري أحمد رواته: "وحبيب قال الذهبي: مجهول، وقد ذكره ابن حبان في الثقات ولم أعرفه".

([2]     البيهقي في الكبرى (3/319)، وقال ابن عدي في الكامل (6/271): "وهذا منكر [ لا ] أعلم يرويه عن بقيّة، غير محمد بن إبراهيم هذا"، وقال البيهقي: "قد رأيته بإسناد آخر عن بقية موقوفًا غير مرفوع، ولا أراه يصحّ". وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: "هذا حديث لا يصح، ولا يرويه عن بقية غير محمد بن إبراهيم وهو منكر الحديث، وبقية يروي عن المجهولين ويدلسهم".

([3])      فتح الباري (2/446).

([4])      انظر: الثقات (9/90).

([5])      انظر: الذخيرة (2/426).

([6])      انظر: التاج والإكليل (2/199).

([7])      انظر: الفواكه الدواني (1/275).

([8])      انظر: الشرح الكبير (5/382).

([9])      انظر: الإنصاف (5/381).

([10])     المصدر نفسه.

([11])     أخرجه البيهقي في الكبرى (3/319 – 320)وقال: "عبد الخالق بن زيد منكر الحديث، قاله البخاري".

 
.