أخلاق الداعية

عقيل بن محمد المقطري

1594

ملخص المادة العلمية

1- طلب رسول الله لحسن الخلق. 2- من أخلاق الرسول الصدق. 3- من أخلاق الداعية الاستقامة. 4- من أخلاق الرسول التواضع والصبر. 5- من أخلاق الرسول الحلم والعدل.

وجوب تحلي الداعية بالأخلاق الفاضلة.

كان من دعائه عليه الصلاة والسلام: ((اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت)) [رواه مسلم].

((اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء)) [الترمذي].

((اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي)) [أحمد].

- بعثة رسول الله لتتميم مكارم الأخلاق.

روى أحمد في مسنده بسند صحيح ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)).

ما معنى الأخلاق؟ وماهي الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها المسلم والداعية:

1-   الصدق.

يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين.

ما المقصود بالصدق في الآية: هل هو صدق اللسان في الأقوال؟

أ‌-     الصدق في حمل الدين.

ب‌- الصدق في الأقوال.

الصدق في القول تعبير عن شخصية واضحة ومروءة وشهامة وكرم ولا يلجأ للمراوغة والكذب إلا لئيم الطبع ضعيف الشخصية.

إن الفطرة السليمة تستعيب الكذب وتستقبحه.

ولذلك أجمعت الديانات السماوية على تحريمه وتجريمه على سائر الناس، فما بالك بالداعية.

-       التوسع في التورية مذموم.

ج- الصدق في الأعمال.

فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحداً  

ليبلوكم أيكم أحسن عملاً.

-       من الصدق في الأعمال الوضوح وتجنب الغموض والتلبيس.

-       درس عن أن عثمان رضي الله عنه جاء بعبد الله بن سعد بن أبي السرح وقد أهدر رسول الله دمه فقال يا نبي الله بايع عبد الله قال: فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال (( أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا: وما يدرينا يا رسول الله ما في نفسك هلا أومأت إلينا بعينك؟ قال: إنه لا ينبغي لنبي أن يكون له خائنة أعين)).

في الترمذي عن عبد الله بن سلام قال لما قدم رسول الله المدينة انجفل الناس إليه وقيل قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت في الناس لأنظر إليه فلما استثبت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب وكان أول شيء تكلم به أن قال(( أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام)) قال أبو عيسى هذا حديث صحيح.

-       إن صدقنا في حمل دعوتنا هو الذي يجعل الناس يتقبلون ديننا ولا يليق بالداعية أن يكون كالممثل.

روى عن بعض السلف أنه كان إذا وعظ الناس أبكاهم.

القدوة الحسنة

-       تأثر المدعوين بالإقتداء بالداعين بفعله.

-       لو أن محاضراً حاضر عن أضرار التدخين مثلاً.

-       رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الحديبية وقع الصلح مع المشركين وأراد من الصحابة أن يحلقوا ليعودوا إلى المدينة قال(( قوموا فانحروا ثم احلقوا قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما)).

الاستقامة

-       هي موافقة العمل لأحكام الشريعة من الإخلاص لله عز وجل.

-       من ألزم صفات الدعاة وإلا كان دعاية سيئة لما يدعوا إليه.

-       وصية رسول الله للرجل ((قل آمنت بالله ثم استقم)).

الاستقامة في المعتقد

الاستقامة في العبادة.

الاستقامة في القول.

الاستقامة في التعامل مع النبي عليه الصلاة والسلام.

الاستقامة في التعامل مع المؤمنين.

الاستقامة في التعامل مع المبتدعة.

الاستقامة في التعامل مع الكفار.

الصبر على الأذى

-       على الداعية أن يصبر نفسه على ما يلقاه من أعداء الدعوة.

-       الناس أعداء ما جهلوا.

-       أصحاب موسى وكيف عاودهم الحنين إلى الشرك بعد الإيمان.

-       أصحاب رسول الله (مسلمة الفتح) قالوا : اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط.

-       وصية لقمان لابنه: واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور

-       ورقة بن نوفل يوصي رسول الله فيقول: يا ابن أخي ماذا ترى فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( أومخرجي هم؟)) قال: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا.

-       على الدعاة أن يصبروا وإلا يتعجلوا فمن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.

قال خباب بن الأرت : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا؟ فقال (( قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون)).

التواضع

-       وهو معرفة المرء قدر نفسه وتجنب الكبر الذي هو بطر الحق وغمط الناس.

-       التواضع في الأصل للكبير الذي يخشى عليه أن يكبر في عين نفسه، فيقال:

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر       على صفحات الماء وهو رفيع

-       الإنسان العادي يقال له: اعرف قدر نفسك ولا تضعها في غير موضعها.

-       روى الخطابي أن الإمام ابن المبارك قدم خراسان فقصد رجلاً مشهوراً بالزهد والورع فلما دخل عليه لم يلتفت إليه الرجل ولم يأبه به فخرج من عنده ابن المبارك فقال بعض من عنده: أتدري من هذا؟ قال: لا، فقيل له: هذا أمير المؤمنين في الحديث هذا.. هذا.. . هذا عبد الله بن المبارك فبهت الرجل وخرج إلى ابن المبارك مسرعاً يعتذر ويطلب النصح والموعظة، فقال له: ابن المبارك: نعم، إذا خرجت من منزلك فلا يقعن بصرك على أحد إلا رأيت أنه خير منك. وذلك أنه رآه معجباً بنفسه.

-       من معرفة قدر النفس إلا يجعل الشاب المبتدئ في مصاف العلماء والشيوخ ويقول: (أنا – أرى – والظاهر لي).

              يقولون هذا عندنا غير جائز       ومن أنتم حتى يكون لكم عند

-       ومن التواضع أن يتواضع المرء مع أقرانه.

-       ومن التواضع: التواضع من هو دونك فلا تحقرن أحداً، فلعله أسلم منك قلباً أو أقل منك ذنباً أو أكثر منك إلى الله قرباً.

-       ولو رأيت إنساناً فاسقاً عاصياً فلا تستكبر عليه واحمد الله أن نجاك مما ابتلاه وتذكر أنه ربما يكون في عملك الصالح رياء أو عجب يحبطه. وقد يكون عند هذا المذنب من الندم والإنكسار والخوف من الخطيئة ما يكون سبباً في غفران ذنبه.

-       عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث أن رجلاً (( قال: والله لا يغفر الله لفلان، وإن الله تعالى قال: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان، فإني قد غفرت لفلان وأحبطت عملك )).

-       قال شيخ الإسلام: رب معصية أفضل من طاعة.

-       من التواضع ألا يعظم عملك في عينيك.

-       التواضع عند سماع النصيحة.

-       المستكبر صاحب نفسية متعاظمة.

-       من كمال الإنسان أن يقبل النقد والملاحظة بدون حساسية أو انزعاج أو شعور بالخجل والضعف. وها هو عمر يقول: رحم الله امرءاً أهدى إلينا عيوبنا.

الحلم

-       هو الطمأنينة عند سورة الغضب.

-       وهو الصبر الذي يصاحبه هدوء في الطبع بحيث لا يعاقب أحداً.

أهمية الحلم:

من أهم الأخلاق لأن الناس كثيراً ما يصدر منهم ما يغضب النفوس ويثير القلوب، فإذا لم يكن الداعية متحلياً بالحلم صدر عنه ما ينفر الناس منه.

ولهذا مدح رسل الله صلى الله عليه وآله وسلم أشج عبد القيس (( إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)) قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

- الحلم من أخلاق الأنبياء:إن إبراهيم لحليم أواه منيب.

-       كيف تكون حليماً؟

من الناس من يجبل على الحلم، فالواجب الشكر والتعهد حتى لا تزول هذه الصفة، ومن الناس من يكتسبها، وهذا عليه محاولة تثبيتها والتخلق بها.

-       ليس من الحلم السكوت على الهوان والاحتقار، فالمؤمن عزيز كريم يأبى الضيم.

-       إن الحلم يكون من جهل جاهل أو سفه سفيه أما تطاول غير هؤلاء من غير حق فهذا هو الهوان.

-       الحلم يكون عند القدرة.

العدل

- ديني التوسط الذي هو سمة المسلمين.

-       العدل مع العدو والصديق ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى.

-       العدل في تقويم الكتب.

-       العدل في الحكم على الدعوات.

-       العدل في النظر في الجهود والأعمال الدعوية.

-       العدل في النظرة الشمولية للإسلام.

-       العدل في التعامل مع الخالق.

إلى أعلى