.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

إنا كفيناك المستهزئين

5782

الإيمان, موضوعات عامة

الإيمان بالرسل, جرائم وحوادث

مراد بن عياش اللحياني

مكة المكرمة

6/3/1429

جامع النبع

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- نعمة بعثة الرسول . 2- صبر الرسول وجهاده. 3- فضائل الرسول . 4- جريمة السخرية بالرسول . 5- حفظ الله تعالى لنبيه . 6- الموقف الشرعي من الرسوم المسيئة.

الخطبة الأولى

أما بعد: عباد الله، لقد رحمنا الله تعالى رحمة واسعة حين خصّنا فجعلنا أتباع خير الخلق ، الذي أخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، ومن الضلال إلى الهداية، ومن الشقاء إلى السعادة، ومن الذلّ والظلم والجهل والشتات والمهانة إلى العزّ والعدل والعلم والاجتماع والكرامة، لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ [آل عمران: 164].

بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده. آذاه قومه فصبر ليبلّغ هذه الرسالة، ذهب إلى الطائف على قدميه يعرض الإسلام على قبائلها، فأغرَوا به صبيانهم، وأدمَوا قدميه وهو صابر في سبيل الدعوة، يعرض نفسَه على القبائل فتطرده فلا يثنيه ذلك شيئا، أصحابه يُعذّبون في حرّ الهجير وهم يستغيثون بالله تعالى في سبيل هذا الدين، يؤمَر بالهجرة فيخرج من بلده مكّة ويقف على شفير خارج مكة ويقول: ((والله إنك لأحب البقاع إلى الله، ووالله إنك لأحب البقاع إليّ، ولولا أنّ قومك أخرجوني ما خرجت)). يشجّ رأسه يوم أحد، وتكسر رباعيته، ويتكالب الأعداء على قتله يوم الخندق، فيُحزّبون الأحزاب طلبا لرأسه، ويدسُّ له اليهود السمّ ويحاولون قتله أكثر من مرّة، لكن ذلك لا يثني من عزيمته لنشر هذا الدين، حتى بَلَََغ الإسلام مشارقَ الأرض ومغاربها.

لا تحصَى فضائله، ولا تعدّ مزاياه . ما من صفة كمال بشرية إلا اتّصف بها، زكّى الله تعالى عقله فقال: مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى [النجم: 2]، وزكّى لسانه فقال: وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى [النجم: 3]، وزكّى شرعه فقال: إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى [النجم: 4]، وزكّى معلِّمه فقال: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى [النجم: 5، 6]، وزكّى قلبه فقال: مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى [النجم: 11]، وزكّى بصره فقال: مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى [النجم: 17]، وزكّى أصحابه فقال: وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ [الفتح: 29]، وزكّاه كلَّه فقال: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4].

نعته بالرسالة: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ [الفتح: 29]، وناداه بالنبوة فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ [الممتحنة: 12]، وشرفه بالعبودية فقال: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ [الإسراء: 1]، وشهد له بالقيام بها فقال: وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ [الجن: 19].

شرح الله له صدره، ووضع عنه وزره، ورفع له ذكره، وأتمّ أمره، وأكمل دينه، وبرّ يمينه. ما ودّعه ربه وما قلاه، بل وجده ضالاً فهداه، وفقيرًا فأغناه، ويتيمًا فآواه. وخيّره بين الخلد في الدنيا ولقاه، فاختار لقاء مولاه، وقال: ((بل الرفيق الأعلى)).

تالله ما حملت أنثى ولا وضعت  مثل الرسول نبيّ الأمّة الهادي

واليومَ يأتي أقوام ما عرفوا الله طرفةَ ساعة، يعيشون في ظلمات الشهوات، أهدافهم وأفكارهم واعتقاداتهم منحطّة، يحاولون النيلَ من هذه المنارة الشامخة. تَأتي سَبعَ عَشرَةَ صَحِيَفَةً غَربِيَّةً لتستهزئ بأعظم البشر على مرأى ومسمع من جميع المسلمين، أين الغيرة؟! أين حب الرسول ؟! أين الدفاع عنه؟! أليس هذا هو مقام سيدنا رسول الله ؟!

أيها المسلمون، لقد رفع الله ذكر نبينا رغم أنوف الحاقدين والجاحدين, فها هم المسلمون يُصوّتون باسمه على مآذنهم في كل مكان.

والله تعالى قد تولى الدفاع عن نبيه وأعلن عصمته له من الناس وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاس [المائدة: 67]، وأخبر أنه سيكفيه المستهزئين: إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [الحجر: 95]، سواء كانوا من قريش أو من غيرهم. وذكر الله سبحانه وتعالى في مواضع أخرى أنه كفاه غيرهم كقوله في أهل الكتاب: فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ [البقرة: 137]، وقال: أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ [الزمر: 36]. قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: "وقد فعل تعالى, فما تظاهر أحد بالاستهزاء برسول الله وبما جاء به إلا أهلكه الله وقتله شر قِتلة" اهـ.

والله تعالى يقول: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ [الكوثر: 3] أي: إنَّ مبغضك ـ يا محمد ـ ومبغض ما جئتَ به من الهدى والحق والبرهان الساطع والنور المبين هُوَ الأَبْتَرُ: الأقل الأذل المنقطع كل ذِكرٍ له. فهذه الآية تعمّ جميع من اتصف بهذه الصفة من معاداة النبي أو سعى لإلصاق التهم الباطلة به، ممن كان في زمانه ومن جاء بعده إلى يوم القيامة.

لقد أعظمت قريش الفرية على رسول الله , فرمته بالسحر تارةً وبالكذب تارةً وبالجنون أخرى, والله يتولى صرف ذلك كُلِه عنه لفظًا ومعنى, ففي الصحيحين عن النبي قال: ((ألا ترون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم؟! يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا, وأنا محمد)). وهكذا هذه الرسومات التي نشرت على هذه الصفحات السوداء، هي قطعًا لا تمثل شخص رسول الله ، بل هي صور أملاها عليهم خيالهم الفاسد واعتمدها الشيطان. أما محمد فوجهه يشع بالضياء والنور والبسمة والسرور، لم يستطع أصحابه رضي الله عنهم أن يملؤوا أعينهم منه إجلالاً له وقد عاصروه، فكيف بمن لم يجمعه به زمان ولم يربطه به خلق ولا إيمان؟!

لقد جاء خبر الصدق من الملك الحق المبين: إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ليبقى كل شانئٍ للنبي وكل معارض لدينه هو الأبتر المقطوع المنبوذ. أين أبو جهل؟! أين أبو لهب؟! أين عبد الله بن أبيّ؟! أين ملوك الأكاسرة والقياصرة؟! لقد طمرتهم الأرض ونُسيت رسومهم ولحقتهم اللعنات.

وروى البخاري في صحيحه من حديث أنس قال: كان رجل نصراني فأسلم وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي ، فعاد نصرانيًا، فكان يقول: لا يدري محمد إلا ما كتبت له، فأماته الله، فدفنوه، فأصبح وقد لفظته الأرض، فقالوا: هذا فِعْل محمدٍ وأصحابه، نبشوا عن صاحبنا فألقوه، فحفروا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح قد لفظته، فعلموا أنه ليس من الناس، فألقوه.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "إنَّ الله منتقمٌ لرسوله ممن طعن عليه وسَبَّه، ومُظْهِرٌ لِدِينِهِ ولِكَذِبِ الكاذب إذا لم يمكن الناس أن يقيموا عليه الحد، ونظير هذا ما حَدَّثَنَاه أعدادٌ من المسلمين العُدُول أهل الفقه والخبرة عمَّا جربوه مراتٍ متعددةٍ في حَصْرِ الحصون والمدائن التي بالسواحل الشامية، لما حصر المسلمون فيها بني الأصفر في زماننا، قالوا: كنا نحن نَحْصُرُ الحِصْنَ أو المدينة الشهر أو أكثر من الشهر وهو ممتنعٌ علينا حتى نكاد نيأس منه، حتى إذا تعرض أهلُهُ لِسَبِّ رسولِ الله والوقيعةِ في عرضِه تَعَجَّلنا فتحه وتيَسَّر، ولم يكد يتأخر إلا يومًا أو يومين أو نحو ذلك، ثم يفتح المكان عنوة، ويكون فيهم ملحمة عظيمة، قالوا: حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظًا عليهم بما قالوا فيه " انتهى.

والأيام بيننا وبين أولئك المبطلين المستهزئين، لننظر من تكون له العاقبة، ومن الذي يضل سعيه ويكذب كلامه وتظهر للعالمين أباطيله وافتراءاته، فقد قالها أمثالهم، فلمن كانت العاقبة؟! وأين آثارهم؟! وأين مثواهم؟! قال الله جل شأنه في القرآن الكريم: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا.

وإذا استقصيت قصص الأنبياء المذكورة في القرآن تجد أممهم إنما أُهلكوا يوم آذوا أنبياءهم وقابلوهم بقبيح القول والعمل، وهكذا بنو إسرائيل إنما ضربت عليهم الذِّلة وباؤوا بغضِبٍ من الله ولم يكن لهم نصير لقتلهم الأنبياء بغير حق مضمومًا إلى كفرهم، كما ذكر الله ذلك في كتابه. ولعلك لا تجد أحدًا آذى نبيًا من الأنبياء ثم لم يَتُبْ إلا ولا بد أن يصيبه الله بقارعة.

وإليكم هذا الخبر الذي ذكرته وكالات الأنباء يوم 13/2/1429هـ ويقرر ما ذكرناه من سوء العاقبة التي تحيط بالمستهزئ بمقام النبي : فنادق دنماركية تمنع إقامة الرسام المسيء للرسول محمد :

رفضت عدة فنادق دنماركية منح إقامة للفنان "كورت فيستر جارد" الذي رسم الكاريكاتير المسيء للرسول محمد خوفا من عمليات انتقامية ضده خاصة بعد تهديده بالقتل.

ونقل عن صحيفة دنمركية: إن الرسام "جارد" البالغ من العمر 73 عاما أصبح اعتبارًا من غد الخميس بلا مأوى بعد طرده من الفندق الذي كان يقيم به. كما رفضت الفنادق الأخرى استقباله نهائيا. وتقوم الشرطة الدنمركية حاليا بالبحث عن مأوى للرسام المسيء للرسول محمد . وكان الرسام قد صرح لإحدى الصحف الدنماركية أنه بدءًا من يوم الخميس لم يعد له مكان، على الرغم من أنه يعيش متخفيًا بحماية المخابرات الدنماركية منذ نوفمبر الماضي.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ [غافر: 51].

 

الخطبة الثانية

أَيُّهَا المُسلِمُونَ، وَكُلَّمَا استَهزَأَ الكَفَرَةُ بِالحَبِيبِ كَانَ في ذَلِكَ ارتِفَاعٌ لِصِيتِهِ وَذِكرِهِ عَلَيهِ السَّلامُ، وَمِن ثَمَّ انتِشَارٌ أَكبرُ لِدِينِ الإِسلامِ، وَكُلَّمَا استَهزَأَ الجَاهِلُونَ بِالحَبِيبِ كَانَ ذَلِكَ دَاعِيًا لِلمُسلِمِينَ لِلتَّمَسُّكِ بِهَديِهِ وَسُنَّتِهِ وَالعَضِّ عَلَيهَا بِالنَّوَاجِذِ.

وَإِنَّهُ لَمَّا نُشِرَتِ الرُّسُومُ السَّاخِرَةُ أَوَّلَ مَرَّةٍ قَبلَ سَنَتَينِ تَقرِيبًا حَصَلَ مِنَ المُسلِمِينَ حِيَالَهَا مَا يُثلِجُ الصَّدرَ وَيُبهِجُ النَّفسَ، وَبَدَا مِن رُدُودِ أَفعَالِهِم تِجَاهَهَا مَا أَثبَتُوا فِيهِ مَحَبَّتَهُم لِنَبِيِّهِم، وَكَانَ ممَّا دَعَا إِلَيهِ كَثِيرٌ مِنَ المُسلِمِينَ وَتَبَنَّاهُ عَدَدٌ مِنَ الغَيُورِينَ فِكرَةُ المُقَاطَعَةِ الاقتِصَادِيَّةِ، وَهَذَا الأَمرُ وَإِن كَانَ صَحِيحًا في الجُملَةِ إِلاَّ أَنَّهُ لَيسَ المَوقِفَ الوَحِيدَ الَّذِي يَجِبُ أَن نَفعَلَهُ، بَل إِنَّ ثَمَّةَ مَوَاقِفَ أُخرَى لِنُصرَتِهِ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ هِيَ أَهَمُّ مِنَ المُقَاطَعَةِ الاقتِصَادِيَّةِ، وَمَعَ هَذَا لا تَجِدُ مِنَ النَّاسِ فِيهَا إِلاَّ الفُتُورَ وَالبُرُودَةَ:

أَوُّلُهَا: المُقَاطَعَةُ الفِكرِيَّةُ وَالقَلبِيَّةُ لِلمُشرِكِينَ وَالكُفَّارِ، يَهُودًا كَانُوا أَو نَصَارَى، أَو شُيُوعِيِّينَ أَو بُوذِيِّينَ أَو غَيرَهُم، فَإِنَّ المُسلِمَ الَّذِي رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسلامِ دِينًا المُسلِم الذِي أَحَبَّ اللهَ وَرَسُولَهُ لا يُمكِنُ بِحَالٍ أَن يُوَالِيَ مَن عَادَاهُمَا أَو يُحِبَّهُ أَو يَتَشَبَّهَ بِهِ، فَضلاً عَن أَن يَمدَحَهُ أَو يُعجَبَ بِمَا جَاءَ بِهِ، قَالَ سُبحَانَهُ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الكَافِرِينَ أَولِيَاءِ مِن دُونِ المُؤمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجعَلُوا للهِ عَلَيكُم سُلطَانًا مُبِينًا.

وَمِن أَهَمِّ الأُمُورِ في نُصرَةِ الحَبِيبِ بَل هُوَ مَعنى شَهَادَةِ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ طَاعَتُهُ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَاجتِنَابُ مَا نهى عَنهُ وَأَن لاَّ يُعبَدَ اللهُ إِلاَّ بِمَا شَرَعَ، مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَد أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرسَلنَاكَ عَلَيهِم حَفِيظًا.

إِنَّ عَلَى المُسلِمِينَ أَن يَدرُسُوا حَيَاتَهُ وَسِيرَتَهُ، وَأَن يَنشُرُوا عِلمَهُ وَيُحيُوا سُنَّتَهُ، وَأَن يَدعُوا إِلى هَديِهِ وَطَرِيقَتِهِ، وَأَن يَتَخَلَّقُوا بِأَخلاقِهِ وَيَتَّصِفُوا بما كَانَ عَلَيهِ، فَقَد قَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ: ((مَن رَغِبَ عَن سُنَّتي فَلَيسَ مِني)).

وَإِنَّكَ لَتَرَى في المُسلِمِينَ اليَومَ تَهَاوُنًا بِالسُّنَنِ وَتَقصِيرًا في الطَّاعَاتِ، بَل وَتَركًا لِلفُرُوضِ وَإِخلالاً بِالوَاجِبَاتِ وَإِضَاعَةً لِلصَّلَوَاتِ وَاتِّبَاعًا لِلشَّهَوَاتِ وَوُقُوعًا في الحَرَامِ وَالشُّبُهَاتِ، فَأَيُّ نُصرَةٍ لِلنَّبيِّ تُرجَى مِن مِثلِ هَؤُلاءِ؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن يَترُكُ صَلاةَ الفَجرِ وَيُؤثِرُ النَّومَ؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن يَتَهَاوَنُ بِصَلاةِ الجَمَاعَةِ وَيَهجُرُ المَسجِدَ؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن يَأكُلُ الرِّبَا وَلا يَسأَلُ عَن حِلِّ المُسَاهَمَاتِ وَالمُعَامَلاتِ مِن حُرمَتِهَا؟! أَيُّ نُصرَةٍ تُرجَى ممَّن لا يَتَوَرَّعُ عَن النَّظَرِ إِلى الحَرَامِ وَاستِمَاعِ الحَرَامِ في قَنَاةٍ أَو جَوَّالٍ أَو مِذيَاعٍ أَو صَحِيفَةٍ؟! وَهَبْ أَنَّكَ قَاطَعتَ سِلَعَ مَنِ استَهزَؤُوا بِالنَّبيِّ فَهَل قَاطَعتَ مَعَ ذَلِكَ فِكرَهَم وَعَمَلَهُم؟! هَلِ اجتَنَبتَ مَسَالِكَهُم وَطُرُقَهُم؟! هَلِ استَقَمتَ عَلَى الطَّرِيقَةِ في عَامَّةِ أَمرِكَ وَخَاصَّتِهِ أَم أَنَّ بَيتَكَ يَعُجُّ بِالمَعَاصِي وَالمُنكَرَاتِ وَإِضَاعَةِ الصَّلاةِ وَاتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ؟!

 

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً