الملف العلمي للبحوث المنبرية لفقه وآداب وأحكام العيد     

.

   العيد وآدابه وسننه: ثانيًا: أول عيد صلاه النبي صلى الله عليه وسلم:                                                     قائمة محتويات هذا الملف   

 

أول عيد صلاه النبي صلى الله عليه وسلم :

 قال ابن جرير في ذكر أحداث السنة الثانية من الهجرة: "وفيها صلّى النبيُّ صلى الله عليه وسلم صلاة العيد، وخرج بالنّاس إلى المصلى، فكان أوّل صلاة صلاّها" ([1]).

قال الرملي: "وأول عيد صلاه النبي صلى الله عليه وسلم عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة، ولم يتركها" ([2]).

وهو موافق لما روي أن الصوم شرع في السنة الثانية من الهجرة ([3]).

 وجاءت السنة بما يشير إلى أن ذلك كان في أول الهجرة، فعن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما هذان اليومان)) ؟ قالوا: يومان كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما يوم الأضحى ويوم الفطر)). ([4])

قال الصنعانيُّ: "الحديث يدل على أنّه قال صلى الله عليه وسلم ذلك عقيب قدومه المدينة، كما تقضيه الفاء، والذي في كتب السير أنّ عيدٍ شُرع في الإسلام عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة" ([5]).

ولا منافاة بين الأمرين، فقصة الحديث وقعت في شهر محرم من السنة الثانية من الهجرة؛ لأنّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة في شهر ربيع الأول ([6])، والله تعالى أعلم.

 

 

* مراجع المسألة:

نهاية المحتاج (2/385)، معونة أولي النهى (2/322)، كشاف القناع (5/50)سبل السلام (5/70).


 


 


([1])      انظر: البداية والنهاية لابن كثير (5/54) ط التركي.

([2])      نهاية المحتاج (2/385).

([3])      نصب الراية (2/436)، التلخيص الحبير (4/88).

([4])      أبو داود (1134)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (1004).

([5])      سبل السلام (2/144).

([6])      انظر: البداية والنهاية لابن كثير (4/443).

 
.