.

اليوم م الموافق ‏21/‏جمادى الأولى/‏1446هـ

 
 

 

اليهود وخياناتهم

411

أديان وفرق ومذاهب

أديان

محمد بن صالح العثيمين

عنيزة

الجامع الكبير

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

ملخص الخطبة

وجوب تقوى الله والصدق في النية والقول والعمل وكيفية ذلك- الجهاد جهادان: 1- جهاد النفس . 2- جهاد العدو- تربص الأعداء بنا ، ودورهم في إفساد العقيدة والفكر والأخلاق- عداوة اليهود للمسلمين ، وصفاتهم الخبيثة ، وقتلهم الأنبياء ، وموقفهم من دعوة الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم (بنو قينقاع – بنو النضير – بنو قريظة)- وجوب إعداد العدة لجهاد اليهود وكل أعداء الأمة ، والأخذ بأسباب النصر وهي: 1- إخلاص النية لله في الجهاد. 2- الصبر والتقوى. 3- عدم الاغترار بالنفس- الاستفادة من مراكز التدريب التي تنشئها الدولة.

الخطبة الأولى

 

أما بعد:

أيها الناس: اتقوا الله تعالى وكونوا مع الصادقين كونوا مع الصادقين الذين عاملوا ربهم بصدق، فصدقوا في النية، وصدقوا في القول، وصدقوا في العمل، حققوا هذا الصدق بالقيام بما أوجب عليكم من نصرة دينه وإعلائه، وتقديمه على هوى النفس وشهواتها، فالجهاد جهادان: جهاد النفس، وجهاد العدو، ومرتبة الجهاد الأول قبل الثاني.

أيها المسلمون: يا أمة محمد يا أمة دين الإسلام، الدين الذي جمع بين العزيمة والقوة والشهامة والكرامة جمع بين خيري الدنيا والآخرة، إن دينكم هذا له أعداء يتربصون به الدوائر ويتحينون الفرص ويغزونه من كل وجه يغزونه من ناحية العقيدة والفكر فيغيرون العقيدة الصحيحة والأفكار القويمة إلى عقائد فاسدة وأفكار عوجاء إن أعداء الإسلام يغزونه من ناحية الأخلاق فيفتحون لأبنائه كل باب يغير الأخلاق الفاضلة والمثل العليا.

إن أعداء الإسلام يغزون الإسلام أيضا من الناحية العسكرية ليوهنوا أبناءه ويشردوهم كل مشرد ويمزقوهم كل ممزق، وفي هذه الأيام اعتدى اليهود على البلاد العربية الإسلامية، أولئك اليهود الذين ما زاولوا في عداوة شديدة للإسلام لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا .

أولئك اليهود الذين وصفوا الله سبحانه بالنقص فقالوا- لعنهم الله- يد الله مغلولة أي بخيل لا ينفق فقال الله تعالى: غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا [المائدة:64]. فغل الله أيديهم غلا معنويا بحيث كانوا أبخل الناس لا يبذلون الأموال إلا إذا كانوا يرجون من ورائها أكثر مما بذلوا أولئك اليهود الذين نقضوا عهد الله من بعد ميثاقه وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشترو ا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون . أولئك اليهود الذين قتلوا أنبياء الله بغير حق وسعوا في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين. وأولئك اليهود الذين غدروا بخاتم النبيين محمد ونقضوا عهده، فإنه لما هاجر إلى المدينة قدمها وفيها ثلاث قبائل من اليهود فعقد معهم أن لا يخونوا ولا يؤذوا، ولكن أبى طبعهم اللئيم وسجيتهم السافلة إلا أن ينقضوا ويغدروا، فأظهر بنو قينقاع الغدر بعد أن نصر الله نبيه في بدر، فأجلاهم النبي من المدينة على أن لهم النساء والذرية ولرسول الله أموالهم.

وأظهر بنو النضير الغدر بعد غزوة أحد فحاصرهم النبي وقذف الله في قلوبهم الرعب وسألوا من رسول الله أن يجليهم على أن لهم ما تحمله إبلهم من أموالهم إلا آلة حرب فأجابهم إلى ذلك فنزل بعضهم بخيبر وبعضهم بالشام.

وأما قريظة فنقضوا العهد يوم الأحزاب فحاصرهم النبي فنزلوا على حكم سعد بن معاذ فحكم فيهم بقتل رجالهم وقسم أموالهم وسبي نسائهم وذرياتهم فقتل رجالهم وكانوا ما بين الستمائة إلى سبعمائة.

هذا لون من ألوان غدرهم بخاتم الأنبياء ومن غدرهم وخيانته أنه لما فتح خيبر أهدوا له شاة مسمومة فأكل منها ولم يحصل مرادهم ولله الحمد، ولكنه كان يقول في مرض الموت: ((ما زلت أجد من الأكلة التي أكلت من الشاة يوم خيبر وهذا أوان انقطاع أبهري)).

أيها المسلمون: إن اليهود أهل غدر ومكر وخيانة، إنهم أهل غضب ولعنة من الله، استحلوا محارم الله بأدنى الحيل فلعنهم وجعل منهم القردة والخنازير لقد ضرب الله عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس.

أيها المسلمون: إن علينا أن نعد القوة لهؤلاء الأعداء ولكل عدو للإسلام وأبنائه مهما  كان وأيا كان، علينا أن نعد ما استطعنا من قوة بمحاربته بنوع السلاح الذي فتح الثغرة به على الإسلام. وإن علينا في مثل هذا الموقف أن نأخذ بأسباب النصر وهي: -

أولا: إخلاص النية لله بأن ننوي بجهادنا إعلاء كلمة الله وتثبيت شريعته وتحكيم كتابه وسنة رسول الله .

ثانيا: أن نلتزم بالصبر والتقوى فإن الله مع الصابرين وإن الله مع المتقين، علينا أن نصبر على الجهاد وأن نتقي الله تعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فإن مخالفة أمر الله ورسوله من أسباب الخذلان، فهؤلاء صحابة محمد مع رسول الله خالف بعضهم في أمر واحد من أوامر رسول الله في غزوة أحد فكانت الهزيمة عليهم بعد أن كان النصر لهم في أول الأمر ولكن بعد ذلك تداركهم عفو الله فعفا الله عنهم.

ثالثا: أن نعرف قدر أنفسنا وأن لا حول لنا ولا قوة إلا بالله، فلا يأخذنا العجب بقوتنا وكثرتنا، فإن الإعجاب بالنفس والاعتزاز بها من دون الله سبب للخذلان، ولقد أعجب الصحابة بكثرتهم في يوم حنين، فلم تغن عنهم شيئا، ثم ولوا مدبرين، ولكن الله أنزل سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا من الملائكة فكانت العاقبة للمؤمنين.

رابعا: أن نعد العدة للأعداء مستعملين في كل وقت وحال ما يناسب من الأسلحة والقوة لنرد على سلاح العدو بالمثل فإذا تحققت هذه الأمور الأربعة فإن الله يقول: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم [محمد:7].

أيها المواطنون: لقد ألهم الله حكومتنا في هذه الأيام وفقها الله تعالى أن تفتح مكاتب للدفاع الوطني في كل بلد، وهذه أيها المواطنون فرصة أتيحت لكم وستكون بحول الله تعالى فاتحة خير لما بعدها.

فهيا أيها الشباب انتهزوا هذه الفرصة انفعوا أنفسكم انفعوا مواطنيكم فأنتم رجال المستقبل أنتم أهل العزيمة أنتم أهل الاقدام مرنوا أنفسكم ما دمتم في طور التعلم والتمرن لا تكونوا جاهلين بأبسط أنواع الدفاع، أترضون لأنفسكم بالتأخر وأنتم الشباب الذين خلقكم الله في هذا العصر وجعلكم نشأ هذا العصر لتقوموا بما تتطلبه أمور هذا العصر من أساليب الدفاع عن دينكم وعن أمتكم، وإني لأرجو الله تعالى أن ترى أمتكم منكم ما تقر به عينها وينشرح له صدرها وأن يجعلنا جميعا من المجاهدين في سبيله الناصرين لدينه إنه جواد كريم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا المعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور [الحج:40-41].

الخطبة الثانية

لم ترد .

محامد و أدعية طباعة الخطبة بدون محامد وأدعية 

إلى أعلى

إذا كانت لديك أية ملاحظات حول هذه الخطبة، إضغط هنا لإرسالها لنا.

كما نرجو كتابة رقم هذه الخطبة مع رسالتك ليتسنى لنا التدقيق وتصويب الأخطاء

 
 

 2004© مؤسسة المنبر الخيرية للمواقع الدعوية على شبكة الإنترنت، جميع الحقوق محفوظة

عدد الزوار حالياً