.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

وجوب تعظيم النبي وعلائم محبته

5362

الإيمان, قضايا في الاعتقاد

الإيمان بالرسل, الاتباع

محمد جمال الدين القاسمي

دمشق

غير محدد

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

1- إتمام المنة ببعثة النبي . 2- التحذير من مخالفة أمر النبي . 3- تعظيم النبي وتوقيره. 4- المحبّ الصادق للنبي .

الخطبة الأولى

أما بعد: فيا عباد الله، اتقوا الله، واعلموا أن الله تعالى أكمل المنة على المؤمنين، وأتم نعمته عليهم بإرسال خاتم الأنبياء رحمة للعالمين، فهداهم من الضلالة، وأنقذهم من الجهالة، وفتح به أعينا عميًا وآذانًا صمًّا وقلوبًا غلفًا منةً وطَوْلاً، وأرشد به السبيل، وأقام به معالم البرهان والدليل نعمة وفضلاً، ورفع به للتوحيد أعلامًا، ومحا به من الشرك ظلامًا، ثم جعل محبته مشروطة بمحبته، وطاعته منوطة بطاعته، وذكره مقرونًا بذكره، وبيعته مقرونة ببيعته، فقال تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [آل عمران: 31]، وقال تعالى: مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّه [النساء: 80]، وقال تعالى: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ [الشرح: 4]، وقال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّه [الفتح: 10].

ثم بين جل جلاله أن مخالفة أمر نبيه ضلال وخسران، وأوعد عليه بالعذاب والخسران[1]، فقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]، وقال سبحانه: فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65].

فحذر سبحانه وأوعد، وأقسم وأكد؛ ليعلموا أن من شُعب الإيمان وكمال الإسلام والإيقان اتباع سنته والتسليم لقضيته وتوقيره وتعظيمه وإجلاله وتكريمه، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا [الأحزاب: 45]، لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ [الفتح: 9]، قال ابن عباس وغيره: (أي: تبالغوا في تعظيمه).

ألا وإن من تعظيمه وتوقيره المطلوب إيثار حبه على كل محبوب، فقد قال : ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين)). ومن توقيره وحبه ذكر شمائله التي تهز أعطاف المحبين، ونشر فضائله التي تزيد في إيمان المؤمنين، وإيراد سيرته وما كان عليه من الأخلاق تسليكًا للمتَّبِعين.

ثم هل تدرون مَنْ المحب للنبيّ والصادق في محبته وإجلال قدره المعظم؟ المحب للنبي هو القائم بامتثال أوامره ونشر هديه الأكمل والاعتصام بسنته والحض عليها وإحيائها بالطلب والعمل، المحب للنبي هو المتخلق بأخلاقه الجليلة والمتحقق بآدابه الجميلة، المحب للنبي هو من تظهر علامات الحب على أحواله من الاقتداء به واتباع أقواله وأفعاله.

فليتخلق بأخلاقه الطاهرة من كان صادق الحب مخلص اليقين سليم القلب، ولكن ما أكثر المدعين، وما أقل المخلصين.

عجبًا لابن آدم! يفهم ما يضره مما ينفعه، ويسمع ولكن قلما يعمل بما يسمعه، ويحضره العزم في مجلس الذكر إلا أنه يقوم ويدعه، فإلى كم تهزّه العبر وهو كالطفل كلما حُرِّك نام، ويقتحم المعاصي الكُبر ويقول: إن الله ذو مغفرة، وينسى أنه ذو انتقام، فوا خجلَ المقصرين من التوبيخ في محفل القيامة، ويا سوء منقلب الظالمين عند حلول الندامة، ويا حسرات الهالكين إذا عاينوا أهل السلامة، ويا هوان المتكبرين إذا حرموا دار الكرامة. فرحم الله امرأ رجع إلى ربه سريعًا قبل أن يقع لجنبه صريعًا، وألقى إلى الموعظة قلبًا وسمعًا سميعًا قبل أن لا يسمع في مقام السؤال إلا توبيخًا وتقريعًا.

اللهم تداركنا برحمتك إنك أرحم الراحمين، وجُد علينا بمغفرتك إنك خير الغافرين.



[1] قال صاحب مجلة المنار: لعله أراد أن يقول: (والافتتان) فسبق القلم، أو قاله فحُرف في الطبع.

الخطبة الثانية

لم ترد.

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً