أما بعد: فيا أيها المسلمون، إنكم شكوتم جدْب دياركم، واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله تبارك وتعالى أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم، فقال تعالى: وَقَالَ رَبُّكُـمْ ٱدْعُونِى أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰخِرِينَ [غافر: 60].
اللهم لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، ولا أقل من ذلك، فإنك إن تكلنا إلى أنفسنا، تكلنا إلى ضعف وعورة، وذنب وخطيئة، وإنا لا نثق إلا برحمتك، فاغفر لنا ذنوبنا فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
عباد الله، إن المطر نعمة عظمى، ومنة كبرى، لا يقْدِر على خلقه وإغاثة الخلق به إلا الله تبارك وتعالى، قال الله تعالى: وَهُوَ ٱلَّذِى يُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ ٱلْوَلِىُّ ٱلْحَمِيدُ [الشورى: 28]، وقال تعالى: وَأَنزَلْنَا مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِى ٱلأرْضِ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَـٰدِرُونَ فَأَنشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّـٰتٍ مّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَـٰبٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوٰكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ [المؤمنون: 18، 19].
فأنزل الله المطر بقدر حاجة الخلق، على قطرات لا يتضرر منها الناس، وجعل الأرض مخزنًا للمطر قريبًا، يصل إليه الناس بالحفر والاستنباط، ولو شاء الله لغوَّره في مسارب الأرض فلا يقدرون منه على قطرة واحدة، ومن المطر ما يُجري الله تبارك وتعالى منه الأنهار، ويخرج منه الينابيع، قال الله عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ أَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِى ٱلأرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ [الزمر: 21].
الماء عنصر الحياة للحيوان والنبات، قال تعالى: وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ [الأنبياء: 30]. المطر يطيب به الهواء، وتستبشر به النفوس من الحاضر والباد، وتحيا به الأرض، وتهتزّ بأنواع النبات النافع، ويجلو عن وجه الأرض ونباتها الحشرات الضارة، ويدرُّ الله به الرزق، قال الله تعالى: وَفِى ٱلسَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ [الذاريات: 22]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما علمت لكم غير المطر).
أيها الناس، إنكم في غاية الافتقار والاضطرار إلى رب العالمين، مفتقرون إلى الله تبارك وتعالى ومضطرون إليه في نشأتكم وخلقكم وتكوين ذواتكم وصفاتكم، قال الله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ مِن سُلَـٰلَةٍ مّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَـٰهُ نُطْفَةً فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا ٱلنُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا ٱلْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا ٱلْمُضْغَةَ عِظَـٰمًا فَكَسَوْنَا ٱلْعِظَـٰمَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَـٰهُ خَلْقًا ءاخَرَ فَتَبَارَكَ ٱللَّهُ أَحْسَنُ ٱلْخَـٰلِقِينَ [المؤمنون: 12-14].
أنتم ـ أيها الناس ـ مفتقرون ومضطرون إلى الله تعالى في طعامكم وشرابكم ولباسكم ومساكنكم ومراكبكم، قال الله تعالى: فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَـٰنُ إِلَىٰ طَعَامِهِ أَنَّا صَبَبْنَا ٱلْمَاء صَبًّا ثُمَّ شَقَقْنَا ٱلأَرْضَ شَقًّا فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَـٰكِهَةً وَأَبًّا مَّتَـٰعًا لَّكُمْ وَلأَنْعَـٰمِكُمْ [عبس: 24-32]، وقال تعالى: أَفَرَءيْتُمُ ٱلْمَاء ٱلَّذِى تَشْرَبُونَ أَءنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ ٱلْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ ٱلْمُنزِلُونَ لَوْ نَشَاء جَعَلْنَـٰهُ أُجَاجًا فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ [الواقعة: 68-70]. وفي الحديث القدسي: ((قال الله تعالى: يا عبادي، كلكم عار إلى من كسوته، فاستكسوني أكسكم)) رواه مسلم من حديث أبي ذر، وقال تعالى: وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا [النحل: 80]، وقال عز وجل: وَءايَةٌ لَّهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرّيَّتَهُمْ فِى ٱلْفُلْكِ ٱلْمَشْحُونِ وَخَلَقْنَا لَهُمْ مّن مّثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ [يس: 41، 42]، وقال عز وجل: وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مّنْ أَزْوٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مّنَ ٱلطَّيّبَاتِ أَفَبِٱلْبَـٰطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ [النحل: 72].
وأنتم ـ أيها الناس ـ مفتقرون ومضطرون إلى الله تعالى في جلب كل نفع وخير ودفع كل شر وضر، قال الله عز وجل: وَإِن يَمْسَسْكَ ٱللَّهُ بِضُرّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ [يونس: 107].
إنكم مفتقرون إلى الله ومضطرون إليه في الهداية التي عليها مدار السعادة والشقاوة، قال الله عز وجل: مَن يَهْدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّا مُّرْشِدًا [الكهف: 17]، وقال عز وجل: يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ أَنتُمُ ٱلْفُقَرَاء إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِىُّ ٱلْحَمِيدُ [فاطر: 15].
أيها الناس، إن لله سننًا في الكون، لا تتغير ولا تتبدل، قال الله تعالى: فَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَحْوِيلاً [فاطر: 43].
وقد جعل الله من سننه أن الطاعات سبب في كل خير في الدنيا والآخرة، وأن المعاصي سبب في كل شر في الدنيا والآخرة، وكل عقوبة في الدنيا والآخرة سببها عصيان الله عز وجل، قال الله تبارك وتعالى: فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَاىَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَىٰ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِى فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ ٱلْقِيـٰمَةِ أَعْمَىٰ [طه: 123، 124].
وما وقع بلاء إلا بذنب، وما رفع إلا بتوبة، قال عز وجل: وَمَا أَصَـٰبَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ [الشورى: 30]، وقال تعالى عن هود عليه السلام: وَيٰقَوْمِ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْاْ مُجْرِمِينَ [هود: 53].
فأصلحوا ـ عباد الله ـ ما بينكم وبين ربكم يصلح لكم أحوالكم، وَتُوبُواْ إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، قال الله تبارك وتعالى عن نوح عليه الصلاة والسلام: فَقُلْتُ ٱسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ ٱلسَّمَاء عَلَيْكُمْ مُّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰلٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّـٰتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا مَّا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا [نوح: 10-14].
وإياكم وأعراضَ المسلمين وأموالهم ودماءهم وحقوقهم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وطهروا قلوبكم من الغل والحقد والحسد والكبر والتشاحن والتباغض والتدابر والمكر والخداع، واحذروا شعب النفاق، وأدوا زكاة أموالكم تطهِّروا نفوسكم، وإياكم وقطيعة الأرحام، وأحسنوا إلى الفقراء والأيتام.
واعلموا ـ عباد الله ـ أن نزول الغيث في وقته وإحلال البركة فيه للخلق يكون بتقوى الله والعمل الصالح، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَـٰتٍ مّنَ ٱلسَّمَاء وَٱلأرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَـٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأعراف: 96]. وبركات الأرزاق والأعمار والأموال والأولاد تكون باستقامة المسلم على دين الله وشرعه، قال الله تعالى: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ ءامَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ وَلأدْخَلْنَـٰهُمْ جَنَّـٰتِ ٱلنَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِمْ مّن رَّبّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ [المائدة: 65، 66].
فاطلبوا البركات من الله بدوام طاعته والبعد عن معصيته، وفي الحديث: ((لولا شيوخٌ رُكَّع وأطفالٌ رُضّع وبهائمُ رتّع لصُبَّ عليكم العذاب صبًا))، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((يا معشر المهاجرين، خمس بخمس، وأعوذ بالله أن تدركوهن: ما ظهرت الفاحشة في قوم إلا سلَّط الله عليهم الطاعون والأمراض التي لم تكن في أسلافهم من قبل، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم، وما منعوا زكاة أموالهم إلا حبس عنهم القطر من السماء، ولولا البهائم لم يمطروا، وما نقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان، وما نقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًا فأخذ بعض ما في أيديهم)) رواه ابن ماجه.
وأطيبوا ـ أيها الناس ـ مطاعمكم، أطيبوا مطاعمكم بأكل الحلال واجتناب المحرم من الربا والغش في التجارات والمعاملات وغيرها.
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَٱعْفُ عَنَّا وَٱغْفِرْ لَنَا وَٱرْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَـٰنَا فَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ [البقرة: 286]، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلْخَـٰسِرِينَ [الأعراف: 23]، رَّبّ ٱغْفِرْ وَٱرْحَمْ وَأنتَ خَيْرُ ٱلراحِمِينَ [المؤمنون: 118].
اللهم أنت الله الملك، كل دابة أنت آخذ بناصيتها، إِنَّ رَبّى عَلَىٰ صِرٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ [هود: 56]، خذ بنواصينا لما تحب وترضى.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، وَجِلَ عرشك من عظمتك، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت اشتدَّ خوف حملة عرشك من عزتك وكبريائك، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت رجفت السموات وصعقت الملائكة من جبروتك وقهرك وسماع كلامك، اللهم أنت ربنا ورب كل شيء، وسعت رحمتك كل شيء، عظم حلمك وعفوك عن خلقك، فأمسكت العقوبة يا رب العالمين، وَلَوْ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلٰكِن يُؤَخِرُهُمْ إلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىٰ [النحل: 61].
سبحانك ربنا، هديت كل مخلوق في السماء والأرض، والبر والبحر، لما فيه نفعه وصلاح حياته، ما أجل شأنك ربنا، وما أعظم سلطانك، رزقت الطير في جو السماء ومجاهل الأرض، ورزقت الوحوش في البرية، والدواب في البر والبحر، أحصيتهم عددًا، ولم تنس منهم أحدا.
اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، سبحان الله وبحمده، رضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته، وعدد خلقه، سبَّحَ لله كل شيء من صامت وناطق، اللهم لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك.
اللهم ربَّ جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومحمد أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من الآيسين.
اللهم خضعت لك رقابنا، وعنت لك وجوهنا، ومددنا لك أيدينا، وعظمت فيك رغبتنا، وحسن فيك ظننا، اللهم أنزل علينا غيثًا مغيثًا، عاجلاً غير آجل، اللهم أنزل علينا غيثًا مغيثًا عاجلا غير آجل، اللهم أنزل علينا غيثًا مغيثًا عاجلا غير آجل، اللهم أنزل علينا غيثًا مغيثًا هنيئا مريئا غدقا سحًّا عامًّا مجللا، اللهم سقيا رحمة، لا سقيا عذاب ولا هدم ولا غرق.
اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث يا رب العالمين، تحيي به البلاد، وتغيث به العباد، وتنفع به الحاضر والباد، يا رب العالمين، يا أرحم الراحمين.
اللهم إنا خلق من خلقك، ولا غنى بنا عن رحمتك، اللهم إليك يا رب العالمين نسعى ونحفد، ولك نسجد، وإليك يا رب العالمين مددنا أيدينا، اللهم إنا نسألك أن تغيثنا، وأن تعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
اللهم لا تردنا خائبين يا أرحم الراحمين.
عباد الله، ألحوا في الدعاء، وتضرعوا إلى الله عز وجل، وتوجهوا إليه تبارك وتعالى بالدعاء المخلص، فإنه تبارك وتعالى يقول: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِى وَلْيُؤْمِنُواْ بِى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186].
فاسألوا ربكم فإنه ليس بينكم وبينه حجاب، فإنه تبارك وتعالى أمركم بالدعاء ووعدكم بالاستجابة، ومن أصدق من الله قيلاً.
واقلبوا أكسيتكم ولباسكم اقتداءً بالنبي ، وتوجهوا إليه تبارك وتعالى.
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وسلم تسليما كثيرا.
|